الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين سوبر محمد و سوبر مان.

الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)

2012 / 9 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بين سوبر مان و سوبر محمد....
لعل البشرية منذ ظهورها على ظهور البسيطة منذ قرون طوال كما يقول علماء التطور لم تكف ابدا عن ابتكار النمازج اليوتوبيه او الاخلاقية القيمية المطلقه التي تتجاوز نقائصها و تتحلى بصفات الكمال المطلقه.
فالخيال الجماعي وبالتالي المحمول الجمعي للأنسان ظل يبتدع و على الدوام مرموزات و مسميات لتلك المخلوقات اليوتوبيه المثلى و من ثم يضع تصوراته المثالية لها و يحتمها وفقا لظروفه الثقافية ومعايره الاخلاقية.
و كلما تقدمنا ببوصلة التاريخ نحو الامام نجد ان تلك المرموزات اليوتيوبيه او المسميات الاسطورية التي تعلق عليها احلام و افكار المجتمع البشري كلما وجدنا ان مساحة الاسطوره البايولجية فيها تتقلص لتصبح شبيهة بألكائن الانساني الذي تعلم بعد تجارب طويلة و مضنية انه سيد الطبيعه والعنصر الاقوى فيها وانه هو الاولى بتمثيل قيمه اليوتوبيه وفقا لمعايره الثقافية للجمال...فلن تجد على الاطلاق نبيا دميما....ذلك النبي وفقا لنص القربان لمحمود درويش هو شماعة اخفاقاتنا و اسقاطاتنا و احلامنا و طموحاتنا.
ان ظهور شخصية "محمد" في القرن السابع الميلادي في مجتمع بدوي رعوي "متخلف" وان كنت اشك في متخلف هذه وفي مكان نائ و منقطع وبعيد تماما عن ذاكرة البشرية كان امرا استثنائيا بلا شك خصوصا وان عنصر الكاريزما لدى هذا الراعي الفقير ظهر مبكرا....
انه مثل اي شخص كان في اسفل الهرم الاجتماعي يملك الطموحات الكبيرة والعريضه في أن يكون ذا شأن و مكانه وأن ينتقم من المجتمع انتقاما جماعيا عبر خلق انقلاب طبقي مقدس يرضي غريزة الانسان المقهور في داخله و غرائز الاخرين الذين يقاسمونه ذات الشعور.
و لست هنا لكي اتحدث عن شخصية محمد فقد افاض المفكرون المستنيرون في كشف دوافع تلك الشخصية.
لكنني بصدد القول أن محمدا كأن مثله مثل اي بشري أخر يخطئ مرارا و يصيب مرارا، والشواهد كثيرة وليست حادثة الغاء التبني تلك الكارثة الاجتماعية الخطيرة و غير المبررة فقط لمجرد انه اشتهى زوجة ابنه بعد ان انكشف له منها ما انكشف...ليست هذه الكارثة سوى نزر قليل من الكوارث التي تحققت اثناء حياته و مازالت تحدث بعد وفاته باربعة عشر قرن.
ان الدفاع عن كمال محمد شبيه تماما بالدفاع عن سوبر مان تلك الشخصية الاسطورية ذات العضلات المفتوله والسحنة البيضاء والقدرة على الطيران فهي شخصية ابتدعها العقل الجماعي لملاحقة عجزه و مداراة اخفاقه، فاذا كان سوبر محمد لا يخطئ ولا ينطق عن الهوى فأن سوبر مان ايضا كذلك ذلك البطل القومي المثالى الذي لا يخطى ولا ينطق عن الهوى و كذلك كل الشخصيات الاسطورية الغائرة في التاريخ او الموغلة في المستقبل.
و......
حتى سوبر مان يخطئ احيانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ٱخي الطيب عند السلام
مريم رمضان ( 2012 / 9 / 16 - 06:35 )

أنت هو سوبرمان الحقيقه
لي سؤال، هل المسلمين يقرأون دينهم؟ عندما حاولت أن أقرأ القرآن لم أفهم شيئآ وإن سألت لم أجد جوابآ.ثم حاولت أن أقرأ السيره النبويه شعرت أنني أقرأ عن حيات شخص مريض نفسيآ هارب من مستشفى إلأمراض العقليه ينتقم من البشريه لأنه كان محروماً في حياته ويعاقب البشريه على حرمانه، وضعت هذه الكتب في الزباله وحرقتها.أنا عندي ثقه أن كثيرون راح يعملوا مثلي.


2 - تشابهات
هشام ( 2012 / 9 / 16 - 12:56 )
صدام حسين ولد يتيم الاب وامضى فترة طفولته وصباه عند امه وكان زوج امه قاسيا جدا معه كحال اغلب ازواج الام مع ولد المراْة ..ولكنه وصل الى حكم العراق بالقتل والمؤامرات وقضى على ثلاثة ارباع رفاقه واصدقائه والكثير من اقاربه المقربين للوصول الى الحكم الديكتاتوري الشمولي وصدام دخل في جبهة مع الشيوعيين وتصالح مع القوميين الاكراد ودعا اللى حياة وبناء مشترك ومن ثم بعد ان سيطر على الاوضاع قال ان حزبه هو الوحيد وكل من يترك حزبه وينضم او يتعاون مع احزاب اخرى يعدم واصدر قرارا بذلك..ومحمد في السور المكية يدعو الى التاّلف والتعاون والمحبة ( لكم دنكم ولي دين الى اخره...ثم بعد فتح مكة واشتداد عوده قال لايقبل غير الاسلام دينا وان لامكان للنصارى واليهود في الجزيرة وتناسى الايات السابقات ونسى هجرة المسلمين الاوائل الى الحبشة ورعاية ملكها النصراني لهم !!


3 - رد
ا :الطيب عبد السلام ( 2012 / 9 / 16 - 23:05 )
شكرا الاعزاء الذين ردوا على المقال :
مريم رمضان : ما فعله السوفيت و المسلمون متشابه الى حد بعيد كليهما قاما على فكرة الانقلاب الطبقي ضد المجتمع و معاقبته و من ثم انشاء مجتمع مثالى جديد يقهر فيه الناس بقيم اقرب للقداسة فيساقون بسياط الرب و كهنته كما يساق البقر الى حتفه.

الاخ هشام : الاقصاء واحد مهما اختلفت مسمياته...تصالح ثم ان وجدت الفرصة فابداء بالجميع...نظرية المؤامرة المتجزرة في الفكرة الاسلامي والماركسي و القومي واحده،مهما اختلفت شعاراتها.

و لكم اجزل الشكر على مروركم.

اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب