الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد قطب .. الذي لا نعرفه

رفعت السعيد

2012 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يمثل سيد قطب نموذجا فريدا للتحول من النقيض إلي النقيض، فالذي يقرأ «معالم في الطريق» أو «في ظلال القرآن». يتجسد أمامه شخص متشدد، متطرف، يرفض الآخر ويشهر في وجهه سيف التكفير.. ولكن إذ نقلب هذه الصفحات ونعود إلي أفكار سيد قطب الأولي نجد النقيض. وثمة كتاب لا يذكره الكثيرون للمؤلف «آلان روسيون» عنوانه «سيد قطب – المجتمع المصري جذوره وآفاته» يقدم لنا نماذج مهمة من كتابات وأفكار سيد قطب الأولي.

ونقرأ.. «فليحاول كل فرد منا أن يكون مبشرا في أسرته بتعاليم الأسرة الجديدة، ولنختلط بالافرنج ما استطعنا، ولنقرأ ما كتب في لغاتهم من وصف للبيت الافرنجي ومباهجه، ثم لنحاول في صبر طويل محاكاتهم في إحياء بيوتنا، وبث روح الفرح والنشاط بين جدراننا، ولعلنا نوفق بعد عمر طويل»، ونقرأ «ومن التقاليد القاسية قسوة المجتمع في بعض جهات المملكة المصرية علي المرأة التي تسقط ولو مرة واحدة. والملحوظ أن غالبية البغايا يجئن من الوجه القبلي، فالمعروف أن أهالي الصعيد لا يتسامحون غالبا في جرائم العرض، بينما يتسع صدر أهالي الريف لمثل هذه الفتاة ولو قليلا، ويتسع صدر المدينة لها كثيرا فتجد هذه الفتاة الفرصة لتلافي غلطتها».

وأيضا « أن احتجاب المرأة عن المجتمع يلهب الغرائر، ويحرمها العلاج اليومي البطئ بالنظر والسماع والاختلاط البرئ ويدعو إلي اروائها بطرق ملتوية هابطة في معزل عن الرقباء».

ثم يقدم لنا سيد قطب رؤية جميلة للإسلام السمح فيقول «أن الإسلام ليس دينا جامدا، انما هو دين مرن يحتمل السير به في مختلف الأحوال، فإذا كان هذا الدين في نشأته قد واجه قوما يعتزون بآبائهم واجدادهم، ويتفاخرون بأموالهم ووجاهتهم فأصغر من شأن هذه المظاهر، ودعا دعوته إلي تصغير الحياة الدنيا ليوجه إلي الاعتدال والاتزان في نفوسهم ، فنحن اليوم في دور قد استهنا فيه بالحياة أصغرنا قيمتها فأصبحنا بحاجة إلي قسط كبير من احترامها لنرتفع بها، وهذه تبعة ثقيلة ملقاة علي عاتق رجال الدين فعساهم يغيرون نغمة الأسي المصطنع، وينسون مؤقتا ازدراء الحياة والحط من شأنها في هذه الظروف، ومتي أحببنا الحياة واحترمناها وجدنا في نفوسنا عناصر كثيرة للفرح الانساني الأصيل».

ويدافع سيد قطب عن المرأة وحقوقها قائلا «لقد عاشت المرأة في ظلام العصور تتنفس بمقدار كما تتنفس في الماء، وتبصر النور من خلال الشيش حقيقة ومعني.

وظل مجتمعنا جافا كئيبا موحشا، وكان لهذا أثر سيء في أخلاقنا وتقاليدنا وتربيتنا وفنوننا وكل مظاهر نشاطنا وحيويتنا» ويمضي قائلا «وسوف يختار احفادنا زوجاتهم من زميلات الدراسة وصواحب النادي ورفيقات الطريق وسيكونون سعداء في حياتهم موفقين في زيجاتهم لأنهم درسوا خطيباتهم ولاءموا بينهم وبين عصرهم» ثم يعلو صوت سيد قطب «أنا لا استطيع أن ادعو إلي احتجاب المرأة، ولا أطيق هذا الاحتجاب في عصرنا الحاضر» ويعلو صوته أكثر فأكثر إذ يدافع عن الفن قائلا «لا استطيع أن أسلم لحظة واحدة بقص أجنحة الفن الجميلة التي يسمو بها الواقع عن المحدود حين يريد ويحلق بها بعيدا عن قيود الضرورة، وعن الصراع الأرضي المضني، وكل دعوة إلي قص أجنحة الفن الجميلة إنما تصدر عن ضيق في النفس وارتكاس إلي الطور الحيواني في حياة الإنسان قبل أن تنبض في نفسه الحاسة الفنية التي تنزع به حتما إلي التحليق فوق الواقع والانفلات من ضرورات العيش وأثقال المادة».

ثم يواصل سيد قطب تحديه لكل المتطرفين والمتأسلمين والمتشددين قائلا: نحن نظلم هذا الدين، ونشوه غايته الكبري حين نجعله دينا أخرويا فحسب، وتقف غايته علي إعداد الناس للآخرة فحسب، ونجعل من همه تصغير الحياة الدنيا بمعني احتقارها واهمالها وترك العمل لها».

والكتابات والابداعات كثيرة وتتبدي وكأنها بلا نهاية. أورد هذه الأفكار مدركا أن الكثيرين من المتأسلمين سوف يستسلهون القول: كان ذلك في زمن جاهليته، وقد تاب وناقض ذلك بشدة لكن السؤال الأكثر إلحاحا يأتي ليتهم زماننا بضيق الصدر وضيق الأفق، فقد قال سيد قطب ذلك كله دون أن يتهمه أحد بالكفر ولا بالمروق وتركوا أمامه الطريق سهلا، ولو فعلوا ذلك لربما كان دعوة الارتداد قد تحولت إلي دعوة للقتل، ولكان القتل فعلا كما حدث مع د. فرج فودة. ولكان المتأسلمون قد فقدوا أكبر منظريهم.

أن كتابات قطب الأولي واحتمال المجتمع لها دون معاندة ودون اتهام أو تكفير أو تحقير من شأن صاحبها علي علاقة فارقة بين زمانين ومجتمعين. ولست اعتقد أن مجتمع التأسلم هو الافضل ولا الأقرب إلي صحيح الدين.

أليس كذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - د- رفعت السعيد
سلامة شومان ( 2012 / 9 / 20 - 01:38 )
وبعدين هداه الله الى الحق كما كان هناك من الصحابة من يفعل كل المنكرات ولكن عندما هداهم الله الى الاسلام انتهى الامر فالله يهدى من يشاء ويضل من يشاء
عقبال ما تنتهج نهج سيد قطب وتتقى الله قبل فوات الاوان
تحياتى


2 - سيد قطب الذي لاتريد ان تعرفه
عبد الله اغونان ( 2012 / 9 / 20 - 02:33 )
ومن لايعرف سيد قطب .قطب الاقطاب
سيد قطب مدرسة اينعت الان ثمارها وفاحت زهورها
الان روسيون هذا شهادته مردودة غير مقبولة ترك مكتبة سيد قطب وتاريخه واستشهاده واتانا باقوال لانعرف مصدرها ومدى صحة نسبتها الى سيد قطب ومتى قيلت ان صح نسيتها اليه
شهادة مشبوهة لاتغير من صورة سيد الشهداء وقطبهم قيد أنملة
رحم الله الشهيد الحي سيد قطب


3 - هزيمة الاسلام السياسي
حكيم فارس ( 2012 / 9 / 20 - 10:40 )
السيد الكاتب المحترم
يواجه الاسلام السياسي الهزيمة امام الواقع المعاصر وادرك استحالة اسلمة المجتمعات في الوقت الحالي فشكلوا احزاب سياسية كي تخرج من شرنقة ما كانوا ينادون به فاليوم يقبلون مجبرين امام الواقع بالدولة المدنية واللادينية
وحتى السلفيين الذين عودونا على البوح في كل ما يعتقدون به من خرافات هاهم ممثليهم في البرلمان صامتون ولا يجروء احد منهم على التحدث كما كانوا في السابق
هم مثلا لا يؤمنون ان الارض تدور حول نفسها وحول الشمس وهذا الامر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله ومن امن بذلك فهو كافر ومكذب بايات الله
ومن اصحاب هذا الرأي كل من السيدين سلامة شومان وعبد الله اغونان
لو كانوا يستطيعون مواجهة العلم ومخلصين حقا لما يؤمنون به لماذا لا يخرجون مظاهرات ولماذا لا يطالبون في بالغاء تدريس ما يقوله العلم في المناهج الدراسية لانه يعتبر نشر للكفر
انا ارى ان هؤلاء الاسلاميين اما هم مدركين حقيقة صحة ما يقوله العلم وخطأ ما يقوله القرأن ولا يريدون الاعتراف بذلك
او هم حقيقة مقتنعون داخليا بصحة ما يعتقدون داخل انفسهم نتيجة جهلهم بالحقائق العلمية ومع ذلك لا يمتلكون الادلة العلمية على صحة ما يعتقدون


4 - جرائم العرض
منوخ ( 2012 / 9 / 20 - 11:30 )
القرآن يختلف عن حكم الحديث بل يلغي الحديث القرآن قوله تعالى (واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا)ء


5 - كلهم هكذا - تمسكن حتى تتمكن
سيد ( 2012 / 9 / 20 - 12:06 )
هكذا يبدؤن جميعا - ناعمين مسالمين مسايرين للتيار يبغون السعادة والرفاهية للجميع - ثم ينقلبون 180 درجة عندما يشعرون بالقوة وبعدم حاجتهم للغير , إنها أقرب لمبدأ (التقية) ودائما ما فى القلب وما فى العقل هو نفسه لا يتغير


6 - سيد تعليق5
سلامة شومان ( 2012 / 9 / 20 - 16:44 )
نحن دائما بفضل الله اقوياء حتى فى اكحل ازماتنا لاننا مؤمنين بالله ونعرف كيف نصبر على الابتلاءات ونحن ايضا مسالمين
ولو يتذكر السادة الكتبة ان المسلمين دائما كانوا فى السجون وعندما خرجوا استمروا فى قول كلمة الحق لانهم لايخشون فى الله لومة لائم وازادات قوتهم كلما سجنوا وعذبوا وقتل منهم الكثير داخل السجون وما روعهم هذا وما اثبطهم الموت او القتل عن قول الحق والدفاع عن دينهم وقيمهم التى جاءت لاجل تنوير العالم المظلم

ثم اى تيار نسايره ؟
ولماذا الخوف والفزع من اسلمة البلاد فمن الذى يساير التيار
واى تيار هذا الذى نسايره العلمانية الفاسدة ام الاشتراكية التى انتهت ام الديمقراطية التى باءت بالفشل
ليس لها من دون الله كاشفة فالعودة الى الله ومنهجه هو المفر ففروا الى الله
اما خرافات الواقع والتحرر الدعارى وماتسمونه بالحرية والوطنية والائتلافات المصلحية كلها مفاسد
اما نحن (اعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا )ا
وحبل الله هو المفر وهو المنهج الذى ندند حوله الى نهايتنا


7 - مهووس بدوران الارض
عبد الله اغونان ( 2012 / 9 / 20 - 22:50 )
الارض تدور حول نفسها او حول الشمس او هي ثابتة هذا لايهمني ولاادخل في هذه المباحث الميتافيزيقية هناك هموم اكثر من ههذه الخزعبلات التي تصدع بها رؤوسناياسيدي الارض تدور وتدور وتدور ونحن ايضا تدور وندور وندور
الاهم عندنا الاستقرار وحرية القرار واحترام الشعوب لبعضها رغم اختلاف المصالح والاديان
الشعوب لايهمها ان كانت الارض تدور او هي ثابتة
انزل الى واقعك فلااظنك من علماء الفلك او من المنحمين او رائد فضاء
الموضوع هنا هو سيد قطب
منظر حماعة الاخوان المسلمين الذين استخلفهم الله على اهل مصر وباختيارهم عبر انتخابات
انت دائما في حالة شرود
الارض تدور حول نفسها وانت ايضا تلف وتدور حول نفسك
ربنا يديك شوية حكمة

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah