الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .

الطيب آيت حمودة

2012 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثر الشد والجذب في أمر حدث ، ما كان أن يكون له حديثٌ لو أدركنا كمسلمين تفاهة القيمين عليه وغرضهم ، فأنا في حقيقتي لم أر الفيلم المسيء للإسلام في شخص نبيه الكريم ، ولا أريد مشاهدته لأنه من سقط المتاع ، فتهويلنا له، والذب عن رسولنا بالعنف والقتل هو إشهار مجاني له ، فما عسانا أن ننتظر من أعداء الإسلام سوى تلك الإساءة ، التي يستحسنُ أن نرد عنها بأسلوب حضاري مثيل ، يزيد من قيمة ديننا ولا ينقصها باقتراف مخالفات تصورنا للعالم بأننا حمقى و متعصبين .

°°°جريمة في حق الإنسان المسالم .

تابعت بشيء من الذهول ما أقدم عليه حمقى المسلمين في ( القاهرة ) و(بنغازي ) من إحراق للإعلام ، وتجييش للشباب ، أتت في بنغازي ليبيا على [أربعة قتلى] من رعايا أجانب على رأسهم السفير الأمريكي المتعاطف مع قضايا العرب ، والمساهم في نجاح الثورة الليبية ، ويقال بأنه تعرض للإغتصاب والإهانات قبل قتله .؟
ما وقع للسفير الجزائري في شمال مالي ، وما وقع للسفير الأمريكي في بنغازي صنوان ، قد يتساءل المرأُ على مدى مشروعية القتل المقصود لهذين السفيرين ، أهو من الإسلام ؟ أم أنه تصرفات طائشة لأناس متعصبين ؟ ركبوا الإسلام لتحقيق طموحاتهم الدنيوية باسم نصرة نبينا محمد صلوات الله عليه .

°°°قتل الرسل والسفراء ليس من الإسلام .

قتلُ الروم لرسول النبي (الحارث بن عمير الأزدي) أحرج الرسول ، فجهز حملة تأديبية قوامها (ثلاثة الآف مقاتل ) ضد القتلة ، عرفت بغزوة مؤتة ( 8 هجرية) ، .... فالقتلى الأمريكان في سفارة بنغازي لا شأن لهم بالفيلم ولا بأحداثه ، [ ...وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] [الأنعام : 164] ، فقتل السفراء المعتمدين لدينا هو تعد صارخ على الأمان والعهد الممنوح لهم ، وهو بمثابة إعلان حرب في الأعراف الدبلوماسية ، حتى الدولة الأمريكية بمخابراتها المركزية لا يمكنها أن تمنع الأفلام وتداولها عبر الشبكة العنكبوتية ، وهو ما حجم دور الدول في الرقابة على ما يُنشر ، فمسؤولياتها محدودة أو منعدمة ، فلا يعقل مثلا أن نحمل [ بابا روما ] المسؤليته على جرائم الطغمة الكاثوليكية الإرهابية في أيرلندا ، ولا يمكن تحميل مسؤولية جرائم [ النازيين الجدد] لدولة ألمانيا ، ولا إسناد ما يقترفه الجيش الأحمر لليابان كدولة ، كما لا يمكن تحميل جرائم ( المنظمة السرية OAS ) بالجزائر إلى دولة فرنسا لأن المنظمة تعمل خارج إرادتها .

°°° ما أشبهنا كمسلمين ب(الطورو الأسباني الهائج ...) .

عندما تريد طوائف من الغرب تهييج المسلمين ، تطبق عليهم أسلوب (الطوريرو) أي (الحقار )، فإثارة المسلمين سهلة لأنهم عاطفيون فوق اللزوم من جهة ، ويستجيبون للإثارة وزيادة ، فهم أشبه [ بالطورو] داخل حلبة المصارعة المعروفة ب "لابلاثا دي طورو" يهيجه ويستثيره ( الطوريرو) بقماش أحمر(كابوتي) بمساعدة ستة من مساعديه ( los banderilleros ) الذين يتداولون على غرز رموحهم الستة في كتف [ الطورو] كلما لاحظوا هدوءا في استثارته .
فأضدادنا ، والحاقدون علينا ، وعلى ديننا ، بارعون في استثارتنا ، فهم أعلم منا بسذاجتنا وسرعة استجابتنا لطعمهم الذي هدفه النهائي هو إظهار رعونتنا ، وعنفنا ، وبداوة تفكيرنا للعالم أجمع ، فهم باستراتيجية غرس أنوفنا في الوحل ، بالطريقة ذاتها التي يُعامل بها الطورو من قبل الطوريرو ، قتل شنيع داخل الحلبة بالتأييد تصفيقا من لدن المتفرجين ، فهل نجاريهم في تحقيق ما يريدونه ؟...، أم أننا نبرعُ براعتهم ، في استرشاد السبيل الأقوم ردا على مؤثراتهم الخبيثة ، ولو بما هو أضعف الإيمان ، أي بطريقة (المهاتما غاندي) في المقاومة السلمية ، فالهدف من سياسة اللاّعنف في رأي غاندي، هي إبراز ظلم المحتل من جهة ،وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية ،تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه ، واللا عنف لا يُعد ضعفا ولا استكانة ولا غفرانا للمسيئين ، وإنما هو غياب القدرة على المواجهة كأنداد ، فالتمادي في العنف المطلق سيؤدي حتما إلى إخصاء ملة بأكملها .


°°° الأبوباش .... لا يمثلون الإسلام ...

الذين قاموا بأفعال القتل المشينة في حق ضيوفنا الأبرياء ، الذين أعطيناهم العهد والآمان في أرواحهم وممتلكاتهم ، لا يمثلون المسلمين ولا الإسلام ، فهم جماعات منحرفة تسيء للدين أكثر ما تخدمه ، فأنا لست سعيدا برؤية هؤلاء يفعلون ما يفعلون ، دون وعي وتقدير لعواقبه العاجلة والآجلة ، كان الواجب على قياداتنا الدينية والسياسية رسم استراتيجية حكيمة للرد على الإستفزازات الغربية لإفشالها بأسلوب مثيل ، دون تشويه ملة الإسلام على مرأى ومسمع العالم كله الذي ينظرُ إلينا نظرة إزدراء واستهجان ، لأنهم قاس ووزن ديننا الإسلامي على فعل مثل هؤلاء ، الذين تركنا لهم أمر تمثيلنا أمام كاميرات العالم الرقمية ، وليس على فعل الغالبية المسلمة المسالمة، التي لآ شك وأنها لا تريد تقديم إشهارا مجانيا للفيلم .


خاتمة القول أن دولنا الموصوفة بالإسلامية ، يجب أن تكون في مستوى عظمة الإسلام الحقيقي في حفظ حقوق أهل الذمة لديها ، والممثليات الرسمية للدول التي تربطنا معها علاقات ، فهل ملاحدة الغرب أفضل من المسلمين في تعاملهم مع المسلمين في عقر دارهم ؟ ، فقد غدت المدن الغربية الكبرى مثل ( لندن) و(باريس )و( روما ) و(جنيف ) ملاذا آمنا لكل المضطهدين في العالم الإسلامي ،فلهم حقوقهم وأمنهم وآمانهم .... وهو ما يعني الكثير لكل ذي عقل ولبيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سنن
بلبل عبد النهد ( 2012 / 9 / 13 - 20:32 )
متى كان الاسلام عظيما ان ما يفعله هؤلاء قد فعله قبلهم محمد وما هذه الاسننه الحميدة يواصلون السير عليها


2 - مافعله المسلمين هو الاسلام الحقيقي
سركون البابلي ( 2012 / 9 / 13 - 21:11 )
مافعله المسلمين هو الاسلام الحقيقي


3 - ولكم في رسول الله إسوة حسنة
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 9 / 13 - 22:05 )
تحية لك عزيزي الكاتب.

هناك حديث لمحمد يعرفه المسلم منذ طفولته،

وهو; ولكم في رسول الله إسوة حسنة،

أي أن محمد نموذج يجب أن يقتدي به المسلم ، أليس كذلك؟

لنرى ما فعل محمد بأم قرفة، حسب السيرة النبوية لأبن هشام،

كانت أم قرفة شاعرة، هجت محمداً،وكان عمرها ١٢٠ سنة، ماذا فعل بها محمد؟

قسمها إلى نصفين، أليس كذلك؟ وحسب ما يسمى بالسيرة المعطرة.

وهذا ما وثقه الفيلم، من أمهات الكتب الأسلامية.

فلماذا هذا اللف والدوران، ومحاولات تلميع صورة الأسلام دون جدوى.

إنّ ما يفعله المسلمون اليوم ينطبق تماماً على ما كان يفعله محمد، ألأسوة الحسنة.

تحياتي.


4 - أسوء الروايات هي الأصح؟
بلعمري اسماعيل ( 2012 / 10 / 3 - 11:43 )
التاريخ لا يقرأ بهذا الشكل الإنتقائي , أنت تتهم رجلا بجريمة قتل بشعة لم تكن شاهدا عليها و بينك و بينها أربعة عشر قرناً و دليلك ما ذكره مؤرخ بينه و بين الحادثة المزعومة قرنين كاملين, بيمنا لا تجد لهذه الحادثة ذكر في كتب السيرة الأخرى, لكن الخلفية التي تنطلق منها تجعلك تعتبر أن أسوء رواية متوفرة هي الأصح, في حين أن المجتمع العربي إذ ذاك يدين بشدة كل إعتداء لرجل على امرأة
يقول الإمام علي في نهج البلاغة ما يشهد على كذب الرواية التي تتحجج بها لنسب النقيصة للنبي محمد,( و انا كنا لنومر بالكف عنهن و انهن لمشركات. و ان كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهليه بالفهر -حجر يدق به الجوز- او الهراوه -العصا- فيعيّر بها و عقبه من بعده.
فكيف يعقل أن يدين الإمام عمل قام به نبيه؟ كان أولى له أن يسكت لو كانت الحادثة التي تذكر حقيقية.

اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تستهدف أحد قادة الجماعة الإسلامية في لبنان


.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عمليتين بالاشتراك مع




.. تجربة المحامي المصري ثروت الخرباوي مع تنظيم الإخوان


.. إسرائيل تقصف شرق لبنان.. وتغتال مسؤولاً بـ-الجماعة الإسلامية




.. 118-An-Nisa