الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
ميثم مرتضى الكناني
2012 / 9 / 16المجتمع المدني
التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
كلما حاولت ان افهم اسباب عجزنا المزمن عن انتاج دولة المواطنة التي لا ترتفع فيها قامة اعلى من سلطة القانون يحتار ذهني في تحديد السبب الفعلي الكامن وراء عجز دولناالعربية عن تحقيق هذا الحلم الذي حولته بلدان اخرى الى واقع معاش من خلال شمول الجميع بما فيهم ابناء العائلة المالكة لحكم القانون ولكن وبمجرد مراجعة بعض الامثال الشعبية النافذه والاكثر حضورا في احاديثنا الاجتماعية من قبيل
اني واخوي على ابن عمي واني وابن عمي عالغريب
الشجرة اللي ماتفئ على اهلها اقطعها
الشر اللي تعرفه احسن من الخير اللي ماتعرفه
نلمس مدى تغلغل قيم التعصب والانغلاق على النفس والمنطقة والعشيرة في سلوكنا المباشر او لاوعينا الذي يحرك مواقفنا تجاه مختلف المواقف رغم ادعائنا الظاهري بالتمدن والتحضر وهي اصباغ ومسوح لا تصمد امام اختبار المصلحة او الخوف و التهديد,ان المنظومة القيمية الصحيحة للمجتمع تمثل العامل الاهم في ارساء قواعد الدولة الصالحة التي تؤمن لابنائها العيش الكريم على قاعدة المواطنة والتساوي بالحقوق والواجبات , ومن شان أي خلل في هذه المنظومة ان يؤثر بدرجة كبيرة على وتيرة العمل على بناء دولة حقيقية والعكس عندما تتخلخل هذه القيم وتتعرض المثل العليا للاختراق او التعدي بفعل استقواء النزعة الانانية والانحيازية التي تفضل او تحابي او تستثني فردا او جماعة من الالتزام بالقوانين والتشريعات الانضباطية مايعني تهديدا لمعنى المواطنة وتفكيكا لمفهوم الدولة الجامعة المحايدة , مجتمعاتنا العربية تتاثر بارثها البدوي الذي يعتبر التعصب للقبيلة والمنطقة اساسا من الاسس التي يستمد منها النظام القبلي قوته واستمراريته وحتى بعد تطورمظاهر الحياة المدنية في البلدان العربية فقد ظلت القوانين البدوية هي السائدة والمهيمنة لعدة عوامل اهمها :
1.القدرة الانجابية الهائلة لسكان الارياف لاسباب عديدة اهمها سهولة حياتهم وقلة متطلبات الحياة الريفية مع اعتدادهم بالاكثار من العدد فضلا عن تقبل المراة الريفية للعيش مع ضرة بخلاف بنت المدينة مايزيد من عدد ابناء الريف (على حساب النوع في اغلب الاحيان) وبالمقابل قلة عدد ابناء المدن مايجعل الريف والعشائر رقما مؤثرا في مختلف الاوقات والمواقف.
2.يتميز ابن الريف فطريا برباطة الجاش والاقبال على المغامرة وحبه للزعامة مايزيد من احتمال حصوله على المكاسب والمناصب التي لا يمكن تحصيلها الا بالمغامرة ( وهذا واضح في مطالعة بسيطة لسيرة قادة الانقلابات العربية جمال عبدالناصر , السادات ,صدام حسين ,القذافي ...الخ).
3.عدم نضج الدولة الوطنية واستشراء الفساد السياسي الذي يستند في استمراريته على العصبيات المناطقية والعشائرية والاثنية مايعيد انتاج العصبيات الثانوية التي يتكا عليها الافراد في سعيهم للمطالبة بأساسيات حياتهم .
4.استشراء السلوك الابوي الذي يقدس الاكبر ابا او اخا او شيخ العشيرة ما يجعل رايهم ذو قدسية مقدمة على القوانين والتشريعات.
5.نسب الامية العالية التي اسهمت الدكتاتوريات ونظم الحكم المافيوية في زيادة مساحتها طولا وعرضا وصولا الى مجتمع بدائي تسيره الافكار والقرارات الجاهزة.
6.ضعف الجهاز القضائي يجعل الفرد متشبثا بالعشيرة كمنظومة امنية تحميه من الاعتداء.
ان اهم خطر يتهدد بناء الدولة هو استشراء العصبيات الثانوية ومن اجل التغلب على هذه المعضلة يجب ان تتوفر حكومة محايدة وقوية تعمل على توزيع عادل للثروة وتوفير فرص متكافئة للتنمية بين المناطق مع ايلاء قطاع التعليم والثقافة التنويرية المنفتحة اهمية قصوى من اجل افساح المجال امام بناء مجتمع متصالح مع نفسه تذوب فيه اسباب النفور والتباغظ شيئا فشيئا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون
.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر
.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س
.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية
.. مظاهرات حاشدة في مدينة طرابلس اللبنانية دعماً للاجئين السوري