الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((حوار مع سائق تكسي))

علي الشمري

2012 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((حوار مع سائق تكسي))
رجل يغزو الشيب راسه بشكل لا يصدق ,لا يتجاوز عمره الخمسة والاربعين عام ,وهو احد ضحايا العهد الجديد الذي لم يوفر فرص عمل للعاطلين ,سيارته من نوع سايبا أيرانية الصنع .تم شرائها بالتقسيط المريح ,سألته عن عمله اليومي ,فكانت القناعة ترتسم على وجهه من خلال جوابه ,أذا ما أصاب سيارتي عطل ما فانا بخير ,وأذا لم يأتي ضابط مرور جديد يقوم بنصب مفارز من اجل غرامات فورية تذهب لجيبه الخاص,وان لا يفلس أحد من ضباط المرور.
فسألته كيف يقومون بذلك ؟وأين الدور الرقابي للدولة؟فأجابني بألم وحسرة .أي دولة تتكلم عنها؟دولة الحرامية ؟دولة عصابات وشراكات لا دولة دستور وخدمات ,من برأيك أوصل هؤلاء الى صدارة المشهد السياسي وجعلهم يتحكمون بمصائرنا,,,,هؤلاء أذناب المحتل وأدلائه وهو من قام بتسليطهم على رقابنا؟أن صح كلامك لماذا لم تتصدى المرجعية الدينية لهم وهم من يتكلمون بأسمها,هل تقبل المرجعية الدينية أن يعم الفساد بالبلاد وتنتهك الاعراض والحرمات؟
طالما المرجعية لم تتضرر مصالحها ومنتفعة من الوضع الحالي لا تعترض عليهم؟
لماذا أنتخبتموهم في السابق وغدا ستعاودون انتخابهم مرة أخرى؟؟؟لولا فتاوي المرجعية بوجوب أنتخابهم .لن ننتخبهم ؟والانتخابات القادمة لم نشارك بها,لان المرجعية ضحكت علينا وساقتنا كالخراف الى مراكز الانتخابات تحت الوعيد والتهديد بالانتقام الالهي في حال عدم انتخابهم؟وماذا تبين لك بعد كل تلك السنين العجاف؟تبين لي كما للكثير غيري بان الدين كله كذب ودجل والقائمين عليه ليس من أجل خدمة الناس بل لاجل حماية مصالحهم,والا بربك كيف يعقل بان من يدعي التدين ويصلي ويصوم ويشارك بالزيارات المليونية هو من أوائل المفسدين والناهبين لقوت الشعب وأيديه ملطخة بدماء الاخرين.فهل أجازت التعاليم الدينية ذلك؟؟؟,
في بداية السقوط أنخدعنا بالكثير من قادة الاحزاب والتيارات الاسلامية بوعودهم وشعاراتهم ,لكن عندما أصبحوا متنفذين بالحكم نسوا الفقراء كما نسوا وعودهم؟.أنهم بنوا مجدا زائفا لموتاهم ولاجيالهم من عرق ودماء الفقراء لم يبنوا بمثله للامام علي,بنو أضرحةأرضها أنتزعت من ملكية الدولة وحولوها الى ملكيتهم الخاصة ,وهي تكفي لاسكان نصف مليون عائلة لا تمتلك السكن لو بنيت مجمعات سكنية(الكلام للسائق)كنا نعيل على واحد منهم يناصر قضايا الفقراء ,الان وبعد ان أهديت له طائرة خاصة نسي الفقراء وأبتعد عن مشاكلهم التي لا تنتهي..
من برأيك السبب في شقاء الفقراء ,قادة الاحزاب الاسلامية أم المراجع الدينية؟فكان جوابه الاثنين مشتركين في الجريمة والاثنين مساهمين بشكل فعال في تغييب عقول الناس .
لفت نظري صبي يبلغ الثانية عشر من العمر وهو يحمل على ظهره كيس من فضلات أطعمة الفنادق,وكيس اخر على صدرة مملوء بعلب المشروبات الغازية الفارغة قرب أحدى نقاط الامنية الخاصة بحراسات المراجع العظام ,قلت له انظر الى ذلك الصبي,فرد ضاحكا مثل هذا بالمئات يوميا أشاهدهم.ألا يشاهدهم المراجع أو وكلائهم ؟ما هو موقفهم منهم ؟أليس هؤلاء من أبناء الشعب المسلم؟لماذا لم يعطوهم من الاموال المخصصة للخمس والتي تنهال عليهم من كافة دول العالم .أين تذهب تلك الاموال بربك؟فأجابني هؤلاء مثل نار جهنم ,هل امتلآت ..هل من مزيد ؟؟
ما يمنع هؤلاء بالمطالبة بحقوقهم من الخمس وهم الاولى به من غيرهم ؟
هؤلاء لم يطالبوا بحقوقهم كونهم يحقنون باستمرار بانواع متعددة من المخدرات وعلى رأسها مخدر مشيئة الله هي من جعلتك فقيرا وجعلت غيرك غنيا ,والصبر على المكاره والعذابات هي من سمات المؤمن ..والدنيا دار فناء والاخرة دار بقاء.لا تستبدلوا اخرتكم بدنياكم .وغيرها من الخزعبلات,واخرها وليس أخر يقولون لهم ويحشون مسامعهم بان ما يجري عليهم هو من علامات الساعة وقرب ظهور المنقذ الذي سوف يسوي كل الامور ويعيدها الى نصابها وما عليكم الا الصبر .
أخي الكريم ,ألم يدعوا بانهم وكلاء الحجة المنتظر .لماذا لم يمهدوا لظهوره بأقامة العدل والانصاف والانتصار للمظلوم من الظالم ,فهل يعقل بان المصلح العادل والمنقذ يعين له وكلاء من شرار القوم؟ألم يوجد أخيار يعينهم؟فأجابني ونحن في نهاية الطريق الى عملي ,هؤلاء فسقة ونصابين ,ويبرء منهم المنتظر ومن أفعالهم المشينة ,وهؤلاء هم اول من يبدأ بقتلهم عند ظهوره كونهم من خدعوا العامة بأدعائهم بوكالته وثانيا الاساءة له في أفعالهم اللاانسانية.
فودعته ودعيت له بالرزق الحلال والحذار من شباك المغفلين ان يقع فيها فريسة سهلة لاطماع هؤلاءالمستبدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبحنا نتمنى الرجوع للخلف
فؤاده العراقيه ( 2012 / 9 / 17 - 08:12 )

تحياتي عزيزي علي الشمري

أنا اسال صاحب التكسي كيف يرفض المشاركة بالانتخابات القادمة وكيف يترك صوته وهذا هو بالضبط ما يريدوه منه ليسرقوا صوته كما هي باقي السرقات , فكيف نعطيهمه هذه الفرصة
وهل هذا هو الحل الأمثل ؟ وكيف يسكتون عليهم امام تهديديهم ووعيدهم والى متى الصمت هذا ؟
ثم هل هذا برأيك حل صائب كونهم يعطونا حصة من النفط ونبقى شعب كسول ومترهل فكريا امثال السعودية والخليج
الحل يكمن بالقضاء على الفساد والنخبة الحاكمة وتغيير جذري للرجوع بالبلاد الى ما قبل عقود بزهوها واناسها الواعين الطيبين,, انظر اصبحنا نتمنى الرجوع للخلف واصبح حلم لنا والعالم في تقدم مهول لا يلحقون عليه
مع الشكر الجزي



2 - شكرا لاضافتك
علي الشمري ( 2012 / 9 / 17 - 21:58 )
الاخت الغاليه فؤاده المحترمه
عندما يصل الانسان الى اليأس من تطوير حياته ,يصيبه الاحباط من كل شئ يحاول الاخرين أقناعه به كالانتخابات والديمقراطية والشفافية والحريات العامة,,يلازمه الوهم في كل خطوة يحاول القدوم عليها ,وهذا ما حصل عند الكثير من العراقيين ,كونهم وصلوا الى حالة الاحباط من جراء سياسات رعناء يتبعها الاسلاميين ,لهذا نجد فعلا من يحاول الرجوع الى السنين الغابرات.
تحياتي ومودتي أخت فؤاده


3 - لابد من الانتفاض على الكفن
عمار البابلي ( 2012 / 9 / 19 - 07:02 )
لقد اعيانا التعب ورمانا الوهن الذي لاينتهي أخر حتى يبدا الذي يليه يجر ورائه اردية من الصمت المرير يلف افواهنا المفغوره في اكثر الاحيان الى ادعاءات دينية مستهلكة ترمى هنا وهناك من ابراج المنابر الدينية العاجية .. لابد من الاخذ بالاصوات التي تبث النور وان كان شحيحا في عتمة الاسلاموية المشوبة بالعشائرية الرجعية .. شكرا للاخ الشمري وحظ موفق .


4 - شكرا لمرورك
علي الشمري ( 2012 / 9 / 20 - 21:22 )
الاخ الفاضل عمار البابلي المحترم
خلق الازمات والتمسك بالتراث والاستمرار في أجترار خطوب الماضي والادعاء بالمظلومية كلها حلقات مترابطة مع بعضها البعض هدفها الاستراتيجي هو أبقاء عقول الناس رهينة لاحلام التطلعات الغيبية ,وهناك جهات تقف خلف هذه السياسات وتنفق المليارات سنويا لهذا الغرض,
تقبل تحياتي.

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي