الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوخ الإسلام وإخفاء الحقيقة

طاهر مرزوق

2012 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو أردنا معرفة حقيقة من كان وراء إخراج المتظاهرين ولماذا قاموا بذلك الفعل المتطرف، فالإجابة بسيطة لكنها تحتاج الأعتراف الصادق بما حدث فعلاً وعلى أرض الواقع من أن شيوخ الفضائيات وأئمة المساجد هم الذين دفعوا بمئات الآلاف من المسلمين إلى الخروج فى تظاهرات دفاعاً عن رسول الإسلام قبل أن يشاهدوا النسخة القصيرة من الفيلم ويكتشفوا أسراراً ووقائع تاريخية يؤمنون بها دون أن يسألوا أنفسهم: هل كان من الواجب ومن الأخلاق ومن الشرع أن يحدث هذا ومن من؟ من أكبر قدوة يسيرون على خطاها؟
إن الشيوخ أرادوا إخفاء الحقائق السيئة التى تمتلئ بها كتب الإسلام ويحاولون دائماً تجميلها وهى حقائق تعبر عن الأخلاق التى يرفضها أصحاب الأخلاق الحسنة، وهى حقائق ووقائع موجودة فى كتب التراث والأحاديث ويقبلها المؤمنين بالوراثة كأى مؤمن بالأديان، إن قصص وأحداث الفيلم تسرد الأفعال التى وقعت فى حياة رسول الإسلام، وحيث أنها أفعال حقيقية يخجل منها شيوخ المسلمين ويحاولون دائماً تبريرها لصالح رسولهم، بالرغم من أن تلك القصص والروايات موجودة فى القرآن وكتب الحديث والتاريخ الإسلامى، أى أن قصة الفيلم لم تأتى بجديد ولم تسيئ أو تزيف من أفعال رسول المسلمين، إنما يروى للمشاهد لأول مرة أفعال كان يسمع عنها فقط وكان الشيوخ يتحدثون عنها ويفسرونها بما يخدم رسالة الإسلام لكنهم لم يتحلوا بالجرأة أو الشجاعة ليقولوا للمشاهدين المسلمين أن تلك الأفعال هى ضد العرف والأخلاق الإنسانية .
أحداث الفيلم لم تظلم رسول المسلمين لأن مادتها مأخوذة من كتب الإسلام المعترف بها والتى أجمعوا على صحتها، ولم يحاول أى مسلم أن يشاهد الفيلم ليحكم عليه بالصواب أو الخطأ لذلك يحاول الشيوخ منع عرض الفيلم وحجبه حتى لا يكتشف المسلم الحقائق التى أخفاها عنهم رجال الدين وجعلوها مقدسة حتى لا يقترب منها المؤمن ويحاول التفكير فيها ويفهم معناها الحقيقى ويكتشف التحريف والتزوير الذى يتم الترويج له فى أماكن العبادة ووسائل الإعلام.
إن شيوخ رسول الإسلام يريدون قمع الحريات التى تنشد كشف حقيقة ما يخفونه من وقائع فى السيرة النبوية تثبت القمع والتنكيل الذى كان يمارسه محمد ضد معارضيه ومنتقديه، وأنه كان يشبع رغباته وكأنه كان يلبى أوامر إلهه ولا يمكن أن يعصيه فيرتكب الظلم فى حق غيره، إن التعتيم على تلك الأحداث وغيرها كثير مع سبق الإصرار بغرض تجهيل المؤمنين وتحسين صورة مرتكبها وأنه على خلق عظيم، هى مؤامرة كبيرة يرتكبها رجال الدين فى حق المؤمنين الذين سلموا لهم عقولهم وقلوبهم يتلاعبون بها كيفما شاءوا ويجعلونهم يسفكون الدماء وكأن الله ورسوله يرضى عنه ويقبل أعمالهم هذه.

إن شيوخ المسلمين وجدوا أن وسيلتهم الوحيدة والناجعة فى قمع الأصوات والأقلام التى تروى الحقيقة فى تجييش المؤمنين بإخراجهم أفواجاً فى تظاهرات غوغائية لا هدف لها إلا إشعال النيران فى الأخضر واليابس، حتى يرهبون عدو الله وعدوهم سواء كان هذا العدو على حق أو باطل ، سواء كان يروى وقائع وحقائق من جوف كتبهم المقدسة وتاريخهم العتيق، سواء كان هذا العدو يريد إزالة القمع والغشاوة عن عقولهم ليكتشفوا صدق ما يقوله بل ما تقوله كتبهم التى لم يتعلموا قرائتها والتفكر فى مدى عدوانية ودموية ذلك التاريخ والتراث.
كان من الأجدر بكل مسلم مؤمن قبل أن يخرج منفعلاً ومتظاهراً ضد الفيلم الذى كان موجوداً على اليوتوب منذ شهر يوليو الماضى ولم يفتح أحد فاه كما يصرخون الآن ويدمرون ويقتلون، كان الأجدر بهم أن يشاهدواهذا الفيلم ومدته ثلاثة عشرة دقيقة، ليحكموا بالعقل والمنطق مدى تطابق أحداث الفيلم للوقائع التاريخية التى ترويها كتبهم التاريخية أو مدى تناقضها معها، حينئذ كان فى مقدورهم اللجوء إلى القضاء أو القنوات السياسية والدبلوماسية والثقافية لتوضيح ما أرتكبه صناع هذا الفيلم، لينالوا أحترام العالم كله ويكونوا قدوة حسنة .

الآن من الأفضل أن يطرح السؤال: من الذى أساء إلى الآخر الفيلم أم المسلم؟ هل ردود الفعل الغاضبة من المسلمين تعبر عن أخلاقيات الدين الذين يدافعون عنه دون أن يشاهدوا الفيلم موضوع الإساءة؟ وإذا كان الفيلم يقوم بتمثيل وقائع تمتلئ بها الكتب الدينية الإسلامية، فلماذا يثورون غضباً فى تظاهرات هوجاء؟
أحداث الفيلم ليست غريبة على أذهان كل مسلم لأن كل قصة فيه سمعها المسلم عشرات ومئات المرات من أفواه الدعاة والآئمة والشيوخ، لكنهم لم يفكروا فى مدى شرعية إرتكابها وهى وقائع لا يختلف عليها إثنان فى أنها جرائم ضد الإنسانية ولا يوجد شرع إلهى أو بشرى يقبل بوقوع تلك الجرائم الصريحة، لكن الذى يحدث هو أن رجال الدين يظهرون تلك القصص الواقعية التى أرتكبها رسولهم بصور تخالف الواقع ويعطون الحق للرسول فى أرتكابها وكأن هؤلاء قد أهانون الرسول لذلك فإنهم يستحقون العقاب الشنيع الذى قام به تجاه هؤلاء الأشخاص أو إيقاع الظلم رضوخاً لرغباته وعواطفه.

أختم حديثى هذا ولن أتكلم عن أحداث الفيلم لكنى أدعو كل من يريد الحقيقة ويريد العدل ويتصف بالأخلاق الحسنة أن يبحث ليكتشف بنفسه، هل هذا الفيلم يروى حقائق واقعية وقعت منذ ألف وأربعمائة سنة، أم أنه عمل سينمائى يخالف الحقيقة ويحتاج أن يثور العالم الإسلامى وغير الإسلامى ضده لأنه يزدرى بشخص رسولهم!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة