الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمه وربطها بالشرف

أليانا الياس

2012 / 9 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


جرائم الشرف هل نرتكبها من أجل الشرف ؟وعن اى شرف تتحدثون ؟؟؟ وهل اصبح شرف الانسان يرتكز فى قطعه صغيره يمكن استبدالها او شرائها بثمن بخس وال متى ستبقى هذه البؤرة او تلك الثغره الصغيرة حال لسان الاسلام وعلمائه اصحاب تلك الثقافه التى ترى في "الانثى" التخلف و العيب والعار الملطخ على جبين الرجال لا بل وانها مصدرالمذلة لعشائرها واقومها واهلها واسرتها . ان هذا النوع من السلوك الانساني الذي يكون فية رد الفعل الانساني نتيجة لمفاهيم خاطئه وممارسات استبداديه جائره ذات صبغه اجتماعية وعقائدية يمكن ان ندعي بان العلم والمعرفة والمنزلة الثقافية للمرء تبقيان في حيرة وتناقض امام ذلك الموروث القمعى تحت مسمى غسل عار العائله فان جرائم الشرف ما زالت فى عالمنا الحاضر شكل من أشكال الإرهاب الذي يمارس ضد المرأة ؛ هذا الإرهاب والظلم الذي تحياه المرأة الشرقية والعربية المسلمة على الأخص ، جعلها تحمل جسدها كتهمة اينما كانت وكيفما تحركت وأينما حلت، حتى لو كانت فى أقصى بلاد المعمورة. هذا المصطلح ( جرائم الشرف ) يقربوصف العمل السلبي الواقع على المرأة بالجريمة ولكن يربطه بالشرف الذي اختصره العرب والمسلمون بما يسمى العرض الذي انحصر بالمرأة وجسدها ، بينما تغافل عن المعاني السامية الأخرى للشرف التي تمس الرجال في غالبها وكأن الشرف هو حكر على المرأه...! فالمجتمع لا ينظر إلى اللص و النصاب والمخادع والمزور وآكل الحقوق تلك النظرة التي ينظرها للمرأة ، ولا يحاسب الرجل الشريك في الفعل الذي أدى إلى وقوع الجريمة أو الاعتداء ، فلا يناله العقاب . بل يُنظر إليه نظرة تنم عن تقدير أو تشجيع أو فخر أو تغاضٍ في أضعف الإيمان ، ولا يناله إطلاقاً ما ينال المرأة فيما لو أرادت التعبير ؛ مجرد التعبير عن مشاعرها أو أن تأخذ بضعة أنفاس من نسائم الحرية ولو كانت منقوصة أو مؤقتة أو حتى وهمية. لقد مرت فرنسا وأوربا عموما بمراحل قاسية ، كان الدين المسيحي لا يقل صرامة عن الإسلام الحالي ، ومحاكم التفتيش شاهدة على ذلك ، وكانت اخر حادثه من تلك الظاهره اللانسانيه واللاخلاقيه فى النرويج عام 1288 حيث تركت احدى الفتيات بيتها متوجهة مع عشيقها صوب الغرب من الحدود النرويجيه فما كان من الاب الثائر قتل الفتاه وقتل احد اللذين ساعدوها في تلك المهمة وانغلق ملف الحوادث من هذا الصنف الى حين مجيء قوافل المهاجرين خلال القرن الاخير.
مع ذلك استطاعت أوربا فصل الدين عن الدولة ، واستطاعت المرأة تحصيل كامل حقوقها الإنسانية والجنسية ، وكان آخر إنجاز هو قانون " التسري ، أو التعايش دون زواج " وما يدعى بالفرنسية le concubinage إذ يحق لطرفين العيش معا دون زواج ، ويترتب عن هذا الحق كافة الحقوق الناتجة عن الزواج ، وكذلك لديهم ما يدعى بالفرنسية بـ Pacte Civil de Solidarité أو اختصارا le pacs إذ يعطي الحقوق القريبة من الزواج من حيث الإنجاب أو الوراثة .... فأين نحن من تلك الحضارة الغربية ؟ فاذا اعتبرنا ان لكل فعل ردة فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه فعلينا اذن الأعتراف أن السبب الأول لتلك الجرائم هو وبلا منازع الدين الأسلامي وتعاليمه ومشايخه وعلمائه ( ولا فخر ) فالتنشئة والمنهجيه الاجتماعية التي تتعرض إليها الفتاة ، من تميز بحقها بينها وبين الذكور ، كون مجتمع يحبذ قدوم الذكر ويسعد لقدومه أكثر من الفتاة ، ويترجم هذا التميز بتعزيز الدونية في نفسية الفتاة ، وتبعيتها ، كعنصر خلق لخدمة الذكور الحامي لها ؛مما يفقد لديها ثقتها بنفسها ويتكون لديها الكبت والحرمان خاصة الحرمان العاطفي الذي يدفعها للتفتيش عنه خارج إطار مؤسسة الأسرة ، فتقع ضحية الهتك لعذريتها أمام ارتمائها في أول حضن يؤمن لها عاطفة الحب والأمان العاطفي ، دون وعي كاف لديها لهذا السلوك الخاطئ خاصة مع انتشار وسائل الإعلام من جهة وأدوات الاتصال والتواصل من جهة أخرى فشكل الانترنت مثلا ً وسيلة سهلت بناء العلاقات بأشكالها المتعددة أمام الجنسين في ظل انعدام الضوابط الأخلاقية والاجتماعية والأسرية . وهذا السلوك التي تمارسه نجده يتم دون أي حسيب أو رقيب اسري على تصرفاتها أهوائها ، وعندما يعلمون ويكشفون أمرها ينتفضون للثأر لكرامتهم ولشرفهم الذي هدر بسببها. فالى متى ستبقى تلك الجريمه حاضره كيف يمكننا الاستخلاص من تلك الممارسات الخاطئه و الرابط العجيب ما بين الجريمة و(الشرف )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دقّة
سيمون جرجي ( 2012 / 10 / 1 - 00:34 )
تحيّة إلى الكاتبة إليانا وبعد

قد تشعّبت مسائل المقال حتّى بات النّقاش فيه أمرًا شائكًا، فجريمة الشّرف والمرأة في الدّين والمساكنة والعائلة والفروقات الاجتماعيّة بين الغرب والشّرق ومحاكم التفتيش والذكوريّة... إلخ! كان أولى بالكاتبة التّركيز على موضوعة العنوان ومعالجتها دينيًّا واجتماعيًّا وقانونيًّا... بما يحيط بها إحاطة تامّة موضحةً أسبابها وأساليب معالجتها.

فأمّا الخلط بين النصّ الدينيّ المقدّس والممارسات البشريّة فهو بيّن حين جاءت الكاتبة على ذكر محاكم التّفتيش مبرزةً أنّ المسيحيّة لم تقل تشدّدًا عن الإسلام اليوم لتظهر أنّ المرأة في الإسلام تعادل المرأة في المسيحيّة (وإن كان في زمنٍ ما) وهذا غير صحيح، وربط غير سليم! فلا علاقة بين ممارسات الكنيسة في القرون الوسطى وتعاليم المسيح (المسيحيّة)، بيدَ أنّ العلاقة واضحة بين الإسلام والنصّ القرآنيّ المقدّس (مضافًا إليه الحديث والسنّة)!


2 - عزيزتى,,,,(Safie Chaikhanie)
أليانا الياس ( 2012 / 10 / 1 - 02:39 )
عزيزتى اثناء قرائتى لردك جال بخاطرى مثل شعبى كنا نتداوله ونحن صغار (جحا أكبر من أبيه) ويبدو لى ان ردك اكبر من حجمك كونك اجزمتى بانى لست قارئه ربع تعاليم الدين الاسلامى ولكن لا اريد التركيز على تلك النقطه.. اولا انا ذكرت فى سياق مقالى ان الظاهره لم تكن حكر على المسلمين بل كانت تمارس فى اوربا وانتهت . وما زالت تلك الظاهره فى يومنا هذا حاضره فى واقعنا. فعن اى انصاف تتحدثين وعن اى عداله وعن اى تقاليد هل تشبيه المرأه بالكلب والحمار تعتبر عداله ؟؟ وهل هى وليدة العادات والتقاليد ؟؟ ام تعدد الزوجات ؟؟ فذبح المرأه كالنعاج تحت ما يسمى بالشرف واستثناء الرجل ما هى الا ثقافه تعود جذورها الى تلك التشبيه اللا خلاقى واللانسانى .. كنت على امل ان يكون ردك بمستوى يتلائم مع حجم المعاناه والظلم الذى تتعرض له المرأه العربيه بشكل عام والمسلمه على وجه الخصوص.. لقد أوهموكى بأنك عاجزه وشبهوكى اسوء تشبيه .... متمنيه لكى فى ختام حديثى الارتقاء والتقدم نحو ظروف اكثر تلائم واكثر انسانيه ودعينى اصافحك وأمد يدي إليك علها تلامس يدك لنعمل معا وسويا من اجل مستقبل زاهر و أكثر أمنا وسلاما ونجاحا لأجيالنا القادمة.


3 - عزيزتى سيمون
أليانا الياس ( 2012 / 10 / 1 - 03:35 )

أحترم رؤيتك ولكن دعينى اشبه ردك بالدراما الراقيّة اضافه لقدراتك الكتابيه فيسعدني أنكى لمستى روح التشعيب فى مقالى ولكن ما أزعجني هو استنتاجك لجوهره .. اولا انا لم اتشعب كل ما فى الامر تطرقت الى حقائق ووقائع ذات صله كون جريمة (الشرف) ظاهره قديمه حديثه فمن الواجب ان ابرهن للقارىء تجربة تلك الظاهره فى فرنسا وأوربا واستخلاصها وكان اخرها فى النرويج عام 1288 وتطرقت ايضا لمدى تأثير الكنيسه ودورها فى العهد القديم فأنا لم أنقد الدين من منطلق كونه دين، بل من منطلق عقيدة سياسية تعتمد العنف لفرض ذاتها. فلا يمكن فصل الممارسات البشريه عن الدين فى هذه الظاهره بالتحديد فلو افترضنا جدلا اننا سنفصل المرأه عن الاسلام ككيان مستقل بذاته وله حقوقه وواجباته ماذا سيبقى فى الاسلام؟؟ وما سيكون شغله الشاغل؟؟؟! فاستخدام الدين وتأثيره على الفرد ما هى الا قدرة يكتسبها الإنسان منذ طفولته المبكرة وحتى آخر يوم في حياته.فالتربية الإسلامية وثقافتها الضبابيه سلبت المرأه وسلبت قدراتها وعملية إعادة تأهيلها كونها كيان متكامل ليست سهله ... شكرا لمداخلتك سيمون ويسعدنى حضورك دوما


4 - الرّبط والفصل 1
سيمون جرجي ( 2012 / 10 / 1 - 10:54 )
عزيزتي الكاتبة، تحيّة وبعد، يبدو من ردّك أنّك خاطبتني مؤنّثًا، لا مشكلة في الأمر، بيدَ أنّي رجل يسعى حثيثًا لتنال المرأة اليوم حقها في العيش بحريّة كاملة وعدالة تامّة دون أي تمييز في الحقّ عن الرّجل.

تقولين في تعليقك إنّك تطرّقتِ إلى حقائق ووقائع ذات صلة، ولستُ أرى محاكم التّفتيش التي أُنشئت في الكنيسة الكاثوليكيّة لمحاربة الهرطقة والهراطقة على صلة بموضوعتك جرائم الشّرف! فأمّا إن كنتِ ذكرتِها للاستدلال إلى أنّ المسيحيّة في إحدى فتراتها وقعت في شرك التشدّد والتطرّف فهذا ما لفتُّ نظرَك إليه: الفصل بين النصّ الدينيّ والممارسة البشريّة، فالمسيح لم يقل يومًا بإنشاء محاكم أرضيّة تقتل وتحرق، ولم يطلب إلى النّاس استخدام العنف، بل كان تعليمه مدعاةً إلى السّلام والعدل والمحبّة، وكل ما يأتي من سلطة أو أفراد مسيحيّين مخالفًا هذا التّعليم ليسَ مسيحيًّا لا بل يُعدّ ناكرًا للمسيح وتعليمه، وهنا مربط الفرس: الفصل بين النصّ وبين الممارسة الفرديّة البعيدة عن روح النصّ، وهذه القاعدة لا تنطبق على الإسلام بل تعاكسها، لأنّ النصّ في القرآن جعل المرأة دون الرّجل ودعا النّاس إلى محاربة النّاس وقتلهم... (يتبع).


5 - الرّبط والفصل 2
سيمون جرجي ( 2012 / 10 / 1 - 10:55 )
لأنّ النصّ في القرآن جعل المرأة دون الرّجل ودعا النّاس إلى محاربة النّاس وقتلهم ونمّى في قلوب أتباعه حقدًا على الآخرين... ولستُ أجد مقارنتك بين هذا وذاك في محلّها! أنتِ تستندين إلى أحداث دون أن توضحين أنّ الحدث لا يمتّ إلى نصّ الدّين وتعليمه بصلة، وهذا موضع الخلاف.

ثُمَّ أنّك تقولين عن دور الكنيسة وتأثيرها في العهد القديم، وأنا أسألك: هل كان دور الكنيسة آنذاك مطابقًا لروح الإنجيل؟! فإن كان كذلك فهاتِ لي من تعليم المسيح ما يثبت هذا القول، وإن لم يكن كذلك أفلم يكن من واجبك أن توضحي هذه المسألة للقرّاء في أثناء قولك إنّ الدّين المسيحيّ لم يقلّ صرامةً عن الإسلام الحالي؟!

وشكرًا أخيرًا لردّك الهادئ الذي يدلّ على روحٍ تنمو.


6 - عزيزى سيمون
أليانا الياس ( 2012 / 10 / 1 - 16:38 )
ما أجمل أن يكون لى قراء أمثالك حتى ولو كانوا قد خرجوا قليلاعن سياق الموضوع... فوجودكم بجانبي يعزز وجودي ... ودورك التنويرى كرجل داعم للمرأه لا يقل أهمية عن دورى وهذا ما اعتز به... اما حول استفسارك هل كان دور الكنيسة انذاك مطابقًا لروح الإنجيل؟! بالتأكيد لا .. لا يمكن ان يكون دور الكنيسه مطابقا لروح الانجيل فى ذالك الفتره وهذا ما يميز جوهر المسيحية كونها تعتمد علي العلاقة مع الله وليس علي مجرد ممارسة طقوس معينة للعبادة. ويكمن استنادى هنا لتلك الطقوس و لكشف المزيد من الحقائق والجرائم الغائبة للاستدلال كما ذكرت فى ردك إلى أنّ المسيحيه في إحدى فتراتها وقعت في شرك التشدد و التطرف وهذا ما قصدته ولكن لا يختلف اثنان على أن مساحة الحرية الموجودة في الديانة المسيحية قد أطلقت العنان للكثير من أتباعها كي يتجاوزوا حدود برمجتهم الدينية ويحلقوا بإبداعهم وهماك عدة نماذج .. تحية طيبة من القلب لك سيمون والى كل العقول النيرة امثالك .انتهى ردى


7 - مقال بافكار مسروقة !!
ناقل معلومة ( 2012 / 10 / 4 - 22:34 )
مع محرك البحث غوغل
صار تدفق المعلوملت متاح للجميع
وعن بحثي عن موضوع التعايش بلازواج
وجدت مقالين
الاول بالحوار المتمدن للكاتبة مها حسن عام 2005
وهذا الثاني عام 2012
مما يعني ان مدام الياس اعجبت بافكار
فنسبتها لنفسها دون ذكر المصدر !!

اخر الافلام

.. سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين إيمان فضل السيد


.. الحسكة في يومهم العالمي على العمالات الانضمام للنقابات وا




.. الصحفية المستقلة حواء رحمة


.. الصحفية السودانية مروة الأمين




.. الصحفية رفقه عبد الله