الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوجة مع وقف التنفيذ

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 9 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


زوجة مع وقف التنفيذ
مقعد للجلوس في انتظار الوقت يمضي، الشرود يصبح حاضرا في ارجاء المكان وفي سحابات الذاكرة، تتفاوت حدة الانتظار من شخص لاخر اذ ليس دوما في الانتظار ملل وحيرة، لكن هناك دوما استفسار غير مبرر اكثر منه مبرر والنفس امارة بتضخيم كل ما يحمل بعض من شبهة حتى نصبح عبيد هلاوسنا فلا ننفك نستفسر من اشخاص لا نعرف ان كان يحمل صفة المساعدة او لا!.
المرأة بشكل خاص عندما تكون في حالة انتظار لا تستطيع ان تقف صامتة امام طاحونة خوفها من الوقوع في الخطأ فتبقى في حالة استنفار لكل طاقاتها حتى ينبلج النهار.
كانت تجلس على مقعد قريب من مقعدي لكن هناك مسافة تفصل بيننا كتلك المسافة التي تبعدها عن طلب المساعدة، اخذت تقرب المسافة التي تبعدنا عن بعض جلوسا لتقترب من مقعدي اكثر، فيما اخذت اتبين توترها وحزنها، على استحياء تصل الي وعلى استحياء تظهر لي الورقة التي بيدها وهي خدمة جديدة اصبح يوفرها البنك للزبائن لتحقيق العدالة بالانتظار، حتى نكون اسوياء في المطالبة بالحق ما دمنا لا نستطيع اقامة العدل بوازع من انفسنا.
لم تكن تلك السيدة في عمر جدتي ولا هي في عمر امي، فقد كانت بعمر نشأة المدارس وحق المرأة بالتعليم، وكانت بعمر انتشار الجامعات كمنارات للعلم، كانت بعمر خروج المرأة للعمل وتبؤ اعلى المراكز، كانت بعمر مشاركة المرأة بالحياة السياسية والنيابية.
حزنت جدا وانا ارقب توترها وحيراتها وهي لا تستطيع ان تقرأ رقم بطاقة الانتظار الخاصة بها وصوتها الذي لا يطاوعها بالسؤال عن حاجة ترى بأنها كانت من حقها وسلبت منها، وحزنت اكثر وهي تتنقل بيني وموظف البنك لقراءة الرقم فتعرف دورها وترتاح.
رغم كل الجهود التي تحسب في مشوار المرأة الطويل الا ان خطواتها تشبه الى حد قريب غرف الماء بالسلة، فما زالت بعيدة عن تحقيق فرص متساوية مع الرجل حتى تساهم بكل طاقاتها في التأثير في عمليات التنمية المجتمعية كما انها ما زالت بعيدة عن اختيار فرصتها بالتعليم.
احدى الاسر المتعلمة قررت عن ابنتها قبول زواجها من رجل ترى بأنه فرصة لها من حيث تعليمه ومستواه الاجتماعي، ولم تستطع ان ترى في ابنتها مريول المدرسة او ضفيرتي شعرها فكانت النتيجة انها رجعت بالاسبوع الاول من العسل دون ان تعرف ماذا يعني عسل او حتى زواج لان الزوج اخر من يعرف بأمور الزواج.
لتصبح بعد ذلك بقايا امرأة تحمل على وزرها جبل من الهموم وهي ما زالت صغيرة بعمر المدرسة.
عالم المرأة ما زال عالما مفقودا وضوء الصباح خجولا والجهود مبعثرة للوصول بالمرأة الى بر الامان لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع وليس مجرد رقم صعب يستخدم في تعديل نسب الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تهانينا آنسة عبلة
الحكيم البابلي ( 2012 / 9 / 9 - 09:47 )
الزميلة العزيزة عبلة عبد الرحمن
تهانينا على نشر مقالك في الصفحة المختارة ، وأتمنى عليكِ الإجتهاد أكثر وأكثر كي
أرى إسمك ونتاجاتك دائماً تحت الأفياء والأشجار الوارفة الظِلال
تحياتي


2 - موقف مؤثر
علاء علان ( 2012 / 9 / 9 - 21:55 )
نحزن عندما نرى الظلم الذي تتعرض له المرأة ، خاصة في المجال العلمي ، و لكننا نفرح بذات الوقت عند رؤية مثقفات مثلك .


3 - تحية لحكيمنا البابلي
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 9 / 10 - 08:20 )
تحياتي حكيمنا البابلي
اشكرك جدا على امنياتك الطيبة وتهنئتك الرائعة
التهنئة ستكون منا جميعا للمرأة عندما تتكلل الجهود جميعها في مسار اعتلاء المرأة مكانتها الحقيقية كنصف المجتمع لها ما عليها من الحقوق والواجبات
الحقيقة ان اختيار المقالة للصفحة المختارة كان تعبيرا صادقا من الحوار المتمدن للمرأة ومناصرتها
حكيمنا البابلي كلماتك هي الدافئة وروحك ترفرف علينا ظلالا ساحرا


4 - تحية صديقي علاء
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 9 / 10 - 08:29 )
تحياتي صديقي العزيز علاء علان
المرأة المثقفة لا تأخذ مكانتها الا بوجود عقلية رجولية مستنيرة وانت مثال على ذلك

اخر الافلام

.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي


.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب




.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار