الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحييد الاله

احمد داؤود

2012 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحييد الاله فكرة ابتكرها بعض فلاسفة الغرب قبل عقود من الزمان ،ويرجع السبب في ذلك الي ارتفاع حدة الاصوات التي تدعي التحدث باسم الاله ،حيث تعتقد تلك الاصوات بانها ظل الله في الارض ؛لذلك تعمل علي اكراه الاخرين لتتبع الحقيقة المطلقة التي تزعم امتلاكها.ورغم نجاح تلك الفكرة في تخفيف حدة الصراع بين اصحاب المعتقدات المختلفة الا ان كثير من الناس يعتبرها غير مجدية بينما يناهضها اخرون باعتبار انها كفر والحاد.
ومع تنامي موجة التطرف الديني الذي قد ينتج بسبب "احتكار الاله" يتحتم علي كافة الاطراف الساعية الي السلام والمساواة ان تاخذ تلك الفكرة علي محمل الجد وخاصة ان كثير من اصحاب الاديان السماوية الثلاثة يعتقد بانه المتحدث باسم الاله بينما يقلل من شأن الاخر ويعمل علي استئصاله .
حيث لا يعترف كثير من اتباع الدين الاسلامي بالاديان والمعتقدات الاخري ،ويرفعون شعار ان "الدين عند الله الاسلام" ـ" ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه" ويعمل هولاء علي اسلمة العالم بكافة الطرق ،ويقسمونه الي دارين "دار الاسلام ودار الحرب" ،ويعتبرون بان الانجيل والتوراة قد طالهما التحريف وبالتالي ليس علي اتباعهما سوي اعتناق الاسلام الذي قد يخرجهم من الظلمات الي النور ،ويستغل ذات الاشخاص النصوص الداعية الي الجهاد لاثبات وجهة نظرهم ويعلنون " قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم " "قاتلوا....حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
في المقابل لايختلف كثير من المسيحيين عن اخوتهم المسلمين.فهم يعتبرون بان الاسلام دين حرب وارهاب ويرفضون الاعتراف به ،ويشيرون الي انه اذا ما اراد المسلمين التمتع بالسعادة الابدية فعليهم ان يعتنقوا المسيحية .ويسعي هؤلاء ايضا الي اعادة انتاج الاخرين داخل بوتقتهم ،ويرفضون فكرة وجود نبي اخر بعد المسيح ،ويعلنون بانه سيأتي انبياء كذبة ومضلين .ويبينون بان الاسلام تسبب في تأخر الانسانية وادي الي تخلفها .ويؤكدون بانه قسم الناس حسب الاعراق والثقافات والمعتقدات والاجناس ،وفضل بعضهم علي بعض ،واباح لاتباعه دماء الاخرين.كما انهم يناصبون اتباع النبي موسي العداء ويعتبرونهم قتلة نبيهم.
بينما يؤمن اليهود بانهم شعب الله المختار ،ويستنكرون في ذات الوقت وجود انبياء ورسل خارج اطارهم العرقي والثقافي .ويعملون علي التقليل من شأن الديانتين الاسلامية والمسيحية كما انهم ينظرون الي الاخر باحتقار ودونوية.
وفيما يطالب اتباع تلك الديانات الاخرين بالاعتراف بهم ،فانهم يرفضون الاعتراف بالاخر ،ويسعي كل منهم الي التدثر بثوب المشروعية كما انهم يعلنون التحدث باسم الاله ،وادي ذلك بدوره الي ارتفاع حدة الاحتقان فيما بينهم .بل ان كثير من المراقبين يتوقع امكانية اندلاع ما يعرف بصراع الحضارات الامر الذي يلزم تلك الاطراف بان تعمل علي تحييد الاله لانه ليس حكرا علي احد ،كما انه لم يمنح البعض شرف التحدث باسمه او تمثيله .ومثل هذا الزعم يجعل من الاله مستبدا ومتحيزا ،بل انه يتسبب في تاجيج الاوضاع .
ويجب علي تلك الاطراف ان تعالج مشكلاتها بسبل اخري ،وليس باجترار النصوص الدينية التي تتحيز للبعض دون الاخرين.ولأن الصراع ذو طابع انساني فانه ينبغي ابعاد الاله من مثل تلك الصراعات .واذا ما قامت تلك الاطراف بابعاد الاله من صراعاتها او عملت علي تحييده دون ان تدعي التحدث باسمه فانها قد تنجح في العيش بسلام ومحبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa


.. 54-An-Nisa




.. 56-An-Nisa