الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجليات لابن عفيفي

أحمد عفيفى

2012 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حسناً؛ أنا مسلم لا أعفى لحيتى ولا أرحب بإعفائها، ولا أحف شاربى ولا أرى فى ذلك فطرة، وأسبل إزاري ولا أرى فى ذلك غضاضة أو مبرراً لدخول النار!

إذا كان الله قد أعطانى عقلا ولسانا، فقد أعطانى عقلا لأفكر ولسانا لأنطق، وليس عقلا لأتبع ولسانا لأردد!

سوف يظهر الرب، فى تمام التاسعة، بتوقيت جرينيتش، على شاشات عملاقة، عبر كل الكوكب، فى الميادين الكبرى، فلم يعد له بعد الآن حجة!

سوف أبيع الوهم وأتاجر بالغيب، حتى عندما يأتينى المؤمنون، يجدوا حاجتهم عندى، وعندما يسألونني: ماذا يوجد فى البلدة الأخرى؟ سأخبرهم بهدوء وثقة: نساء وماء وخمر!

لقد عزل العالم الإسلامي نفسه فى قرون من الوحدة، نتيجة للغط وجدال وسجال فقهى عقيم، حول أهم ضرورات الحياة والأخذ بالأسباب، التى لم تنتهى لشيء، وحول الآخر وقبوله ورفضه وتكفيره وتحييده، ولو لم يتخلص العالم الإسلامي من تلك العزلة التى فرضها على نفسه، فليستعد للموت على يد فقهاءه قبل أعداءه، فالتاريخ يحول قرون العزلة الى قرون من النسيان، والحضارات التى لم تتخلص من عزلتها وصلفها أو غباءها، أبتلعها التاريخ للأبد، وألقى بها فى جُبّ عميق، وجلس بانتظار حضارات أخرى أكثر انفتاحاً وتعاوناً!

فى رواية الرقص مع الذئاب، لم يكن أمام الهنود الحمر فى النهاية، سوى الرقص مع الذئاب، بدلا من قتالها، وهو الدرس الذى لم يستوعبه العرب المسلمون الحمر حتى الآن!

صورة اليهودى البخيل غير الأمين، صورة مضحكة ومبتذلة وغير حقيقية، فكيف يصنع رجالات الأعمال اليهود صناعتهم وتجارتهم بالبخل وعدم الأمانة، حقيقة الأمر أن اليهودى تاجر ناجح، مما يجعل العربي يخجل منه ويحقد عليه، فيصوره كذلك، مداراة لخيبته التاريخية!

يحمل الرجل شعرا أبيض وتجاعيد عنيدة وحقيبة ملأى بالخبز والتمر وبعض الصحف القديمة وستون عاما أو يزيدون لم يكن لهم معنى!

عندما ينظر إلى المرايا يجد مسيحاً، وعندما يعيد النظر، يجد أولياء وأنبياء وأغبياء!

متى تتلقى الوحى يا رجل! متى تتسلم النبوة! متى يُعمّدك الرب! متى!

ثم كيف يا ربى ترفعنى إليك قبل أن تتسنى لهم فرصة استنساخ بضع مئات منّي!

شيء مؤلم أن تأتى إلى هذا العالم، شيء قاتل أن ترحل عنه!

وعندما أموت، رغماً عن إرادتي، من ذا الذى سيرى العالم دوني، ويخبرنى عما يحدث!

غبياٌ هو الجوع! يأتى إليك، رغماً عنك، أنّى شاء، غير مبالٍ، هل بإمكانك أن تأكل!

هل جرّب الرب الجوع! هل سار يوماً بالأسواق وأخذ يفاضل رغماً عنه، بين ما هو ضرورى وما يمكن الاستغناء عنه! هل جرّب الرب وطأة الحاجة! أم أنه أكتفى فقط بالحكمة! وترك للمحتاجين الحاجة!

هل جرّب الرب يوماً أن يطبخ الحصى وهو يشغل صغاره بالحكى، حتى يداعبهم النوم فيسقطوا فيه، فيخبرهم وابتسامة ثكلى تعلو وجه، أن الإناء أشرف على الاستواء!

سوف آتى بصبي إلى هذا العالم المتواطئ، فقط لأنقل له زخم المعرفة البشرية التى حملتها، فلا عقل ولا منطق، يجعلني أترك تلك المعرفة ترقد بجانبى فى حفرة باردة غبية، لا يلتفت إليها أحد!

إن ما نحاول أن نتخلص منه بالوعى، قد يفلت من وعينا ليرقد بعيداً فى أعماق اللاوعى، جاهزاً متحفزاً طول الوقت، للإعلان عن وجوده فى اللحظة التى يراها مناسبة!

الاستجابة الشرطية الدينية أقسى وأفدح أنواع الاستجابات التى يتعرض لها العقل البشرى.

ناصر عبأ المصريين ثم فرغهم.

مرسى هو النسخة الإسلامية من ناصر.

عبد الناصر جعجعة وطحن وإرث من الشك والكراهية.

رجالات الإخوان، بأشكالهم الغريبة و تصريحاتهم غير المسئولة، تشعر أنهم طغمة من المشوهين خلقيا والمعاقين ذهنيا، وعلى الأرجح كانوا ينتمون لتنظيم صِقلّي أو على أفضل الفروض إيطالي!

إن الشعوب عندما تلمح أى بادرة للحكم الفردى، تشعر بسعادة كبيرة، ولا تطلب الإدارة العادلة الجيدة إلا عندما يصل بها الحكم الفردى إلى أبواب الجحيم، بل وقد يؤجلون ذلك إلى أن يجدوا أنفسهم بين ألسنة اللهب فى أعماق الجحيم نفسه، ومن المحتمل أن ترضى بعض الشعوب بنيران الجحيم باعتبارها قدراً لا فكاك منه، أو لأن أجهزة الإعلام قد أقنعتهم بإن البرد قاتل فى الخارج!

لا يوجد هناك ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي، فالاقتصاد يعنى الصناعة والإنتاج، وما يعرف بالاقتصاد الإسلامي، هو مجرد تجارة لتلك الصناعة أو ذلك الإنتاج، والتجارة ليست اقتصاد، التجارة نشاط ربحى.

على مر التاريخ الإسلامي، لم يكن هناك اقتصاد إسلامي، كان هناك فقط جزية و خراج من عمل الآخرين!

الشعوب المسلمة ستظل فقيرة ومتخلفة طالما تستحوذ عليها فكرة الخلود و النعيم فى حياة أخرى.

انتشار الأصولية يعنى ببساطة هروب المسلم من مواجهة الحياة والاستسلام لفكرة الحياة الأخرى، وانتشار الأصولية كان البديل الوحيد لعدم ارتفاع مستوى المعيشة!

لا حد للألم الذى يشعر به معظم الناس عندما تكشف عنهم فجأة غطاء الأوهام و الأكاذيب الذي تعودوا عليها، لا حد للضياع الذى يشعرون به عندما ترغمهم على الحرية و المسئولية!

ماذا لو أنك تعجز عن دفع تكلفة البقاء على قيد الحياة!

لم يعد السؤال: لماذا جئنا؟ أصبح السؤال: لماذا نرحل؟

كان على الفقير أن يكون حقير - رغما عنه - فشريف فقير هو شريف ميت!

البيدوفيليا مرض نفسى يصيب الرجال العجائز – خاصة السلفيين منهم - فيجعلهم يشتهون الفتيات القاصرات من سن 9 سنوات حتى سن 13 تحديدا، والتفسير الإسلامي غير العلمي لها أنها " سُنّه "!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البشر اعقل
مهاجر ( 2012 / 9 / 18 - 15:44 )
فقهاء الدين يخاطبون نخبة معينة من البشر فهم لا علاقة لهم بالفقراء، اجوبة اغلب دعاة الدين: على الفقير الصبر على الظلم والصبر على الاهانات والصبر على الجوع والصبر على الجرم ،فهؤلاء يتمترسون خلف الضعفاء في اوقات الشدة فهم اجبن من ان يواجهوا شدائد الامور، فهؤلاء دعاة مصائب وكوارث وقتل وتحريض.
اتمنى من كل قلبي ان يترجموا فتاويهم المخزية ل لغات عدة حتى يرى العالم لما وصلنا اليه وخاصة وطئ الميتة او رضاعة الكبير.
اغلب تاريخنا مليئ بالمديح للقتلة ومغتصبي الاطفال والنساء فهل مدحوا يا ترى ضحايا اجرامهم؟ ان كان كل هذا الاجرام بأمر الهي فكيف ستكون لو لم تكن من الإله؟
سألت مرة رجل طاعن في السن وقلت له لماذا تصلي؟ قال..(حشر مع الناس عيد) وانا اقول انها ثقافة القطيع بلا شك.
ماذا قدم الدين ودعاتهم لنا اخر ١٠٠ سنة او اخر ٥٠ سنة او اخر ١٠ سنين او اخر اسبوع؟ الا يلتفت لنا -الله- ولو مرة كي ينقذنا وينقذ سمعته ؟ البشر اعقل من ان يتجهوا صوب الخرافة.

شكراً أستاذ أحمد وتحياتي لك


2 - لكل شئ نهاية
سالم المولى ( 2012 / 9 / 18 - 16:11 )
ارجو من الذين يعتقدون ان غاية الدين هو حف الشوارب وارخاء اللحى ثم انتظار المكافئه ب 72 عذراء ان يتمعنوا جيدا بمقال الاستاذ عفيفي قبل فوات الاوان . فانا قد نشهد قريبا سقوط مدوي لحضارة وثقافة بنيت على ارث شفوي غامض الاصل مشكوك في مصداقيتة .


3 - مهاجر
أحمد عفيفى ( 2012 / 9 / 18 - 16:30 )
فقهاء الدين يخاطبون ارصدتهم فى البنوك
وكلما علت اصواتهم علت ارصدتهم
ولا عزاء للدين او للفقراء او حتى لله

وتحياتى لك يا صديقى


4 - استاذ سالم
أحمد عفيفى ( 2012 / 9 / 18 - 16:33 )
كيف يتمعنوا بارث يحفظ لهم بقاءهم الشفوى
لو تمعنوا
لزالوا


5 - صورة اليهودي البخيل غير الأمين مضحكة
ليندا كبرييل ( 2012 / 9 / 20 - 08:15 )
أنت حليوة يا أستاذ بدون لحية وشارب، وأنا ما زلت أذكر صورتك وإن بهتت الملامح في ذهني ، أما غرضها لبيع الوهم فقد أصبح دقة قديمة
قرأت لك هذه الفقرة
صورة اليهودى البخيل غير الأمين صورة مضحكة ومبتذلة وغير حقيقية، فكيف يصنع رجالات الأعمال اليهود صناعتهم وتجارتهم بالبخل وعدم الأمانة، حقيقة الأمر أن اليهودى تاجر ناجح، مما يجعل العربي يخجل منه ويحقد عليه، فيصوره كذلك، مداراة لخيبته التاريخية
كلامك سليم جداً، وأحييك عليه


6 - استاذة ليندا
أحمد عفيفى ( 2012 / 9 / 20 - 11:26 )
عندما تقرأ صاحبتى انت حليوة دى
سوف اكون فى خبر كان

تحياتى :)


7 - ♥
Calboozy Ahmad Afifi ( 2012 / 9 / 21 - 02:07 )
كان واخواتها كمان

ههههههههههه

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه