الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الأزلي بين الشرق والغرب ... فكريا .. ثقافيا .. دينيا .. سياسيا

خالد تعلو القائدي

2012 / 9 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


• الصراع الفكري :
التفكير الشرقي تفكير ضيق ، لا يعتمد على المهارات المعرفية والخبرات وفق مبدأ التجربة والاختبار الدقيق واستنتاج النتائج الايجابية ، والمهارات الفكرية في الشرق تعتبر أفكار آنية غير مخطط لها وفق سياق صحيح ، أما التفكير الغربي تفكير واسع يعتمد على مبدأ الاختبار والتجربة الصحيحة ومعالجة السلبيات وفق سياق ومعيار معرفي دقيق ، والآفاق الفكرية ( التربوية والتعليمية ) لدى الشرق لا تعطي النتائج الايجابية لأنها تفتقر الى الخبرات والمعرفة ، والتفكير الشرقي تفكير رجعي قديم أساسها الاعتماد على الخبرات المتوارثة ، أما لدى الغربيين فان أفكارهم حديثة ، متطورة مبرمجة وفق التغيرات الحاصلة في المجتمع الإنساني الحديث ، وذات آفاق معرفية واسعة ، فالشرقيين يفكرون بالأمس واليوم فقط ، أما الغربيين فأنهم يستفيدون من الأمس ويفكرون اليوم ويخططون للمستقبل بشكل دقيق وصحيح .
• الصراع الثقافي :
نحن جميعا متفقون ، ان مفهوم الثقافة تعني أن تعرف شيء من كل شيء وليس بالضرورة أن تعرف كل شيء ، وفي الحقيقة الثقافة الشرقية ثقافة قديمة جدا والماضي أساس ثقافتهم ، وبشكل اصح ثقافة الشرق ثقافة مكتسبة غير متطورة ، وللأسف فان ثقافة الشرق ثقافة شكلية لا جوهرية ، لو أخذنا فرضيا وقارننا بين الشرق والغرب وفق الثقافة العلمية والمعلوماتية ( الانترنيت نموذجا ) نجد إن الإنسان الشرقي يفتقر الى ثقافة الاستفادة من الشبكة العنكبوتية بل التثقيف العلمي غير موجود في المجتمع الشرقي على عكس ذلك فان المجتمع الغربي استطاع الاستفادة من التطور الحالي وأصبح ملاحا حقيقا في بحر الثقافات الحالية ، طريقة التحدث عند الغربيين وفي شتى المواضيع تختلف جوهريا مع طريقة التحدث عند الشرقيين ، لان المجتمع الشرقي مجتمع منغلق ومتقوقع داخليا مع ثقافات قديمة ، وليس بمقدور الشرقيين السير جنبا مع جنب المتغيرات الحاصلة في المجتمع الإنساني ، وهم أشبه بمجتمع بدائي غير متطور ، وللأسف الشديد فان مفهوم الثقافي في الشرق مفهوم شكلي ، أي عندما يقوم الفرد الشرقي بتغير مظهره أو القيام بأعمال أخرى مكتسبة يعتقد بأنه قد وصل الى قمة الثقافة ، بينما المجتمعات الغربية مجتمعات متحضرة ثقافيا وهم أناس بسطاء من حيث التغيرات المظهرية .
• الصراع الديني :
عندما نتحدث عن الصراع الديني بين الغرب والشرق ، نجد صعوبة كبيرة في إيجاد أرضية خصبة للنقاش حول هذا الموضوع ، لان هناك ترابط ما بين الشرق والغرب ضمن المفهوم الديني حيث نستطيع القول هنا ،يوجد هناك ديانات مشتركة بين الجهتين وخاصة الديانة المسيحية ، أي إن هناك ديانة واحدة على الأقل مشتركة بين الشرق والغرب ، أضف الى ذلك بان الديانة اليهودية موجودة في الغرب وأيضا موجودة في الشرق بالإضافة الى الديانة الإسلامية التي أصبحت ذات مكانة قوية في الغرب ، ولكن عندما نتحدث عن مفهوم الصراع الديني نجد بان الغرب ينظرون الى هذه الديانات نظرة واقع حال أي أنهم يتعاملون مع مفهوم الدين كمفهوم غير تعصبي ، بينما الشرق على خلاف ذلك يتعاملون مع المفهوم الديني على أساس التطبيق الكامل للتعاليم الالهيه ، وبشكل تعصبي متطرف دون ان نشخص ديانة معينة ، بل هي حالة فرضية إجبارية على المجتمع ، وللأسف فان المفهوم الديني في الشرق أصبح مفهوما تسلطيا على المجتمع الشرقي وبضاعة جاهزة لاستخدامه كسلاح ضد التطور والتحضر ، ولا ننسى بان الشرق ارض الأنبياء والرسل وهناك العديد من المعتقدات الأخرى الموجودة في الشرق كالايزيدية والزرادشتية وهي من الديانات القديمة ، تعاني من هيمنة الديانة أخرى عليها وهي تصارع معها من اجل البقاء أي إن هناك صراع ديني أخر مزدوج بين الشرق والشرق نفسه ، بينما لا يوجد هكذا صراعات في الغرب ، أي إن تلك الديانات والمعتقدات أصبحت بإمكانها ممارسة تعاليمها الدينية في الغرب دون العمل على معاداتها من قبل الغربيين أنفسهم .
• الصراع السياسي :
المفهوم السياسي في الشرق مفهوم حديث الولادة ، بينما في الغرب يتميزون بسياسة تغور في القدم ، وسياسية الشرق سياسة فوضوية _ تسلطية تفتقر الى أهم الأسس العدالة الحقيقة للتعامل مع الواقع الشرقي الذي يعاني من هيمنة الدين على السياسة وعدم الفصل بينهما ، بينما في الغرب فان السياسة لا تخضع للدين بتاتا أي أنهم يطبقون مفهوم العلمانية والديمقراطية بشكله الصحيح ولكن الشرقيين مازالوا تحت رحمة تطبيق التعاليم الدينية في بلدانهم والدين عندهم الدستور الحقيقي في تطبيق مفاهيم الدولة الحديثة ، في الآونة الأخيرة وبعد دخول دول الشرق وخاصة الدول العربية في صراعات مع شعوبهم أصبح المفهوم السياسي لديهم تطبيق الدين في بناء مفهوم الدولة الحديثة دون الاعتراف بمفهوم العلمانية والديمقراطية الحديثة ، واغلب سياسات الشرق هي سياسات رجعية ذات طابع تخلفي ، بينما الغرب ينظرون الى السياسية نظرة مخالفة عن الشرق ، تعتمد سياساتهم على مبدأ تطبيق العدالة ضمن المجتمع الإنساني وعدم فرض سياساتهم على شعوبهم بالقسوة أي إنها سياسات غير إجبارية بينما سياسات الشرق هي سياسات مفروضة يجب خضوع لها وتقديسها حتى لو كانت تلك السياسات خاطئة ، ونحن هنا لا نستبعد كون السياسات الغربية أيضا فيها شوائب ولكن الغربيين يعالجون تلك الشوائب على أساس ديمقراطي علماني حقيقي وصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس