الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوس الجنسي في غزة

سونيا ابراهيم

2012 / 9 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حيث تزداد مظاهر التدين في قطاع غزة ، و مدنه الصغيرة المهمشة ، نجد كثيراً من القضبان تبحث عن حقها في الميراث " للذكر مثل حظ الأنثيين " ، و تعدد الزوجات ، و منع الاناث من السفر إلا بمحرم ؛ إلا في حال بعض العائلات النادرة المنفتحة عقلياً ، التي قد تسمح بذلك ، و من ثم حقوق رجال السياسة و قادة الأمة في خداع الشعب الغزي الفقير ، و إحباطه ، و الدعاء لهم في خطب الجمعة ، فإننا نجد المرأة وحيدة ، و لا يحق لها أن تطالب بالمساواة ، و حتى إن اجتهدت ، و وجدت عملاً قد يسئ لكرامتها بسبب الفقر ؛ فهي ما زالت غير حرة بالتصرف – حسب تفكيرهم – براتبها الشهري ، و وجدت هنا الكثير من العائلات ، التي تدفع بناتها على العمل بأجور زهيدة من أجل تقسيم راتبها الحكومي دون اعطائها أي نقود حتى لتوفير مواصلات تليق بإنسانيتها للذهاب إلى العمل !! و هنا أذكر عدد المعلمات اللاتي كن يأتين إلى المدرسة بجوارب ممزقة ، و هن يدفعن أقدامهن الصغيرة الممتلئة بأحذية بلاستيكية مهترئة ، و هي تتحدث عن الأخلاق ، و التربية ؛ لتغطي على اضطهاد زوجها أو أبيها أو حتى أخيها الذي يصغرها ، و يتحكم في حياتها .. و من ثم تأتي معلمة بعدها تشرح معادلات رياضية .. لم تستطع المرأة حتى الآن في غزة من حل معادلتها ؛ فهي تعلم أن جميع ذكور العائلة ، و رجال السياسة و القانون ( المخصيين ) ينفذون أمر الله ، و شرعه .. و كله بما يرضي الله منذ القدم ، و حتى الآن !
*******
الرجل الشرقي في غزة ، و الذكور المسلحون ، منهم رجال المقاومة ، و بعضهم الآخر هو من رجال الشرطة التنفيذية – الاسلامية ، و هم ملتحون بذقون ، و بنظرات عابسة تخبئ شرههم ، و كبتهم الجنسي .. و تحصل في غزة - على مدار الخمس أعوام – مفارقات لا تتوقف عن أذية مشاعر كل انسان ، و على وجه الأخص الاناث منهنّ .
:
الفتاة العذراء التي تصاب بآلام الطمث ، قد يمنعونها من تناول بعض الأدوية المسكنة للآلام ؛ فهم يخافون على قدرتها على الانجاب ، رغم أن الأدوية هي موصوفة طبياً .. و منهم من يدعو الله بأن يريحها من آلام كل شهرٍ ؛ لكي تتزوج ، فبعد الزواج كل شئ – حسب تحليلهم الرجعي – سوف يصبح أسهل ، و بدون أي أوجاع ! اذن فليستجيب الله الذكوري المقدس ، لدعوتهم الالهية بأن يُتموا زيجتها على طريقة بيع – شراء بقرة !
****
اتهمتني والدتي في إحدى المرات عندما وضعت بعض الكحل الأسود في عيني بأني امرأة باغية ، فالمرأة المتبرجة هي تطمح فقط لتنال إعجاب الرجل ( ؟؟ ) و ان كانت هذه الفتاة لا تؤمن بأن معظم ذكور مجتمعها الغزي هم رجال ( !! ) و قد يبدو ذلك فاضحاً ، لذلك هي لا تفضحه أو تردده أمام الكثير ممن يصطفون إلى ذلك الجانب المعتم !
******
الفتاة التي ترفض وضع الحجاب ، هي " فضيحة " بالنسبة لمعظم أهل مدينتي جنوب غرب غزة ، فكل النساء محتجبات ، و هن يخضعن لتعاليم شريعة لا أهمية ، و لا طائل من وراءها سوى إهانة انسانية المرأة ! و قد نجد أيضاً أن الفضاء حول الجامعات – مبنى البنات – قد أصبح مكتظاً بباعة الفرش ، و الباعة المتجولون ، و تستطيع الحكومة – عبر الأنفاق – و من ثم التجار كسب الكثير من الأموال من بيع و شراء حجاب العقل ، قطعة القماش التي يفرضونها على نساء غزة ، و هن كالمسكينات مقتنعات بأن ذلك سيحفظهن من وسواس الشيطان !
*******
الاسلام هو بالطبع دين يعترف بحقوق المرأة ، و يحترم ، و يصون كرامتها ، و الدليل على ذلك تجده في المحاكم الشرعية ، و القاضي يستمع إلى قصة امرأة تخبره عن زوجها الذي طردها من المنزل ، و حرمها من رؤية أولادها .. و القاضي ما زال يرفض اعطاءها الطلاق ، لأنه حسب شريعتهم هي بدون كرامة ( !! ) أليس ذلك متناقضاً إلى حد القرف ، و الاشمئزاز ؟ زوجها أجبرها على أن تقبل قدميه ، و هي تتوسله رؤية أطفالها ، و طردها .. القاضي مهتم جداً بالعائلة ، التي يبدو أنها غير متماسكة بسبب أب ذكوري متعنت ، و المهم هو أن تبدو المرأة بكدماتٍ على وجهها ، و هي تتلقى رفض المأذون الشرعي / القاضي كل مرة لمنحها الطلاق من زوجها – الذي تزوجها حسب " الشريعة الاسلامية " !!
******
الرجل المحافظ ، الذي يصون عائلته ، قد يضرب زوجته ، و يكسر دمية ابنته الطفلة ، و لكنه يكسر عنق زوج أخته في حال تسبب بالأذى لها .. فالأخت لا أحد يضربها إلا ذكور العائلة ، و لا أحد يمنحها أو يمنعها عن الحياة إلا ذكور العائلة ، و ان كانت هذه حالات قليلة التي نجد فيها رجلاً قد يقف إلى صف أخته أمام رجل ذكوري آخر ..
*****
الرجل الذي يبيع العطور هو رجل ذكوري جداً ، و المرأة التي تضع العطور خارج المنزل هي زانية حسب " دينهم الاسلامي " ، و هو لا يسمح لزوجته بالخروج من المنزل إلا و هي ترتدي الكوندوم الواقي .. الذي يشعر بالكسل من ارتدائه - أقصد النقاب الأسود ، و المعاصم التي تغطي ذراعيها من أسفل المعطف الأسود ( !! ) هوس جنسي بطريقة سادية ، و مبتذلة !
*******
في الخمس سنوات الماضية ، ظلت حكومة حماس و لفترة طويلة ، تغطي على انتشار أدوية – الأترامادول ، و التي كان يتناولها الشباب الغزي بكثرة ، و هم يرهقون روحهم ، و يدمرون أجسادهم ؛ بسبب العنف و الكبت الذي تمارسه الحكومة عليهم ! و جدير بالذكر هنا أيضاً أن الحكومة تمتلك شرطة ، اسمها شرطة الأنفاق ، و التي كانت تكسب أرباحاً على كل شريط من هذه الأدوية ، و تفرض عليه الضرائب ، و يضطر أن يدفعها التجار ؛ للحصول على راحة بالهم ، و بال العاملين لديهم ! و كأن فتاوي الدين الاسلامي ، التي يتاجرون بها ؛ من أجل اشباع رغباتهم و الفنتازيا الخاصة بهم ، تسمح بالخفاء لكل من هو مقموع أو مكبوت بأن يعيش حالاً من راحة البال في ظل غياب كل هذه المحرمات عن نوع الحياة في الضوء !!
********
في الأشهر الأخيرة سمعنا قصصاً ، و أكدت ذلك صديقة لي ، يعمل والدها طبيباً في إحدى المستشفيات الحكومية حيث وقعت الحادثة ! امرأة وصلت إلى المستشفى ، و هي مصابة بحالة تسمم ، و ضعت لها عائلتها المصون السم بعد أن سمعت من إحدى الذكور حولها أنها تقيم علاقة مع رجل دون عقد زواج ، الأخ الأصغر للابنة كان قد تعاطف معها ، و أوصلها إلى المشفى ؛ ليصل عمها ( و هو قائد في كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس ) ، و هو مستاء لسماعه أخبار عن تحسن صحتها ؛ فيقتلها أمام الأطباء ، و يصيبها بالرصاص ، و هم عاجزين عن التصرف خوفاً من جبروته ! ماتت الابنة ، و لم ، و لن ينفذ أحدهم حكم الإعدام بحق الجاني ، فهو رجل ، و حياته أهم من حياة المرأة " الزانية " ، التي قتلوها دون أي أدنى حق لهم بأخذ روح من جسدها ، هم لا يملكون حق أخذها أو اعطاءها من أي أحد !
*****
لا .. في غزة ليس فقط العدو الصهيوني يقتلنا ، و ليس هو فقط من يحجزنا أو يحطم أحلامنا ، و مستقبلنا .. بل الجهل ، و قلة الوعي ، و احتقار المرأة ، و كبت الحريات ، و تدعيم المحكمة الشرعية ، التي هي ضد كل حقوق الانسان سواء المرأة أو الطفل .. تراكم الإرث القبلي ، و رجال القانون الذكوريين ، و أتباع قادة السلاح ، و أعداء الفكر .. هم أيضاً من الغزاة !


التفرقة الجندرية ، و قمع الاناث ، و الذكور الممنوعون من ممارسة العادة السرية .. والمروجون للزواج ؛ أقصد الاغتصاب المبكر ، و الهوس الجنسي ، و الذكورية السادية ، هي - منذ ما يزيد عن خمس سنوات - العنوان الأدق لوصف حالة غزة المعنوية ، و الثقافية ، و النفسية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غرائب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدلي جندي ( 2012 / 9 / 10 - 17:00 )
المرأة الفلسطينية مغتصبة مرتين مرة بطريق الإحتلال والأخري بطريق الكفاح ضد المحتل


2 - يا غزة - ستان
حميد خنجي ( 2012 / 9 / 10 - 17:37 )
شكرا أيتها الكاتبة على هذا المقال/ المشهد المأساوي للإنسان - خاصة الأنثى- في غزّة، التي أصبحت رهين المحبسين , وتوأماً للنظام الطلباني


3 - مظاهر التدّين
شامل عبد العزيز ( 2012 / 9 / 10 - 20:56 )
مظاهر شكلية ولها مأرب أخرى
لا يستطيع الدين ان يقدم الحلول الكافية واللأزمة لمجتمعاتنا
ما يحدث في عالمنا له أسباب عديدة مستمدة من الدين أساساً وإضيف إليها العادات والتقاليد والأعراف والعشائرية والقبلية
مجتمعات تفتقر لأدنى حدود العيش ضمن حريات عادية وأساسية يتمتع بها الإنسان أينما كان
لا زال الطريق طويلاً ومحفوفاً بالمخاطر الجمة
تحياتي وتقديري


4 - وماذا يهبنا الاسلام غير العذاب
جبين عاري بلا أسماء ( 2012 / 9 / 10 - 23:58 )
فعلا وضع المرأة في غزة كارثي بكل المقاييس.. إنها ضحية للقهر والكبت والقمع وفريسة الشعور بالمرارة والسخط والخيبة والمعاناة وانكسار الأحلام.. إنه العذاب وماذا يهبنا الاسلام غير العذاب.. فالمسلم لا يجيد عبر موروثه الثقافي سوى دور الجلاد.. وغالبا ما كانت ضحيته هي المرأة

غزة سجن صغير داخل سجن أكبر.. ان كان العالم الاسلامي ليس سوى سجن قضبانه الاستبداد والغبن وتنتفي فيه شروط الحرية والعدالة فإن غزة زنزانة يختنق فيها الانسان بؤسا وظلما وحرمانا ومعاناة

 شكرا استاذة سونيا لتسليطك الضوء على معاناة المرأة في غزة.. دمت بخير


5 - ظلامستان الغزاوية
حكيم فارس ( 2012 / 9 / 11 - 10:04 )
تحية للكاتبة المحترمة
عندما حلت حكومة حماس الربانية وافرادها ذوي الايادي المتوضئة وجاء الدين والتدين ازداد التخلف
اذن هذا الوضع بغزة دليل قاطع على ان الدين ينشر التخلف
تحية لكل امرأة وبنت غزاوية تقاوم التخلف والمتخلفين
وتقبلي احترامي وتقديري


6 - سيدة تفضح الشر والأشرار
سيلوس العراقي ( 2012 / 9 / 11 - 11:38 )
تحية للسيدة المحترمة سونيا
صور اليمة وتدمي القلب الانساني التي نقلتيها في مقالك، انبذوا حماس، ابدأوا بالسلام والبناء، فيمكن لغزة أن تكون مكانا في وضع مختلف بكثير، وكله يعتمد على ارادة اهلها، فبامكانهم جعلها مكانا يرتع اليه السواح من كل العالم، مكانا حيث الحياة والازدهار بدل الموت والخراب، لغزة تاريخ قديم بامكانها ان تبنيه من جديد، موقعها واهلها بامكانهم ان يجعلوها من أجمل بقاع الشرق، كله بيد اهلها حين يبدأون بنبذ حماس ودين حماس وشريعة حماس، والبدء بحياة جديدة بسلام، المهم ان لا ننتظر قرنا آخر لنعمر ما بأيدينا، لكن الخطوة الاولى للسلام هو احترام حياة الجميع وحرياتهم، لنضع حداً للموت والتخلف، بوجود ضمائر مثل ضميرك تراقب الشر ومصدره وتنحو نحو التطور وكرامة المرأة والانسان، تحية لمقاومتك للشر المعشعش في بلادك غزة ذات التاريخ الاقدم حتى من اورشليم القدس


7 - تصــحــيــر كــامــل
غـسـان صـابــور ( 2012 / 9 / 11 - 14:05 )
غــزة.. ليبيا..ســوريـا.. السودان.. مــصــر..تـونـس...مساطر من التغييرات والثورات!!!... سـرق الإسلاميون الأخوان والسلفيون ومؤسساتهم الظاهرة والمخبوءة والتي يحركها من سنين معتمة طويلة المخطط الأمريكي ـ الغربي ـ الصهيوني لتصحير العالم العربي والإسلامي, حتى لا ننتج فكرا ولا تقدما ولا مدنية ولا أية قوة عالمية... ونتائج هذا المخطط عودة سريعة إلى الجمود الفكري والتقاليد المتحجرة والممنوعات والمحرمات. عــالــم متصحـر جامد لا إنتاج فيه سوى الصلاة والنكاح والتفريخ بلا حدود.........
مع تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا


8 - رائع
عبد الغني سلامه ( 2012 / 9 / 12 - 12:52 )
الأخت سونيا
كل الاحترام
ما كتبتيه أكثر من رائع ومعبر عن مأساة حقيقية
أتفق معك تماما
مودتي


9 - امارة غزة وخصيان حمد الاخوانجية
احمد صالح سلوم ( 2012 / 9 / 16 - 03:15 )
هذه نماذج حكم الاخوان المسلمين التي سيصل اليها حكمهم في تونس و مصر ..عبودية تامة للمجتمع واولهم نصفه الحي المتجدد اي المرأو هذه شريعتهم وسريعة من ينفق على حماس من ال ثاني وسعود عيشوا عبيدا وكل بفتاوي جاهزة وبمجتمع ذكوري مخصي امام ال ثاني و بالتالي امام الصهاينة اسياد ال ثاني ..وخالد مشعل الذين خان سورية وشعبها الذي اواه من اجل ملايين حمد سيخون هو وقطعانه الاخوانجية اي شي المهم كما معلوم ان اله الاخوانجية اي البترودولار او اي عملة صعبة قابلة للتحويل

اخر الافلام

.. حملة في المغرب لدعم ناشطات حقوقيات يدافعن عن تعديل قوانين مد


.. تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت




.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي:فيه أولاد عندها حرمان عاطف


.. إيران توسع حملات الاضطهاد ضد النساء والفتيات




.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي: في بنات بتنتحر وأولاد بته