الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يكون الاله العوبة

احمد داؤود

2012 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بسبب عدم مقدرتهم في ادراك ماهية الاله، او لجهلهم لما يريده منهم ،او بسبب رغبتهم في تحقيق اجندتهم السياسية باسمه ،يلجأ كثير من الناس الي رسم صورة مغايرة للاله ،فيجعلونه ظالما ومستبدا .
وتوجد مثل هذه الصورة السالبة للاله عند بعض الساسة النفعيين من ذوي التوجهات الضيقة ، فحينما يسرقون قوت الشعب ،ويتسببون في افقاره ،يرجعون ذلك الي الاله ،ويعلنون بانه قدر ذلك رغم انه بري منهم ومما يفعلون. وعندما يشعلون فتيل الحرب ،ويثيرون الفتن الطائفية والدينية او المذهبيبة ويسوقون خيرة شباب الوطن الي الموت تحت راية الدفاع عن كلمة الله ودينه ،يؤكدون بانه قضاء وقدر ،ويطلبون من ذوي الضحايا الصبر والتوسل لله عسي ان يغفر لهم ويرحمهم.
والاله عند هؤلاء هو القاهر والباطش والمتلذذ بالام الاخرين ،كما انه الوسيلة الناجعة لتحقيق المكاسب المادية والاجندة السياسية والوجاهات الاجتماعية ،وباسم ذلك الاله قتل الاَف الابرياء الذين لاذنب لهم سوي انهم لايستطيعون الوقوف ضد الباطش والقاتل،وباسمه ايضا سرقت ارادة شعوب ومصير اوطان ،واذا قدر لك وان عشت في ظل حكومة ذات توجه ديني ستري كيف انحدرت صورة الاله ،فالسارق يسرق باسمه ،والباطش يبطش باسمه،وماان تحدث أي مصيبة سواء كانت كبيرة او صغيرة حتي يلجأ الناس الي نسبها لذلك الاله،ويشيرون بانه تكفل بفعل ذلك ،فان لقي شخص حتفه بسبب حادث سيارة او نقص الادوية وغياب الرعاية الصحية ،فان الله قتله دون ان يدركوا بان الموت كان بسبب الاهمال ،ولو ان شخص ما فقد عقله بسبب ظروفه الاقتصادية او الاجتماية السيئة سيقولون بان الله كتب له ذلك منذ ان كان طفلا في بطن والدته.واذا ما اصاب الناس جوعا وفقرا فما عليهم سوي الصبر وعدم التفكير في مناهضته لان الله من فعل ذلك حتي يميز المؤمنين من الكافرين رغم ان الجوع والفقر كانا بسبب غياب العدالة الاجتماعية وعدم التوزيع العادل لموارد الانتاج.
كما انه حينما يبطش الحاكم ويتفنن في تعذيب رعيته ،فالواجب يلزمهم بالا يخرجوا عليه ،لان الله من تكفل بتنصيبه ،بل ان الخارج علي الحاكم سيموت موتة "الجاهلية".
ويبلغ الامر اشده عند بعض رجال الدين ،فالله عندهم هو "الرازق" ولكن كيف _عن طريق استغلال اسمه للحصول علي الامتيازات الاقتصادية والسياسية ،فما ان يعلن احد رجال الدين شيئا ما باسم الاله ،حتي تنهال عليه البركات والامتيازات من كل صوب وحدب ،ويتنافس رجال الدين مع اثري اثرياء العالم ،حيث يمتلكون افخم القصور ويتناولون اشهي الماكولات ،ويتزوجون "مثني وثلاث ورباع" ،بيد انه اذا ما سالتهم عن مصدر ذلك النعيم سيقلون لك بان "الله كريم" ولكن كيف ؟ _"الله كريم وكفي" .
وبسبب الاستخدام السيء لاسم الاله وخاصة من الذين يزعمون التحدث باسمه و يدعون الدفاع عنه وتطبيق شرعه ،كفر البعض به بينما اكتفي اخرون بجعله مطية او وسيلة لتنفيذ ماَربهم وتوجهاتهم ،حيث انه مالم تعلن بان "الله اكبر" ستحرم من كثير من جقوقك التي كفلها لك الدستور ،وتصف بالكفر والزندقة .
وبدلا من ان يكون الاله رمزا للخير والمحبة والسلام ،اصبح وكأنه داعية للعنف والتحيز والتمييز ،الا ان اسواء ما في الامر انه اصبح العوبة في ايدي الساسة ورجال الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني