الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اله وانسان ام الهان وانسان

احمد داؤود

2012 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعترف كافة الكتب التي تشير الي انها منزلة من السماء بوجود اله للكون،بيد ان كل منها يصور ذلك الاله حسب توجهاتها،كما انها تشير الي وجود قوي اخري مناهضة لذلك الاله تسميه بالشيطان،وتعلن تلك الكتب ان الشيطان تمرد علي الاله مما تسبب في طرده من الجنة ،وتصف الذين يومنون بالهها بالمومنين وتبشرهم بالجنة والحور العين،اما الاخرين الذين يناهضونها فهي تعتبرهم كفارا ومشركين،وتطلق عليهم صفة اتباع الشيطان،وتقسم العالم الي فريقين _فريق الله ،وفريق الشيطان _،فتصف الاله بالعادل والغفور والرحيم،بينما تدمغ الشيطان بالخداع والمداهنة والشر المستطير،ورغم وجود اختلاف بين الاله والشيطان في عدة جوانب الا انهما يتفقان في جوانب اخري ،فمثلما ان الاله قادرعلي التحكم في حياة الناس ،كذلك الشيطان ،فالاله يتحكم في حياة الانسان حسب ماتؤكد الكتب المقدسة عن طريق تنقيته وهدايته الي الخير،بينما يتكفل الشيطان بفعل العكس ،وتنسب تلك الكتب كلما هو خيرالي الاله، اما الشر فهي ترميه علي الشيطان ،فتصبح حياة الانسان صراع بين قوتيين تسعان للسيطرة عليه ،وما ان يات الاله بشي حتي ياتي الشيطان بضده،وهنا يبرز السوال هل سلوك الانسان بشري ام الهي ام شيطاني ،وهل للشيطان وجود حقا حسب ماتزعم تلك الكتب ام ان مايحدث هو صراع بين الهان احدهما هو اله الكتب المقدسة والاخر هو الاله المضاد الذي تسميه بالشيطان.
اشرنا في جزء من المقال الي ان الكتب المقدسة تسلب الانسان حقه في تقرير مصيره،وترجع كلما يصدر منه الي تلك القوتان،فكلما هو خير فهو الهي ،اما الشر فهو شيطاني حتي ولو كان صادر من الانسان،الا ان العقل يثبت خلاف ذلك ،فالانسان باستطاعته ان يدير حياته وليس بامكان القوي الخارجية ان تسيطر عليه ،فعن طريق التجربة اصبح يميز بين الخطا والصواب ،بل انه اثبت خطأ المزاعم التي تزعمها الكتب المقدسةوفندها بالعقل والمنطق ،بل ان تلك الكتب خرت صريعة امام عقل الانسان وفكره،كما ان النظم الاخلاقية والتعاليم التي جاءت بها تلك الكتب اثبتت فشلها امام تلك الخاصة بالانسان،وطالما ان ماجاءت به سقط امام الانسان ،وطالما انها منزلة من الاله ،فلايعقل ان يتحكم ذلك الاله الفاشل في تقرير مصير الانسان ،والتاريخ يورد كيف تطور الانسان من الحياة البدائية المتسمة بالحروب والجهل والتخلف الي حياة العلم والتكنلوجيا ،ونجح في تسخير قوي الطبيعة دون ان يجد دعما من اله الكتب المقدسة او الشيطان الذان اكتفيا بدور المتفرج.فان قالت تلك الكتب بان الله خلق الانسان ليتحكم في تقرير مصيره لكان افضل لها ،ولكن لان تزعم بانه يسيره ويتحكم في حياته فهذا ما يكشف ادعاءاتها،كما ان فكرة تحكم تلك القوتين في حياة الانسان تجعل من الاله ظالما لانه يعاقب الناس علي اشياء ارتكبوها دون ارادتهم وخاصة انه يقول (لاتزر وازرة وزر اخري)، (بر البار عليه يكون ،وشر الشرير عليه يكون).
من جانب اخر فان الكتب المقدسة رغم تاكيدها بان الاله هو من خلق الشيطان ،الا انها تضع الثاني في مرتبة الاول ،وبينما يات الاله بالخير يتكفل الشيطان بالاتيان بنقيضه ،وهنا تعادل قوته قوة ذلك الذي خلقه ،ولو لم يكن لهذا الشيطان قوة متساوية لقوة الاله لما وقف ضده او ناهضه،فبدلا من يكون مخلوق يصبح ندا قويا،وهنالك فرق بين علاقة الخالق والمخلوق وعلاقة الشي بنده،ورغم ان ذات الاله قادر علي كل شي الا انه عجز عن ايقاف الشيطان في حده،بل اصبح يتوعده بيوم يعرف بالقيامة وهذا يثبت(اما ان هنالك الهان متعادلان في القوة ولايستطيع احدهما استئصال الاخر،او ان الشيطان مجرد اسطورة)فيكون الصراع الذي يشهده العالم بين اله الكتب المقدسة واخر يناهضه يعرف بالشيطان (اي بمعني اخر الاله المضاد).
ولئن اثبت العلم الحديث وجود اله للكون الا انه فشل في اثبات اله مضاد له (اي الشيطان) فقانون السببية يمكن ان يشير الي وجود اله ،لانه لاشي ياتي من فراغ وانما بسبب ،وطالما ان لكل علة معلول فلايمكن ان يوجد هذا الكون من عدم .كما ان ذات الاله تمكن من اثبات وجوده بعدة اشكال ،بيد ان نظيره الاخر فشل حتي الان في اثبات ذلك وطالما انه لم ياتي بما يثبت وجوده،فان الواقع يلزمنا بان نكفر بفكرة وجوده.

ولكن يبرز السؤال مرة اخري لماذا خلق الانسان اسطورة الشيطان او الاله المضاد
حينما عجز الانسان في ادراك ماهية الوجود وتفسير حوادث الكون لجأ الي اختراع اسطورة الاله لادراك وتفسير تلك الاشياء الكبيرة علي عقله وفكره،ولكنه مقابل ذلك عجز عن ادراك اشياء اخري ظلت تورقه باستمرار،فهو عن طريق التجربة عرف الخطا والصواب ،والشر والخير ،حيث كان ينسب الخير للاله ،بيد انه لم يشا ان ينسب الشر الي الاله ،ولكنه لكي يتبرا منه قام باختراع اسطورة (اله الشر)وبمرور الزمن ومع تعاقب الاجيال تم تحويل اله الشر الي مخلوق اخر عرف بالشيطان،ومنحت كل صفات الاول للثاني ،بل ان ذلك الشيطان اصبح بمرور الازمان يتجسد في شخصية الاخر المختلف. وبدلا من ينسب الانسان الشر لذاته اوذات الاله الذي يومن به ،سينسبه للشيطان او الاخر المختلف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس