الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يُدافعون عن ألرسول بألسِنتهم ويسيئون إليه بأفعالهم

سامي بن بلعيد

2012 / 10 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ظاهِرةٌ صوتيةٌ مُزعجة إلى أقصى ألدرجات تلك ألتي يحملها لنا ألمسلمين العرب بالذات وما وصلوا إليه من ضحالة على مُختلف ألأصعدة , تلك ألضحالة ألغوغائية أرهقت ألإنسان العربي وجعلتهُ مغلوباً على أمره فلا إنه نال نعيم ألعيش ألإيماني ألرغيد ولا إنّه نال قسطه مما تناله ألشعوب من إستقرار ورفاهية

والحقيقة إن الغالبية ألعُظمى من ألمسلمين باتوا وأمسوا وأضحوا يندفعون عاطفياً وراء ألأحداث طبقاً وتوجيهات ألإسلام ألسياسي ألوهابي وغير ألوهابي وأولئك ألذين يمتهنون تقطيع وتشتيت ألمجتمعات تحت عنوان ألإسلام وعلى بساط أسماء ألله ألحُسنى للأسف ألشديد مزّقوأ ألشعوب شر تمزيق بخلافات دينية سياسية فقهية لا قبل لنا بحصرها وشاركوا في غرس ثقافة ألمؤامرة والصراع وتركوا الشعوب تعيش على النقائظ وجعلوها على خلاف مع نفسها ومع ألعالم ألمحيط بها

تسمعهم يناصرون ألرسول ويدافعون عنه بألسنتهم ألغليضة على غير ألمسلمين والسّامةَ للمسلمين , يقيمون ألأرض ويقعدونها في تلك ألخُطب ألعصماء ألمجرّدة وتلك ألكتابات ألتي تبحِرْ في عالم ألمفردات للبحث عن كلمات تحرّك ألمشاعر وتلهب ألأفكار ألتي تتسم بالغباء والتعصّب ولا تمتلك أي إستراتيجية عملية تجمع ولو بعض شتات ألمسلمين العرب ’ يظهرون بغباء وتخلّف ويضنون إنهم يرفعون مكانة ألرسول ويدافعون عنها ولا يعملون إن ألنتائج تأتي عكسية , ولو كانوا يعلمون أو يحللون لما قتلوا وصنعوا الحرائق والتكسير والشّغب ولما ثاروا ضد ألغرب قاطبة لمُجرّد أعمال هي في ألواقع لجماعات مُنحلّة إخلاقياً وقيمياً وإنسانياً وما صنعتهُ من إساءات لا يرضى بها أي إنسان يمتلك عقل وضمير ولكنها ليست ألغرب قاطبة ولا تُنسب إلى دين معين , والهدف منها قد يكون مربوط بخيوط سياسية غربية رفيعة تحاول إشعال فتن ألأديان في مرحلة تتحرّك فيها ألشعوب للتحرُر منها ومن عملائها

فماذا يريد ألمسلون ألعرب ألذين حولوا ألحياة إلى جحيم ؟
هل يريدون محاسبة ألناس على ألأرض ؟ هل هم وكلاء ألله على ألأرض ؟
لماذا يعملون عكس ما يأمر به ألله ؟ والقرآن يقول ( إنّ أنزلناهُ رحمةً للعالمين ) أي أن الرسول رحمة لكل ألناس وهم جعلوا منه شقاء للعرب خاصة وللناس عامّة ’ ألإسلام يجبُّ ما قبله وهم يبحثون عن ألأحقاد من زمن معاوية , ويقول الله في سورة ألنجم ( لا تزِر وازرةٍ وزر أُخرى ) وما أروع هذا الكلام ألذي أقنع الكثيرين في إعتناق ألإسلام في نهاية ألعقدين ألأخيرين من القرن العشرين في أوروبا وعندما تنبّه لذلك كُلٍّ من ألوهابيين والصهاينة قاموا بإبتكار ألإرهاب وصنعوا له كوادره من ألمتشددين ألسلفيين ألوهابيين ألذين شوهوا بالإسلام والمسلمين وخدموا أرباب ألمال والسلاح بالحصول على بلدان عربية وإسلامية مقابل العمارتين ألتي أسقطوها

من كان يحترم ألشعوب ألعربية ويؤمن بالله بحقيقة عليه أن لا يجعل من ألأديان وبالاً لها , تتجرّع منه ألآلام والمرارات , ومن أراد أن يربط ألأديان بالسياسة فهو غير مؤمن , فالأديان مسؤوليتها إخلاقية فقط والله قال في كتابه ألكريم إني جاعلٌ في ألأرض خليفةٌ أي أنه أستخلف إبن آدم يبني ويشرّع ولم ينزل له قوانين جاهزه تحكمه
وإذا كان ربنا كريم فلا تقتلونا ببخلكم وتحتكرون الحياة وتضيقونها على العباد برحابتها , وقبل أن تصلحوا ألآخرين أصلحوا أنفسكم وتوحدوا وإذا أنجزتم ذلك مروا علينا من أجل أن نقدّم لكم ألتحيّة

هناك مشروع رأسمالي صهيوني عليكم أن لا تسمحوا له ليجعل من الاسلام مطيّة ليّنة للصعود ؟
وإذا أردتم أن ترتقوا بصورة محمد ( صلعم ) عليكم أن ترتقوا بأعمالكم وتحسنوا صوركم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ال التعريف بلاهمزة أرجوك
مهند ( 2012 / 10 / 1 - 12:32 )
أرجوك استاذ سامي أوجد حلاً للكيبورد الخاص بك. عند وضع الهمزة فوق (ال التعريف) لكلمات لاتحتاج الألف فيها إلى همزة تصبح القراءة مربكة قليلاً. وآسف لهذه الملاحظة.


2 - أشكرك أستاذ مهند
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 1 - 13:21 )
والتقييم شيئ جميل وله بالغ المنفعة
ولو يأتي من صُلب ما نُناقش لكان له فائدةٌ أبلغ
وحرب الحروف والنصوص قد أرهقت أمّة
مودتي


3 - مسلمون
بلبل عبد النهد ( 2012 / 10 / 1 - 15:07 )

اعرف مسلمون كثر يصلون يصومون ينطقون الشهادتين يكذبون يسرقون يزنون يغشون يدنسون ينمون يمارسون كل انواع الشدود يشربون كل انواع الخموربل منهم من يمارس زنى المحارم ومع ذالك تقوم قائمتهم ولا تقعد دفاعا عن عقيدتهم اي عقيدة هاته كان حريا بهم ان يسبوا انفسهم بدل ان يخرجوا الى الشارع يسبون من اساء لرموز دينهم فهم اكبر المسيئين لهذا الدين


4 - شكراً سامي
ميخائيل يوسف ( 2012 / 10 / 1 - 15:55 )
ملاحظة الأخ مهند جديرة بالأهتمام، أما بخصوص المقال فهو جيد ولكن للأسف غالبية شعوبنا لاتقرأ وإن قرأوا لايفهمون.


5 - مخطط لاعادة تقسيمنا إلى دويلات ضعيفة وهزيلة
سمير الحكيم ( 2012 / 10 / 1 - 17:56 )
حتياتي واحترامي
لنقل وبكل صراحة ماذا يحصل على الساحة العربية ونقارن وضعنا الحالي بوضعنا قبل 50 عاما، كنا قبل 50 عاما منتجين ونصنع ونحاول ان ننافس في الاسواق العالمية، كنا تقريبا شعوبا تحاول ان تتوصل إلى الاكتفاء الذاتي في جميع المواد الزراعية والصناعية، ومازلت اذكر الصناعات الوطنية مثل السيارات والثلاجات والبوتوجازات والتي تعمر كثيرا، وكان الاعتزاز بامتنا العربية والدين الاسلامي مع الحفاظ الكامل على معتقداتالعرب المسيحيين وكان المعيار الحقيقي هو الانتماء والاخلاص للوطن، كان المد الفكر القومي التحرري ضد الاستعمار والقوى الامبريالية المساندة للقوى الرجعية العربية المتمثلة انذاك وحاليا بدول الخليج والسعودية.
ونلاحظ بان ارض نجد والحجاز سميت باسم عائلة آل سعود التي تحالفت مع قوى الاستعمار البريطاني لاحباط مشروع الوحد العربية، وبدلا من الوحدة قسم الوطن العربي إلى دويلات وممالك ضعيفة هزيلة تعتمد باستمرار وجودها على المستعمر القديم والقوى الامبريالية، فهي تخدم وتحت غطاء الدين اسيادها فمازالت تحاول ان تحيك المؤامرات تلو المؤامرات وتصدير فكرها الوهابي الاصولي لتجهيلنا واعادة تقسيمنا إلى دويلات


6 - الى بلبل عبدالنهد
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 1 - 21:41 )
المسلمون في مشاكل كبيرة وخانقةٌ ولذلك هم بأمس الحاجة الى التغيير الذي يتناسب والعصر
أشكر مرورك ومشاركتك
إحترامي


7 - ميخائيل يوسف المحترم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 1 - 21:46 )
تكرم على التقييم والملاحظة القيمة وأنا آخذها بعين الاعتبار
وهذا الامر يسعدني كثيراً
تحيتي


8 - الاخ سمير الحكيم المحترم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 1 - 21:55 )
كلامك صحيح وهناك مشروع بل مشاريع ولكن للأسف إن الكثيرين يتعاملون مع ما أمامهم دون إعطاء قراءة عميقة لما يجري ويدور من وراء كواليس سياسة الاستبداد الرأسمالي
وآل سعود هم السرطان الخبيث في جسد الأُمّة
فإن لم يستيقظ العقل الجمعي الانساني للشعوب ستكون المراحل القادمة مليئة بالكوارث
إحترامي


9 - الدين هو الحب والعدل لا غيرهما
فؤاده العراقيه ( 2012 / 10 / 1 - 22:09 )
نحن شعوب تعودت فقط على تعاليم دون ان تفكر بها ولهذا لا تعرف كيف نتصالح مع انفسنا ونحمل من الأزدواجية ما لم يحمله شعب قبلنا
نسيء لأنفسنا وللغير ونتشدق باقوال لا علاقة لنا بها
كل فكرة لدينا تتحور وتتشوه بمرور الأيام وكانما التخلف يولد تخلف وعدوى فايرسه ينتشر من جيل لآخر ولهذا السبب نرى التدهور سريع في بلداننا العربية والسبب هو ضعف ركيزة الشعوب العربية فأخذ الأستعمار من هذا منفذ للأستحواذ على هذه الشعوب من خلال الدين وزرعه في هذه الغقول التي اكلها السوس
اما عن المسلمين الكثر الذي تحدث عنهم الوميل بلبل عبد النهد فهؤلاء لا يوصفون ولا يصنفون من البشر وهم في تكاثر ويتناسلون مثل اي حيوان لا يدري من حياته سوى النفاق والاكل والتناسل , انهم فعلا مقرفين
تحياتي لك عزيزي سامي


10 - والله يعصمك من الناس
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 2 - 02:47 )
كان بعض الصحابة يحرسون الرسول صلى الله عليه خوفا عليه من ضر المشركين واليهودالى ان نزلت
والله يعصمك من الناس
فطلب الايحرسوه ابدا


11 - الى الزميلة العزيزة فؤاده العراقيه
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 2 - 05:56 )
كلامك واقع يحكي بما فيه
وأوجزتيه في الفقرة الاولى
بمعنى إن العربي يحفظ وينقل ويقلّد ولا يحلل _ بالعربي عقل جامد _ جعل عقله مثل الطبق الذي يحمل الاشياء ولا يعلم عنها شيئ مهما كانت رخيصة أو ثمينة , كثيرة أو قليلة
وتلك هي العلة التي دائماً ما يطرحها المفكرون باعتبارها خلل حضاري في ماهية الانسان العربي الشيئي الانفعالي ولا بد لذلك الامر من تغيير فكري قيمي إنساني شامل هذا إذا اراد الانعتاق مما هو فيه
ولكن للاسف وكما أشرتي في حديثك إن الجانب الانساني يكاد أن يكون مفقوداُ

كل الود والاحترام


12 - الاخ عبدالله اوغنان المحترم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 2 - 08:39 )
الرسول عليه الصلاة والسلام كرّمه ربه وكان في حمايته
وهدف الرسالة الاسلامية ليست من أجل شخص الرسول بل ان الله ارسله رحمة للبشريّة
ومن يحاول الاساءة الى الانبياء فهو لا يضرّهم في الواقع ولكنه يضر المجتمعات التي اتى من اجلها الرسل
فلا يستفيد مسيئ ولا يخسر مؤمن
ولكن من يحب الرسول ويؤمن به عليه أن يظهر بالمظهر الانساني المقبول والمشرّف , أما إن الناس تعمل المنكر والنكير وفي حال تسمع أي إساءة يقيموا الارض ويقعدوها فهذا لن يفيد ولن يتمكنوا من حماية الرسول من الاساءات طالما واصحاب الرسول يرتكبون الاساءات


13 - الدين ينبغي ان يفصل عن السياسة.رجل دين في بيت الله
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 2 - 22:37 )
اجمل التحية الاستاذ بن بلعيد
كنت اطالع مقال الاستاذة رويدة عن عثمان بن عفان. وهنا ارى ان التاريخ يؤشر بقوة ان لا تطور مع الاسلام السياسي, اذ رجال الدين في المحصلة الاخيرة فئة تخدم الوالي قديما و اليوم الملك, والرئيس الاسلاموي سيكون دكتاتور يخدم الطبقة البرجوازية والاغنياء كما حدث في التاريخ القديم ويحدث في التاريخ الحالي, حيث تربعت الاسرة المالكة الوهابية في السعودية لقرن من الزمان بتخلف وفقر وجهل و امية! و نقود النفط تستثمر في امريكا لقاء حماية سلطتهم من قبل الامبريالية الامريكية, وهي تعمل على دعم الاسلام السياسي الان من المحيط الى الخليج. ان التغيير ياتي بتوعية العباد باكذوبة رجل الدين و ظل الله في الارض. لقد قطعوا رأس الحسين حفيد النبي حين حاول الوقوف ضد النهب والزيف الديني للوالي, و بعد ذلك سنوا امر الخروج على أولي الامر كفر, وبهذا سيطرة معاوية رغم مجازر قتل المسلم الحقيقي! اننا الان نعيش مهزلة! يقول ماركس-ان التاريخ يعيد نفسه احيانا ففي المرة الاولى هي مأسات حقيقية دامية و في المرة الثانية مهزلة دامية- فها نحن نعاني من المهزلة! وهذا هو زمن الامبريالية لاستغال المهزلة وتحطيمنا!ع


14 - ذلك هو الحل أستاذ علاء
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 3 - 08:54 )
وصحيح إن الاسلاميين حولوا الاسلام الى يد قويه للسلطان من جانب ومعاناة للرعيّة من جانب آخر وذلك حاصل على مر العصور
والآن الكرة في ملعب الاسلاميين ويفترض عليهم القيام باصلاح ذواتهم ومراعات مصالح الشعوب , كما أعتقد إنها الفرصة الاخيرة للاسلاميين واخص بالذات من وصل الى هرم السلطة إن لم يغيروا ستكون خسارتهم كبيره وربما نهائيه
أما حكاية طاعة أولي ألأمر فتلك يجب أن تتغيّر على الاقل من أحد الجانبين
أأطيب تحيةأستاذ علاء

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا