الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يرد العالمان الغربي والاسلامي على افلام تسيء لاله المسيحيين ولنبي المسلمين

خليل خوري

2012 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



عرضت دور السينما في اكثر دول العالم والمواقع الاكترونية المختلفة قبل ثلاث سنوات ان لم تخونني الذاكرة فيلما بعنوان " شيفرة دافينشي " تناول في بعض مشاهده العلاقة العاطفية التي كانت قائمة بين يسوع المسيح ومريم المجدلية اضافة الى لقطات اخرى شاهدنا فيها المسيح يقبل مريم المجدلية من شفتيها امام تلامذته ‘ وفي نهاية الفيلم تعرض لقطات تؤكد بان مريم المجدلية هي نفس التلميذ الذي اشارت اليه الاناجيل وكان يسوع يكن له محبة اكثر من بقية تلاميذه ، وحيث تؤكد احداث الفيلم بان العلاقة العاطفية بين الاثنين قد تكللت بزواجهما . ومع ان كاتب الرواية ومثله منتج الفيلم قد اضافوا الى السيرة الذاتية للمسيح افعالا يعتبرها افعال شائنة لم يرد أي ذكر لها في الاناجيل واعمال الرسل ولقد تعمدها كاتب الرواية على ما يبدو تشويها للسيره الذاتية للمسيح ‘ وانكارا لالوهيته وما يرتبط بها من صفات خارقة لا تتوفر في البشر العاديين ، مثل تاكيد الاناجيل بان المسيح كان بارا لم يرتكب ولو خطيئة واحد ة طوال "تجسده "على الارض ، فقد استمر عرض الفيلم في دور السينما لسنوات طويلة دون اثارة ردود فعل غاضبة في الاوساط الشعبية والدينية الغربية احتجاجا على الفيلم ‘ بل استقبل باحتجاجات خجولة وبضجيج اعلامي لم يتعدى اصدار الفاتيكان وغيره من المؤسسات الدينية المسيحية تصريحا ت وبيانات عبرت فيها عن شجبها واستنكارها لما ورد في الفيلم من تشويه للسيرة الذاتية للمسيح ، هذا بالاضافة الى قيام بضع عشرات من المسيحيين بتنظيم اعتصامات صامتة امام دور السينما التي كانت تعرض الفيلم ‘ اكتفوا خلالها برفع يافطات ت كتب عليها عبارات تندد بالفيلم ، وغير هذه الاحتجاجات الخجولة لم نسمع ان الفاتيكان وغيرها من المؤسسات الدينية انها قد قد طالبت بسحب الفيلم من دور العرض ‘ او رفعت قضايا ضده ولنفس الغرض امام المحاكم ، كما لم نسمع ان قساوسة ورهبانا قد اعتلوا المنابر الدينية والقوا خطبا نارية امام حشود كبيرة من المصلين تنديدا بمنتج الفيلم واستنزالا لغضب الله عليه او حرضوا المسيحيين على النزول الى الشوارع وتنظيم مظاهرات مليونية فيها تعبيرا عن استنكارهم للفيلم او دعوهم لحرق سفارة الدولة التي تم فيها انتاج الفيلم ‘ ومقاطعة منتجاتها او اطلقوا النفير العام داعين الى شن حرب صليبية جديدة ضد الدولة المسيئة لمشاعر المسيحيين انتصارا وافتداء للرب يسوع !! واذا كان هذا الفيلم قد قوبل بالاستهجان والاستنكار من جانب الفاتيكان فان عشرات الافلام الاخرى حول السيرة الذاتية للمسيح وانتجتها شركات سينمائية اميركية مشهورة مثل مترو جولدن ماير وفوكس للقرن العشرين وتم عرضها في مئات دور السينما ولسنوات طويلة لم تثر اية احتجاجات رغم مضمونها الساخر وحيث ظهر المسيح في بعض لقطاتها مرتديا الجينز ومعتمرا قبعة الكاوبوي وفي لقطات اخرى وهو يحتضن عشيقته ويمطرها بقبلات حارة وسط قهقهات السكاري !! ومن هذه الاحتجاجات الخجولة يبدو جليا ان تشوية سمعة المسيح سينمائيا او مسرحيا لا تستفز مشاعر المسيحيين الاروبيين الى حد القيام بافعال هستيرية كما لا تشكل هاجسا لهم بل يتركون مهمة الاقتصاص من المسيئين يسوع لوالده الرب الاله ‘ على اعتبار انه افدر من البشر على انزال اشد العقوبات بهم ‘ وفي حالة هؤلاء المسيئين لن يكون العقاب اقل من قذفهم بعد " طلوع روحهم "في نار جهنم الحمراء ‘ ولهذا لا وقت لديهم كي يهدروه في تنظيم مظاهرات للاحنجاج على افلام ومسرحيات مسيئة ليسوع او غيره من الانبياء ، ولماذا يحتجون طالما ان كافة الانبياء المذكورين في الكتاب المقدس والذين اختصهم واصطفاهم الرب لهداية كافة الاجناس البشرية هم من اليهود !!!!- واذا نظموا مظاهرات ورفعوا شعارات واطلقت حناجرهم اية هتافات فانهم ينظمونها في الغالب من اجل قضايا تمس اوضاعهم المعيشية والامنية والبيئية ، وللضغط في نفس الوقت على اصحاب القرار من اجل تحقيق مطالبهم .ولا ننسى ان الاقتصاد في المجتمعات الغربية المتقدمة ليس اقتصادا ريعيا كما هو الحال في السعودية وقطر والكويت وكثير من الدول العربية التي يشكل استخراج النفط والغاز وبيعه على شكل خامات في الاسواق الدولية المصدر ,الرئيسي للدخل الوطنى ، بل هو اقتصاد انتاجي بضاعي ‘ وتشكل الصناعة والزراعة المصدر الرئيسي للتراكم الراسمالةي‘ ولذلك تظل قوة العمل في هذه الدول محكومة لمتطلبات العملية الانتاجية وتبعا لذلك لا و قت لدىيها حتى تهدر 5 ساعات منه في اداء فروض االصلاة والركوع والسجود للرب يسوع طلبا لمؤازرته من اجل التغلب على مشاكلها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والجنسية ‘ وبذلك يظل كل وقتها مكرس للانتاج والبحث والابتكار والاختراع ‘ ولهذا قطعت هذه الشعوب اشواطا بعيد ةعلى طريق التقد م ،ولن تلحق بها الشعوب العربية طالما ظلت الاخيرة اسيرة للاساطير والغيبيات الدينية ، وطاما ظلت غالبيتها الساحقة تكرس جزءا كبيرأ من وقتها في السجود والركوع كسبا لمرضاة الله وضمانا للفوز بجنات النعيم والتمتع بملذاتها الروحية والجسدية رغم ان احدا منهم يعرف عنوانا لها او اتصل باحد المقيمين فيها حتى يتاكد من صحة وجودها . واذا كانت الحمية الدينية قد وصلت في الغرب العلماني الى ادني مستوياتها ولم يعد بوسع أي قس او راهب على شاكلة بطرس الناسك ان ينظم حملة صليبية جديدة لتحرير القبر المقدس من قبضة الاحتلال الاسرائيلي ،، فان الحمية الدينية لدى المؤمنين المسلمين ، والشكر والحمد لله ، لا زالت في اوجها و تحتفظ بجذوتها ، ولهذا فقد اجتاح تسونامي من الغضب الشعبي شوارع العواصم والمدن العربية والاسلامية عندما اشعرهم شيوخهم عبر الفضائيات الدينية ومنابر المساجد بان احد المنتجين السينمائيين في اميركا قد انتج فيلما باسم براءة المسلمين ‘ وان كثيرا من لقطاته مسيئة للنبي محمد "ص" ، وفي اشد ضربات التسونامي رأينا المتظاهرين الغاضبين يحتلون السفارة الاميركية في طرابلس ويقتلون السفير الاميركي ثم يحرقون السفارة وكأن هذا السفير هو الذي انتج الفيلم وروج له عبر مواقع الانترنت، ومع ذلك اقول بستاهل وكان لازم تطلع روحه على ايدي هؤلاء الاسلاميين المتعصبين حتى تدفع الادارة الاميركية ثمن مواقفها الداعمة لصعود جماعة الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في تونس ومصر ، والمساندة ايضا لعصابات الاخوان المسلمين المسلحة على الساحة السورية ، ظنا منها ان سيطرة الاخوان المسلمين على مقاليد السلطة في كافة البلدان العربية هو الوسيلة الكفيلة باجهاض ثورات شعوبها ضد كافة اشكال الاستبدا د والاستغلال التي تمارسها الانظمة الحاكمة فيها عبر انظمة استبدادية تحكم باسم الدين وتصادر الحريات العامة ‘ وتنتهك حقوق الانسان ، وتلغي حقوق المراة ‘‘ وتنهب الثروات العامة وتكرس التخلف ‘ وتقضي على كافة اشكال الحداثة ، وتلغي المواطنة باسم الدين واعلاء راية الاسلام . وتنسى الادارة الاميركية اننا نعيش في قرية عالمية وان الاسلاميين المتشددين كالاخوان المسلمين وفروعهم من السلفيين وتنظيم القاعدة ، اذا مارسوا الارهاب الديني ضد الشعوب العربية ، وعطلوا مسيرتها الحضارية ونشروا الارهاب في هذه المنطقة تكريسا لحكمهم الاستبدادي القرووسطي، لن يلبثوا ان ينقلبوا على الجهات المساندة والداعمة لهم فيخوضوا حربا جهادية ضد مصالحم وتبعا لذلك لن تكون خطوط النفط والغاز وسفاراتهم واستثمارتهم بمنأى عن حملاتهم الجهادية . الم ينقلب الاخوان المسلمون على المشير الطنطاوى رغم انه سهل وصولهم الى سدة الحكم ؟ الم تنقلب حماس على نظام بشار الاسد وراحت تحرض خلاياها النائمة على الساحة السورية الانضمام الى الجيش الاخواني السوري الحر رغم ان قادة حماس ظلوا لاكثر من سبع سنوات يجلسون في الحضن الدافىء لبشار الاسد وحيظون بدعمه العسكري والاعلامي فضلا عن تمتعهم بحرية الحركة على الساحة السورية ؟
وفي تتابع ضربات التسونامي شاهدنا المتظاهرين الغاضبين يحاولون حرق السفارة الاميركية في القاهرة وعندما فشلوا في ذلك ‘ نتيجة تشدد ابولحية مرسي العياط في التعامل معهم كسبا لمرضاة اميركا الذي اوصلته لسدة الحكم ، و لمرضاة البنك الدولي الربوي الذي تهيمن عليه اميركا ولا يستطيع ابو لحية الحصول على قرض ربوي منه بقيمة 4 مليارات دولار لترقيع موازنته الا اذا قمع المظاهرات المناوئة لاميركا ‘ وللفيلم المسيىء للرسول ، عندما فشلوا اكتفى المتظاهرون الغاضبون برفع علم تنظيم القاعدة ، كما شاهدنا المتظاهرين في لبنان يحرقون مطعم الماكدونالدز و تشيلي هاوس وغيرها من المطاعم الاميركية ، فيما نظم حزب الله مظاهرة مليونية ضد اميركا تنديدا واستنكارا ل دورها في محاربة الاسلام عبر انتاج افلام مسيئة للنبي محمد " ص" وكان مسك ختامها خطبة نارية حماسية القاها زعيم حزب الله حسن نصرالله ‘ الذي ضخم بدوره انعكاسات الفيلم على الصيرورة التاريخية لعلاقات الشرق المؤمن بالغرب الكافر ‘ مطالبا الجهات الدولية ولا ادري أي جهات كان يقصد‘ باصدار قوانين تمنع ازدراء الاديان والانبياء ‘وينسى نصرالله ان الدول الغربية في معظمها دول علمانية تضمن للمؤمنين من كافة الاديان والمذاهب كما تضمن للملحدين ولللادينيين والعلمانيين حرية ممارسة معتقداتهم والتعبير عنها ‘أي تضمن للمؤمن ان يقول لا اله الا الله وللملحد ان يقول كلاما نقيضا لذلك ، سواء عبر الوسائل الاعلامية ا وفي الكتب والمجلات ، وتضمن لرجال الدين ان يقولوا للملحدين ان مصيرهم جهنم وبئس المصير، وتضمن للملحدين ان يقولوا لرجال الدين كفى هراء وكذبا وتزييفا لعقول السذج والبسطاء من الناس بالتبشير بجنات نعيم وجهنم حمراء لا وجود لها الا في مخيلتكم ... ولهذا لا يمكن لهذه الدول كما يحلم نصرالله ان تصدر قوانين على شاكلة القانون الذي يبشر به والّا ثار اكثر من نصف المجتمع الغربي ضد النظام الذي يتبنى قوانين تمنع نقد الفكر الديني ، ناهيك عن تعارضه مع ترسانة القوانين العلمانية الالحادية التي تحكم تلك المجتمعات ، وكان الاولى بنصرالله وبكل الشيوخ الذي شحنوا الشارع ضد الفيلم ان يعرضوا الفيلم وتحته تعليقات مستمدة من القران والاحاديث تفند ما جاء فيه من مشاهد وحوارات تسيىء للنبيى محمد "ص" ‘ او تجاهلوا الفيلم تماما ،طالما ان افضل وسيلة للترويج لأي فيلم ومشاهدته من جانب اكبر عدد من المشاهدين ‘ هو تنظيم حملة اعلامية ودينية مناهضة له. فلولا ان صاحب فضائية الناس الدينية قد نبهت الى هذا الفيلم الذي لم تنتجه أي شركة انتاج اميركية معروفة ، ولم يعرض في اي دار للعرض السينمائي الاميركي والاوروبي واية فضائية اروبية واميركية ، كونه فيلم من الدرجة الترسو ان صح التعبير ولولا ان قناة الناس قد اجتزأت الفيلم ببعض اللقطات المسيئة لماعلم به العرب والمسلمون اجمعين وظل حبيسا في ادراج منتجه .
في الخطب الحماسية الموجهة للمؤمنين الغاضبين دعاهم الشيوخ الى التظاهر في الشوارع تعبيرا عن غضبهم واستنكارهم للفيلم وانتصارا وافتداء للرسول : وينسى هؤلاء الشيوخ ان الرسول لم يعد بحاجة ا لاحد ن ينتصر له بعد ان انتشر الدين الاسلامي في العالم وبعد ان وصل عدد المعتنقين للديانة الاسلامية الى 3 مليار مسلم ! ولماذا نفتدي الرسول بعد ان افتداه الله واسكنه فسيح جناته وراح يصلي عليه هو وملائكته . فلو كان المؤمنون جادون حقا بالانتصار له لبادروا مع انظمتهم الدينية القائمة في مشيخات السعودية وقطر والكويت وعمان وفي دولة الخلافة المصرية برئاسة مرسي العياط بتنظيم حملة جهادية لتحرير الاقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني... اليس الاقصى هو تالث الحرمين الشريفين ؟ اليست فلسطين ارض الاسراء والمعراج ؟ بدلا من تنظيم مظاهرات هستيرية ضد فيلم من الدرجة الترسو !! ولكن هيهات ان ينظم ابو لحية مرسي العياط حملة من هذا القبيل، وكيف له ان ينظمها وهو الذي اكد اكثر من مرة تمسكه ابتفاقية كامب دافيد مع احفاد القردة والخنازير ؟وهل من السهل ان يجاهد ضد اليهود وهو منشغل في الظرف الراهن بتنظيم حملة جهادية للاطاحة ببشار على اعتبار ان التخلص منه هو اولوية جهادية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقل وعضل
نور ساطع ( 2012 / 9 / 22 - 00:00 )

ناس تستعمل عقلها

----- و -----

ناس تستعمل عضلاتها

والعاقل يفهمها

**************************************************************************


2 - الكيل بمكيالين
اشور عمانوئيل ( 2012 / 9 / 22 - 10:50 )
في غمرة الاحتجاجات الدموية التي اجتاحت جميع الدول الاسلامية احتجاجا على قيلم انتج يقال عنه مسيئ للاسلام ولمحمد نبي الاسلام ولو احداث الفيلم مأخودة من الكتب الاسلامية قام تلفزيون أم بي سي وهو مملوك للسعودية بعرض فيلم شفرة دافنشي وهو من افكار وتخيلات كاتب القصة وليس من الاناجيل المسيحية فماذا يعتقد المسلمون ايهما اكثر اساءة ولماذا الكيل بمكيالين


3 - الاخ نور يقصد مدرسة المشاغبين
حكيم العارف ( 2012 / 9 / 22 - 12:19 )
حدثنا بهجت الاباصيرى رضى الله عنه و قال :

انا المخ وانت العضلات ... لو انفصلنا عن بعض هابقى انا ضعيف و انت حمار-

فرد الزناتى و قال : صح ..-. صدق بهجت الزعيم


4 - العضلات
رضا عبدو ( 2012 / 9 / 22 - 14:41 )
أغلى شيء توصلت إليه الشعوب الغربية هو الحرية و التخلص من سيطرة الكنيسة و سيطرة الملك وهدا بعد قرون طويلة من الكفاح و مرارة أخطاء فكرية كالفاشية. المسلمون لا يكتفون بتقبل اللا معقول بل تريد من الآخر أن يحدو حدوها. بعد سنين من التفكير إقتنعت أن المسلمين في غالبيتهم يعبدون محمد و أقل ما يقال أنهم مشركون.
كل ماجاء في الفيلم هو من صميم الكتب الصحاح إسلاميا أما القتل و العنف الذي أتى من بعد فيؤكد أطروحة الفيلم أن تعاليم محمد لا تولد إلا الإرهاب و الدمار. يوميا قصاصات الأنباء تدور حول قتل وتفجير و إنتحاريين و المسلمون لا يبالون بشيء و كأن هذا لا يعنيهم. نفس الصور النمطية من أفغانستان إلى الصومال إلى اليمن إلى العراق إلى مالي إلى نجيريا والبقية تأتي... سوريا مصر و تونس

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah