الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تتكلم الأحجار

احمد مصارع

2005 / 2 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الشاعر العبقري احمد شوقي, مخاطبا أبا لهول , وداعيا له أن يتكلم , لأننا في عصر قد تكلم فيه الحجر , وحين يمكن للأحجار أن تتكلم يصبح العالم روحا واحدة , بانضمام الطرف الأصم , الذي يعتقد انه سيظل صامتا ولا يتكلم , الافي العالم الآخر , وحيث ستكون هناك للإنسان على الأقل شخصية ثانية , مجهولة في خصائصها , يرسمها الخيال الذي ينمو وفقا لنمو الروح الكونية العامة , فهل ساهمت مراكز أبحاث تكنولوجيا الفضاء , وعمليات غزو الفضاء , في التمهيد لعصر تنطق فيه الأحجار , وتتكلم فيه بلغة يمكن للإنسانية فيها فك لشيفرتها , بتطبيق نظريات علم العد د , أم الوقت مازال مبكرا لتحقيق مثل تلك النتائج ؟
مشكلة الأحجار حين تتكلم عملاقة للغاية , أو طيفية شبحية للغاية ...
حين تتكلم الأحجار بوصفها كائنات لها كل الحق أن تكون حية , تبرز ظاهرة النينا والنانو , ويتمزق حجابها الأوزوني المفعم بالشفافية , وبالغضب , تندلع البراكين غاضبة وثائرة ,وبالانحطام والتهالك تتزلزل الأراضي , وتنوح العواصف والزوابع وتدمدم ألما , أما الأعاصير فتلفظ من يأسها , ومن ثقالة الشقاء الأبدي بما ينوء عن حمله الجبال , وحين تتكلم نملة , يتساوى الكبير مع الصغير , الذرة مع النجم الهائل , ويتداخل الزمن , فهناك من يتكلم في كل حين , وهناك من يتكلم وفقا لزمنه , وحجم شقائه الأبدي أو المؤقت , والحياة هي التحصيل الحاصل , لما قبل وبعد الزمن , أو في نسبيته , ولكن هل يتوقف الزمن حقا , وهل لتصدع الاستمرارية الكثيفة للزمن دور في كوارثية الفهم البشري للوحة الوجود ؟
مشكلة الفارق الزمنية المنقطعة , بمعنى فقدان التسلسل , وانقطاع التدريج تتحدى المنهج الاستراددي وتعيد الى تيار الشعور النزق , والى مجاهيل الحس الضامرة , تحت وقع الآلية الميكانيكية اللاهية , عن الملاحظة , بل والفاقد للقدرة على الانسلاخ , والانزياح الى فضاء متحرر من ربقة المعاناة اللحظية و والشقاء القدري , الموصول بشكل مفتعل .
الحياة المستمرة لحظيا , والمستقرة في الوهم الانعكاسي , في الذاكرة البشرية الواهنة , والمخترقة , بحيث تنسرب منها الخبرة اللازمة , والضرورية لسيادة الفهم البشري , اكبر بما لايمكن أن يقاس , في الحافظة , وفي الحث , والاستنتاج , بل وحتى رسوم الطبقات المتخفية بمهارة في جوف البلعوم الرضي , الممتنع عن التكامل , وإزاء محاولات التطاول الصاعدة للإنسان , الذي يدعي مع الزيف الكبير امكان قيامه بواسطة تهيؤ آته عمل ما يفوق أضعاف ماهو آني أو لحظي , الى درجة التفاؤل بامكان السيطرة الكلية على مفهوم المفارقة , وهذا موقف فيه الكثير من المخادعة , وعلى نحو خاص , ففي حين يشرب سقراط السم جزاء مناسبا لسموم المعرفة , يعيش الجزء السياسي الساقط علميا في جحيم معرفته في نعيم مترف بالرياء و وحتى الهندسي التكنولوجي الأمي علميا,
المفعم بالمغالطات التقريبية الكوميدية , فقد يلقى به مع أسراره , مع رماد إحدى التجارب المكوكية .
وكأن الحياة ليست سوى تصورات زائفة لهارمونية تآلفية غير ممكنة التحقق في الشقاء المؤبد , وفي ظل ممانعة من خارج القدرة العقلانية , في تجاوز دخان اللامعقول , من العمى المؤقت وأحيانا الدائم
هل ستبقى البشرية اشقيائية , تقتل كل اللغات , وتهدم كل محاولات الخروج من مخالب الشقاء الأبدي ؟!.
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط