الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟

احمد داؤود

2012 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقابل انخفاض نسبة المتدينين،ترتفع كل يوم ولو بصورة غير رسمية نسبة الملحدين واللادينين،وبعد ان كان الالحاد او الكفر حسب تعبير المؤسسات الدينية بمثابة خط احمر لايمكن تجاوزه باي شكل من الاشكال ،تمدنا الوسائط الاعلامية من حين لاخر باخبار تفيد بخروج شخص ما عن ملته ،واعلان انتمائه لدين اَخر او اعلان عدم اعترافه بفكرة وجود دين سماوي.
وبينما كان سلاح الردة يشهر في وجه أي شخص ينتقد الاديان ناهيك من ان يرفض الاعتراف بها ،اصبح الان بامكان ذات الشخص الوقوف ضد ذلك السلاح الذي يتعارض مع كافة المعاني الانسانية السامية ،بل ويعلن مناهضته لاي فكرة تتعارض مع العقل والمنطق حتي لو تدثرت بثوب المشروعية الالهية . ورغم لجوء كثير من المؤسسات والجماعات الدينية الي استخدام سلاحي "الترغيب والترهيب" لاسكات الاصوات المناهضة التي تسعي للتحرر من مللها ،الا انه ومع التطورات التي شهدتها العالم عجزت تلك الوسائل في تحقيق أي نجاح يذكر ..ولكن ثمة تساؤل يلح في الافق يتمثل في _لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟:
*اولا: عجز الدين في اشباع حاجات الانسان:
حينما اَمن الانسان بالدين كان يمني نفسه بان ينجح ذلك الدين في الربط بينه وبين القوي التي يعتقد بانها انزلته ،كما انه كان يأمل في ان يتمكن دينه من اشباع حاجاته النفسية والروحية ،بيد انه ومع مرور الزمان وتطور العقل الانساني ،راي البعض عدم مقدرة الدين في اشباع رغباتهم وحاجاتهم .ولئن نجحت الاديان في اشباع حاجات الانسان في فترة ما ،فانها عجزت في اشباع ذات الحاجات في العصر الراهن ،وايقن هؤلاء بان الدين اصبح حجر عثرة امام تقدمهم وتطورهم ،وبينما لجاوا بكل قوة للتوليف بين تعاليم دينهم وتطوراتهم اليومية ،فان كافة تلك المساعي والمحاولات باءت بالفشل. وما ان تواجه الانسان مشكلة ما وتستعصي عليه حلها ومعالجتها حتي يرجع الي دينيه ،بيد ان الازمة التي تواجهة مرة اخري هو ان ذات الدين لايحتوي علي تلك المعالجة والحل ،ويتسبب ذلك في ادخال نزعة الشك بداخه،ويبدا بالتساؤل "كيف يعجز دين مرسل من اله الكون في معالجة مشكلة بشرية ،أليس هذا الدين الهي " وبتكرار ذات السيناريو اكثر من مرة يتوصل الانسان لفكرة "العجز الديني" أي عدم قدرة الدين في معالجة ما يواجهه من تحديات ،وما علي هذا الانسان الا ان يرفع راية العصيان والالحاد او الاكتفاء باتباع تعاليم دينيه مع ادراكه بعدم قدرته في معالجة مشاكله .بيدا ان الارجح هو الاحتمال الاول .
*ثانيا :ممارسات الجماعات الدينية: والمقصود بالجماعات الدينية هنا كافة المؤسسات والهيئات والجماعات التي تحتكر او تدعي التحدث باسم الاله ،والدفاع عنه. وعلي الرغم من انها تمثل الواجهة الرسمية لاي دين _والذي يلزمها بان تعمل علي اظهار ذلك الدين في شكل مشرق ،الا ان ما فعلته تلك الجماعات والهيئات هو العكس ، حيث قتلت وسرقت واتنهكت كرامة الانسان باسم الدين ،بل انها منحت الاولوية للدين ،وسخرت كافة موارد الانسان في خدمة الايدلوجية الدينية،فشيدت المعابد وأثرت رجال الدين وفضلتهم عن بقية الناس ،بينما وقفت بالمرصاد لكل ما يمكن ان يقف ضدها ،وحينما يشاهد الانسان البسيط الذي لا يعرف عن دينه سوي الطقوس والشعائر حينما يشاهد تلك الماَسي التي تصدر من اناس ومؤسسات يمثلون الدين _حينها لم يك امامه الا ان يقوم بالربط بين تعاليم الدين وممارسات رجال الدين فيختلط عليه الامر ،بل ويري بان كثير مما يفعله هؤلاء كان مستمدا من تعاليم ذات الدين ،وهنا تتضح امامه معالم الطريق وتنكشف المسألة ،فما عليه الا ان يعلن خروجه علي تلك الملة التي يعتنقها سابقا.
*ثالثا:ارتفاع نسبة الوعي والاستنارة:ادي ارتفاع نسبة الوعي والاستنارة الفكرية وسط كثير من المجتمعات الي قيام بعض افرادها بمحاكمة اديانهم ومعتقداتهم عقليا، واثبتت تلك المحاكمة تعارض وتناقض كثير مما تذهب اليه النصوص الدينية مع الابحاث العلمية الحديثة،وبسبب هذا التناقض رجح هولاء صوت العقل علي المقدس واعلنوا بانهم "لايعتنقون أي دين طالما ان بعض تعاليمه وافكاره تتعارض مع الدين".
في المقابل وبغض النظر عما تذهب اليه المؤسسة الدينية فان كثير من المراقبين يشيرون الي احتمالية حدوث ما اسموه " بالردة العظمي" الامر الذي يلزم تلك المؤسسات بان تختار بين الاتي :
_ اما ان تعمل علي ابراز وجه حسن لمعتقداتها مع احترام كافة حقوق الانسان الاساسية من حرية تعبير واعتقاد وتفكير وانتماء بل واشباع حاجاته النفسية والروحية والابتعاد عن كافة اشكال العنف والترهيب.
_ او القبول بالامر الواقع والاعتراف بامكانية حدوث تلك الردة والعمل علي اخراج مجتمعاتها بأقل الاضرار التي يمكن ان تنتج بسبب اصطدامها مع اصحاب النزعة التحررية ،والمنطق يقول بانه حينما تتساوي موازين القوي بين الطرفين" المتدينين واللادينين" فان الاوضاع قد لا تبشر بالخير وخاصة مع اصرار كل منهما في فرض ذاته او رغبته في قسر الاخرين للاعتراف به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصلت الفكرة
الباشت ( 2012 / 9 / 21 - 10:22 )
أنت رائع..إستمر

اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني