الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى نادى الكذب الثورى

نادين البدير

2012 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ودخل الإسلاميون اللعبة السياسية العربية وتسلموا طرفاً من أطراف أقذر لعبة. أصبحوا عضواً فى نادى التدليس والخداع واللامبادئ على الإطلاق. أشياء تتعارض مع أهل الدين لكنها لا تتعارض مع الحالمين بالعرش. أصبحوا أعضاء رسميين فى نادى الكذب، بعدما كانوا أعضاء غير شرعيين وملاحقين لكن مرحباً بهم داخلياً لمواجهة أى مد فكرى حر.

هى بداية النهاية. صحيح أن مجدهم استمر ثمانين سنة، لكنه مجد ارتبط بمعارضة الحكومة، من جهة، وتوزيع الخبز والحلم على المجتمعات، من جهة أخرى «حلم أو كابوس الخلافة».

هى بداية النهاية. فحتى الآن لم يُسمعنا إسلاميو البلدان الثورية غير خطب عن التهجد ليلاً وفوائد تقليل النوم لساعات قصيرة حتى الموت، ودعوات على المتهمات.

الذى سمع منكم إصلاحاً أو طرحاً إيجابياً صادماً يخص أى بلد حلت به الثورات فليقصه علينا الآن.

ألفاظ التكفير وتشويه الأعراض تتردد على ألسنتهم أكثر من لفظ «الله». بين كل جملة وجملة هناك قذف لغافلة. ونحن، لم نكن ننتظر الكثير. معروف جداً فكر التشدد المحصور فى زاوية الاتهامات الأخلاقية.

باقون فى دولهم لأربع سنوات. قد لا يصوت لهم أحد بعدها. لأننى أراها، كما يراها غيرى، أول رقصة للإسلاميين وبداية رقصتهم الأخيرة.

لا يهم متى يخرجون، المهم كم الخسائر التى سيخلّفونها. يتصورها المنطق خسائر فادحة فى الحضارة والثقافة وحتى التقدم العسكرى، مقابل صفر تماماً لأى خزعبلات عن التنمية الإسلامية، وصفر لأى خزعبلات عن تقوية الوجود الإسلامى، وصفر لأى خزعبلات عن عسكرة العالم الإسلامى وإخافة الغرب.

أى عسكرة وأى جيش إسلامى؟!

طالما أن صراع الأيديولوجيات قد بدأ يقرع أبواب الجيوش، فحرب أهلية قد بدأت تقرع الأبواب. وسنسمع الهوائل عن تحول الجيش من ثكنة رصينة لحماية الداخل إلى ثكنة يتجسد فيها انتقام الثمانين عاماً، وستنشغل الثكنة بتآكل صفوفها حين تطغى على مهمة حماية الوطن مهمة أخرى، هى أسلمة الجيش.

خذوا إيران مثالاً. ماذا قدمت الثورة الإسلامية منذ ١٩٧٩ من إنجازات اقتصادية وسياسية وتنموية للشعب غير أسلمة الجيش وتبذير الموارد لسلاح نووى مشكوك فى قدرته ووجهته؟ نتيجته المحتومة استعادة الخارج للمنطقة.

وها هما تونس وليبيا تتحول ثورتهما إلى تمرد على الحضارة وإنهاء لعقود من النضال النسوى والإنسانى.

لا يتدارسون ما أنتجه التاريخ الثورى الدينى، فإلهام شاهين سلبتهم عقولهم.

حتى صراعهم مع الفن لم يبدأوه باتهام فنان بل فنانة، لم يجرموا الرجل أولاً، لأن لاوعيهم الداخلى مؤمن بأحقية الرجل بما يشاء من الملذات والمحرمات. بدأوا حربهم ضد الثقافة مع المرأة التى تتجسد صورتها فى لاوعيهم الداخلى أيضاً فى شيطان مثير يعشقونه وينقمون منه، لذا جاء حكمهم عليها أنها شيطان ملوث ممنوع من ممارسة الحلال قبل الحرام.

يأتى للبرنامج الحوارى ومعه مستنده، يطلب بث المشهد لتتسنى له إعادة مشاهدته. ينتهى الداعية من الاستمتاع بالمجتزأ، فيكشر ويتوعد قائلاً: «كافرة».

هؤلاء المحصورون فى الزوايا الضيقة تصوت لهم الشعوب ويستولون على كل المناصب، لأن مراهقاً قال: «لنمنحهم الفرصة».

آمل لبلدان الثورات النجاة، وأصلى كيلا يصل لبلدى أى فكر ثورى دينى. مقابل ذلك سأقبل بأى واقع، أقله أننا نحاول الاستيقاظ ولم نبدأ الغفلة للتو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن تستعصي كذبه على الاسلاميين
ليث السعدي ( 2012 / 9 / 11 - 08:47 )
حيا الله اختنا نادين كلام رائع جدا لكني ارا فيه تغييب عن قصد اوغير قصد للعراق صحيح ان التغيير الذي حصل هنا لم ياتي عن طريق الثوره وانما جاء عن طريق العم سام الذي حظر بلحمه ودمه وبديمقراطيته التى اوصلت الاسلاميين للسلطه في خلطه عجيبه غريبه صحيح ان شرارة وصول الاسلاميين الى قصور الرئاسه بدءت في ايران لكن وقودها الحقيقي في التغيير الذي حصل في العراق في مقالتك تتوقعين ان ينكشف المستور للاربع سنوات لتاتي نهاية الكذبه الاسلاميه لكني اقول لكي ان الواصلين الى السلطه سيستخدمون الف كذبه للبقاء في كرسي الحكم لقد مرت عشر سنوات والاسلاميون يتحكمون بلعراق ابشع تحكم حتى عادت الناس تترحم على صنم اذاقهم الهوان الغريب انهم سينجحون في الاستمرار لاربع اخرى كل ما عليهم فعله هو قتل شيعي وسني وكردي حتى يبقى الحال على ماعليه اما بقية الكذابين في تونس ومصر وليبيا فلن يصعب عليهم شي مادام اقرانهم في العراق استمرو في الحكم ما اريد قوله ان المشكله في وعي الشعوب العربيه فالاوعي هو من يتحكم بها هو من يسوقها الى صناديق الاقتراع تحت هوس الدين والطائفه والعرق مع غياب تام لمفهوم الوطن والمواطنه


2 - لم يبدأوه باتهام فنان بل فنانة
‎هانى شاكر ( 2012 / 9 / 11 - 10:25 )

يواصل الشيخ عبد الله بدر الاستاذ في جامعة الأزهر هجومه على أهل الفن مرة أخرى

‏http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2012/9/759579.html?entry=ElaphWomen

فكتبنا له وللقراء :



ألشيخ أحبوش
دايما مرووش
وكل كلامه
كده عالمفتوش

سكان ألعالم
قطط وكلاب
وكل حياتهم
ماتبعجبهوش

وألفن ياعالم
أختصره سيادته
فى عمايل عالم
شقق ألمفروش

ألفن رسالة
وكل خلايق
كوكبنا ألفانى
بتاخدة يامولانا
ولا ترفضهوش

معن فى مرايتك
شوف عينك فين
و نخرب فى ضميرك
ولا توسخهوش

دا زمننا أغبر
وألامر يحير
ألعالم يرقى
وأحنا فى تخلف
زَيُه .. ماشٌفْتوش
وعجبى



شكراً سيدة نادين ... سيتذكر ألتاريخ دورك ألتنويرى وألتعليمى للأمة .. فى زمن عز وندر فيه ألمُعلم فى زمرة سياسيى وشيوخ هذا ألزمان

....



3 - اضافه
ليث السعدي ( 2012 / 9 / 11 - 10:54 )
لكني ادعوك يا نادين ان تصلي لحدوث تغيير علماني في بلدك لترتاح بلدان وشعوب المنطقه


4 - تحياتي نادين هذه كبوه والانسانية الى امام حيث لخير
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 9 / 11 - 13:01 )
شكرا على هذه المقالة-الشمعه
نعيش اوقاتا مظلمة
وقوى الشر تتحكم بانساننا
يانادين لو انك عشت الاربعينات والخمسينات
من القرن الماضي
كم كان يحدونا امل
اننا سنعيش في عالم افضل
الا تعسا للقومية فهي عنصريه
الا تعسا للاسلام فهو العداء للانسان
ولكنا الناجحون من اخوتنا في الانسانية عاشوا مثلا لها تقريبا
في القرون الوسطى
رغم انه لااسوء من القومية العربية والكردية والتركية
لانها دائما عنصرية ضد تاءخي البشر حتى لو كانوا اخوه
ولكننا يجب ان نمتلئ ايمانا
انالتاريخ لايمشي بخط مستقيم تصاعدي
وانما بالزكزاك
وللاسف ان بيننا من لايزال يعتقد انها صراع طبقي ناسين اننا لازلنا خارج التاريخ
وعلينا اولا ان ندخل تاريخ البشر
بالتحرر من سنة البقر المسماة قومية واسلام
وعندئذ سيكون بالمكان -بعد ان تشبع معدنا ورؤسنا خبزا يمكننا ان نتفلسف
بل وحتى ان نختلف فيما بيننا
نحن لازلنا يانارين في مرحلة الحصول على رخصة قيادة السياره في حين
وصلت تيريشكوفا للفضاء قبل نيف واربعين سنه
اين الثرا واين الثريا
ولكننا نحن ايضا واصلون ربما الى ان تكمل المعاناة
فلا شئ بلا ثمن خصوصا لمن رضع الاتكالية منذ الولاده

اخر الافلام

.. القوى الوطنية والإسلامية بفلسطين: ندين أى محاولة للنيل من مص


.. طريقة اختيار المرشد الأعلى في إيران.. وصلاحياته




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى


.. وزير الخارجية الأردني تعليقا على اقتحام المسجد الأقصى: يدفع




.. وسط حراسة مشدد.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم المسجد ا