الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنوك الإسلامية… هل هي إسلامية؟

سيد القمني

2012 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



اتقوم فكرة البنوك الإسلامية على تعريف الربا بأنه هو الفائدة المحددة النسبة المتفق عليها بين الطرفين ، وهو تعريف مضلل للمسلمين ، في خديعة كبرى انطلت على الناس.

أما الأشد بؤساً فهو التحايل في تحصيل الفائدة ، وقد استنكر الشيخ القرضاوي مثل هذه الحيل ، وضرب بالمتحايلين مثلاً ببني إسرائيل عندما تحايلوا على السبت ، فمسخهم الله قردة وخنازير.

لكن الشيخ القرضاوي نفسه وليس غيره ، وفي ذات الحلقة (الظاهريون الجدد - الجزيرة) يقول: “إن بعض البنوك الإسلامية لا توفر الشروط المطلوبة ، يعني المفروض أن البنك يشتري السيارة أو الشيء ويمتلكه ويحوزه وبعدين يبيعه للشخص الآخر بثمن أغلى طبعاً مما اشتراها كأي تاجر”.

الشيخ القرضاوي يعلمنا هنا بصفقة وهمية نتخيل فيها سيارة سيشتريها أحد الطرفين ثم يعيد تسعيرها فيرفع قيمتها ليتم التسديد بالقسط بسعر أعلى من السيارة المتخيلة ، وهكذا يتم القرض البنكي الإسلامي ، أطلقوا عليه اسم المرابحة ويستلم العميل القرض ناقصاً مقدماً قيمة الأقساط.

ورغم أن هذه بدورها حيلة فإن الشيخ القرضاوي لا يرى ذلك ، لأنها “غير هذا”.. لماذا؟ هذا تحايل وهذا تحايل.. الإجابة: البيع بالتقسيط ليس محرماً ، ثم إن العيب كله في الموضوع أنه ليست هناك سلعة حقيقية بالمرة ، لا سيارة ولا طيارة.

كل هذه الحيل لماذا؟ ….

لماذا والمال سيدور مع أموال البنوك الأخرى دورته الدولية المتعارف عليها والتي لا تعرف شيئاً اسمه الربا ولا الحلال ولا الحرام ، تعرف فقط الأمان؟ والقانون والحق ، هل فقط لإقرار الحلال والحرام ولو تدليساً؟

و ألا يعلم كلا الطرفين المودع والبنك أن المسألة كلها ليست أكثر من لعبة ترضي ضمير المودع وتريحه وتحمل غيره مسؤولية الإثم ، ويستثمر من ورائها أصحاب البنوك في ظل عدم غطاء قانوني ، لأن البنك سيكون معرضاً للانهيار في أي لحظة مع عدم تحديد نسبة الفائدة ، أو على الأرجح لابد أن يهيئ نفسه للحظة الانهيار المرسومة ، والكاسب في النهاية هو البنك المنهار وحده. الكل يشترك في تمثيلية هي الربا الجماعي وليس الفردي بين مجموعة مؤسسين ومجموعة عملاء.

أعود معكم للأصول نبحث عن التعريف الحقيقي للربا لنعلم كم زيفوا علينا وتاجروا بديننا.

إن تاريخ الدعوة يقول إن الجاهليين كانوا يساهمون في القوافل التجارية بالمال ، ليعود إليهم المال مع أرباح تتغير بتغير مدى نشاط المواسم وجودة المحاصيل ومدى الرواج السلعي. وقد قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام ، إن هذه الأرباح هي تجارة لأنها تشارك في رأس مال القافلة ، ولأن عائدها متغير ، فرفض النبي هذا التعريف للتجارة وأيده القرآن وأعلن لهم أن ذلك رباً فصيح “ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ، وأحل الله البيع وحرم الربا” 275- البقرة. فهل ما تفعله البنوك الإسلامية غير ما فعلت جاهلية قريش؟

هي تدفع النسبة غير الثابتة لكل المشاركين بأموالهم في القافلة؟

هل هي بنوك جاهلية أم إسلامية؟

معنى البيع والشراء ليس هناك أي حوار بين البائع والمشتري حول المكسب أو الخسارة التي سيجنيها البائع ، أما في الربا فهناك اتفاقات معلنة حول حركة الأرباح. فجريمة الربا تقع عندما يتحرك المال بين المستفيدين دون وجود سلعة محددة متفق عليها ، وما دام المال قد عاد فإن الجريمة تكون قد وقعت.

إضافة لحيثيات مؤكدة للجريمة مثل أن البيع والشراء تتم فيه المعاينة والفرز والتجنيد ، لأكثر من نموذج للسلعة ، وهذا كله غير متوفر في المعاملات البنكية الإسلامية ، حيث يتحرك المال في اتجاهين وليس في اتجاه واحد كما في البيع والشراء ، إنه يذهب ويعود إلى صاحبه مرة أخرى رابياً أي زائداً أو غير رابٍ ، فما دام المال قد عاد مالاً فقد وقعت جريمة الربا ، وما دام المال قد عاد خلال الفترة الزمنية المتفق عليها ، فإن أركان الجريمة كلها تكون قد اكتملت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كراهية الحقيقة
hubel ( 2012 / 9 / 28 - 10:43 )
تحية كبيرة للاستاد الفاضل سيد القمني
للاسف نحن في مجتمعاتنا دائما نتخبئ وراء الحقيقة بالرغم من معرفتنا بها لذلك نحن لا نتقدم لبعدنا عن مصارحة انفسنا ومصارحة المجتمع كاننا نعيش في اكذوبة بعيدين كل البعد عن الصراحة بكل شئ وبمقارنة بسيطة مع المجتمع الياباني مثلا نعرف كيف تخلفنا
تحياتي


2 - اكذوبة البنوك الاسلامية
حكيم فارس ( 2012 / 9 / 28 - 11:10 )
تحياتي للدكتور العملاق سيد القمني المحترم
لقد اراد شيوخ البترودولار الدخول لسوق البنوك والمصارف المالية باقل رأسمال وباعلى نسبة ارباح جلبوا شيوخ الدين ليحللوا لهم ما يريدون
عبر عملية تحايل واضحة
يضع المسلم المسكين امواله لديهم دون ان يأخذ عليها اي فائدة وهم اغلبية المودعين بل يقومون بفرض رسوم سنوية عليهم
ثم يقوم البنك الاسلامي باقراض اموالهم تلك لمحتاجين اخرين بنسبة فائدة ارباح اسموها للتمويه مرابحة وهي غالبا اكثر مما هي فيه في البنوك العادية
الفرق الوحيد بين البنك العادي والبنك الاسلامي ان الاول يسميها فائدة والثاني يسميها مرابحة اما بقية الاجراءات فهي متماثلة في كل شيئ من حيث الجوهر والمضمون والنتائج والاجراءات
الفرق كما قلنا بالكلمات فائدة او مرابحة فقط
البنك العادي يدفع للمقترض اموال كاش مباشرة
البنك الاسلامي يدفع قيمة الفاتورة للبائع عندما يجلبها المقترض للبنك
كل البنوك فهمت اللعبة
الان اغلب البنوك العادية فتحت اقسام للتعاملات الاسلامية
اهو كله ضحك على دقون الاخوة المسلمين البسطاء المصدقين بان هناك تعاملات بنكية حرام واخرى حلال


3 - ملاحظة
محمد فيصل يغان ( 2012 / 9 / 28 - 12:46 )
الربا موضوع معقد و متعدد الوجوه فعلى سبيل المثال الوجه الاقتصادي يتعلق بتحقيق رأس المال عائد دون اقترانه بعمل, أي أن العملية برمتها لم تكن منتجة لفائض قيمة و هذا موضوع يشكل مدخلا للمذاهب الاقتصادية المختلفة و موقفها من الاهمية النسبية لكل من العمل و رأس المال و على طرفي الطيف نجد الرأسمالية بإعطائها الأولوية المطلقة لرأس المال و على الطرف الآخر نجد الشيوعية و اعطائها الأولية المطلقة للعمل. و مثال آخر هو الوجه الاجتماعي للربا, ففي مجتمع لا تتوافر فيه مقومات الحياة الاساسية للجميع يكون الاقتراض الربوي لتأمين هذه الاحتياجات مدخلا لسلب الفقراء مستقبلهم لا فقط حاضرهم, أما في مجتمع توفر فيه الدولة مقومات الحياة الاساسية للجميع فإن المعاملات المالية تكون بهدف آخر غير حفظ الحياة و الأرواح فتختلف النظرة و التقييم الاخلاقي لها حسب الحالة. المهم أن البحث في موضوع الربا يجب أن يكون في الاطار الاقتصادي الاجتماعي العام و في دور المؤسسة المالية في الاقتصاد كما يراها المجتمع وخاصة في مسألة استباق الطلب على أم استباق عرض المال. و أخيرا فأن التجارة و الربا ابناء عمومة تاريخيا ومن هنا ربط الآية لهما


4 - التوسع فى شرح الموضوع
طاهر النجار ( 2012 / 9 / 28 - 19:56 )
شكراً للدكتور والمفكر الكبير / سيد القمنى
هذاالمقال مجتمعاتنا الآن فى أمس الحاجة إليه خاصة وأن الحكام الجدد الذين يقلبون البلاد رأساً على عقب من أجل أخونتها وإخضاعها لسلطان وحكم وإقتصاديات الإخوان، نعم المجتمع المصرى بسبب الدين سيدمر نفسه لأنه يسلم رأسه لهؤلاء المتكلمين بأسم الدين ، لذلك يحتاج كل مواطن إلى أن يكتشف زيف تلك البنوك والتى يتم أخونتها فى بلاد مصر.
لذلك أتمنى أن تكتب فى هذا الموضوع أكثر من مقال وبأسلوب أكثر إيضاحاً لجوانب الخداع الذى يحدث بأسم الآلهة والأديان.

مرة أخرى القراء فى حاجة كبيرة إلى فكرك وقلمك الكبيرلفضح الإجتياح الإخوانى أو الدينى على الوطن الكبير مصر.



5 - ملاحظه .
عبد الله خلف ( 2012 / 9 / 28 - 21:59 )
نسأل الكتّاب هنا , و كذلك المعلقين , لماذا التركيز على الإسلام فقط؟... و لماذا لا يتم التركيز على المسيحيّه مثلاً .
و لكي نغير مواضيع إنتقادات المسلمين ؛ فلا بأس من التحوير إلى المسيحيّه قليلاً , و نسأل الكاتب , و المعلقون , التالي :
- ما رأيك بقول المسيحيين أن يسوع (المسيح) إله؟.
- هل في رأيك أن الإله يخرج من رحم و بطن إنسانه؟.
- كيف لإله أن يعيش في بطن أنثى بشريّه 9 أشهر؟.
- كيف مارس الإله (الأب) الجنس مع الإنسانه؟... و كيف كان وضع الممارسه؟... هل هي فرنسيّه أم غير ذل
ك؟ .
- ما رأيك بإختلاف الأناجيل؟... و أين الصحيح فيها؟.
- ما رأيك بالنصوص التي في كل أنجيل تدعو إلى سفك الدماء؟ .
- ما رأيك في محاكم التفتيش المسيحيّه في أوروبا بالقرون الوسطى؟ .
- لماذا قتل اليهود المسيح؟ .
- لماذا لا يعترف اليهود بالمسيحيّه؟ .
- هل صحيح أن المسيح (يسوع) هو ابن النجار؟ .
- هل صحيح أن المسيح (يسوع) هو ابن سفاح , و لي نكاح؟ .
- هل صحيح أن (العذراء) ليست عذراء بل عاهره؟ .


6 - عبد الله خلف
حكيم فارس ( 2012 / 9 / 29 - 00:05 )
السيد عبد الله خلف المحترم
لا ادري اينما تكتب تعليق يكون خارج موضوع المقال ولا نجد لك رد او تفنيد لما يقال وتذهب مباشرة للمسيحية
تسأل لماذا الاسلام
ارجو ان تبحث لنا عن اسم البنك المسيحي والذي يعمل وفق الشريعة المسيحية في اي مكان في العالم ويدعي ان له معاملات مميزة ومختلفة عن البنوك العالمية وانا اعدك ان يكتب لك الدكتور مقال وتكرم
اما الاسئلة التي طرحتها اعتقد ان قرأنك اجاب عن بعضها وهذا لا يعني اني متفق مع ما ذكره
بالنسبة لي فان المسيح ومحمد الاثنان اولاد سفاح بدليل انهما مجهولي الاب ولا اعتقد ان واحد ولد من روح الله او تجسد به الله لان الله لا ينفخ او يتجسد على شكل حيوان منوي كي يحدث الحمل
ومحمد الذي ولد بعد وفاة ابيه وبعمر يكبر حمزة بعامين علما ان عبد الله وابيه عبد المطلب تزوجا بنفس اليوم امنة واختها وهذا موثق بسيرة ابن هشام وفي الطبقات الكبرى
وكان يتندر بذلك اهل قريش
ولذلك قال محمد حديثه الشهير
ولدت من نكاح لا من سفاح
اما موسى لا ادري وان كان هو الاخر مجهول الاب فهو سينضم لنفس الجوقة
جوقة اولاد السفاح


7 - حكيم فارس .
عبد الله خلف ( 2012 / 9 / 29 - 01:02 )
بالنسبه لموسى , هو : موسى بن عمران -عليه السلام- .
بالنسبه لمحمد -صلى الله عليه و سلم- هو : محمد بن عبد الله , و لو كان كلامك سليم , لما أخضعت العرب رقابها لمحمد , بل هو من أشرف البيوت .
أما المسيح , فأحبار و علماء اليهود (العقيده التي تعترف بها المسيحيّه) , يقولون , هو : يسوع ابن النجار , و قد ولد سفاح و ليس بالنكاح , و هذا قولهم بأفواههم .


8 - عبد الله خلف
حكيم فارس ( 2012 / 9 / 29 - 08:41 )
سيد عبد الله خلف المحترم
انا لا اذكر احداث من اختراعي وليس لها اساس
في كتب السيرة لابن هشام وكذلك الطبقات الكبرى يؤكدان ان عبد المطلب جد النبي وابنه عبد الله تزوجا امنة واختها بنفس الوقت عبد الله سافر بعد زواجه مباشرة ومات اثناء السفر
في مكان اخر تؤكد الروايات الاسلامية ان حمزة كان يكبر محمد بسنتين او ثلاث سنوات هل لك ان تفسر لنا من اين جاء هذا الاختلاف العمري ان لم يكن محمد قد ولد بعد حمزة بسنتين او ثلاث سنوات اي بعد وفاة ابيه بتلك المدة
الم تسأل نفسك لماذا قال محمد هذا الحديث النبوي
ولدت من نكاح لا من سفاح
الم تسأل نفسك لماذا حدد أئمة الاسلام الاربعة مدة الحمل بالجنين من 4 سنوات فما فوق واسموه الحمل المستكين
الم يعتمد كل فقهاء الاسلام هذه المدة المخالفة للعلم وما زال الازهر ليومنا هذا يعتمد مدة الحمل 4 سنوات
الم تشاهد المقابلة التلفزيونية لشيخ الازهرعندما سئل لو كان واحد مسافر ورجع بعد اربع سنوات ووجد امرأته تضع مولود وقالت له هذا ابنك
فان الشرع يحتم على الزوج القبول بذلك
والتسليم بانه ابنه

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي للجنة الوزارية العربية - الإسلامية بشأن غزة


.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من




.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب


.. 40-Ali-Imran




.. 41-Ali-Imran