الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرية معلومتا الخلد والملك في النص القرآني

الحايل عبد الفتاح

2012 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يقول تعالى في كتابه الحكيم :
"قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؟"
وهذا النص منقول عن قول في القرآن منسوب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم...
أما معناه فيبين لنا أن الفكر يحير في محتواه ويجعل القارئ يطرح عدة اسئلة لها نتائج عميقة الدلالة...
فالشيطان في هذه الآية يخاطب آدم بدون شك... وآدم يصغي إليه...بل صدقه... والشيطان هنا ينقل معلومة تهم آدم...فلولا معرفة الشيطان أن آدم له مصلحة في الخلد والملك لما أطمعه في معرفة سريتهما... وهذا يعني أن آدم كانت له مصلحة في الخلد والتملك... وحين أغرى الشطان آدم بالخلد والملك فهذا يعني أنهما كانا (احتمالا) في مكان واحد؛ أي ان الشيطان كان في الجنة هو الآخر كآدم...
لكن قد نحتمل في هذه الآية أن الشيطان استعمل وسيلة أخرى للتخاطب مع آدم؛ كأن يكون خاطبه عبر وسيلة معينة ( الهاتف مثلا أو التلكراف أو الأرنترنيت أو أو... ). فالتخاطب بين شخصين يحتمل وجود الشخصين في مكان واحد أو مختلف. أما وسيلة التخاطب فلا علم لنا بها...
المهم أن الشيطان كانت له وسيلة ( مباشرة أو غير مباشرة للتخاطب مع آدم...).
فإذا احتملنا أن الشيطان خاطب آدم بطريقة مباشرة فهذا يعني أنه كان موجودا بنفس المكان الذي كان فيه آدم، أي الجنة؛ وهذا يرتب نتائج مهمة لفهم الحدث والنص القرآني...
أما إن كان التخاطب غير مباشر فنحتمل أن الشيطان كان بمكان بعيد عن مكان آدم... وهذا يجرنا إلى عدة استنتاجات سنتطرق إليها فيما بعد إن سمحت لنا ظروفنا الزمكانية...
الإحتمال الأول : الشيطان كان بنفس المكان الذي كان به آدم أي الجنة. والدليل على وجود آدم في الجنة حين نخاطب مع الشيطان أن آدم تلقى من ربه كلمة تفيذ " اسكن أنت وزوجك الجنت ولا تقربا هذه الشجرة" . وهذا الخطاب كان بعد أن خلقه الله ورفض الشيطان السجود له...
فآدم إذن كان بالجنة يعيش عيشة رضية مرضية...وفي يوم من الأيام جاء الشيطان إلى نفس الحي أو الجنة التي كان يتواجد بها آدم...
هذا يعني أن الشيطان كان له الحق في التجول بالجنة والتواصل مع أهل الجنة بما فيهم آدم...
تذكروا معي اللحظة التي خلق فيها الله آدم... فالله خلق آدم وقال للملائكة اسجدوا إلا إبليس استكبر ورفض أن يسجد لآدم... ونتيجة لرفض الشيطان السجود لله حوكم الشيطان من طرف الله الذي أخرجه من الجنة... ودليل ذلك " اخرج منها...وقلنا لآدم اسكن أنت وزوجك الجنة..." . وجملة : "اخرج منها " جملة تفيد جزاءا عن عدم الرضوخ لأمر الله وقانونه...فالهاء ( ه) هنا تفيد "الجنة " أولا... ورغم ذلك فالشيطان بقي بالجنة ويلتقي بآدم ليقول له أنه يتوفر على معلومة تمكنه من " الخلد والملك"... وذلك حينها قال لآدم " "قال يا آدم هل أذلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؟"...
الإحتمال الثاني: أن آدم كان بالجنة والشيطان كان خارج الجنة...
وهنا نحتمل أن الشيطان بعدما حكم عليه الله بالخروج من الجنة اتصل بآدم ( الموجود بالجنة) عبر وسيلة أخرى غير وسيلة التخاطب المباشر... واحتمال اتصال الشيطان بآدم بوسيلة أخرى غير وسيلة التخاطب المباشر يجعلنا نتسائل هل للشيطان وسلتين ( على ألقل ) للتواصل مع آدم وغيره من المخلوقات...وهذا احتمال اقرب للحقيقة من الإحتمال الأول السابق الذكر...
وكيف كانت وسيلة الإتصال بآدم الموجود بالجنة؟؟؟
هل الوسيلة كانت من التكنلوجيات المعروفة في عصرنا أو تكنلوجية لم تتوصل إليها الإنسانية لحد الآن...؟
وهذا يعني أن الله عاقب آدم بعقوبة الخروج من الجنة لكنه لم يحرمه من التخاطب مع أهل الجنة...
وحين أخرج الشيطان من الجنة أين ذهب الشيطان؟ هل رماه الله في مكان عدم أم معلوم...؟
وما فائدة الشيطان من تسريب المعلومة التي تفيذ في الإستفادة من " الخلد والملك"؟
هل كان يريد أن يبين لله عز وجل أن الإنسان لا يستحق أن يسجد لآدم ؟ ام أنه هدف لهدف آخر؟...
هل التحدي الذي واجه به الشيطان الله يعتبر من الأشياء المباحة لدى أهل الجنة والنعيم...؟...
ومن ناحية أخرى فالملائكة كلهم في البداية رفضوا في البداية رفضا قاطعا، وحسب منطقهم، وكما جاء في القرآن الكريم، السجود لآدم... فمنطقهم كان هو " أتجعل فيها من يفسك الدماء ونحن نسبح ...؟"...
فما هو دليلهم على أن الإنسان سيفتك بأخيه الإنسان ؟ وكيف علموا بذلك ؟ هل علمهم كان صائبا بالمقارنة مع علم الله ؟... فلنفترض أنهم يثقون بمنطق الله وعلمه فسجدوا...
فطريقة تمنطقهم وفهمهم للأشياء جعلتهم يعلمون علما نسبيا أن الإنسان لا يستحق السجود...ورغم ذلك سجدوا للاستجابة لأمر الله...لأنهم لا يخالفون أوامر وقانون الله...
أما الشيطان فكان من المخلوقات العنيدة التي تناقش حتى أمر الله وقوانينه...فالمنطق الذي أتى به الشيطان يكاد يكون صائبا ظاهريا...لكنه تجاهل منطق الله وسعته وقانونه...
وكلمة" كان من" تعني أن هناك مخلوقات أخرى عنيدة لا الشيطان بمفرده...وهذه المخلوقات هي الأخرى تبنت نفس موقف الشيطان...
فمن هي هته المخلوقات التي تبنت نفس رأي وتقدر الشيطان بالنظر للمخلوق الجديد الذي هو آدم ...؟
نكتفي بهذا القدر من التساؤلات وسنتابع نفس التحليل لاحقا في فهم القرآن الكريم لنتيح لمخاطبينا خلق حوار منطقي تحدد به الأفهام والقناعات...
ونستسمح عن عدم إتمام الموضوع والإجابة عن الأسئلة المطروحة أعلاه، نظرا لضيق الوقت والسعة...ونعتذر أيضا إن خلقنا ازعاجا لدى من لا يطرح أسئلة مماثلة في هذا الموضوع الشائك وفي هذا الإتجاه...
تابع

الحايل عبد الفتاح من الرباط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها