الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماعات الدينية ...الاهتمام بالمظاهر الخارجية للدين وتجاهل حاجات الانسان الاساسية

احمد داؤود

2012 / 9 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سباقها المحموم للوصول الي سدة الحكم واعادة انتاج الراي العام حسب الايدلوجية الدينية ،تسعي كثير من الجماعات ذات التوجه الديني سواء اكانت اسلامية او مسيحية والتي تدعي تمثيل الاله وتتحدث باسمه ،تسعي الي الاهتمام بالمظاهر الخارجية للدين في وقت تتجاهل فيه الحاجات الاساسية المرتبطة بحياة الانسان ،وبينما تهتم بتشيد المعابد ،تغفل كلما يرتبط بحياه الانسان ومصيره،وما ان تتطأ قدماك احدي الدول التي تحكمها جماعة او تنظيم ذو توجه ديني ،حتي تدرك مدي صحة ذلك،ففي الوقت الذي تكثر فيها المساجد والكنائس تقل المدارس والمشافي والمراكز
الصحية المتطورة. وليس غريبا ان تجد مدرسة واحدة مقابل كل عشرة مساجد.
ولكن مايثير الدهشة هو انه حينما وضع الدين ،فانه لم يوضع الا ليربط الانسان بواضعه ،او يساعده في تسيير شوؤن حياته ،أي بمعني اخر ليخرجه من الظلمات الي النور ،بيد انه وبسبب الفهم السالب والاستخدام السئ له من قبل تلك الجماعات انقبلت المعادلة ،فبدلا من تكون الاولوية للانسان اصبح للدين ،وعلي الرغم من ان الذي وضعه قادرا علي حمايته تعمل الجماعات الدينية علي حمايته ،ولكن حمايته من من؟ من الانسان الذي سخر لخدمته. وفي سباقها المحموم نحو الحماية المزعومة للدين تناست تلك الجماعات وتجاهلت حاجات الانسان بل انها تسببت في انتهاك كرامته والتقليل
من شانه عندما استغلت موارده لخدمة الايدلوجية الدينية.
ويثبت العقل انه مالم يتمكن الانسان من اشباع حاجاته الاساسية ،فانه سيعجز في اقامة شعائره الدينية،فالجوع او الخوف مثلا يمنعان الانسان ويحرمانه من العبادة ، وقيل قديما ان الفقراء لا يمارسون الفضيلة ،وحتي يقيم الانسان شعائره الدينية يحتاج في المقام الاول الي الامن والسلام والحرية والغذاء والرعاية الصحية،واذا افتقر لتلك الاشياء فغالبا ما يبتعد عن الدين او يتجاهله بصورة غير مباشرة لان جل تفكيره يكون منصوبا حول كيفية توفير لقمة العيش او مناهضة الموت والفناء.
وعلي الرغم من ان المنطق يوكد بان الاولوية للانسان ،ويلزم في ذات الوقت الجماعات الدينية وخاصة تلك التي تجلس علي سدة الحكم ،بان تعمل علي توفير الحاجات الاساسية للانسان،الا انها تهتم بمايعرف في نظر المنطق بصغائر الامور،وتسخر كافة موارد الشعب لبناء الاديرة والمساجد والكنائس ،رغما عن ان الشعائر الدينية يمكن اقامتها في امكنة اخري ،بينما الامن والغذاء والتعليم والصحة لا يمكن ايجادهما الا في الامكنة التي خصصت من اجل ذلك ،فالعلم والرعاية الصحية علي سبيل المثال لا يتوفران الا في امكنة بعينها ،الا ان الصلاة يمكن ان تقام في أي مكان اخر غير
المسجد او الكنيسة .
ولكن يبرز السؤال طالما ان تلك الجماعات تؤمن بفكرة اولوية الانسان علي الدين فلماذا تنتهج اسلوبا مغايرا لذلك وتسخر جل وقتها وكافة موارد الشعب في الاهتمام بالمظاهر الدينية في ذات الوقت الذي تتجاهل فيه حاجات الانسان الاساسية ؟ لسبب بسيط ،هو انها تسعي الي خلق شعب تابع ومطيع يلتزم بتنفيذ توجهاتها،فالمعابد بكافة اشكالها اضحت منبرا تُعرض من خلالها التوجهات السياسية وليست مكانا لاقامة الشعائر الدينية ،كما ان اشباع رغبات الانسان قد تساعده في تحرير ذاته من سلطة المؤسسة الدينية التي تسعي الي اعادة انتاجه، ولكيما يتمكن الانسان من تحرير
ذاته تعمل تلك الجماعات علي تجويعه وافقاره وسلب حريته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبت وضع من اجل الانسان
حكيم العارف ( 2012 / 9 / 9 - 12:49 )
هكذا يقول الكتاب ... السبت كيوم للراحه وضع كيوم راحه للانسان واسعاده وسلامته وفرحه..


ولكن اليهود لم يفهموا الرساله التى من اجلها وجد يوم السبت كيوم راحه...
واصبح من يعمل اى شئ و لو للخير هو مجرم بالشريعه اليهوديه .

هكذا بالاسلام ... الاهتمام بالمظاهر الخارجية كالصلاه و الصوم والحجاب فى الاسلام اهم من الحاجات الاساسية المرتبطة بحياة الانسان ...

واصبح الخارج عن هذه المظاهر كافر بالاسلام

منافقين ... منافقين ...منافقين ... منافقين ... منافقين ... منافقين ... منافقين ... منافقين ...

اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل