الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان أقدس من الإسلام ورموزه

أمير على

2012 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمرور الزمن, يُثبت المتعصبون للإسلام أنهم - فى العالم- ليسوا سوى شلة قبيحة من المُهرجين وأن مشكلتهم - فى العالم- هى العالم كله!!
فكما جرت عادتهم المتكررة كل حين, وأنا أتذكرهم منذ أزمة رواية أولاد حارتنا وأتذكرهم وقت أزمة الروايات الثلاثة وعند صدور رواية سلمان رشدى وعند رسومات القلم الرصاص الكارتونية "أبو نص جنيه" .. (نص جنيه قصم ظهر المسلمين والإسلام!!)
واليوم, بعد أن هاجوا وماجوا وفرّغوا مخزون الغضب الإسلامى (وليس غضباً من اللشيطان هذه المرة) والسخط الملائكى الذى يمتلأ عندهم كل فترة, وهو ليس سخطاً على خيوط المؤامرة التى يتوهمونها فى منامهم ويقظتهم تُـحاك ضدهم, بقدر ما هو سخطاً على العالم كله, تماماً كطفل بليد لا يمكنه التواصل مع من حوله والسير مع الحياة التى تمضى غير عابئة بالمتخلفين, وسنتها التطور.
هاهم اليوم يطلون, مطالبين العالم بإصدار قانون يُجرم الإزدراء بالإسلام ورموزه, ويصرخون أمام العالم كله كما كان يصرخ "خالد بن الغندور": (إشمعنى تونس فيها ثورة وإحنا لأ!)..
(إشمعنى الهولوكوست ليها قانون وإحنا لأ)!!
لا نعرف فى البدء كيف لهم المقارنة بين الهولوكوست وبين إسلامهم!
فالطريف فى الأمر, أنهم حتى اللحظة لا يعترفون بالهولوكوست كحدث تاريخى ومازالوا يصرون أنها مجرد خدعة روّج لها إعلام اليهود لنيل تعاطف العالم, رغم كل المعطيات التاريخية والشواهد التى أثبتت حدوثها ووقوعها, ربما اللغط الوحيد هو حول أعداد الضحايا التى راحت ضحية تلك المذابح الدموية من كل أجناس الأرض ومع ذلك لا يعترفون بحدوثها ومع ذلك أيضاً "إشمعنى الهولوكوست"؟!!
ثم لا نعرف أيضاً كيف يعرّفون إزدراء الإسلام بالتحديد؟!
فإذا كان دافعهم لكل هذا الغضب هو مجرد فيلم فاشل صنعه حمقى كانوا يتسلون بوقتهم, لا يشبه قليلاً النكات الساخرة التى يتداولها المصريون فى بعض الأحيان, فكيف يكون تعريف الإزدراء بالتحديد ومتى لا يكون الحديث عن الإسلام أو رموزه إزدراءاً؟! ومن هم رموزه بالتحديد؟!..
إيران المنبوذة من أخواتها ولكنها شاركتهم نوبات الغضب, تجرّم بل وتقتل من ينقـد الخومينى أو أىّ من آيات الله فى الأرض فهم وآياته القرآنية فى المصحف سواء!

فى العالم الحر, ليس ثمّة قانون يحول دون حرية النقد والتعبير عن الرأى والأديان نفسها ليست فوق مستوى النقد. والأعمال التى تسخر من المسيحية واليهودية لا تُعد.. صفحات الإنترنت وقنوات اليوتيوب مليئة بتلك الأعمال اللاذعة التى لا يتم حجبها أو منعها (إذا أردت, يمكنك البحث مثلاً عن أسماء مثل "وودى ألان" أو "جورج كارلين" أو "بيل ماير" أو "كريستوفر هيتشينز" أو غيرهم كثيرون)
لكن القانون الوحيد الموجود بالفعل هو قانوناً يجرم من يحرّض على الكراهية أو العنف وإيذاء الغير مادياً. أما حرية التعبير عن الرأى مكفولة للجميع فلا يمكن كبح العقل عن التفكير أو التحكم فيه, كما لا يمكنك قتل الفكرة فى رأسك مهما تعذبلت من شيطانها وإنما يتم محاورتها ومناقشتها والرد عليها بعقلانية.
فلمه إذن القلق من مجرد فكرة ساخرة أو مضادة؟! خاصة إذا كانوا يدّعون ويعتنقون أن عقيدتهم هى الأصح والأقوى وأن مواد الحفظ المضافة إليها هى مواد إلاهية سماوية لا يمكن لفكرة بشرية النيل منها بتاتاً؟!
أليس الأولى وهم يدّعون أن دينهم دين التسامح والإنسانية والرحمة أن يبادروا بقانون يحمى الإنسان نفسه ويدعو للإنسانية نفسها؟!
أليس الأولى أن يتخلوا عن العديد من الممارسات والأفكار التى تشكل جريمة بحق الإنسانية نفسها؟!
أليس الأولى أن ينقّحوا كتبهم وصلواتهم ودعائهم من كم الكراهية البشعة وكم اللعنات والسباب المخجل وكم السخرية بحق بشر مثلهم, لم يختبروا أو يروا شيئاً منهم, سوى أن كتابَهم أبلغهم بذلك؟!
أليس الأولى أن يدعوا لإحترام أى ديانة وعقيدة أخرى وتكون المعاملة بالمثل ولك الأجر والثواب عند الله؟!
أليس الأولى أن يكون إحتجاجهم وغضبهم للإنسان وللحياة نفسها مادام دينهم جاء لتعمير الأرض وإفشاء السلام والمودة بين البشر؟!

قرأت منذ فترة فى إحدى الجرائد البريطانية عن إمام مسجد فى لندن كان يخطب بالمسلمين يذكرهم أنهم فى بلاد كُفر, وفى صلاتهم, يدعوهم إلى الجهاد ضد الكفار ويدعو ربه إلى قتلهم وتعذيبهم. قامت الشرطة بإعتقاله بعد أن أبلغ عنه أحد المواطنين هناك لكن القضاء أفرج عنه معتبراً أنه كان يعبر عن رأيه وما من ثمة قانون يحرم التعبير عن الرأى !!
هل وأنتم تدّعون أنكم دين التسامح والعقل أخذ العبرة من هذا الخبر؟! هل بإمكانكم بحق أن تجعلوا الإسلام دين سلام؟!
العالم لن يعود للخلف ولن يعبأ بكم أو بدعواتكم أصلاً, فمشكلتكم ليس لها حل سوى اللحاق بأنفسكم ومحاولة مجاراة الحياة نفسها والتوقف عن تدوير أفكاركم العتيقة والمُستهلكة بعدد صلواتكم وتطويرها أو تغيرها قبل أن تُلحد فى مقبرة الأفكار التى إحتوت من قبل أفكاراً كثيرة مثلها, مضادة للحياة وللإنسانية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ امير علي
مروان سعيد ( 2012 / 9 / 19 - 19:01 )
تحية لك وللجميع
موضوع رائع وقد احطته من جميع الجوانب ولكن يلزمه عقل مفكر واين نجد هذا العقل بين الذين هاجوا وماجوا من دون ان يروا شيئ انهم لايفكرون ولايريدوا ان يفكروا
ان كتبهم مليئة بهذه التفاهات وانها اسوء من هذا الفلم وان قرانهم مليء بنقد الاخر وسبهم ولكي يطالبوا بتجريم الاساءة للاديان ليمسحوا الاياءت المسيئة من القران اولا
ولك مودتي وللجميع


2 - تحيــــــة يا امير
كنعان شـــــــــماس ( 2012 / 9 / 20 - 17:12 )
تحية على هذا التبصير الصادق ... حقا مالم يروض انفسهم للقبول بمدا المقابلة بالمثل ويرفعوا الرايـــة البيضاء امام الاعلان العالمي لحقوق الانسان وهم محترمـــون يحتمل ان يرفعوها وهم بحالة اخرى ... في احدى مظاهراتهم في لندن احدهم يبدو باكستاني يرفع صورة كبيرة لقصر باكينكهام وقد حولوها الى منارات وقباب يقول له صحفي : لكنه بيت الملكة اذن اين ستسكن ؟ يرد عليه هذا الباكستاني بتحدي : على الملكة اما ان تعلن اسلامها او تغادر هذه البلاد ؟؟؟


3 - لاتحذفها فانت اعمى البصر والبصيرة هل تقبلها رأيى
سلامة شومان ( 2012 / 9 / 20 - 18:42 )
مفهوم حرية الرأى عندك خطأ
والا لو كانت الحرية بهذا المعنى وهذا المفهوم
فهل تكون حريتى ان اسبك واسب اباك وامك لانهما لم يربياك حق التربية وربوك تربية فاسدة فاشلة
هذا رأيى فيك فهل اكون انا مدان اذا قلت لك انك اعمى البصر والصيرة وانك جاهل واجهل من الجهل هل اكون انا مدان بعد هذا فهذا رايى فيك
هل لو كان ابوك او امك قد ماتا وانا أئتى اليك عنهم باخبار كاذبة ومدلسة وافترى عليهم وهم اموات فهل تقبل نقدى عليهم هل هذه حريتة التعبير من وجهة نظرك

حرية التعبير تكون بقول الحق بعيدا عن التدليس والكذب والافتراء وتكون بعيدة عن التحدث عن الاشخاص والا لكانت الفوضى واستهزاء كل منا للاخر بوجه حق او بدون وجه حق
وانا على ثقة تامة انك لن تتحمل نقدى لك ولمقالك فما بالك بسيد المرسلين وخاتم النبيين وافضل من مشى على الارض
ما بالك بمن جاء رحمة للعالمين ولم يسبك ولم يسب صانعى الفيلم او راسمى الكاريكاتير
ما بالك بحبيب الله واول من تنشق عنه الارض يوم القيامة واول من يدخل الجنة وكل الانبياء يتمونون ان يكونوا من امته
السؤال
هل فعل لكم اى نوع من انواع الشر ؟
جاءكم والله بالخير والجنة وحذركم من الشرك ومن النار


4 - س. شومان
أمير على ( 2012 / 9 / 25 - 05:35 )
وكل معانى الحرية عندك هى فى السب والقذف؟
ما المعنى وراء شخصنة الموضوع؟ وحشر الأب والأم فيه؟ !!
أنا أعترض على مقارنتك لهما برسولك (وانت حر فى وصفه وتقديسه كما تشاء)
وهما لو كانا أنبياء أو خطرا ببالهما ذلك, لكنت أول من اصطحبهما إلى طبيب نفسانى لعلاجهما!!

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا