الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الميكافيلية الى أمراء الدم .

رشيد شباري

2012 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الميكافيلية الى أمراء الدم .


قصد إعلان براءته من جريمة متكاملة الأركان ، لم يجد المدعو عبد العالي حامي الدين من مدافع عنه سوى ميكيافيلي في محاولة منه اعدام الشهيد مرة ثانية و دلك من خلال إعدام حق عائلة الشهيد في تحريك المتابعة القانونية في حق من قتله.
إن استدعاء ميكيافيلي لتبرير فعل إجرامي شنيع مثل الإقدام على قتل شاب وديع بشهادة الجميع بالهروب الى تسييس الجريمة هي أصلا ثقافة ميكيافيلية ،يبدو أن المتهم الثاني في في قضية إعدام الشهيد متشبثا بها إلى درجة تخطيط مقال عنونه "الأخلاق و السياسة :دفاعا عن ميكيافيلي " المنشور بجريدة "أخبار اليوم" بتاريخ 21/09/2012 العدد 863.
إن الأخلاق السياسية التي يلجأ إليها المتهم عبد العالي حامي الدين و رغم أنها تختلف طولا و عرضا مع قناعاته السياسية التي ظل المتهم يرطنا بها مند فتح له فقهاء الدم أبوابها في الجامعة و الإعلام ،و هي الأخلاق التي تنتهي في مجملها الى تكريس الاستبداد السياسي و التسلط اللذين يدعي المتهم مناهضتهما هو و حزبه ، إلا أن الفرق بينهما أن ميكيافيلي يدعو إلى تبرير الاستبداد باللين و الديماغوجيا بينما يلجأ أمراء الدم إلى القتل لتكريسها .
إن استغلال الميكافيلية لتبرير جريمة متكاملة الأركان هي هي ميكافيلية ،يهدف من وراءها ايهام القضاء و معه الرأي العام بأن التهمة هي ناتج عن مواقفه السياسية "الجريئة " و هي ممارسة سبقه بها العديد من المجرمين . فقد كان على المتهم اللجوء تبرئة فعلته دون التستر وراء الميكيافيلية لأنها تهدد وجوده السياسي دلك أن المغامرة بالتستر وراء الميكيافيلية يقوي حدة الجريمة بل انه قد يؤكدها .
وقد كان على حامي الدين لكي يكون صادقا مع نفسه و قراءه أن يفتتح مقاله بما ختمه به و دلك عندما أقر "بأننا لسنا انبياء و لا ملائكة " و هو الأمر الذي يشي بارتكاب الخطيئة ،مضيفا إلى دلك جملة في غاية الأهمية لمن يعنيه الأمر بقوله "مستعدون لمراجعة اجتهاداتنا و أرائنا " .
إنها رسالة في غاية الوضوح تثبت التهمة و لا تنفيها رغم محاولته التستر وراء الأخلاق الميكيافيلية و وراء الإسلام أحيانا. رسالة مبطنة موجهة للعائلة مفادها أن الانسان قبل عشرين سنة مضت قد يرتكب الخطيئة و موجهة للدولة بالاعلان عن استعداده لمراجعة مواقفه .
إننا في الأخير لا نحمل المتهم أكثر من التهمة ،و لن يبقى على سؤال استقلالية القضاء في المغرب إلا تحريك المسطرة من أجل أن نحتكم إليها جميعا بما يؤكد أو ينفي التهمة ،من أجل إجلاء الحقيقة واضحة دون مساحيق ميكيافيلية أو اسلاموية ،هدا قولنا ولنا عودة بأدق التفاصيل .
* رشيد شباري : كاتب و صديق الشهيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمن سيصوت يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟


.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم




.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah