الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكام ام الهة

احمد داؤود

2012 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن مخطئا حينما شبه الشاعر والروائي ابكر ادم اسماعيل الحاكم العسكري بالاله واعلن في قصيدته صوت الوتر السادس بان "الله في هذي المدينة ضابط في الجيش". فهاهي الايام تثبت صحة ماقاله .حيث تماهي كثير من الحكام في الدول العالمثالثية بذات الاله ,واصبح عسيرا التمييز بينهما.
فاذا كان الله يمتلك الحقيقة المطلقة فان هؤلاء الحكام ايضا يمتلكون تلك الحقيقة .ويزعمون انهم علي حق مطلق بينما غيرهم علي خطأ مطلق .ويعتبر ذات الاشخاص بان انتقادهم يعني انتقادا لله وتقليلا من شانه .ويشددون علي ضرورة قتال كل من يفعل ذلك.
كما انهم يصبغون علي ذواتهم كافة الصفات الالهية .فالواحد منهم يصف نفسه " بالقاهر، الظاهر، القوي ، الامين ، العادل" واذا ما قارنت بين الاحتفالات التي تقام من اجل تعظيم الاله وتلك الخاصة بتعظيمه تجد ان هذه الاخيرة اكثر عددا . وفي حال رفض احد افراد المجتمع المشاركة في تلك الاحتفالات سيكون مصيره الاقصاء والتهميش والقتال في بعض الاوقات.
وينصب هؤلاء الحكام انفسهم الهة بصورة غير مباشرة.ويطلبون من الشعب الطاعة العمياء. والالتزام بتطبيق كلما يصدر منهم ويرفضون حتي المشورة والانتقاد. واذا ماتجرأت الصحف التي انشأت من اجل تبصيرالناس بحقوقهم والدفاع عنها تجرأت بانتقاد الحاكم او دعته للاصلاح فالويل لها .وعلي الصحفي الذي فعل ذلك تحمل ما اقترفته يداه. وتعتبر شخصية الحاكم خط احمر لا يمكن تجاوزها باي شكل من الاشكال ولو كان علي خطأ او حتي ظالم وفاسق.كما انه يستنكر فكرة مناهضته او الخروج عليه .ويزعم بانه وكيل الله في الارض. ويدير شؤون البلاد نيابة عنه.
ويتدخل ذات الحاكم في تقرير مصير الشعب وتوجيهه اينما شاء وكيفما شاء.كما انه يتدخل في الحياة الشخصية لافراد ذلك الشعب .فيقسرهم لارتداء ازياء بعينها او تناول اطعمة محددة او اعتناق الديانة التي يعتنقها هو. والتفكير لابد ان يكون علي ذات النسق الخاص به ،وكل فكرة لا تتفق معه فهي شيطانية كما ان صاحب تلك الفكرة ملحد وعميل وطابور وعدو للدين والوطن.بل انه يمنح ذاته سلطة العقاب والمغفرة. حيث "يعذب من يشاء ويفغر لمن يشاء" دون ان يمنعه احد من فعل ذلك.
ويستغل قوته المادية والمعنوية لتأليه ذاته .ويعمل بكل قوة علي ترسيخ تلك الفكرة في اذهان الناس.بيد ان الازمة الكبري ان البعض انطلت عليه الخدعة فاصبح يخشي الحاكم اكثر من خشيته لاله الكون.بل ويسعي الي ارضائه بشتي الطرق. ويرفض الخوض في القضايا التي قد تثير غضبه. ويمنح هذا الحاكم مثل هولاء الاشخاص العديد من الامتيازات الاقتصادية والسياسية حتي يألهوه ويرسخوا مثل هذه الافكار في اذهان الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah