الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ها نحن يا بلقيس..ندخل مرة اخرى لعصر الجاهلية

هديل بشار كوكي

2012 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاجل أصدقاء عرفتهم في مصر ثاروا مع من ثار ضد مبارك .. ثم اصبح اسمهم فلول لان ديكتاتورية الاخوان لم تعجبهم . لأجل من اخرسهم الوحش الجديد الذي استبد بمصر ، لأجل اقباطها و مسلميها الرازخين تحت سلطة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر .. اكتب ..
اكتب ما ألمسه في اناتهم … و لا يستطيعوا البوح به لأنهم في مصر، بينما استطيع لأني في امريكا حيث يكتب الانسان ما يشاء و عما يشاء..
خرجت من سوريا من حوالي تسعة اشهر عشت منها اربعة شهور في مصر ،مصر الثورة التي اغاظت الشباب السوري و شجعتهم على نفض الذل و الخنوع ، قضيت فيها ما سأبقى اعتبره أسوا ايام حياتي .
من لا يريد التماس العذر لي على ما سأقول فليفعل ، فلم ارى في مصر و لم اشتم حتى رائحة ربيع او حرية ، لم ارى الا شتاء اسلامي قارس ، فيه من الحقد و الكراهية للآخر ما يكفي لإحراق المنطقة كلها شراً و طائفية .
مصر حيث اصحاب اللحى و الزبيبة في منتصف الجبين يتحرشون حتى بالمنقبة في الميترو ، و يسرقون و ينهبون و ينافقون باسم الدين بكل وقاحة اليوم بعد ان استلم الاخوان المسلمون الحكم في مصر حيث مدوهم بجرعات اضافية من الجسارة ليتسلطوا على البلاد و العباد .
مصر “الاخوان المسلمين” على وزن “سوريا الاسد” التي حاولنا فيها اقامة مليونية او اعتصام من اجل الشعب السوري الذي يقتل كل يوم على يد الطاغية بشار ولم نتمكن من تحقيق هذا ، مصر التي عندما كانت السوريات و السوريين يقفون في ميدان تحريرها بكل حشمة و ادب منادين بحرية بلادهم كانوا يتعرضون لابشع التعليقات و المضايقات الغاية في “ثقل الدم” من ابنائها ، مصر التي صرخت فيها صحفية امريكية يوم 25 يناير في احتفالية الثورة فزعاً من بعض اصحاب اللحى ذاتهم الذين حاولوا التحرش فيها .
نعم للاسف هذا ما رايته في مصر ، رايت بلداً مشبعاً بالفقر و الديكتاتورية و الطائفية و الخنوع ،
تعرفت فيها على الكثير من الشبان و الشابات الأقباط منهم و المسلمين اصحاب فكر متنور و منفتح ساهموا في ثورتها و فقد بعضهم عيونهم بقناصة مبارك و نظامه ايام الثورة ، كان الياس و الأسى هو المسيطر عليهم في تلك الأيام بعد ان بدا الاخوان باستلام زمام الحكم في مصر ، حيث عادت سياسة تكميم الأفواه ذاتها و عادت السيوف لتتسلط على الرقاب مرة اخرى ، لكن باسم الدين هذه المرة ، حيث عقاب الكافر الموت لا
محالة .
كانوا ينعون ثورتهم المأسوف على شبابها و شهدائها في جلساتهم المغلقة ، منهم من غادر مصر دون رجعة و منهم من مازال يبحث عن فيزا لبلد لا يحكمهم باسم الدين ليهربون اليه . و عدد قليل منهم لازال يحاول مع مصر و اخوانها .
و يبدو ان الشاب البير صابر المنحدر من اسرة قبطية و الذي يعرف نفسه على انه شاب ملحد كان من جملة من بقي من المؤمنين ببلاده و احقية ثورتها ، قام بنشر المقطع المعروف من الفلم المسئ للرسول على صفحته على الفيسبوك ، فكان كبش الفداء لوحوش الدولة المصرية الجدد حيث سارعت قوات الامن المصرية التي اصبحت تشبه الى حد كبير هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الى اعتقاله ، و بدات تداعيات اعتقاله تتطور الى ان وصل الامر الى طرد والدته من منزلها بعد ان تجمعت اعداد كبيرة من اصحاب اللحى و الزبيبة ” ذاتهم ” عند منزلها مهددين متوعدين .!
و كأن البير هو منتج هذا الفلم الذي اجمع الجميع على سخافته و رداءة إنتاجه و فكرته .
لا يخفى على احد ان المسؤول عن تغذية الكراهية و الحقد الطائفي في مصر هم الاخوان المسلمين الذين باستلامهم الحكم لم يهدأوا من مشاعر الشعب الطائفية الملتهبة بالأصل بل اججوها بسياسة الكيل بمكيالين المعادية لمن يخالفهم بالرأي .
لم يكن البير مذنباً باي شكل من الأشكال ، بل هو و كل شاب مصري قاموا بثورتهم من اجل الحصول على هامش من الحرية ، يستطيعوا ان يعبروا عنها بالطريقة التي يريدون مادامت سلمية و غير عنيفة .
لا أوافق من يقول ان الوضع غير مناسب اليوم لما فعله البير و غيره، لا يجب إسكات الشباب الثائر بحجة المرحلة كما اسكتتهم الديكتاتوريات سنينا طويلة من قبل بحجة المرحلة الحرجة .
بل من يعاقب هؤلاء الشباب هو من يجب ان يتغير ، و يكون مسلماً حقاً متصالحاً مع نفسه واثقاً بدينه و رسوله لا يرتضي لاحد ان “يسايره” و يحجم عن قول رأيه بإسلامه .
كنت اذا ما غضبت بسبب نقد أمي القاسي لي ، تزيد من نقدها و تعبيرها عن رأيها و لو كان قاس بحقي ، كانت تقول لي أنا احترمك عندما انتقدك لا عندما أسايرك لأنك غضبت و الا فإني اعتبرك طفلة او معتوهة اصمت عن قول ما اريد بها درءاً لتبعات عتهها !
لا احد يرضى لنفسه هذا ، و لا اعتقد ان إخوان مصر و متشدديها يريدون ان يكونوا ذلك المعتوه الذي يسايره الجميع درءاً ل”مظاهر جنونه” .
مصر لا تحتاج للمزيد من التشدد ، و لا تحتاج استرضاء متشدديها باعتقال شاب “نصراني” ، ولا حتى رئيساً يترضى على عمر و ابي بكر في ايران “النصيرية” .
بل تحتاج الكثير من العمل و الجد لبنائها ، تحتاج الكثير من الحب و الانسانية و الانفتاح ، لتنتفض من الخراب المحدق بها .
تحتاج ان تكون ردات فعل اهلها كردة فعل مسيحيوا العالم اليوم حين صرح عالم امريكي بانه اكتشف ورقة بردي تاريخية تقول ان السيد المسيح كان متزوجاً ، ها انا جالسة في هذا البلد امريكا التي قتل التطرف الاسلامي الكثير من ابناءها و لم الحظ انا او اي احد في العالم كله اي ردة فعل همجية او عنفية من مسيحي واحد على ما يعتبره المؤمنين بالسيد المسيح و سيرته اهانة كبيرة بحقه عندما يقول احدهم انه كان متزوج !
بصورة عامة لست متفائلة كثيراً بان ما بقي من شباب مصر المتنور سيصلوا بها الى بر الحرية و الانفتاح الذي حلموا به ، يحاول المتفائل و المحب لمصر بداخلي إقناعي بان الامر سيتطلب بعض الوقت .
لا املك ان اقول الا اللهم نج بلدي سوريا الغارقة بدم اخوتي الحالمين بالحرية من الشتاء القارس الذي يبدو انه قدراً محتوماً بعد كل ربيع عربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه


.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب




.. البابا تواضروس الثاني : نشكر الرئيس السيسي على تهنئته لكل أق