الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذوي الأحتاجات الخاصة أمانة في أعناقنا

زاهر الزبيدي

2012 / 9 / 17
المجتمع المدني


في مسيرة رياضية حافلة بالأوسمة منذ عام 2010 وحتى أولمبياد لندن والتي تكللت بحصول العراق على وسام فضي لأحد رباعينا في البارااولمبياد .. تلك الرحلة بدأت بـ 80 وساماً متنوعاً خلال المشاركات المختلفة العربية والقارية منها .. أثبت رياضيونا من ذوي الأحتياجات الخاصة خلالها أنهم رقماً صعباً لا يستهان به وأنه قادرون على البذل العطاء حالهم حال المنتخبات العراقية الأخرى بل وأكثر بتفانيهم في تقديم أروع الصور عن وطنهم ، انهم شباب توشحوا بالأمل ولم تثني عزمهم إعاقاتهم عن تقديم ما يفوق التصور .
من هنا نستشف ونحن نعيش في وطن ومعنا أكثر من مليون عراقي يصنفون بأنه من ذوي الأحتياجات الخاصة حيث ألتهمت الحروب الماضية والعمليات الأرهابية أطرافهم وفقأة عيونهم وجعلتهم يمثلون الجزء الصعب من حياة أسرهم مع عدم إمكانيتهم على القيام حتى بأمورهم الشخصية .
وفي برنامج بثته أحدى القنوات الفضائية العراقية والتي كانت حول ذوي الأحتياجات الخاصة من الرياضيين العراقيين خلال أحدى حصصهم التدريبية استعداداً للندن .. كانت عيونهم يشعلها ألق الدموع ألماً وهم يتحدثون عن حياتهم وعن إحتياجاتهم البسيطة جداً التي تعينهم على إكمال مسيرتهم الحياتية ونظرة المجتمع لهم وكيف أن أحدهم ، وهو شاب ، لا يستطيع أن يقدم على الزواج خوفاً من أن يرفض من الأخرين وغيرها من الحالات التي تمثلت ببناتنا من ذوات الأحتياجات الخاصة وما تتكبده من عناء في تنقلاتها لحين وصولها الى الصالة التي تتدرب فيها .. حالات كثيرة مؤلمة على الرغم من كل مايقدمه أولئك الشباب من سمعة طيبة لبلدهم خلال تمثيلهم له في الدورات الرياضية .
انجازات كبيرة نسبياً تقابلها متاعب جمة تجعلنا مجبرين على النظر بحالتهم بصورة خاصة وتشريع القوانين التي تكفل لهم الرعاية الصحية المجانية والتنقل المجاني وأن يكلف شخص ما براتب حكومي ليساهم في مساعدتهم على قضاء أمورهم اليومية المختلفة وان نساهم في العلاجات النفسية التي تتطلبها بعض الحالات الصعبة منهم .
ففي مداخلة أثناء اللقاء تحدث ، بحسرة كبيرة ، أحدهم عن تجربته في خارج القطر عندما كان هناك في أحدى الدول الأوربية ومدى العناية الفائقة التي أولته اياها تلك الدولة في كافة جوانب الحياة بدءاً بالسكن والنقل والعلاج الطبيعي .. لقد كان في جنة لذوي الأحتياجات الخاصة نسى فيها عوقه وشعر وكأنه أنسان كامل سوي ، حيث مكنته التجهيزات والعناية الغير محدودة من القيام بكل واجباته على أكمل وجه .. فقد أوكلت له تلك الدولة ، الأوربية ، ممرضتان تعتنيان به منذ الصباح الباكر وبدأ عمله وحتى نهايته .. ولم يدفع فلساً واحداً إلا إن ظرفاً عائلياً دفعه للعودة الى أرض الوطن ليلاقي الحيرة في كل دقيقة من يومه في المراجعات والتنقل والعلاج .
إن حاجة تلك الشريحة من أبناء شعبنا لا تقل أهمية عن إحتياجات الشرائح الأخرى بل وتفوق عليها في تقديراتنا وعلينا أن نكون جادين في تقديم فرص عمل تتناسب وعوقهم وهم بالتالى أكثر حاجة للأعمال التي تفصّلها لهم الحكومة على مقادير عوزهم لكونهم ليسوا كالأسوياء القادرين على أن يجدوا أي عمل وفي أي مكان .
أمانة أخرى تعلق في أعناقنا وعلى كثرة أماناتنا فرقبة العراق قوية قادرة على تحملها على حجم الثروة التي تكتنزها أرضه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل