الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى مؤتمر اللقاء الديمقراطي الكردي في سوريا

جورج كتن

2012 / 9 / 22
القضية الكردية


نحييكم ونؤيد الخطوط العامة ل"رؤيتكم الوطنية الديمقراطية" والتي تقدم نهجاً وطنياً لخروج سوريا من محنتها التي اوصلها إليها النظام الإستبدادي الراهن، وذلك على اسس تعتمد بالدرجة الاولى على روابط الوطنية السورية التي انتجها قرن من الحياة المشتركة بين مكونات الشعب السوري بشتى ألوانها القومية والدينية، مما يُعلي الإنتماء الوطني السوري لمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، على أي إنتماء آخر مهما كانت طبيعته، فقد فشلت العروبة في التحول لأكثر من فضاء ثقافي، بعد محاولات لأحزاب قومية عربية لرفع الإنتماء إليها فوق الإنتماء الوطني السوري لأن ذلك تناقض مع الوقائع المعاشة والتطورات الموضوعية، وتسببت محاولات تطبيقها قصراً من الحزب القومي البعثي وأضرابه لسياسة تمييزية عانينا منها طويلاً.
دفعت سوريا ودول مجاورة ثمناً كبيراً ليقتنع الكثيرون بان القفز من فوق حدود الدول القائمة حالياً لن يؤدي سوى لكوارث، كما حدث في إحتلال سوريا للبنان وحرب العراق ضد إيران لتحرير "عربستان" ومجازر صدام ضد الكرد في محاولة لصهرهم وكارثة ضم الكويت للعراق وغيرها .. كما أن الإنتماء الكردي لن يكون بديلا للإنتماء الوطني السوري، بل مكملاً له كفضاء ثقافي مشترك. الإنتماءان في الواقع الراهن لا يحتمان تخطي الرابط الوطني السوري الذي له الاولوية، وضمنه يمكن للتعبيرات القومية المتعددة أن تتعايش بلا تجاوزات من أحد اطرافها على الآخر.. على خطى هذا النهج يمكن بناء سوريا حديثة ديمقراطية تعددية بمجتمع مندمج تجاوز العصبيات القومية والطائفية والمذهبية، ضمنت فيه حقوق الجميع في المواطنة المتساوية بلا تمييز مع الإعتراف بحق جميع مكونات الشعب السوري في ممارسة حقوقها الثقافية القومية والدينية ..
كل ذلك صحيح في المجال النظري وحصيلة لتجربة عملية طويلة، ولكن ذلك لم يصبح بعد واضحا إلا لنخب كردية وعربية التقطت طبيعة الأزمة التي يعيشها المجتمع السوري، فالغالبية لا تزال غير واعية لحدود النهج الوطني السوري، ففي المجال العربي رغم إندحار الافكار والأيديولوجيات القومية وتراجعها إلى أقليات ما زالت متمسكة بأفكار تجاوزها الزمن، فإن البديل الذي يلقى رواجاً في الوسط العربي هو ايديولوجيا إسلامية فوق وطنية من المرجح انها فيما لو هيمنت ستؤدي كما نتوقع لكوارث جديدة للمجتمع السوري وستعيق مرة اخرى كما فعلت الإيديولوجيا القومية التحول لدولة مدنية ديمقراطية حديثة.
أما في المجال الكردي الذي لا يعاني من ردة للأيديولوجيات الإسلامية، فالنهج الوطني السوري ليس هو السائد بل إن الأيديولوجيا القومية تلقى رواجاً حاليا وتصعيداً في اللهجة ومحاولة لتقليد التجربة الكردية في العراق رغم إختلاف الظروف بين الدولتين، فغالبية التيارات السياسية الكردية في سوريا صعدت من مطالبها القومية حتى أن بعضها وضع شروطاً للمشاركة في الثورة السورية ومؤسساتها ومؤتمرات معارضتها ووقف على مسافة واحدة من النظام والمعارضة العربية كما عبر البعض، متعارضاً في ذلك مع الشارع الكردي والشباب الكردي غير الحزبي الذي انخرط في الثورة السورية بلا اية شروط بوعي عفوي لا يحتاج لايديولوجيات بأن القضاء على الحكم الديكتاتوري وإستبداله بنظام ديمقراطي هو الطريق الوحيد لحياة افضل ولتحصيل الحقوق المدنية والقومية على إختلافها.
ولا يمكن هنا تجاهل تيار تصعيدي كردي آخر يحفر في الواقع الكردي محاولاً الهيمنة بالقوة على الحياة السياسية والإجتماعية فيه، بدعوى أيديولوجيا فوق وطنية سورية وحتى فوق قومية كردية تتمحور حول شخصية القائد الفرد، تستبدل الدكتاتور السوري الحالي بدكتاتور آخر أقواله وافكاره نصوص مقدسة لا يمكن الخروج عنها. معتمداً على إثارة الغضب الشعبي الكردي في سوريا وتوجيهه لعدو خارجي هو الدولة التركية، مما سهل إنزلاقه للوقوف إلى جانب النظام الإستبدادي السوري المعادي لتركيا أيضاً، وحتى لمواجهة الحراك الثوري الكردي ضد النظام واتهام رموزه بانها عميلة لتركيا.. ورغم أن ذلك واضح للتيارات السياسية الوطنية الكردية ولها تجربة طويلة من المعاناة مع الحزب المعادي لتركيا وتفرعاته السورية، فإنها تغاضت عن ذلك كله وعقدت إتفاقيات معه وشكلت هيئات قيادية عليا ظلت حبراً على ورق فيما الحزب الواحد يستر عورته بإئتلافه مع الاحزاب الوطنية مع إبقائها تحت هيمنته الكاملة، والحجة التي تبدو أنها مقنعة للبعض، هي منع صراع كردي- كردي مفترض يبتز به الحزب الواحد الجميع، فيما أن الصراع الحقيقي في البلاد هو صراع الجميع على إختلاف انتماءاتهم القومية والدينية مع نظام إستبدادي له مؤيدين ذوي إنتماءات دينية وقومية متعددة.
الخروج من هذا الوضع المعقد إلى رحاب النهج الوطني السوري الذي توضحه "الرؤية الوطنية الديمقراطية" يفترض الإنطلاق من خطوطها النظرية العمومية، الصحيحة ولكن غير الكافية وحدها، إلى تحديد خطوات سياسية محددة لتصحيح المسار السياسي الكردي يعتمد على أسس :
- وضع مهمة إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي في الموقع الاول وإعتبار الصراع الرئيسي الراهن هو مع النظام الإستبدادي وليس مع اية دولة مجاورة، حتى ترحيله نهائيا..
- الإنخراط في الثورة السورية بلا شروط يضعها البعض رغم أحقيتها، إذ أن كل الجهود يجب أن تنصب على المهمة الرئيسية الراهنة وأي شيء آخر مؤجل إلى أن يتم التحول للديمقراطية..
- توثيق التحالفات مع القوى الواضحة في مواجهة النظام في الوسط الكردي والعربي، وفك التحالفات مع القوى السياسية المشكوك بامر علاقتها بالنظام وتهادنها معه أو قبولها ببقائه، حتى لو كانت كردية المنشأ على اساس ان المطلوب وحدة وطنية سورية ضد النظام، كردية – عربية، وليس وحدة وطنية كردية تجمع مؤيدي ومعارضي النظام ..
- الإعتماد على الشباب والشارع الكردي الثائر الذي يمكن التيارات الوطنية الكردية من عزل أية قوة سياسية كردية تحاول فرض هيمنتها في الساحة الكردية بتسهيل من النظام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مادام الله أكبر في شعار هذه الثورة أنها ...
حميد كركوكي ( 2012 / 9 / 23 - 11:38 )
الثورة ليست ثورة شعب وإنما مشاغبة سعودية وتركية لتبديل الدكتاتورية الشوڤينية ب شوڤينية وهابية رجعية وهابية صحراوية قاحلة وكريهة ، مادام { الإلاه الأكبر} كما كانت تقال قبل الأسلام في عراكهم القبلي! رمزا للصنم الهبل في كعبة! حيث طورها محمد وعمر إلى {الله أكبر} شعارا للسلب والنهب لبلدان العجم المسالمة! تبت لهذه اللعنة الله أكبر دمرت الديار والأوطان خلال 1400 سنة ولا زالت سما زعاف في حلوق العربان ذات اللحايا المبرغذة والشهيق الزفرة! لعنة الهبل(الإلاه الأكبر) على الله محمد الجائرة فقد سمعته مرارا في إذاعة الدكتاتور صدام حسين إبان نشره الشر والسم على شعبي المسكين {الكورد} وقسما ب إلاه الجبال لو كان لدينا الخيار لما دفنا حتى موتانا مع العرب!. هذا وشكرا لسماحي في التعليق مقالتكم.

اخر الافلام

.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة


.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ




.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل


.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800




.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو خائف جدا من احتمال صدور مذكرة اعتقا