الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامنا مع البير صابر

عمر مشالى

2012 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى الرابع عشر فى هذا الشهر يوم الجمعة بمنطقة المرج تجمهر بعض الاهالى فى المنطقة التى يسكن فيها شخص يدعى البير صابر وكان بسبب ان علم البعض منهم ان البير قد قام بالأساة الى الدين الاسلامى من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك, وبعد ذلك قامت والدة البير بالاتصال بالشرطة بعد تلقيها تهديدات من بعض المتطرفين الذين أرادوا اقتحام المنزل والتعدى عليها و على ابنها وبعدما وصلت الشرطة فوجئت انهم بدلا من حمايتها هى وابنها البير من هؤلاء المتطرفين قاموا بالقاء القبض عليه وبعد ذلك رحلوا متوجهين الى القسم وهناك قام احد الضباط بتحريض بعض المساجين على البير حيث قاموا بالتعدى عليه بالضرب واصيب بجرح خطير فى عنقه, ومن خلال مشاهدتى لفيديو القبض علي البير على موقع يوتوب كما ايضا بعض ملاحظتى لردود اغلب المسلمين وفرحتهم العارمة بالقبض على البير ومنهم من يتمنى له حكم الاعدام اكتشفت ان اغلب الشعب المصرى لم يتيغير فمازال كما هو لم يتعلم شئ من اخطائه, ونحن مازلنا نعيش وسط مجموعة من الاشخاص التى تنتمى الى العصور الوسطى فى تلك العصور ارتكتب ابشع الجرائم بأسم الدين فى حق العديد من المفكرين الاحرار والفلاسفة والكتاب والعلماء الذين كانت لهم ارائهم الخاصة المتعارضة مع الدين مثل البير, وكنت قد توقعت ان العديد من تلك التصرفات الهمجية البدائية التى لا تليق بمعايير عصرنا الحالى سوف تنتهى وتتلاشى مع الرياح وسيكون لدينا جيلا افضل اخلاقيا وفكريا من بعد ثورة 25 يناير ولكن اكتشف فيما بعد ان كل شئ لازال كما هو وربما اسؤ فهذا الشعب الذى كان يطالب بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية يبدو انه لا يعرف بعد ما هو المعنى الحقيقى لتلك الكلمات التى كان يرددها, فالحرية مثلا تكون فى امكانية الفرد تحقيق او اعتناق او فعل ما يريد دون التعرض لاى ضغوط او اجبار من اى جانب شرط ان لا تتعدى حريته على حرية الاخرين, وهذا بالظبط ما يحدث فى المجتمعات الديموقراطية العلمانية الليبرالية المتحضرة, فما هى جريمة البير الكبرى التى يطالب اغلب المسلمين بتوقيع اقصى العقوبات عليه؟ هل لانه ملحد وله افكاره الخاصة عن الاديان واراد ان يجاهر بها؟ هل لانه متأكد انه على صواب ويريد ان يساعد الاخرين على الاستيقاظ من غفلتهم بسبب عملية غسيل المخ الذى تعرضو اليه منذ عدة قرون مضت عن طريق توريث الدين لهم؟ هل لانه يرى ان الاسلام منتوج بشرى مثل باقى الاديان وهو سبب تخلف مجتمعاتنا حتى الان؟, لماذا لا يواجهة عالم مسلم البير و يناقشه نقاشا فلسفى عقلانى بدلا من التنديد بتوقيع اقصى العقوبات عليه؟, لماذا دائما يتعامل المسلمون مع المعارضين لكم بتلك الطريقة كما حدث مع المفكر والكاتب العظيم ضحية التطرف والارهاب فرج فودة؟ الم يحن الوقت لكى يتعلم المسلمون من اخطائهم؟ الم يحن الوقت ان يتعلم المسلمون ان هذا الدين قد افقدهم عقولهم وجعلهم فى مستوى ادنى من الحيوانات المفترسة المتعطشة لدماء الابرياء؟ متى يعلم المسلمون ان هذا الدين جعلهم اضحوكة للعالم؟
وهل يظن المسلمون انهم بهذا الاسلوب الهمجى المتخلف فى مواجهة المعارضين لهم سوف يعطون صورة ايجابية للاخرين عن دينهم سواء فى الشرق او الغرب؟, بالطبع الكثير منهم يعلمون ان هناك العديد من الاشخاص حول العالم لهم موقف معادى جدا تجاه الاسلام و لكن ما سبب كل هذا يا ترى؟ لماذا الهجوم بشدة على الاسلام و ليس على دين اخر؟ هل حقا كما يعتقدون لانه دين الحق فلهاذا السبب الغرب الكافر الشيطانى الطاغوطى يهاجمه؟, الاجابة بسيطة وهى انه بسبب سلوكيات المسلمين التى تعطى صورة سيئة عن دينهم للاخرين, وهذا بالظبط ما حدث بعد ظهور الفيلم المسئ للاسلام حيث اشتعلت العديد من الدول الاسلامية مثل مصر وليبيا وقد تم قتل العديد من الاشخاص الابرياء ومنهم السفير الليبى ثم ياتى المسلمين و يدعون ان دينهم دين حضارى و تسامح و رحمة؟ و ان كان كلامهم صحيح فلماذا لا نرى هذا فى سلوكياتكم اذن؟, من احد اهداف منتجى الفيلم هو الكشف على حقيقة المسلمين الهمجية البربية المتخلفة الذين قد ينفعلون على اتفة الاسباب مثل ذلك التظاهر الهمجى ضد هذا الفيلم عند السفارات الامريكية بينما لم يحدث اى ردة فعل فى الشارع عندما حدثت مجزرة رفح حيث قتل فيها 16 جندى مصرى على يد جماعات دينية ارهابية, فالمسلمين المساكين يتظاهرون للتنديد بفيلم ينتقد بشكل ساخر دينهم وهم للاسف مصابون بالعمى لعدم ادراكهم بعد ان هذا الدين الذى هو السبب فى وجود مشاكل فى المجتمع مثل التطرف والارهاب والجهل والرجعية والمتاجرة بالدين, هذا الدين الذى يمنعهم الى الان من ركوب سلم الحضارة و التقدم و اللحاق بالغربيين بأى وسيلة لانه فصلهم عن العالم الواقعى وجعلهم يعيشون على امال واوهام موعودة من مجموعة من الدجالين, والمشكلة ان المسلمون يساعدون منتجى هذا الفيلم فى توصيل الصورة السلبية التى يريدون توصيلها عنهم للعالم من خلال الفيلم, ماذا سيخسر المسلمون لو اتاحوا وجود حرية الراى والتعبير والفكر؟ ماذا سيخسر المسلمون لو تقبلو الاخرين و واجهوا المعارضة و النقد بأسلوب حضارى وراقى بدلا من العنف والارهاب الذى يؤكد مدى ضعف حجتهم اكثر واكثر ويبين مدى هشاشة عقيدتهم, هل يعقتدون لو تمكنوا من القضاء على البير سوف يؤثر هذا علينا وعلى افكارنا وسيجعلنا نتراجع؟ بالعكس سيزداد الهجوم دوليا ومحليا على الاسلام ستظل صورة الاسلام تتعكر اكثر واكثر والى ان يحين اليوم الذى سينتهى و يتلاشى ومن العالم وهذا بالظبط ما حدث فى اوروبا فى العصور الوسطى عندما تم استخدام الدين بصورة خاطئة والفضل يرجع للكهنة لانهم من قامو بتشوية صورة الدين الى ان قامت الثورة الفرنسية التى امتد تأثيرها في أوروبا والعالم, بنمو الجمهوريات والديمقراطيات الليبرالية وانتشار العلمانية وتطوير عدد من الأيدلوجيات المعاصرة والقضاء على الحكم الدينى الفاسد واستبدال الشرائع التى تدعى الالوهية بالقوانين الوضعية, وهذا بالظبط ما سوف يحدث فى دولنا يوما ما عندما يتم الاستمرارية فى استغلال سلطة الدين هذا الاستغلال الخاطئ من قبل رجال الدين الاسلامى, كمحاولة قمع الافكار المعارضة وعدم تقبل الاخرين وعدم تقبل ايضا تنوع الفلسفات فى المجتمع, فلو كان علماء الاسلام يخشون حقا عن دينهم فليستخدموه بأسلوب معتدل يليق بمعايير عصرنا الحالى, والا فسيكون المصير الحتمى له هو مزبلة التاريخ يوما ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ عمر
بلبل عبد النهد ( 2012 / 10 / 1 - 10:36 )
اولا احييك اخي واقل لك صدق او لا تصدق انني في هذا الصباح تساءلت عن غيابك وساورتني عدة شكوك مثل هل اصابك مكروه كان تكون اسلمت ام لماذا طال غيابك فاذا بي اجد موضوعك هذا ففرحت وحمدت العقل لعودتك


2 - شكرا
عمر مشالى ( 2012 / 10 / 1 - 11:22 )
شكرا يا بلبل انا فقط مش هكون متاوجد بكثرة لانى مشغول جدا و متقلقش عليا ابدا


3 - مسلمون والعقل اعلم
بلبل عبد النهد ( 2012 / 10 / 1 - 13:50 )
اعرف مسلموين كثر يصلون يصومون ينطقون الشهادتين يكذبون يسرقون يزنون يغشون يدنسون ينمون يمارسون كل انواع الشدود يشربون كل انواع الخموربل منهم من يمارس زنى المحارم ومع ذالك تقوم قائمتهم ولا تقعد دفاعا عن عقيدتهم اي عقيدة هاته كان حريا بهم ان يسبوا انفسهم بدل ان يخرجوا الى الشارع يسبون من اساء لرموز دينهم فهم اكبر المسيئين لهذا الدين


4 - ملحد فاشل يدعى عمر مشالى
سلامة شومان ( 2012 / 10 / 1 - 21:32 )
بتحذف ليه تعليقى
هو نازل نازل رضيت ام لم ترضى على الفيس فانت بياع كلام وفقط ----فين بقى حرية التعبير والرأى الاخر اللى فلقتونا به --مجرد اننى علقت على مقالك اتحذف ليه يا عمر يا مشالى
عرفت الان ان ما عندكوش حرية تعبير ولايحزنون مع اننى قلت رأيى بدون تجريح
والمفروض لو انا قلت رأيى باى صيغة يجب عليك تقبلها لان دى الحرية عندكم مش كده ولا ايه
ام حرية التعبير تكون لكم انتم دون الاخر وخاصة المسلم هههههههههههههههه كلام كله فش مع ملحد فاشل


5 - المعاملة بالمثل لا تنسو ابراهيم قد حطم الأصنا
خالدي عمر ( 2012 / 10 / 3 - 09:54 )
الكل يعرف أن القرآن ينتقد المسيحية و عقائد أخرى و هو نفس الشيء الذي قام به ألبير فلو كان إنتقاد الأديان محرما فمن باب أولى أن تقوموا بحرق نسخ القرآن لأن فيها إزدراء للأديان

اخر الافلام

.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة


.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصم




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بقت واج