الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
شريف صالح
2012 / 9 / 15المجتمع المدني
رداً على الفيلم المسيء للنبي هاجم الداعية الإخواني وجدي غنيم المسيحيين والقساوسة، وفيما يلي قراءة لكليب الشيخ: العلامة والدلالة:
الفضاء
سجل غنيم هجومه في كليب مصور مدته حوالي 36 دقيقة، على "اليوتيوب"، حيث جلس وهو يرتدي بدلة وكرافتة (صنعهما الغرب المسيحي) وراح يقرأ من أوراق مطبوعة (أيضاً المطبعة اخترعها الغرب المسيحي)
ظلت الكاميرا مثبتة عليه في لقطة متوسطة، تبرز وجهه ولحيته، ولا مجال لتغيير زاوية الرؤية، ما يتناسب مع خطاب ثابت محدد، حيث لا يوجد حوار أو نقاش، حتى الآخر المعني برسالته لا وجود له في "الكادر". وجه واحد، صوت واحد، منطق واحد يهمين على فضاء الصورة.
قاموس الشتائم
اعتمد غنيم في سد الثغرات في كلامه، والانتقال من فكرة إلى أخرى، والإيهام بترابط منطقه، على فيض من قاموس الشتائم، كانت تتداعى عفوياً على لسانه، كلما توقفت الفكرة في رأسه، أو شعر بتهافت منطقه، حيث يسرع إلى تكرار شتمة قالها أو استدعاء شتمة جديدة مثل: الخنازير، تربية الزرايب، الكفرة، كلاب النار، الشراميط، الأوساخ، الأنجاس، الجزم، بهايم، عُباد الصليب.
مقاطع مقدسة
لتأصيل عنف ودموية وتهافت الكتاب المقدس، استشهد غنيم بمقاطع منها، نقلاً عنه:
1. "جئت لألقي ناراً على الأرض"
2. "ملعون من يمنع سيفه عن الدم"
3. "فليبع ثوبه ويشتري سيفاً"
4. "فأتوا بهم (أعداء المسيح) إلى هنا واذبحوهم قدامي"
5. "طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة".
تقارير وأخبار
بعد أن نزع عن "الكتاب المقدس" قداسته كفكرة ونص، واستهزأ به، مشككاً في سلامة النظرية، استعان بمجموعة من التقارير والأخبار (علماً بأن وسائل الإعلام الغربية المسيحية هي من تفضح تلك الممارسات.. وتداولها ونسخها عالمياً يتم من خلال شبكة الإنترنت والكمبيوتر الذي اخترعه الغرب المسيحي)
يثبت غنيم بانتقاء تلك التقارير فساد الممارسة المسيحية، ويتناول فسق وفجور وفضائح قساوسة الكنائس منها:
1. إدانة كاهن باغتصاب طفل على كرسي الاعتراف
2. أربع سيدات يتهمن قساً باغتصابهن أثناء تقديم النصح في كنيسة
3. اتهام أكثر من ثلاثة آلاف قسيس بتهم التحرش في أميركا
قياساً على العلامات الأربع الرئيسية التي تميز كليب غنيم: ثبات المنظور وأحادية الصوت، قاموس الشتائم، عنف ودموية النص، فسق وعهر الممارسة. نتبين أن رؤيته الراسخة للدين المسيحي بالغة السوء والكراهية، ومؤسسة على منطق انتقائي لا يعبر عن تلك الديانة، بقدر ما يعبر عن تصوره الذاتي لها، وما يسقطه عليها.
مثل هذا النوع من القياس الانتقائي يمكن أن يمارسه أي قس أو رجل دين مسيحي، فيجلس هو الآخر في فضاء خال من العلامات تقريباً، ويرتدي بدلة وكرافتة، مطلقا لحيته. وعبر لقطة متوسطة راسخة، يبدأ في انتقاء أفظع الشتائم من قاموسه اللغوي رداً على ارتكاب المسلمين لأحداث 11 سبتمبر واغتيال السفير الأميركي في بنغازي وحرق الإنجيل في مظاهرات المسلمين، وستكون شتائمه من عينة: كلاب النار، الأوساخ، القحاب، الجهلة، أعداء الحرية، عُباد السلاطين، الخونة، الإرهابيين... إلخ
وسوف يلجأ هذا القس ـ لنفترض أن اسمه ـمرقس غنيم ـ إلى الكتاب المقدس لدى المسلمين "القرآن الكريم" مستهشداً بمقاطع منه تحض على العنف والدم والكراهية:
1. "واقتلوهم حيث ثقفتموه
2. "واقتلوهم حيث وجدتموهم"
3. "إنما المشركون نجس"
4. "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا.. اليهود والذين أشركوا"
5. "لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء"
بعد أن يعرض القس مرقس غنيم مقاطع العنف والدم التي جاء بها من القرآن، وقد تخللها ما شاء من قاموس الشتائم، سوف يختم دفاعه بمجموعة من الأخبار والتقارير منها:
1. ضبط شيخ سلفي وعضو في البرلمان المصري في وضع مخل بالآداب في الطريق العام
2. الشيخ ياسر.ح (43سنة) يغتصب 9 أطفال في السويس أثناء تحفيظه القرآن الكريم لهم
3. شيخ يغتصب فتاة جامعية ويجبرها على شرب بوله
4. محكمة بريطانية تحكم بالسجن على شيخ اعتدى جنسيا على طفلين
لا يوجد ثمة فرق بين الخطابين، وطريقة القياس والاستنباط، لنفي وإقصاء الآخر واحتقاره، والتعالي الأخلاقي عليه، وسد أية قنوات ممكنة للحوار والتعايش. ما يعني ببساطة أن مثل هذه الخطابات الأحادية، العدائية، العنصرية ـ ليست نتيجة أحداث مروعة مثل 11 سبتمبر أو الفيلم المسيء للنبي ـ إنما هي السبب في وقوع مثل هذه الأحداث، وهي الوقود المفجر لها على الدوام.
ولا يطابق منطق القس "مرقس غنيم" فقط منطق الداعية الإخواني "وجدي غنيم"، بل يطابق ايضاً منطق أسامة بن لادن ومن قاموا بهجمات سبتمبر، ومنطق المتهم بإخراج وإنتاج الفيلم المسيء. ومجرد قبول أن يتحدث أحد الطرفين بهذه الروح العنصرية، وذلك القاموس من الشتائم، يعني أن من حق الآخر أن يقوم بالأمر ذاته.
ولا يمكن أن يكون ثمة تعايش أو سلام أو تسامح، إلا على قاعدة الاحترام المتبادل للمعتقدات على اختلافها، وبمعزل عن خطأها أو صوابها، فاحترام الإنسان يأتي من وفائه لفكرته هو وليس من وفائه لفكرتي أنا. وطالما أنني أحقر من اختلافه عني فلماذا أتضايق منه إذا احتقر اختلافي عنه بالمثل؟
واللافت هنا أن الغربيين "المسيحيين" سيكونون أكثر انزعاجاً من أفكار قس مثل "مرقس غنيم" ولن يقبلوا هجومه على الإسلام بهذه الطريقة.. مقارنة بعدد المسلمين الذين يمكن أن يغضبوا ضد ما قاله الداعية وجدي غنيم بحق المسيحية والمسيحيين. بل لو جرأ قس وذكر ما ذكرناه من أمثلة لخرج ملايين المسلمين لإحراق عشرات السفارات المسيحية.
كلا الطرفين والغ في كأس الدم ذاتها ثم يتهم الآخر بأنه من : "الشراميط الأوساخ"!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لك كل الحق يا سيدي الكريم
نيسان سمو
(
2012 / 9 / 16 - 11:00
)
لك لك الحق ياسيدي الكريم على ما ذكرته ولا استطيع ان اضيف اكثر مما قلته وذكرته جنابك إلا ملاحظة بسيطة وهي : ماذا جاء الفلم بجديد حتى يعمل كل هذه الضجة والضوضاء ؟؟.. مني لك كل التحية
.. متحدث حركة فتح عبد الفتاح دولة: إذا كان اتفاق غزة مقتصرا على
.. عائلات محتجزين إسرائيليين يتظاهرون في واشنطن لحث ترمب على إع
.. مشاهد لعودة النازحين إلى ديارهم المهدمة في قطاع غزة
.. نازحة فلسطينية من ذوي الاحتياجات الخاصة تتحدث عن معاناتها لع
.. ترمب يعفو عن أنصاره المعتقلين بسبب أعمال الشغب في الكابيتول