الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خذ الحقيقة ولو من الشيطان

احمد داؤود

2012 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتوجس البعض من فكرة اخذ الحقيقة من الاخر المختلف ،وحينما تعرض فكرة ما لمثل هؤلاء الاشخاص يلجاؤن قبل كل شي الي التأكد من هويتك او انتمائك،ويسالونك من انت؟ أانت مسيحي ام مسلم ام يهودي ام ملحد ..الخ.واذا ما ثبت لديهم بانك لاتنتمي اليهم او لا تتفق معهم في المعتقد او المذهب او التوجه السياسي اولا تعتنق الديانة التي يؤمنون بها سيقومون بتفنيد فكرتك بكافة الاشكال ويرفضون قبولها باعتبار انك متحيز او تسعي الي التقليل من معقتداتهم او ترغب في استئصالها.
ويحكي المفكر سامي الذيب موقف مشابه في مقال سباق له بالحوار المتمدن،ويشير الي انه بينما كان يعرض فكرة ما ساله احد الاشخاص عن هويته قائلا :" أانت ملحد ام مسيحي" فما كان منه الا ان اكد بانه "انسان" ،بيد ان مثل هذا الموقف او السؤال لم يتعرض له الزيب وحده،بل ان كثيرا من الناس يتعرضون لمثل تلك التساؤلات باستمرار وخاصة في ظل غياب الوعي والاستنارة الفكرية وسط مجتمعات الدول العالمثالثية او حتي في الدول الغربية التي يفتقر بعض افرادها الي لمثل تلك الاشياء.
واذكر اني حينما كنت اشاهد برنامج صراع الحضارات الذي قدمه الدكتور فيصل القاسم بقناة الجزيرة رأيت ذات الموقف،حيث لجا احد اطراف الحوار الي توجيه ذات السؤال بصورة غير مباشرة الي الدكتورة وفاء سلطان والتي اضطرت لتعلن بانها "لا تعتنق أي دين".
ويعتقد كثير من الناس بان الحقيقة ليست الا تلك التي تصدر منهم او مما يعتقدونه،وبالتالي أي حقيقة خرجت عن ذلك الاطار فهي ليست منطقية او صحيحة ،كما انها تسعي الي تحقيق بعض الاجندة الخفية التي لايدركها سوي اصحابها.
ولكن مثل هذا الاعتقاد قد يجعل الانسان مؤدلجا او احادي التوجه ،لان الحقيقة ليست مطلقة ،فما تراه انت صائبا قد يراه غيرك خطأ،والعكس صحيح،كم ان كل الحقائق قابلة للنقض والتفنيد،بيد ان ذلك لايعني عدم وجود حقائق متفق عليها ،وماهو حقيقي في الوقت الراهن قد يكون خطأ في المستقبل.
والمنطق يقول بانه لولا تعدد الاراء والافكار والحقائق لما وصل العالم الي ما عليه الان،وهذا بدوره يلزمنا بان ناخذ أي حقيقة ومهما كان مصدرها " مسيحي ،مسلم،يهودي،ملحد،لاديني..." طالما ان العلم والتجربة اثبتا صحتها. ولو اكتفينا باستلهامها من محيطنا سواء كان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي،لظللنا ابد الدهر في ادني سلم الرقي والتطور. فالاكتشافات والتطورات التي يشهدها العالم ليست حكرا عل المسلمين او اليهود اوالمسيحين او اصحاب المعتقدات الاخري ،ولاهي غربية او شرقية او افريقية اواَسوية ،وانما هي نتاج مجهودات جميع البشر غضا عن انتماءاتهم وتوجهاتهم،ومثلما قدم الاروبيين للانسانية كذلك فعلت الشعوب الاخري.
وانا شخصيا اذا خيرت بين اخذ الحقيقة التي تصدر من فم "الشيطان" والباطل الذي قد يصدر من "الاله" سألجأ للكفر بالثاني ،والاخذ بما يقوله الاول وخاصة اذا اثبت العقل والمنطق بان مايقوله صحيحا وفند في ذات الوقت ما يخص الاله .ولكن قد يخالفني اخر في الراي وياخذ تلك الخاصة بالاله ،وهو في هذا محق ،وليس من حقي ان اقسره ليؤمن بما اراه انا صائبا.بيد ان العقل يقول بان اخذ الحقيقة من فم الشيطان افضل من اخذ الخطأ من الاله ،وانا لا اعني بذلك بان مايصدر من الاله باطل،غير اني اطالب دوما بمحاكمة كلما يعرض علينا عقليا ومن ثم الاخذ به اذا اثبت العقل بانه صحيحا .وهذا يفرض علينا ان نتجاوز "المقدس" اذا كان مايقوله يتعارض مع العقل والمنطق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ياتى من الله باطل ابدا ...هذا هو المحال بعينه
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 9 / 11 - 19:35 )
وانا شخصيا اذا خيرت بين اخذ الحقيقة التي تصدر من فم -الشيطان- والباطل الذي قد يصدر من -الاله- سألجأ للكفر بالثاني ،
**********
وهل ياتى من الاله الحق باطل ؟؟؟؟!!!
الله هوالحق ذاته
فكيف يعقل ان ياتى منه باطل؟
هناك فرق بين الحق والحقيقة
نعم للحقيقة وجوه كثيرة
اما الحق
فواحد

الشيطان يلبس الحق بالباطل
يامرك او يزين لك شئ ليلهيك او لتترك شئ اهم اوافضل اواحسن
وهنا تكمن خطورته
والعقل والوعى .والتفكير ..ومعرفة الله ومراده ..والدوام على ذكره هو السبيل الوحيد للتخلص من هذا اللبس


2 - الحقيقه الوحيده انه خدع الملايين تحت اسم الدين
حكيم العارف ( 2012 / 9 / 12 - 08:02 )
فعلا كما قال الشرقاوى - الشيطان يلبس الحق بالباطل -
لذلك يطلق عليه الكتاب المقدس : انه الكذاب وابو كل كذاب


انظر ماذا فعل :

- انكر صلب المسيح رغم وجود كل الدلالات والكتب التاريخيه التى تثبت هذا

- اطلق على الكتاب المقدس انه محرف

- جعل الكذب حلال

هل عرفت من هو الشيطان ...

الحقيقه الوحيده انه خدع الملايين تحت اسم الدين

اخر الافلام

.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa


.. 64-An-Nisa




.. 65-An-Nisa