الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له

سامي بن بلعيد

2012 / 9 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد هرمنا من الضياع والقهر , هرمنا من الحرمان وألإستبداد , حالات يئس وجمود وإنحلال تعصف بنا من كل ألإتجاهات , هرمنا من ممارسات عملاء الوهابية الذين حولوا الدين من نعمةٍ إلى نِقمة ومن رحمة إلى عذاب من جانب ومن الجانب ألآخر أرهقونا نفس عملاء الوهابية الذين يظهرون لابسين ثياب العلمانية وهم لا يمتلكون منها غير إنكار الدين وممارسة البغي والتفسُّخ والبهيمية , ونحن نعلم إن هناك من يسقط في تلك المستنقعات بقصد تدفعه النزوة أو المال أو بجهل عن طريق غسل العقول

هناك ترابط جدلي متين بين من يمثل سلوك ألإرهابيين الذين يعتبرون العقول المخططة للعمليات ألإرهابية أمثال بن لادن أو الظواهري أو غيرهم وسلوك ألإرهابيين الذين ينفذون العمليات أمثال محمد عطأ ألمتهم بتفجير مركز التجارة العالمي وأمثاله من ألإرهابيين من رواد الحانات والمراقص

والصنفان يعتبران صناعة سعودية وهابية صهيونية عالمية والهدف منها قتل الشعوب بإسم ألإسلام ألمزيّف والعلماني ألمزيّف وتتمكن من ضرب عصفورين بحجر وتبقى الشعوب ومقدراتها تحت سيطرة عصابات المال والسلاح وأذنابهم في ألمنطقة من الحكام العرب ومعاونيهم

على ألمثقف العربي الحريص على إعادت بناء حلقات الوعي العام للعقل الوطني ألإنساني الجمعي أن يكون حريصاً ومدققاً في قراءة ألأحداث والمتغيرات لكي لا ينزلق في متاهات الصراع والموت الذي تخطط له الرأسمالية العالمية وتجعل من ألإنسان العربي ألمسلم أو المسيحي أو أللآديني ... إالخ وقوداً لها هو وكل ما يملك من ثروات

أتمنى من العلمانيين الحقيقيين والحريصين على مصالح الشعوب أن يستوعبوا الدروس وأن لا ينجرّوا إلى ألمربعات التي تريد أن تجرّها اليهم القوى الرأسمالية والأمبريالية ألتي تريد أن توقف تقدمهم بأسم العداء للأديان , وألرسمالية تعلم إن ألأفكار اليسارية التقدمية ألمعتدلة هي من سيكون البديل لها ولذلك فهي تصنّفها بالعدوا ألأول ولكنها تحاربها بسواعد ألآخرين

أنا عندما أقرى تلك المقالات الهزيلة التي لا تمتلك غير لهجة ألعداء للأديان ومحاولة إخراج المرأة من موقع البناء والشراكة مع الرجل إلى موقع ألهدم والخلاف مع الرجل وللأسف وقع في شرك تلك ألمفاهيم كاتبات ممن لمعن أسمائهن عربياً ولكنهن لا يدركن إن ذلك أللمعان لم يتعدى حدود المؤيدين لهن من نفس المنهج والسلوك

وهناك من ألناس من يأتي شاكياً باكياً من ألدين والمتدينين وهو لا يمتلك حجةٌ مُقْنعةٌ ولا يمتلك إستراتيجية فكريّة يحطها كبديل , فذلك ألصنف يا إمّا أن يكون من العملاء الوهابيين ألمذكورين أعلاه أو أن يكون من أصحاب النزوات ويريد أن يجعل ألمجتمع كُلهُ مثله

إين العقول العربية على مُختلف ألوانها وأديانها وسياساتها وثقافتها ؟, أين من يرسم الخارطة على الجوانب المشرقة من الحياة دون أن يجحف بحق أي طرف وبدون أن يكون على طرفي نقيض مع ألأشياء ؟, متى سنغادر مربعات التبعيّة للآخر ؟ متى سنغادر مربعات الصراع ؟ ونؤمن بالقبول والتكامل والتكافل , متى سنصل إلى حالة سلام مع أنفسنا ومع ألأشياء من حولنا ؟ متى سنعلم إن ما يؤخرنا هو ذلك الخلل الكائن في ماهيتنا ألإنسانية العاطفية ألإنفعالية ألمتعصبة وليس للأديان أو ألأفكار ألسياسية أو ألعلمية أي دخل في ذلك ؟ متى سنحترم حق ألآخر في الحياة ونؤمن بأن الحياة للجميع ؟ متى سنكون بشر قبل أن نكون متدينين أو سياسيين أو علماء أو مفكرين أو أُدباء .. إلخ ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهجوم على الدين الاسلامي هو صراع الاديان الرجعي
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 24 - 11:23 )
اجمل التحية استاذ بن بلعيد
الذي يهاجم الدين الاسلامي ليس العلماني وليس الماركسي الاصيل بل الديني الرجعي والصهيوني وهو يصب في اهداف الرجعية العربية بدراية ام لا.إذ ان الاديان كلها تحمل فلسفة واحدة حاربها الاوربي في الغرب و حد من تدخلها في حياة الانسان يهاجم البعض النبي في امر النساء مثلا لكن انبياء اخرين ضاجعوا بناتهم, لا اريد ان ادخل هذه المعمعة, والحليم تكفيه الاشارة, وما شاء الله الدينيين يثقفونا بافسهم واياتهم عن فضائح الانبياء فاذا دعى محمد الى قتال الكفار فقد قتل موسى بيده انسانا! اقول ان كان بيتك من زجاج فلا ترمي جارك بالحجر. و ارى ان الدين المقدس هو ما يكون بين الله والانسان. لا للتباري بالانبياء ولا احب ان اتطرق الى مايقوله الغربيين في المسيح واليهود, اذ هم تجاوزوا العنف المسلح في النقاش الديني, والان هم في صراع علمي حضاري من اجل السيطرة على الطبيعة وغزو الكواكب. وان كل شيء عندهم خاضع للنقاش والاحترام.رغم التطور ان الانسان المؤمن لا يهان و الملحد له الاحترام ايضا, فقط الرجعي العربي ومن جميع القوميات والاديان هو متخلف, يضيع في الحقد والصراع الجانبي إذ لا جدوى و لا تطور و لا فائد


2 - إلى ألأُستاذ علاء الصفار
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 24 - 12:05 )
أطيب تحية
أنا أتفق معاك فيما تفضّلت فيه
وأنا أضيف شيئ بسيط وهو إن
ألإسلام الحقيقي أو الواقعي لم يعد له وجود ولم يعد يحكم ولا حتى فرد ولكن القوى ألإستبدادية والرأسمالية تستخدمه كسلاح ذو حدين يقتل القيم ألإنسانية الحقيقة من جهة ويقتل أي فكر علماني يساري معتدل , أي إنه بصفة عامّة يستخدم من قبل أصحاب القوّة والمال لإبقاء الشعوب في حالة ضياع وبالتالي يسيطرون على كل خيراتها
ومثل ما طرحت في حديثك تصبح الحياة عبارة عن أحقاد وصراع لا فائدة فيها ولا جدوى للتطور
إحترامي


3 - تعقيب.
أحمد عليان ( 2012 / 9 / 24 - 17:48 )
احييك الأخ سامي بن بلعيد ، و أوافقك مع الأخ علاء الصفار في كون الخطاب العنيف الذي يتبادله الكثير ممن يملأون ساحة الاعلام بحجة الاصلاح عن طريق احياء ثقافة و قيم السلف الصالح التي لم يقع و لن يقع الاتفاق على بلورتها فيما يمكن الاجماع على اتخاذه منهج حياة مواكبة لمستجدات العصر . و في مقابل عنف الخطاب الرجعي المتستر بالغطاء الديني ظهر خطاب مناقض لا يقل عنفا في التهوين من شأن المجال الروحي المتجذر في عمق الفكر المجتمعي ...لذا أوافقك على أن المتهافتين على الشأن الديني ترويجا للدفاع عن الغيبيات ، أو ترويجا لانكارها ، معظمهم يخدم الطرف المستفيد داخليا أو خارجيا من تغييب ثقافة التنوير الفاضحة لتحايل الجهات الدائبة على صناعة المعارك الجانبية للابقاء على الضبابية و الأجواء العكرة التي لا تسمح ببروز رأي عام مؤثر ايجابيا في سياسة لا تستهدف غير الصالح العام لمواطنين أحرار في خصوصياتهم الروحية ملتزمين منضبطين في الشأن المشترك
دمت بخير


4 - ألأستاذ أحمد عليان
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 24 - 18:39 )
لك التحية والاحترام
وأشكرك على التوافق في الفكرة كما أشكرك على إضافتك التي تعتبر زبدة ما نريده
وكما ترى نحن أمام مخاطر جسيمه تتزعمها الرأسمالية العالمية والمحلية وكل أزلامهم من المأجورين والمنتفعين الذين باعوا شرف المهنة ألإنسانية للإعلام والفكر مقابل أثمانٌ مادية تافهة , فلا بد من إنشاء محطّة مراجعة وتقييم لكل الأعمال والأنشطة الثورية ألموجهة لخدمة الجماهير بطريقة لا تستغليها عصابات المال والسلاح والسلطة
إحترامي


5 - حناجرنا تصدح
القلماوي ( 2012 / 9 / 25 - 23:48 )
العربي والمسلم هياج كفرس جامح والغرب المتحضر يعرف اين مربط الفرس .ينسى او يجبن ويتخدر العربي حين يعتدي النظام على حقوقه ويحرمه من ابسط حقوق البشر ليعيش عشوائيا ويظل يتأمل يوم القيامه لينال حقوقه وأولها حور العين حتى لو كان مجرما بهيئة مجاهد اعور العين او مسبلها كابو ايوب المصري.اتعرفون لماذا شعوبنا بهذا العنفوان والوحدة حين تمس مقدساتهم (والحقيقه هي لم تمس بل كشفت الحقيقة كما هي ولم يأتي المخرج بشئ من الخيال ) ؟انهم يدمرون ويزبدون ويرعدون لأنهم امنوا العقاب فلا امريكا ولا الغرب الكافر سيكلف نفسه ليلقيهم في السجون ليذيقهم العذاب ليعترفوا حتى بما لم يعملوه ،ولا أنظمتنا ستفكر بليهم عما يفعلوه بل ذلك اصلا بارد على قلوبها إذ يفرغ الشعب شحناته وانفعالاته في الفضاء بدلا من وجوه النظام العكره


6 - كلام جميل استاذ قلماوي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 3 - 10:43 )
الكثير مما طرحته اصبح يؤرّق الجميع
اك التحية

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز