الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليرحم الله الأفكار الحداثوية

وصفي أحمد

2012 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ِ
في آخر تصريح للسيد عبود الزمرأعلن فيه موت الليبرالية في مصر , و هذا يعني بكل بالضرورة أن أي فكر حداثوي سيكون مصيره مصير الليبرالية .
و هذا التصريح ليس بالغريب على عمود من أعمدة السلفية ممن يرون في كل فكرة جديدة لا تتناغم مع فهمهم للشريعة الاسلامية لا يعدوا كونه بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة إلى النار . فهم يعتبرون أنفسهم اتباع السلف الصالح دون غيرهم من المسلمين .
و للرد عليهم لابد من اعطاء تعريف محدد للسلف الصالح , و الذي يعني بالضرورة , حسب وجهة نظرهم جيل الصحابة و التابعين و تابع التابعين , حسب قوله صلى الله عليه و سلم : (( أفضل القرون قرني و الذين يلونهم و الذين يلونهم )) .
نحن هنا لسنا بمعرض الاعتراض على الحديث , بقدر ما نود أن نشير إلى أن هؤلاء السلف لم تكن لهم وجهة نظر واحدة في كل المسائل الفقهية و الحياتية التي واجهتهم لتأكيد ذلك أود أن أذكرهم بقول أبي حنيفة عندما وقف على قبر الرسول صلى الله عليه و سلم حيث قال : ( كل أرد عليه إلا صاحب هذا القبر ) . و كلنا يعلم أن أبي حنيفة كان من التابعين فانظر كيف يفكر ذلك الجيل مقارنة بتفكير صاحبنا هذا و على شاكلته. حتى أن بعضهم غير العديد من أراءه عندما انتقل من مصر إلى آخر كما فعل الشافعي عندما انتقل من العراق إلى مصر لأنه شعر بالاختلاف الجلي بين البيئتين .
ان من يقرأ تاريخ مصر , خصوصا في القرن الماضي , يرى أنها و الثقافة صنوان لا يفترقان . فمن يستطيع أن ينكر الخدمة الجليلة التي قدمها المبدعون المصريون من كتاب و موسيقيون و رجال دين للثقافة العربية و العالمية , خصوصا في القرن الماضي , فأين هؤلاء مما قام به نجيب محفوظ من تخليد للحارات القاهرية . و لسنا ننكر ما قام به الملحن المبدع و المجدد محمد عبد الوهاب من ثورة كبرى في عالم الطرب . مع جل احترامنا للحضارة الفرعونية الضاربة جذورها في عمق الزمن و التي ما زالت معالمها شاخصة إلى يومنا هذا, و ما قدمته أرض الكنانة للحضارة العربية الاسلامية من علوم و فنون حتى أن الغناء لم يتوقف و لو لسنة واحدة في روضة الثقافة هذه . و ما رائد النهضة المصرية الحديثة ( ممحمد علي باشا ) عنا ببعيد .
و من يمعن النظر بمسيرة البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا يرى أنها في حالة حراك نحو الأمام لأن ذلك من سننها التي جبلها الله عليها .
ليعلم الاسلامويون أن ما حصل في مصر و غيرها من البلدان الاسلامية من فوز لهم على أتباع الأفكار الحداثوية , ليبرالية كانت أم ماركسية و حتى قومية سيكون نصرا مؤقتا في حال فكر هؤلاء استخدام السلطة لفرض لون واحد على مجتمعاتهم و ليتعضوا بنتائج الانتخابات الرئاسية المصرية , إذ اضطروا إلى خوض جولة ثانية من الانتخابات على عكس النصر السهل الذي حازوه في الانتخابات التشريعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري