الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصريين وقاعدة الإمتثال

شريف الغرينى

2012 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التاريخ يقول أن المصريين ساهموا فى بناء بلادهم بالإمتثال ، ولا أقصد السخرة أو أن المصريين كانوا شعبا يتصرف بدافع الخوف لأن الخائف لا يبنى أمجادا كتلك التى بناها المصريين قديما أوحديثا ولا يقدم إبداعات أو فنون وعلوم وادب كما قدم المصريين ؛ ولكن قراءة التاريخ تؤكد أن كل ذلك اقترن بقاعدة الإمتثال لأنه عندما امتثل للقدرات الأسطورية فى عصر الخرافات و الاساطير بنى حضارة ، وعندما امتثل للقدرة الغيبية فى عصر التيه والضياع بنى حضارة ، وأخيرا عندما امتثل للقدرة الإلهية فى عصر الإيمان بنى حضارة ..ولذلك لا يجب أن نتعامل مع المصريين على أنهم أغبياء يتبعون مالا يعلمون بانحيازهم للتيارات الدينية أو أنهم يتصرفون بعاطفة غيبتهم عن إدراك أثر الدين السياسى فى الوضع المعاصر للبلاد ومدى خطورة هذه الورقة على طاولة السياسة الدولية التى ستلقى بظلالها على مستقبلهم ، ولا يجب أيضا أن نلقى باللائمة على هذا الشعب لانه متسق مع ذاته ولا يجب أن نطلب منه أن يتلون كما يتلون بعض المثقفون بحسب لون غلاف الكتاب الذى يتصفحونه ، فالمصرى جندى يخلص ويمتثل إذا آمن ، وإيمان المصرى قد يتلخص فى تجنيده لذاته عند اتباعه لقائد عظيم ، وغياب هذا القائد الملهم القادر على تغيير الواقع ، يدفع المواطنن المصرى مرة أخرى إلى البحث عن قيادة عقدية ومرجعية إيمانية لأنه بدون هذا أو ذاك يتوه ويرفض الإمتثال الذى كان ومازال الأداة السحرية والأكثر مضاء وفعالية للمصريين ، والحقيقة ان الساحة المصرية خالية من ذلك القائد ، لذلك برز الدين السياسى ليحل المشكلة النفسية للشعب المصرى ولو نظرنا إلى من يتجرون بالدين فى أسواق السياسة لوجدناهم الأقل كاريزا و الأقل مقدرة على القيادة ، ولكنهم ربما سينجحون فى قيادة هذا الشعب إلى حيث لا نعلم ، لانهم أوجدوا للمصرى المعادل النفسى الذى يناسب قاعدة الإمتثال المتوارثة لديه، وهنا تبرز مشكلة أخرى وهى أن المثقف الذى شرب من أنهار الأخرين سواء كان يساريا او يمينيا مازال يعب من الأفكار التى مازالت بعيدة عن رؤية البسطاء ، و يخاطب المصريين بلغة لا تنبع من منطلقاتهم ولا تعى قاعدة الإمتثال تلك بل و تتعالى عليهم أحيانا وتسفه قيمهم التى تحتاج للمراجعة الذكية وأحيانا تتهمهم بالغباء والتخلف والشعوذة ، وهذا الإنفعال لن يؤدى بنا للخروج من هذا النفق الضيق، لذلك يجب على المثقف أن يكون مرنا، فإما أن يبحث عن قائد مثقف كاريزمى يسوق له ويصنع له حملة تخاطب عند البسطاء ذلك الحس الإسطورى البطولى حتى يلتف حوله هذا الشعب العاشق للإمتثال، أو أن يدخل مباشرة مع الناس فى حوارات تفند وتناقش ما لديهم من افكار دينية مختلطة من منطق عاقل عادل مستندة على مالديهم من ثوابت دينيةعلى أن تهدف تلك الحوارات المباشرة إلى طرد الشوائب الصحراوية التى علقت بدين المسلمين عامة و بالثوب المصرى خاصة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت