الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية السلفيين

احمد داؤود

2012 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتدثر السلفيين والاصوليين الذين يدعون التحدث باسم الاله بثوب العدالة والعفة ،ويزعمون بانهم يناهضون الظلم والاستبداد والقهر.وما ان تذهب الي احد منابرهم سواء كان منبر سياسي او ديني حتي تجدهم يهاجمون انظمة القهر والفساد ،ويحرضون الناس عليهم .بل انهم يعتبرون انفسهم اشد خصوم تلك الانظمة في وقت يعتبرون فيه الاخرين اما متواطئين او مؤيدين.
ولكن في مقابل تلك الصورة المناهضة لانظمة القهر والاستبداد تبرز لذات الجماعات صورة اخري مناقضة لتلك السابقة .فبينما يرفعون راية السلام والمحبة عاليا،ويعلنون بانهم يهدفون الي اقامة مجتمع العدل والمساواة يكرسون في ذات الوقت او يتسببون في اشاعة الظلم والتمييز الثقافي والعرقي والجنسي .ويرفضون فكرة ان تكون المواطنة اساس الحقوق والواجبات .ويشيرون الي انه لا يحق لغير المسلم بان يصبح حاكما علي المسلمين. كما انهم يرفضون الخروج علي الحاكم حتي لو كان ظالما .بل انهم يحثون الناس للصبر والتضرع لله .ويستدلون في ذلك بعدة احاديث .ففي رواية لمسلم " عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك .."
وأخرج البخاري (7056)، ومسلم (1843) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: >أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ"
وفيما يزعم ذات الاشخاص بانهم يدعون الي المساواة بين جميع الناس غضا عن اعراقهم وثقافاتهم واجناسهم ومعتقداتهم فانهم يعتبرون المراة اقل شانا من الرجل .ويعلنون بان" الرجال قوامون علي النساء".كما انهم يستنكرون فكرة تولي المراة للمناصب السيادية ويؤكدون بانه "لايفلح قوما ولوا امرهم امراة " .ويتحكمون في تقرير مصيرها وارادتها .
ويعتبر هؤلاء ايضا بان الاخر المختلف كافر وملحد. ويرفضون حتي مشاركته في الاعياد والمناسبات العامة .ويمنعون الزواج منه .بل ويحرمونه من كثير من حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية .ويشددون علي ضرورة قتاله مالم يعتنق الديانة التي يعتنقونها .ولا تخلوا منابرهم كثيرا من الحديث عن الجهاد وقتال الكفار واعداء الدين .
وفي وقت يطالبون فيه بضرورة اتاحة كافة الحريات .فانهم يحرمون الاخرين من حرية التعبير والاعتقاد والانتماء والتفكير.ويوصمون كل من يختلف معهم في المعتقد او التوجه السياسي بالعمالة والارتزاق والالحاد .ولئن كان كتابهم ومفكريهم يسعون الي عرض وجهات نظرهم في المنابر الخاصة بالاخريين فانهم لايسمحون لاي شخص ومهما كان بان يعرض وجهة نظره في المنابر الخاصة بهم وخاصة اذا كان ذلك الشخص ينتمي لتوجه اخر.
ورغم انهم يهاجمون الديمقراطية والعلمانية ويعملون علي استئصالهما الا انهم يتسغلونهما لتحقيق توجهاتهم السياسية والوصول الي سدة الحكم .بيد انه حينما يستقر بهم الامر او ان تصبح مقاليد الامور في ايديهم فانهم يلجأون الي "وادهما" أي الديمقراطية والعلمانية.
ويرجع السبب في تلك الازدواجية الي افتقارهم للبرامج والرؤي الموضوعية والوازع الاخلاقي بجانب عدم مقدرتهم في مقارعة الحجة بالحجة لذلك تراهم يتلونون كما الحرباء . فتارة مع دعاة العدالة والمساواة والديمقراطية والسلام وتارة اخري مع انظمة القهر والفساد والاستبداد. وكلما ما يهدفون اليه هو ان "يضربوا عصفورين بحجر واحد" فبرفع شعارات السلام والمحبة فانهم يكسبون مزيد من الاتباع .بينما يحصلون علي الامتيازات السياسية والاقتصادية من مناصرة تلك الانظمة.
ومثل هذاه الازدواجية لاتستطيع ان تصلح صورتهم امام الراي العام .بل انها ستكون سببا في انحدارهم وسقوطهم حيث لايعقل ان يدعو شخص ما الي العدالة والمساواة بينما يستبب في ذات الوقت في تكريس الظلم والقهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صفات السلفي
ليث السعدي ( 2012 / 9 / 20 - 19:35 )
الاخ احمد منذ ايام هبت عاصفه تصدرتها التيارات السلفيه وهي تدعي نصرت النبي والدفاع عنه ونتيجه لذللك حدثت اعمال مشينه سببت الحرج لمعظم المسلمين الذي يحاولون اظهار الصوره الحقيقيه للرسول الكريم لكن اثارتني صوره تنا قلتها الفضائيات ذات التمويل السلفي وهي تعرض صور لمجموعه من الشباب السلفي وهم يوزعون كتب تعرف بلرسول الكريم في بلدان المهجركنت اتمنا ان اسال هولاء لو ان رجل مسيحي جاء الى البلدان الاسلاميه وقام بتوزيع كتب تعرف بلمسيح ترى ما كان سيبقى من هذا المسكين كنا سنشاهد مجاميع من الرعاع ترفع اجزاء من جسده وتصرخ الله اكبر السلفيه فكر لم ينتج الجنس البشري على مر تاريخه نجاسه فكريه بهذا النوع خداع كذب غدر خسه عنف غسيل مخ انتحار قطع رؤس اغتصاب اغتيال انتحار تكفير الاخر اباده للجنس البشري عماله مبطنه اليست هذه صفاتهم


2 - العنف المضاد
تيسير عثمان ( 2012 / 9 / 20 - 22:29 )
العنف المضاد هو ما ينتظر المسلمين من كل شعوب الارض بعد ان بلغ السيل الزبى وبعد ان اصبحنا همج القرن الواحد والعشرين وتربعنا على قمة هرم العنف والارهاب بلا منازع لن يصمت العالم على امة مترهله طويلا ولن يسمح العالم لهم بأن يفرضوا نمط تدينهم على الجميع بالقوه عليهم ان يتذكروا في اي عصر يعيشون واذا كانوا يحلمون بعصر هارون الرشيد عصر البذخ والقصور والجواري فقد ولى ان الحضاره الانسانيه المعاصره لا تدين لهم بشيء ولو بصنع فانوس رمضان الذي يستورد من الصين

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah