الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاء التأنيث اللاساكنة(1)

عمار مها حسامو

2012 / 9 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


جالسة في غرفتها الصغيرة ، تلاعب دميتها ، تحاكي دميتها بحياتها و الحياة المحيطة بها فتتبادل معها الأحاديث الطفوليّة و ترتب لها شعرها الإصطناعي ، تخيط لها الملابس و تغيّر لها ملابسها مع تغير الوقت و الظرف الذي تتخيله ، بدلة النوم لوقت النوم و بدلة الخروج من أجل زيارة دمية صديقتها ، وهناك وقتاً للاستحمام أيضاً .
دخلت أمها مسرعة أمسكت دميتها الصغيرة رمتها بعيداً عن يدي طفلتها و أبدلتها بمجموعة من الأمشاط بعد أن أجبرتها على الشعر الطويل و حقيبة تحوي على عدّة التبرج من أحمر الشفاه إلى طلاء الأظافر ، أصبحت يافعة " صبيّة " و الضيوف في الخارج ينتظرون رؤية صبيّة البيت ربما كان ابنهم شاباً يرغب الزواج فتكون هي مشروع زوجة له .

تعامل الأهل و المحيط الاجتماعي مع الفتاة على أنها عنصر حي آخر تختلف عن أخيها الذكر ، أخوها يضحك بصوتٍ عالٍ ، يجلس فاتحاً رجليه ، في باص النقل يحق له أن يجلس إلى جانب أنثى فذلك أفضل له من الوقوف ، أما هي فكان من المحتوم عليها أن تجلس إلى جانب أنثى أو عليها الوقوف إلى أن تصل مبتغاها دون الجلوس إلى جانب ذكر ، يعود أخوها إلى المنزل متى شاء و يخرج متى شاء أيضاً لا قيود تحدد له سلوكه اليومي ، أما هي فلها أن تخرج إلى وجهة محددة يعلمها جميع أفراد البيت و أن تعود في أوقات مضبوطة من قبل الأب أو الأخ ، و أغلب الأحيان يتوجب على مسيرها وجود المرافق ، الحامي لها من وحوش الشارع و نظراتهم ، له أن يكلّم من شاء و أن يشكل علاقاته الاجتماعية مع من أحب و تحت أي عنوان اجتماعي " زمالة ، صداقة ، حب و حتى الجنس " ، خارج المنزل يتعامل مع الآخرين يدخل عالم التجربة ، يخطئ و يصيب ، أما هي فمواد التبرج و الأعمال المنزلية بانتظارها ، تشارك أمها في سجنها ، يدّخن ، يطمح لأن يكون قاضٍ ، رئيس ، وزير ، رجل دين ، يمارس العادة السريّة دون خوف ، أما هي فتخشى تمزق غساء البكارة فلا ترغب أن تتحول لجثة هامدة يوم زفافها .
الأنثى هي شرف المنزل و سمعته ، أي تصرف من الأنثى لا يقبله ذكر المنزل عبارة عن كفر قصاصه شديد بينما كان الذكر غير معصوم يُخطئ و في كثير من الأحيان أخطاؤه مدعاة للفخر و النشوة .

يعيش المجتمع الشرقي ازداوجية أخلاقية تنعكس على سلوك أفراده ، فتدخين الرجل مكمّل للرجولة و تدخين الأنثى انتهاك للأنوثة و يصنف بالوقاحة إن كان التدخين علني في الشارع أو المقهى كالذكر ، فالأنثى يجب عليها أن تستعيض عن السيجارة بالحُلي و مواد التبرج " الرجال بدون السيكارة متل الإمرأة بدون الإسوارة " - مثل شعبي - ، تجسدت الأنوثة بالنعومة و الأناقة و الجمال مع سبغ صفة و أكسسوارات القوة للذكر ، هذا ما فرضه المجتمع على خلاف الطبيعة البيولوجية فعند الحيوانات الذكر يميزه الجمال و الأنثى تميزها القوّة ، فالديك أجمل من الدجاجة و الدجاجة هي الأقوى و هي المسؤولة عن الفراخ من غذاء و حماية ، و كذلك ذكر الطاووس جميل و أنثاه تفتقد للجمال ، و كذلك الغزلان .

الذكر إن مارس الجنس خارج إطار الزواج كان رجلاً و مدعاة للفخر بينما الأنثى عار و مجلبة للخذي فعلاقة الجنس خارج إطار الزواج تحمل عنوان واضح و صريح " العاهرة و الفحل " .
تتمتع الأنثى كما الذكر في الرغبة الجنسيّة في مرحلة الطفولة و دون أي فارق في القذف و النشوة " الأورجازم " بعد البلوغ ، أوردت و شرحت ذلك مسبقاً في مقال > يقول سيجمون فرويد حول ذلك " لقد وجدنا أن القوة الليبيديّة نشطة في الأنثى تماماً كما هي عليها عند الطفل الذكر " ، لكن العوامل البيئيّة المحيطة هي التي أثرت على الأنثى و جعلتها خجولة مرتبكة و باردة جنسياً و لهذا انخفضت نقطة الأورجازم لديها عن الذكر .
انتشر عام 1789 مصطلحي السّادية ( التلذذ في إيقاع الألم أثناء ممارسة الجنس ) و الماسوشيّة ( التلذذ في تلقي الألم أثناء ممارسة الجنس ) ، الماركيز دو ساد الذي اشتهر في ممارسته الجنسيّة العنيفة مع النساء فكان يقيدهنّ و يكم أفواههنّ ومن ثم يبدأ ممارسة الجنس و من اسمه اشتق مصطلح السّاديّة ، و المومس في مصر كانت تضرب أي رجل مقبل لممارسة الجنس معها بالسّوط حتى يمتلئ قلبه بالغيظ منها و كما جسده بالكدمات و بالذات مع مفهوم ضرب الرجل من قبل إمرأة ، إلى أن يطلق العنان لغضبه المترافق مع الجنس ، كنّ ماسوشيات ، السّاديّة و الماسوشيّة صُنِفتا ضمن الأمراض النفسيّة فيما بعد و من ثم تكرس كمصطلح شامل للجنس و الحياة الاجتماعية ، فالزوج يتلذذ بسلطته المنزلية و الزوجة تكون سعيدة بتسلط الذكرعليها و على منزلهما .
أما في العودة للجنس فإن على المرأة دوماً أن تتظاهر لزوجها أنها المرّة الأولى التي تمارس فيها الجنس فتشبع ساديته ، مرتبكة ، خجولة ، عليها أن تُبعِد شكه عنها بأنها مارست أو تمارس الجنس مع غيره من الرجال ، يراها أقرب للجثة الهامدة ، قطعة عجين ترتمي بين يديه ، سهلة الحركة ، هو المسيطر ، يفعل بها ما يشاء ، بالوضعية التي يرغبها ، يعتز بفحولته أمامها ، فيرى نفسه رجلاَ كاملاً .
يقول فراس السّواح " يُقبِل الرجل على فعل الجنس كما يُقبل على أي نشاط آخر من نشاطات الحياة ، أما المرأة فهي دوماً عذراء قبل الزواج ، أمٌ بعده ، تهب نفسها كل مرّة و كأنها المرّة الأولى "

و في إطار العمل ، مشاركة المرأة في العمل إلى جانب الرجل متراجعة جداً ، فللتحصيل العلمي أثره ، الرجل متقدم على المرأة علمياً ، فهناك مجالات دراسيّة حكماً للرجال و بالذات الفروع الهندسيّة كون عملها شاق بعض الشيء و هناك اختلاط مع الجنس الآخر بشكل خاص و مع العالم الخارجي بشكلٍ عام ، فكانت هذه المهنة غير محبذة بالنسبة لها .
وكرّست تلك المفاهيم عن طريق أمثال شعبية سائدة مثلاً " المرأة تخرج من بيتها لمكانين ، الأول هو بيت الزوج و الأخير هو القبر" فخروج الأنثى مهما كان عمرها غير محبذ مهما كانت دواعي الخروج مهمة ، الأنثى في منزل أهلها هي مشروع لزوجة و في العش الزوجي هي رحماً للإنجاب " و بالذات الأولاد الذكور " و مهبلاً كي يفرّغ الرجل رغبته الجنسيّة .
فتلجئ الأنثى إلى اختيار فروع تدريسية و في الغالب فروع تدريسية لمرحلة التعليم الإبتدائية ، فلا يوجد هناك سوى أطفال صغار لم يدخلوا سن البلوغ بعد .
ليس قانوناً بل أصبح عرفاً .
يتمتع الفرد بحريّة في السفر من أجل متابعة التحصيل العلمي و الدراسات العليا أما الأنثى فمن النادر أن تحظى بذلك ، فبيت الزوج و " السترة " بانتظارها و السفر دون محرم أو ولي الأمر غير مقبول ، و قانونياً تُمنع الأنثى من السفر من قبل الأب ، الأخ – في حال وفاة الأب - أو الزوج ، لأن في ذلك حريّة سلوكية تمنح للمرأة بشكل أو بآخر وهذه الحريّة حصراً للذكر .

قُسِّم المجتمع في هذه الحالة إلى قسمين الأول مُنتِج و الثاني مُستهلِك ، متعلم و جاهل ، إن أخفضنا النظر عن المستهلكين و الجاهلين من الذكور مقابل المنتجات و المتعلمات من الإناث ، نصف المجتمع عاطل عن الحياة .
ربما كانت قوّة العطالة التي عبّر عنها نيوتن في أبحاثه الفيزيائيّة وهي مقاومة الجسم السّاكن - القابل للحركة - و الجسم المتحرك للحركة من أسُسس بناء علم الفيزياء " الستاتيك والديناميك " ، على خلاف عطالة القوى المجتمعيّة " البطالة العلميّة و العمليّة " التي تكمن بعطالة أفراده القابلين للحركة والمتحركين المساهمة في هدم المجتمع و قواه .
في أوائل إلى منتصف القرن الماضي دخلت المرأة العمل من أوسع أبوابه ففي عام 1933 اشتركت لطيفة النادي في مسابقة طيران و كانت أول إمرأة عربيّة تحمل الجنسيّة المصريّة تحلّق قي السماء ، بينما كانت الإمريكيّة " إميليا إيرهارت " أول إمرأة في العالم تحلّق في السماء و تقود الطائرة في عام 1922 ، الفرق بين العالم العربي و الغربي رغم الحروب و الاستبداد و التقدم التقني و الحريّة الاجتماعيّة قد اختصرته النادي بإحدى عشر سنة ، و عندما سُئِلت لطيفة عن رغبتها بالطيران و إصرارها على ذلك أجابت " أريد أن أكون حرّة " ، لم أرى في مقولة لطيفة أنها ترى قيادة الطائرة هي الحريّة التي تبغاها الأنثى لكن ما ذهبت إليه أنه لا فرق بين ذكر و أنثى في العمل و غيره .
والد لطيفة النادي قد رفض تقدّم ابنته إلى مدرسة الطيران فلم يقدّم لها أي معونة ماديّة ، لكنها قد اتجهت للعمل كسكرتيرة و من مرتبها الشهري سددت أقساط مدرسة الطيران ، أما هدى الشعراوي فتولت مهمة تطوير قيادة لطيفة و تشجيعها على عملها ، فاشترت لها طائرة خاصة بعد أن مُنِحت لطيفة لقب سفيرة بنات مصر ، إلى أن يقود تلك الطائرة مَن أقدم مِن الإناث على مهنة الطيران كليلى مسعود و قدريّة طليمات ، فوجود الحاضن الاجتماعي للمرأة من فتح أبواب العمل أمامها و الدعم الذي تلتقته من قبل شخصيات ذات نفوذ اجتماعي و سياسي يخلق جرأة و تطور في الذات المهنيّة .

سميرة موسى فتاة مصريّة تفوقت في مدرستها لكنها لم تكن ترغب أن تدخل كلية الآداب كباق الفتيات ، أصرت أن تلتحق بكلية العلوم و تتفوق بها ، عينها عميد كلية العلوم مصطفى مشرفة آنذاك كمعيدة في الجامعة رغم رفض الإنجليز لذلك ، تابعت دراستها في مصر و بريطانيا ثم أميركا ، قامت بعدّة دراسات نوويّة و توصلت إلى قانون علمي نووي .
أنشأت هيئة الطاقة النووية في مصر بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بعدّة أشهر بعد أن تنبهت إلى محاولات إسرائيل المبكرة لامتلاك السلاح النووي ، خلال زيارتها إلى أميركا عبّرت في رسالة إلى العالم أنها زارت المعامل النوويّة في أميركا و أنها ستنقل هذه الخبرات إلى بلدها و ستقدم له خدمات جليلة في هذا المجال ، فاغتالها الموساد الإسرائيلي في آب 1952 .
أما في الوقت الحالي يعامل المجتمع المرأة على أنها منقوصة للعقل فتُحرم من المهن الحقوقية و تولي المناصب الرفيعة في الدولة ، لكن إن عدنا للتاريخ العربي و الإسلامي قليلاً نجد أن شجرة الدر لم تكن الأولى فقط بل إنها الإمراة الوحيدة أيضاً التي تتولى عرش الدولة الإسلاميّة آنذاك و لمدة سبعين يوماً ، كانت زوجة للصالح نجم الدين أيوب الذي اشتراها كجارية ثم أعتقها و تزوجها ، و بينما كانت جيوش المصريين مستعدة لمجابهة الحملات الصليبية في دمياط توفي زوجها نجم الدين أيوب الذي كان وقتها حاكماً للبلاد ، فآثرت شجرة الدر على نفسها و لم تنزوي في الحداد ولم تعلنه وفاة زوجها حاكم البلاد بشكلٍ عام و رسمي إلى أن استلمت زمام أمور الدولة و قيادة الجيوش ، لم يعترف الأيوبيون في دمشق و الخليفة العباسي آنذاك كونها أنثى ، فتزوجت عز الدين إيبك الذي لُقِب فيما بعد بالملك المعز لدين الله و كان زواجها منه غطاءاً كي تحكم هي الأنثى من خلال رجل ، فمنعته من زيارة زوجته الأولى لكن الإيبك لم يقبل بذلك فتمرد عليها و عزم على الزواج بإمرأة أخرى ، علمت شجرة الدر بما يريد أن يفعل فخططت للتخلص منه بالتعاون مع الخدم و بعض من المماليك أثناء استحمامه بالضرب بالقباقيب ، في اليوم التالي نشرت شجرة الدر خبر وفاة الإيبك بشكل طبيعي ، لم يصدقها المماليك و اعترف الخدم تحت وطأة التعذيب بما خُطِط له ، فسُلِمت شجرة الدر إلى أم المنصور علي " زوجة المعز لدين الله إيبك الأولى " و تم التخلص من شجرة الدر تحت أيدي جواري و خدم أم المنصور .
كانت شجرة الدر إمرأة قوية طموحة قادت البلاد و حققت نصراً في الحروب التي كانت تجوب مصر ، لكن رفض المجتمع آنذاك لاستلام أنثى مقاليد الحكم منع من استمرار بقاء تلك الدولة ، فعلى أثر قتل شجرة الدر انتقلت الدولة من حكم الأيوبيين إلى المماليك .

تخلصت دمشق من الاحتلال العثماني عام 1916 إبّان الثورة السوريّة الكبرى و مفهوم الملاية " الملاءة " و المنديل و التزام اللون الأسود في اللباس كي لا يثير الذكور ، استضافت أول مؤتمر نسائي عربي عام 1930 و بحضور أكثر من ثلاثمائة إمرأة عربيّة و غير عربيّة " أمينة رحال مندوبة عن بغداد ، أفرا تيودورويولس مندوبة دولية ، أسماء الخوري زوجة فارس الخوري ، أمينة الحريري مندوبة عن بيروت ، قدسية أشرف مندوبة عن إيران ، ومندوبة عن الحجاز وأُخرى عن أفغانستان " و تلّخص المؤتمر بعدّة مطالب كان أبرزها منح حق الطلاق للجنسين على أن يقيد هذا الحق بقيود ثقيلة ، فإن لم يكن سبب الطلاق مبرراً و وجيهاً تنتقل قضية الطلاق إلى المحاكم ، و على المحكمة أن تحكم بتعويض مادي و قدره نصف أملاك المُطَلِق يُدفع للمُطَلَق .

نجاح الساعاتي ابنة لعائلة حمصيّة بسيطة تعرف على أنها أول صيدلانية عربية تزاول مهنة الصيدلة ، تخرّجت من الجامعة السوريّة من كلية الطب في دمشق ، رفضت الزواج و إلتزام المنزل معتكفة عن العمل فدخلت الجامعة كأي شاب و من ثم عادت لممارسة المهنة في حمص و هي المدينة الثالثة في سوريا بعد دمشق العاصمة و حلب ، فلم يكن التطور الفكري حكراً على العاصمة أو العائلات المخملية .

نازك العابد ، أيضاً هي الأنثى الوحيدة التي شاركت في معركة ميسلون باسمها رئيسة جمعية النجمة الحمراء إلى جانب يوسف العظمة ، خلال المعركة حاولت جاهدة حماية يوسف العظمة و إسعافه قبل استشهاده الذي كان وزيراً للدفاع آنذاك ، و تقديراً لمشاركتها في ميسلون عيّنها الملك فيصل الأول ضابطاً في الجيش السوري وعُرفت فيما بعد بالنقيب نازك العابد ، و بعد معركة ميسلون نفاها الفرنسيون إلى اسطنبول لمدة عامين ، و بعد إنتهاء العامين عادت إلى دمشق لكنها لم تمكث في منزلها و هي ترى الاحتلال الفرنسي في بلدها ، شعر الفرنسيون بخطر هذه الأنثى فأعادوا نفيها مرّة ثانية إلى الأردن ، لكنها عادت إلى دمشق بعد أن تعهدّت باعتزال العمل السياسي و الميداني وبدأت العمل السري في مجابهة الفرنسيين بعد أن اتخذت الغوطة الدمشقيّة مقراً لها مبتعدة عن الأنظار .
التاريخ العربي و السّوري أيضاً لا يذكر نازل العابد التي انضمت إلى صفوف الجيش لمنع الفرنسيين من دخول دمشق كما يذكر وزير الدفاع يوسف العظمة ، فبقيت النقيب العابد ذاك الجندي المجهول الذي حارب من أجل كرامة و حريّة سوريا .
الأديبة الدمشقيّة ثريا الحافظ أنشأت منتدى أدبي في منزلها ، لم يكن منتداها محصوراً بمواضيع العشق و الغزل ، بل كان ينظر إلى الوطن و القوميّة العربيّة و معالجة الأمراض الاجتماعية المتفشيّة ، تقام فيه الاحتفالات بعيد الشهداء و الجيش و يوم الجزائر و ذكرى الوحدة السوريّة المصريّة .
ثريا الحافظ كانت مؤسسة لأول جمعية نسائية شعبيّة و عملت في عدّة جمعيات تنطوي تحت المجتمع المدني ، جمعية نقطة الحليب ، جمعية رعاية الجندي و جمعية كفالة الفتاة أول ، شاركت بالحركة الوطنية ضد الفرنسيين مرشحة و منتخَبة في البرلمان السّوري عام 1953 .
فالمرأة السوريّة حصلت على حق الانتخاب و الترشح عام 1949 فكانت سورية السبّاقة في منح حق الانتخاب للمرأة مقارنةً مع باق الدول الأوروبية و العربية الأخرى التي منحت إناثها ذاك الحق متأخرة " سويسرا 1971 وقبرص 1960 بينما عُمان 2003 و شبه الجزيرة العربيّة في 2011 !! "

نازك العابد و ثريا الحافظ مع مجموعة من النسوة شاركنّ في مظاهرات عدّة من أجل قضايا وطنية ، فكنّ شركاء في المظاهرات التي جابت شوارع المدن السوريّة عام 1939 تنديداً بسلب لواء اسكندرون و تظاهرنّ أيضاً للمطالبة بالحريّة و التخلص من الانتداب الفرنسي ، لكن و في إحدى المظاهرات النسائيّة التي خرجت منددة بوجود الفرنسيين على أرض سوريّة قوبلت المظاهرة بالضرب بالبيض و البندورة الفاسدة من قبل بعض رجال الحارات الدمشقيّة الذين كانوا هم أيضاً من رافضي الانتداب الفرنسي ، لكن خروج الأنثى إلى الشارع كان خطاً أحمر ، فهي بشكلٍ أو بآخر قد اقتحمت عالم الرجال و اعتدت عليه .
في عام 1982 في مصر فتحت كليّة الشرطة أبوابها لاستقبال إناث تحت اسم ضابط ، رغم أن تاء التأنيث قد اسقطت عن وظيفتهنّ كانت المشاركة النسويّة في كلية الشرطة و أول من دخل هذا المجال " العميد " كوثر عيد سالم التي تعمل كمدرسة في كلية الشرطة ، رغم فتح باب المشاركة النسويّة في الشرطة لم تفتح أبواب العمل الميداني و أن تستلم أنثى قيادة نقطة أمنية و أن تُرقى إلى رتبة لواء ، ثلاثون عاماً من الشرطة النسائيّة في مصر و إلى الأن الأنثى لم تصل إلى رتبة لواء .
المرأة الليبيّة منحت حق التصويت و المشاركة بالانتخابات عام 1963 قبل أن تشارك المرأة في سويسرا بسبعة أعوام .
و نازك العابد التي أسعفت وزير الدفاع السوري كانت قبل وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون .
الأديبة الدمشقيّة ثريا الحافظ و النائبة في البرلمان السّوري ، كانت أماً ، أديبة ، ناشطة و نائبة في البرلمان قبل الطبيبة الإيطالية ليشيا رونزولي ممثلة إيطاليا في الاتحاد الأوربي .
فاطمة السّبهان من شبه الجزيرة العربيّة تولت حكم مدينة حائل في عهد إمارة آل الرشيد و أصبحت المسؤولة الأولى عنها فيما يتعلق بالأمن الداخلي و العسكر و العلاقات الخارجية و أدارت حربها ضد آل سعود .
و في شبه الجزيرة العربيّة أيضاً و اعتماداً على تقرير صادر عن وزارة العمل تؤكد أن النساء يتصدرنً لائحة البطالة فيشكلنّ 70% من العاطلين عن العمل ، و 83% منهنّ يحملنّ الشهادة الثانويّة ، أغلبهنّ لم يتابع دراسته الجامعية و لم يدخلنّ معترك العمل بسبب البيئة المحيطة من عادات و تقاليد و الزواج المبكر ، و إلى الآن آل سعود قد منعوا المرأة هناك من قيادة السيارة و تكون شبه الجزيرة العربيّة هي الدولة الوحيدة التي تجرّم قيادة المرأة للسيارة تحت حجّة " أن قيادة المرأة للسيارة تسبب في انتشار الرزيلة و زوال العفة و نهاية العذرية و ظهرت عدّة حملات نسائيّة تطالب بمنح المرأة رخصة لقيادة السيارة و كانت آخر حملة تحت اسم " سأقود سيارتي بنفسي " و أطلقت هذه الحملة الناشطة " منال الشريف " اعتُقِلت لساعات من قبل هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عندما أوقفتها شرطة المرور وهي تقود سيارتها برفقة أخيها و من ثم اعتُقِلت مجدداً صبيحة اليوم التالي و لم تخرج من المعتقل إلا بعد كفالة و تعهد خطي بعدم القيام بمثل هذا الفعل مرّة أخرى .
منال الشريف و فاطمة السبهان ابنتا البلد ذاته جغرافياً ، عشقتا الحريّة و علمتا أن لا فرق بين ذكر و أنثى لكن الحكومات السياسيّة المستبدّة أصرّت على جعل المرأة في الحضيض ، ففي الحفاظ على تخلف المرأة هو حفاظ على تخلف نصف المجتمع - نتيجة طبيعية كون المرأة تشكل نصف المجتمع - و الزنزانات المتبقيّة تكفي لمن يعارض من النصف الآخر .
في الهند ، علمت النسوة أن هناك فكرة لإقامة مفاعل نووي في بلدتهنّ و أنه سيتم نقل وسائل و مواد البناء بواسطة القطار ، فقمنّ بالتمدد على سكة القطار ليمنعنّ من انتقال المواد ، لأنها لم تكن في منصب المسؤول عن ذلك كي تمنعه عن طريق إمضاء تمضيه محافظةً به على سلامة البلد صحياً و بيئياً فعبرت عن رفضها بهذه الوسيلة كي تحول دون إتمام أمر البناء .
تاء التأنيث ليست كما هي في اللغة ساكنة ، تاء التأنيث هزّت العالم بشمالها بينما كانت تهز سرير طفلها بيمنيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زهرة اللهيان.. أول امرأة تترشح لانتخابات الرئاسة في إيران


.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران




.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال


.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها