الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي بالقانون تصالحا مع الذات والمجتمع

منير حداد

2012 / 9 / 13
المجتمع المدني


الوعي بالقانون تصالحا مع الذات والمجتمع


استيفاء معنى المصطلح القانوني، لدى المواطن، يمر عبر مراحل متوالية، تبدأ بحسن بناء النص القانوني من قبل المشرع، ودقة الايصال لاوسع عينة ممكنة، من خلال الصياغة المثلى والتأكد من سلاسة اللغة؛ ضمانا لفهمها من قبل المستويات الاجتماعية البسيطة.
تمر علاقة المواطن بنصوص القانون عبر موشور الاقتناع الذي يعطيه اهميته من دون الزام، انما بتوطيد علاقة تبني من قبل المشمول بالتشريعات؛ والا فان القانون.. حينها.. يشرع كي يخترق.
وهنا يقفز مبدأ القانون الذي يحول دون الجريمة.. يحد من انتشارها اكثر مما ينتظر وقوعها كي يتدخل، وتلك مهمة عسيرة على المشرع والقاضي؛ لانهما ليسا تشكيلا داخليا من قوات الشرطة كي يعمل على منع الجريمة؛ انما القانون ينظم صيرورة المجتمع ويحذر من اختراق النصوص ويترك مسافة واضحة بين المجتمع والعقوبة، بنسج تكوين يحذر المواطن قبل الاقدام على الخطوة المحظورة، ومحاولة انتشاله من تبعاتها قدر الامكان، اذا ما وقع سهوا في المحذور؛ عملا بالحديث النبوي:
"جد لاخيك سبعين عذرا".
والعذر الذي اشار اليه الرسول محمد (ص) في هذا الحديث الشريف، ينطلق من داخل الضحية، ما يعني ان الضحية هو الفاعل الذي يقوم بعملية ايجاد العذر؛ حينما يكون قويا قادرا على ان يسامح اويقتص! اي انه ليس ضعيفا بحاجة لقانون يحمي حقوقه.. المادية والمعنوية، المهضومة.
وهذا لا يعني السماح للقوي بإستيفاء حقه مباشرة، انما عبر القنوات الرسمية الثلاث المعروفة في مجتمعنا: الدين والدولة والعشيرة، وفي معظم الحالات يلجأ الفرد الى القنوات الثلاث معا، وهي تنسق مع بعضها البعض.
استيفاء روح القانون يحقق لدى الفرد وعيا متفكرا بنصوصه، ما يؤدي الى التصالح مع الذات، تلك المرحلة التي يؤسس عليها الفرد تصالحه مع محيطه الاجتماعي.
التصالح بين الفرد والمجتمع يؤدي الى اتساق سلوكي راق، وتلك هي الثقافة في ابلغ معانيها، والمثقف هو الانسان المستقيم اجتماعيا بما يؤدي الى دخوله.. نافذا الى وجدان المجتمع، وتحوله جزءا من بنيته الاساس.
هنا يتحقق الانسان الحضاري المتشبع برفعة الرقي الامثل بوجوده العام والشخصي؛ فالتماهي مع الاخرين مكسب يميز الفرد الملتزم، وأولى عناصر الالتزام هي المعتقد الروحي الذي يفيض من عمق ايمان الفرد بالله الى عموم وجوده وسط المجتمع، ما يجعله سائرا باسم الله يؤسس وجوده من خلال تطلع الناس الى دستور الدولة وتعاليم الدين واعراف المجتمع، تعاطيا مع شخصية واعية لوجودها الدستوري.. تستوفيه وتهضمه وتتمثله وتحيله سلوكا يشدها للناس ويشد الناس اليها تصالحا مع الذات والآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: التهجير القسري دفع نحو مليون شخص للفرار من رفح| #ا


.. أهالي الأسرى يحتجون داخل الكنيست أثناء اجتماع رئيس لجنة الخا




.. بسبب شقة في نيويورك.. جلعاد أردان ينهي خدمته كسفير لإسرائيل


.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب




.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات