الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معنى الذاكرة

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2012 / 10 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


النسيان، أحد أدوات الوجود الضرورية، ومن المدهش أن تستسلم لما يمكنك أن تسترجعه في لحظة معينة، ويبدو أنك قادر على استرجاع أشياء محددة فقط، محدودة بهذا الدماغ البشري المعقد، والكن الهش..

وطوال حياتك يتخلخل هذا الصندوق الأسود ويخلط أحيانا بين الأحلام القديمة والوقائع، تدفق وسيل مستمر... ولكن إلى متى يمكن أن ترافقك الذاكرة،،،، حتى في عالم غير مادي

هل النسيان هو لعبة الوجود؟ إلغاء ذاكرة الشاهد على العالم في كل دورة جديدة،، ليعيش حيوات ينساها، ويكون دائما في حالة شهادة على حياة واحدة ينسى غيرها، وينسى كل مشاعر الحب والدفء في حيواته السابقة.... وما أكثر الشهود....

ولكن بافتراض أن هناك شاهدا واحدا على كل شيء، كل ما حدث وكل ما خطر، كيف يمكن تصور وجود ذاكرة ذاتية تحيط بذلك (حتى فكرة وجود سجلات محوسبة غير واعية تسجل كل ذلك غير متصورة)..

الذاكرة المدهشة هي الذاكرة بالمعنى الذاتي لا المعنى الموضوعي، أي أنني لا أعني ذاكرة لا أحد يشهدها ... كصوت يدوي في الفضاء دون وجود كيان واع يسمعه... ملايين الأجرام السماوية تصطدم وتولد وتموت وتتحرك، لو لم يكن من شاهد عليها، فلا ذاكرة ذاتية لها... هذا الاندثار... هل هو ممكن في وجود فيه "شاهد لانهائي على الكل"

هل النسيان حالة مؤقتة... بفرض أن وعيك مستمر منذ ما قبل ولادتك في هذا العالم الفاني، هل شرط دخولك العالم الفاني هو نسيان من تكون خارجه، وحتى تغادره... وأمام فكرة الأبدية واللانهائية، إلى أي حد ستصل بك الذاكرة، هل ستعود مليون سنة، هل سيكون هناك من حالة شهادة أبدية أزلية، الذاكرة لا تحتمل اللانهائية كما يبدو... وهذا هو سبب الرهبة و الخوف من اللانهائية الذي يخفيه اللاشعور، حين يتعلق بالزمن وبالذاكرة بالذات... ولكن أليس معنى الذاكرة كما يمكن أن نفهمه كبشر مشروطا بشروط هذا العالم المادي وبشروط إدراك هذا العالم والدماغ تحديدا، بمعنى أن الذاكرة والزمن قد يكون لهما معنى مختلف تماما يحل هذه المشكلة، لأننا ضمن شروط تفكيرنا (تفكير مشروط بشروط الدماغ وتفاعلاته وتفاعلات المادة وأبعاد المكان والزمان)

لا يمكن أن نحل هذا النفور بين اللانهائية والذاكرة إلا بإلغاء دوري للذاكرة، بمعنى أن شرط الأبدية هو نسيان الأبدية، إلغاء الذاكرة كل حين للبداية من جديد بداية منعشة، عند هذه النقاط التي قد نسميها (نقاط التقطع) تكون البدايات وتبدو النهايات،، وهكذا ترحم تلافيف اللانهائية أحلامنا بالبقاء معا إلى الأبد.... هذا أقصى ما يمكن لتفكير مشروط بالمكان والزمان أن يتصوره لحل مشكلة الذاكرة واللانهائية (في وجود له وعي وحب، لا غاية أو معنى، فالغاية والمعنى تكلف على الوجود)... ونحن بحاجة إلى الوصول إلى وعي متجرد عن الزمان والمكان لفحص إمكانية وجود معنى جديد للذاكرة والزمن....

ولكن تبقى بين أيدينا تقنية التأمل في هذا الوجود الإنساني المحدود، فهي تقنية تحاول السيطرة على اللحظة المحسوسة، فالدماغ في لحظة واحدة يسجل عددا لا محدودا من الهواجس والذكريات تحدد استجاباته لكل شيء، وفي لحظة اللاتفكير، أو التركيز في شيء واحد، أو اللاغاية... يمكن أن ندرك معنى الذاكرة (في العالم البشري على الأقل) على مستوى الوعي، ولا أقول الدماغ والأعصاب

http://1ofamany.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدني تأييد ترامب وسط المستقلين بعد إدانته جنائيا | #أميركا_ا


.. فواز منصر يجيب.. ما خطورة نشر الحوثيين للزوارق المفخخة الآن؟




.. تضرر مستوصف في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي


.. قادة أوروبا يبحثون مستقبل الاتحاد في ظل صعود اليمين في الانت




.. ما دلالات الكشف عن وثيقة تؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على ع