الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماوراء رفض العلمانية ؟

احمد داؤود

2012 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اثبتت فكرة فصل الدين عن الدولة نجاحها،ودحضت في ذات الوقت فكرة الدولة الدينية ،وعلي الرغم من النجاح الكبير الذي حققته العلمانية في كثير من الدول الا ان البعض يسعي الي استئصالها والتقليل من شانها .
وتكمن فوائد النظام العلماني في انه تمكن من تحييد الدولة ،وفصل في ذات الوقت بين الدين والسياسة ،كما انه عمل علي تخفيف حدة الاستقطاب مابين اصحاب المعتقدات والافكار المختلفة، واعتبر ان المواطنة اساس الحقوق والواجبات،واقام دولة العدالة والمساواة،وبغض النظر عن الهجوم الذي ظلت تتعرض له الدولة العلمانية من قبل دعاة الدولة الدينية القابضة وتاكيدهم بان العلمانية "كفر مبين وطعن في الدين"،الا ان العلمانية كمذهب وفكرة عملت علي حفظ الاديان ومساعدتها في التعبير عن ذاتها والتبشير بتعالميها وحمايتها من الاستغلال السياسي السئ،والتاريخ
يخبرنا كيف نجحت اروبا ذات التعدد الديني والثقافي والمذهبي في حقن الدماء بالاعتماد علي النظام العلماني ،واضحت رمزا للتقدم والكرامة وانهت استبداد وطغيان رجال الموسسة الدينية.
في المقابل فان الناظر لاوضاع الدولة الدينية يدرك بانها لم تضف للانسانية شئ يذكر سوي الحروب والتخلف والجهل ،كما انها تسببت في تقسيم الناس حسب الاعراق والثقافات والمعتقدات وفضلت بعضهم علي بعض،ودعت في ذات الوقت الي اراقة دماء كل من يخالف توجهاتها ،ومنعت حرية التعبير والتفكير والاعتقاد،واعتبرت بانه لادين الا ما تعتنقه ،وعملت علي اعادة انتاج الاخرين داخل بوتقتها،ورفعت شعار ان العرق والدين هما المعيار الامثل لنيل الحقوق والامتيازات او التمتع بموارد الوطن،كما انها حطت من كرامة المراة واعتبرتها ادني من الرجل ،بل ان بعض تلك الدول
ما زالت حتي الان تمنع النساء من تولي المناصب السياسية العليا ،او قيادة السيارات ،وتنظر اليها في ذات الوقت باعتبارها عورة ، وتختزل شخصية المراة في الجوانب الجنسية ،وتشير الي انها مجرد اداة للانجاب.
وعلي الرغم من ان دعاة الدولة الدينية يجدون ذواتهم داخل الدولة العلمانية مثلما الامر في كثير من الدول المتقدمة التي تمنحهم حرية التعبير والتفكير والاعتقاد وكافة الحقوق الاخري ،الا انهم يعملون علي تقويضها وهدمها،ولكن يبرز السؤال طالما انهم يدركون قيمة العلمانية جيدا،فلماذا يرفضونها ويسعون الي استئصالها ؟
لانها تنزع عنهم لباس القداسة والشرعية ،فهم لايهدفون الي اقامة شرع الله حسب ما يزعمون ولكنهم يسعون الي استغلال الدين لتنفيذ وتحقيق الاجندة السياسة ،فالدين بالنسبة لهم عبارة عن (راسمال) او اداة لكسب الشرعية ،وحينما يحرمون من تلك الاداة او يصبح الدين امر خاص بين الانسان وذاته او بينه وبين خالقه حينها لايحق لاحد ان يدعي التحدث باسمه او الدفاع عنه مما سيودي الي انهيارهم ،وحتي يضمن هولاء البقاء علي سدة الحكم طويلا فلابد لهم من مناهضة كل ما يودي الي فصل الدين عن السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع