الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة نوبل (حضور اليهود وغياب العرب والمسلمين )

محمد فوزي العجيلي

2012 / 9 / 27
التربية والتعليم والبحث العلمي


جائزة نوبل
(حضور اليهود وغياب العرب والمسلمين)


لو اننا حاولنا معرفة ما يجري من تكريم في العالم للمتميزين من العلماء سواءً في مجال الطب آو غيره من العلوم والآداب، خاصة بالنسبة لجائزة نوبل، لوجدنا أن المرحوم عبد الوهاب المسيري قد أحصى وقدم أرقاما علينا أن نقف عندها وقفة محلل وليس وقفة منبهر.
وللنظر أولا في هذه الأرقام نجد أنه ( في آخر 105 أعوام أن من بين 14 مليون يهودي فاز 180 بجائزة نوبل، وفي الفترة ذاتها، من بين مليار ونصف مسلم لم يفز سوى ثلاثة بجائزة نوبل، والمعدل هو: جائزة نوبل لكل 77778 أي أقل من ثمانين ألف يهودي وهي لكل 500000000 خمسمائة مليون مسلم، فلو كان لليهود نفس معدل المسلمين لحصلوا خلال الـ105 سنة الماضية على 0.02 جائزة نوبل، أي أقل من ثلث الجائزة. ولو كان للمسلمين نفس معدل اليهود لحصلوا خلال الـ105 سنة الماضية على 19286 جائزة نوبل).

ولأجل الولوج في هذا الموضوع علينا أن نعلم أولا من هو نوبل وما هي جائزة نوبل ؟
بداية لم نجد من المصادر ما يثبت أن نوبل كان يهوديا أو ان أحد أجداده كان من أبناء بني قريضة , ولا توجد أي اشارة لوجود أي علاقة له حميمية معهم، ولم يترك لنا نوبل في وصيته ما يمنح اليهود أي امتياز ... ولكن رغم ذلك تمكنوا من حصد العدد الكبير من جوائز نوبل خلال السنوات الماضية
أتعني هذه الإحصائيات أن اليهود هم أكثر ذكاءً من المسلمين ؟
أم ان جينات الذكاء موجودة عند اليهود وغير موجودة عند المسلمين ؟
أم ان مؤسسة نوبل يسيطر عليها اليهود ويختارون من يريدونه لنيل جائزة نوبل ؟
ام ان المسلمين لا يعنيهم العلم و هم غير مهتمين به؟ ويرفضون جائزة نوبل ولا يؤمنون بها ؟

ولد الفريد نوبل عام 1833 في مدينة ستوكهولم في السويد وكانت مهنته كيميائيا، وهو مهندس ومخترع الديناميت، وجائزته مخصصة لمن يحققون إنجازات باهرة في الفيزياء والكيمياء والطب والأدب، والعمل من أجل السلام
أسست جائزة نوبل عام 1895 بعد أن كتب وصيته الأخيرة، تاركا جزءا كبيرا من ثروته لإنشائها منذ 1901.
ويتضح من تحليلنا هذا أن اليهود استطاعوا الهيمنة على مؤسسة نوبل بأساليبهم المختلفة، وأنهم أعطوا للنشااط البحثي اهتماما واسعا وركزت معاهدهم على الأبحاث التي تؤدي إلى جائزة نوبل، ففي مجال الكيمياء لم تحصل أي دولة على نصيب أكبر منها ، ويتمركز النشاط البحثي الكيميائي في معهد وايزمان داخل الكيان الصهيوني، وربما هذا هو سبب ذهاب الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل للعمل هناك حيث يقال إن جائزة نوبل في الكيمياء، تعتمد أساسًا على الأصوات والتعضيدات القادمة من معهد وايزمان.

من ناحية أخرى يبرز ضعف إمكانية العرب والمسلمين في هذا الجانب وعدم تركيزهم على الجانب البحثي العلمي، فضلا عن ضعف الجانب الإعلامي وعدم إعطاء التشجيع مساحة في تفكيرهم الاستراتيجي لأجل دفع الأجيال للعمل في مجال الأبحاث ؟.
ولمناقشة هذا الموضوع أجد نفسي واقفا أمام مقولة للدكتور أحمد زويل جاء فيها أن ( الأوروبيين ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح ... أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل ) ويبدو أن في هذا القول كثيرا من الصحة فنحن امة لا تعطي للعالِم ولا الأديب مكانته الحقيقية التي يستحقها بل استطيع القول: إن هناك محاولات إحباط تمارس ضد المبدعين أبناء امتنا، وخير مثال على ذلك ما أشاعه النظام السياسي بعد احتلال العراق من فضائح كثيرة اتخذت ضد العلماء والمبدعين من أبناء الشعب العراقي، وهنا نشير إلى قول العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية، رئيس أكاديمية البحث، وأحد أبرز العلماء العراقيين في مجال التكنولوجيا النووية: حينما جاءت أميركا وبريطانيا كان أول شيء هو ضرب المؤسسات العلمية والبحثية والمدارس والجامعات وإحراق المكتبات والتراث العراقي الذي أصابه النهب والسلب، ويكفي دليلا على ذلك فقدان العراق 5500 عالم منذ الغزو الأنجلوأميركي في أبريل/نيسان 2003، معظمهم هاجروا إلى شرق آسيا وشرق أوروبا والباقون هُمِّشواا أو تم اغتيالهم".
إضافة إلى ذلك، فنحن لا نجد المعاهد أو المؤسسات العلمية والبحثية تأخذ بأيدي أولئك الذين تتوفر لديهم كل مقومات البحث العلمي ...
إننا كعرب ومسلمين مطالبون بالنهوض بمسيرة البحث العلمي لأجل اللحاق بركب التقدم الذي وصله العالم.
وهنا نتساءل : لماذا لم يفكر أي حاكم عربي آو مسلم من ابتكار جائزة نوعية تكون قيمتها المادية والنوعية أكثر بكثير من جائزة نوبل ، لاسيما أن امكانياتنا المادية كبيرة جدا وخاصة دول الخليج، وبذلك نحول أنظار علماء العالم إليها عندما يحسون بقيمتها المالية والمعنوية بدلا من جائزة نوبل؟
ختاما علينا أن نعلم أن من يحكم العالم مستقبلا سيكون من يملك سلاح المعرفة , واذا جعلنا هذا السلاح ضمن اهدافنا وسعينا بكل جهودنا لتحقيقه فآنذاك سيكتب آخرون مقالا بعنوان هل كان نوبل مسلما ؟؟


دبي في 27 ايلول 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة