الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسْتِهدَاف السِّفارات الأجنَبِيّة جَهَالة و (جاهلية)

فرياد إبراهيم

2012 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كما هو معلوم انه في عالم الغرب الأعلام جهاز مستقل عن الجهاز الحكومي. وهذا الأمر يشمل جميع الصحف والمجلات ومحطات البث السمعية والبصرية. وهذا يصدق على أمور النشر وإخراج الأفلام. فحرية التعبير حتى الإهانة (المعقولة) مصانة.
في ايلول 2005 قامت صحيفة دانماركية بنشر 12 صورة كاركاتيرية للنبي العربي. صورته كإرهابي يشد احزمة ناسفة ومتفجرات وفي بعضها تصوره مضطهدا للنساء. والرسام وان جرح بعمله هذا مشاعر الملايين فانه لم يبتعد ولم يحيد عن تصوير الحقيقية الناصعة. فقامت القيامة والتفاصيل لا يغيب عن بال احد: سخط جماهيري عارم ، القيام بعمليات انتقامية، احراق الاعلام ، واستدعاء السفراء ، ومقاطعة المنتجات وهلم جرا... وليس بغرابة ان يكون رجال الدين من اشد هؤلاء تحمسا لأعمال الشغب وذلك لشئ بسيط : ان اي تهديد لنبيهم تهديد لرزقهم وانتهاء لسلطنتهم وسلطاتهم ، وانهاء احتلالهم لعقول الشباب السذج والمغرر بهم من الرجال والنساء . اي بمعنى أخر انتهاء حياتهم كبشر ذي قيمة تذكر. فرجال الدين ليس بامكانهم العيش الرغيد الا في بيئات غير صحية يسودها الجهل والمرض والفقروالحروب والنزاعات. (باراسيتات ) ، طفيليات اصدق وصف لهم.
ودائما كما هو حال العرب والمسلمين اتحدت الساسة ورجال الدين(الخصمان الخفيان) في مواجة الخطر المحدق : هؤلاء من اجل الرزق وهؤلاء نفاقا . فالعلاقات بقيت بين الدانمارك والسعودية على حالها سرا رغم استدعاء السفير وقطع العلاقات علنا. والحال ينطبق على بقية الحكومات العربية النفاقية.
وفي فرنسا تم عرض فلم يصور المسيح يمارس الجنس مع خليلته ماري ماجدولين. فلم يخرج مواطن الى الشارع احتجاجا ولا عبّر فرد عن سخطه.
وقبل ايام نشرت صحيفة «ذا أونيون» الأمريكية الساخرة كاريكاتير يتهكم على رموز مقدسة مسيحية ويهودية وبوذية، على صفحتها الأولى، في إشارة إلى أن حرية التعبير مكفولة حتى فيما يتعلق بتناول رموز دينية مقدسة. وقد نشرت الكاريكاتير الساخر، الخميس من الأسبوع الماضي، الذي يصور المسيح والنبي موسى والإله بوذا والإله الهندوسي جانيشا وهم يمارسون الجنس بشكل جماعي. فلم يقتل، أو يضرب أو تهدد حياة الشخص الذي رسم الكاريكاتير. وبعد نشرها على الإنترنت لم تلق أي قنابل على أي مؤسسة، ولم يذهب الرسام إلى منزله وهو يخشى على حياته بأي شكل من الأشكال.
اصل المشكلة –برأيي- هو سوء الفهم وتباين القيم والمعايير بين المجتمعين الشرقي والغربي ، او ما يمكن وصفه ب (اختلاف الحضارت وتصادمها وتباين الثقافات).
ففي الشرق الاسلامي يتمكن المدير العام في اية دائرة ان يفعل ما يشاء حتى لو كان متجاوزا على القانون، بينما في الغرب يعجزالوزير عن نقل فراش او اقالته بلا مبرر قانوني.
اجهزة الاعلام في عالم الشرق معظمها ( أو كلها) ابواق للنظام . فجلها او كلها حكومية ولسانها وناطقها الخفي والعلني، وهي في مجملها مصلحية تملقية ارضائية نفاقية ، لا هدف لها سوى ارضاء الحاكم ونظامه ولا هم لها سوى نيل عطاياه وامتيازاته ونواله وهباته وترقياته.
ففي حالة السفير الامريكي –على سبيل المثال، وهو موظف حكومي ، فهو بريء تماما ممّا حصل . فليس له نفوذ ولا تأثير عن سير الأحداث لا عن قريب ولا عن بعيد . وليس له علاقة بما ترسمه ريشة رسام او يخرجه مخرج فنان من افلام ، وبما يسطره قلم كاتب في صحيفة او بما يذاع في الاذاعات من أنباء. برئ و منقطع الصلة ، يبعد عن كل ذلك بعد الضب عن النون.
فمقتله كان في قمة البشاعة والجاهلية . ففي الجاهلية كان المرء يؤخذ بجريرة غيره . وهذا السفير اخذ بجريرة مخرج.
وهو في نفس الوقت مخالف لنص الآية :
( ولا تزر وازرة وزر أخرى . )
لا ..لا .. يبدو ان قرآن العرب لم يخرج العرب من الظلمات الى النور بل الذي حصل هو العكس...!!

فرياد إبراهيم

23 – 9 - 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah