الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في الحسكة؟

هديل بشار كوكي

2012 / 9 / 28
المجتمع المدني


لأسباب كثيرة يطول شرحها بقي الحراك الثوري في مدينتي الواقعة على ضفتي نهر الخابور ((الحسكة)) مقتصراً على بعض المظاهرات السلمية المنتشرة في بعض احياء الحسكة ، فقد كان الحراك الثوري خلال اشهر الثورة يتطور حلزونياً فيها فتارة يعلوا زخم هذه المظاهرات و تارة اخرى ينخفض مع تقدم مستمر و خلال هذه التظاهرات قدمت الحسكة عدد من الشهداء حالها كحال كل مدينة منتفضة حيث كان رد النظام كالمعتاد رداً عنيفاً اهدر من خلاله دماء الكثير من أبناء المدينة .
و رغم ان الحراك في المدينة بقي حتى اليوم حراكاً سلمياً بمجمله دون ان يتطور الى مجابهات مسلحة ضد النظام ،أخذت المدينة في الأشهر القليلة الماضية تعيش ظروفاً قاسية مماثلة لما عاشته مدناً بلغ فيها الكفاح المسلح أوجه كحمص و حلب من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي و انقطاع تام للإنترنت و كل انواع الاتصالات و أخيرا في الشهور القليلة الماضية عمليات الخطف ،و التي صارت الحديث الدائم و الشغل الشاغل لأهالي المدينة حيث تعرض ما يزيد عن 50 شخص من أبناء المدينة للخطف الذي انتهى في بعض الاحيان بالقتل .
و تتم عمليات الخطف غالباً بحق أناس مقتدرين مادياً حيث يتعرضون في بعض الاحيان لتهديدات و طلبات “مادية” تعجيزية ثم الخطف و طلب الفدية و تسليم الشخص في حال استلامها و قتله في حال عدم الاستجابة من اهالي المخطوف بإرسال الفدية المطلوبة.
يشاع في أوساط بعض مؤيدي النظام ان من يقوم بهذه العمليات هم من المسلحين التابعين للثورة بينما أثبتت الوقائع عكس ذلك ، حيث غالباً ما يكون المخطوفين أشخاص عاديين ما يجمعهم فقط وفرة المال الذي يملكون حتى انهم في احدى المرات خطفوا ابن اخ احد اعضاء المجلس الوطني و عندما اتصل الخاطفين ليطلبوا الفدية اخبروهم اهل الشاب المخطوف بان أسرتهم معارضة و عم الشاب عضو في المجلس الوطني ، يقال ان الخاطفين سخروا مما قيل لهم و رفعوا المبلغ المطلوب بحجة “جماعة المجلس الوطني اكيد عندكن مصاري كتير”
و هكذا أخذت تتكرر كل بضعة ايام حالات الخطف هذه و ذلك طبعاً بسبب الانفلات الأمني و انحلال قوة النظام الذي لم يعد قادراً على ضبط حالة البلاد او توفير ابسط مستلزمات العيش من امان و غيرها لمدينة فيها من المؤيدين له العدد الغير قليل و الذين ايدوه و أخذوا القرار بالوقوف الى جانبه غالباً لأنهم ينتمون الى أقليات عرقية و دينية و مدينة مهمشة كانت بعيدة نسبياً في عصر ال الاسد عن كل حراك ثقافي او سياسي.
منذ عدة ايام يتعرض احد الاشخاص الذي اعرفهم و الذي كان احد المتسابقين للالتحاق بالمسيرات المطبلة و المزمرة للنظام لتهديدات مستفزة بالخطف تلاحقه عبر قصاصات ورقية ترمى عند منزله و سيارته و كل مكان يتواجد فيه , يحكى ان هذا الرجل المحاط بعشرات الأصدقاء من البعثيين و اصحاب القرار الفاسد و رجال الأمن بالحسكة يرتجف خوفاً مما يواجهه كحال اي منا اذا تعرض لامر مماثل ، لا يتجرأ حتى على اخبار احد بالتهديدات التي يتعرض لها . عرفت ما حدث من احد المقربين و هو رجل معارض للنظام ، لجأ اليه المهدد بالخطف و اخبره عما يحدث معه و هو يختبأ عنده و عند اثنين من أصدقائه من نشامى دير الزور الذين لم يخبر غيرهم!
هذه هي حال رجل مؤيد تعرض للخطر في الحسكة ، ايد النظام و طبل و زمر له بحجة انه يحميه كابن أقلية و يؤمن له “الأمن و الأمان” لا يثق باي من رجالات هذا النظام الذي ايده و لا يفكر حتى بأخبار الشرطة او الأمن بما يتعرض له من تهديدات لانه واثق كل الثقة ان قوات الأمن الاسدية و النظام كله لا يستطيع ان يحميه اليوم ولا ان يحمي اي سوري على ارض سوريا لانه نظام فاسد مجرم لم يهتم يوماً بمصالح مواطنيه او أمنهم بل عرض البلاد كلها لمخاطر الخطف و القتل و النهب في سبيل تمسكه بالسلطة غير آبه بكل الخراب الذي يستشري في سوريا يوماً بعد يوم بسبب إصراره على البقاء في السلطة و هو النظام الميت الغير قادر على حماية البلاد و مصالحها و اهلها “على الاقل المؤيدين الخانعين منهم” .
لا اعلم اخيراً ان كان هناك سبب غير السذاجة و الطائفية يدفع مؤيدي بشار الى الاستمرار بتأييده بعد ان فقدوا كل الأسباب التي أيدوا لاجلها هكذا مجرم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احيي الكاتبه للمره الالف
نزار الحافي ( 2012 / 9 / 29 - 21:04 )
كتابات تحاكي الواقع السوري وتشد الهمم يسلم البطن اللذي حملك

اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و