الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد

عمار طلال

2012 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد
انا افكر، اذن انا موجود، الـ (كوجيتو) حكمة فلسفية اطلقها الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانط، خلال القرن السادس عشر الميلادي، ونسيها العالم بالتقادم، الذي طوى مكونات جوهر الوعي الانساني، وأحل الاعراض بدلا منها.
قوة حضور منتجات العقل، من مظاهر شاخصة، ومعطيات مؤثرة في وجود الانسان.. سلبا وايجابا.. على حد سواء، غيبت عقله خاسرا في المفاضلة بينه وإفرازاته.
العقل جوهر الوعي والمصب الذي تلتقي عنده الحواس، يتألف من المعلومات المترسبة فيه، والواردة اليه، من العالم الخارجي، عبر الحواس، فالحواس تأخذ قوة تفاعلها من استعدادها لالتقاط الافضل.
هذا من حيث التلقي اما الارسال، فان حواس الفرد تسهم بنشر مواصفاته تجميلا للذات.
التبادل بين المحيط الوجودي والعقل يتم من خلال الحواس، والحواس لا تكتفي بالسمع والبصر والتذوق واللمس والتنفس، انما توظف مجموعة من الاجزاء البايلوجية في الجسد البشري، مثل: الفم واليد والعين والفرج وعضلة الدماغ ووسامة الرجل وجمال المرأة واللسان.
وهي كلها.. بمجموعها، تصب في نظرية مشرط الطبيب!
*مريدي*
تتلخص نظرية (مشرط الطبيب) بأن تلك الاداة الطبية التي اخترعها العقل العلمي رحمة بالمرضى واحتواءً للآلام، هي ذاتها التي يستخدمها (جماعتنا) النشالة في سوق (مريدي) الذي لمع نجمه، في مدينة الثورة ببغداد، خلال حصار التسعينيات حين كرسه الطاغية صدام حسين على شعب العراق، وفي الباب الشرقي وسواه من مناطق انتشار النشالة، خلال تلك الفترة ذاتها.
لذا فحواس الانسان واجزاء جسده، يمكن ان تخضع لنظرية (المشرط) ذاتها، اذ ان حسن استخدام تلك الاجزاء وسوء الاستخدام، كلاهما مرتبط بطوية الفرد، ان كان حسنا حسنت وان ساء ساءت.
فالفم الذي يبتسم ويجود آيات القرآن الكريم ويترنم باعذب الاغنيات ويطلق الحكم، دراري في فضاءات السامعين، بالتعاون مع اللسان، هما الاثنين، يمكن ان يتعاونا في النميمة والنيل من الناس وازعاجهم بالزعيق وترك جروح فيهم؛ عضا بالاسنان او اثخان الجراح المعنوية بالقول...
واليد التي تصافح.. قد تلكم والعين ان لم تغض عن المساوئ تبدي مكامن صاحبها وتسلم اسراره للأعداء، والشهوات الكامنة بين الفخذين،غريزة فطرها الله في ذواتنا نعمة، كثيرا ما نسيء التعاطي معها باشكال تحيل النعمة الى نقمة.
والجنس هو ام الكبائر في المنظور الاسلامي الذي جعل الحياة الجنسية للفرد جحيما بسبب سوء الفهم للنصوص وتعمد تطبيقها بطريقة سادية لتعذيب الناس بدل اسعادهم.
ينسحب ذلك على جمال البنت الذي يتحول وبالا عليها في محيطها الاجتماعي رقابة تمنعها من التباهي بجمالها الذي انعم به الله عليها والله يحب ان يرى نعمته على عبده.
*عنديات*
لأجل هذا اعود الى ان العقل هو المصب الذي تلتقي فيه الحواس وتصب معطيات البيئة الاجتماعية نقلا لما ينطوي عليه المجتمع، الامر الذي يهضمه الفرد ويتمثله، بحيث يصبح المرء ابن بيئته وخلاصتها، لكن له هامش فرض مدخراته على ما اضفى عليه المجتمع، وهي التي تسمى فلسفيا (عندياته).
هذه العنديات هي التي تنبت ولدا رحمانيا وسط عائلة شريرة، مثلا، والعكس صحيح؛ اذن:
"اهديناه النجدين فاما كافرا واما شكورا"
سوء وحسن التعاطي مع الملكات الشخصية شأن نابع من الذات ليسقط على المجتمع، الذي نسي عمق قيمه السلوكية والفلسفية والدينية، وتبنى افرازات العقل العرضية؛ جاعلا الهامش اقوى من المتن، والمشكلة هي ان الهامش اقوى من المتن في حياتنا الحاضرة، فعلا.
فـ (كوجيتو) عمانوئيل كانط:
"انا افكر اذن انا موجود" سهلت كثيرا من شؤون حياتنا وفتتت عقدا مستعصية، ما زلنا لا نحسن ايجاد منهج واضح في تطبيقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد




.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد




.. 26-An-Nisa