الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو اللاديني ..هو من يهلل لجريمة الحلة النكراء

عمرو اسماعيل

2005 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تهمة جديدة تتطاير هذه الايام من قبل من نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله وتوجه الي كل مخالف لهم في الرأي .. تهمة اللاديني .. ويؤسفني أن أقول لهم جميعا من هو اللاديني الحقيقي ..
هو من لايفهم الاسلام ولا أي دين علي حقيقته .. الذي لا يعرف أن الاسلام يأمر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن .. الذي لا يعلم أن الاسلام هو قيم أخلاقية عظيمة أولها حسن الخلق والبعد عن الغليظ من االكلام والفظ من الاخلاق .. فالله هو من قال لرسوله .. لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .. ولهذا ينفض الجميع من حول كل غليظ القول فظ الخلق .
اللاديني هو من يهلل لقتل الغلابة والاطفال وسفك دماء الابرياء لمجرد أنهم مخالفين له في الدين أو المذهب ..
اللآديني هو من يهلل لأي شخصية تاريخية لمجرد أنها محسوبة علي الاسلام وبصرف النظر عما اقترفته من جرائم ..
اللاديني هو من لايعرف قراءة التاريخ .. ولايعرف أنه لايوجد من هو مقدس من البشر .. نشكر صلاح الدين الايوبي علي تحريره للقدس ونلومه علي توزيره لقراقوش .. نكتب عن انتصاراته العسكرية علي الصليبيين وما قاله عنه التاريخ بأحسانه لأعدائه من الصليبيين و قهره لمعارضيه وأعدائه من المسلمين .. هكذا تكون قراءة التاريخ لنستفيد منه.. نعرف للشخص حسناته ونعترف بسيئاته فلا كمال ألا لله تعالي .. ورغم ذلك نبتعد عن اتهامات التكفير والعمالة والخيانة ألي آخر هذه السلسلة .. فسلسلة العنف الشيطانية تبدأ بالتكفير
اللآديني هو من يحاول ان ينصب نفسه ألها ليفتش في ضمائر البشر ويطلق الاتهامات يمينا ويسارا ارهابا لكل مخالف له في الراي ..
أنها ليست خناقة ولكنها اختلاف جذري في الرؤية ..
رؤيتي التي لا تسوغ قهر الآخر لمجرد أنه مخالف في الرأي أو العقيدة... رؤيتي لا تسوغ قهر السنة للشيعة ولا الشيعة للسنة .. رؤية من يؤمن بالتسامح الديني واحترام حقوق الانسان و أولها احترام حرية الاعتقاد وحرية الاختيار ..رؤيتي التي لا تعطي قداسة لبشر .. رؤيتي في قراءة التاريخ لنتعلم منه ونتفادي الاخطاء .. والرؤية الاخري المتعصبة لمذهب واحد ومفهوم واحد للدين والسياسة .. ولا تتورع عن تكفير وارهاب كل مخالف لها في الراي .. الرؤية التي أفرزت كل العنف والقتل والخراب الذي طال مجتمعاتنا .. الرؤية التي أفرزت الجريمة النكراء في الحلة أمس والتي يدعي البعض أنها جهادا ويهللون لها ..
أنها اختلاف جذري بين رؤيتين .. رؤية دراسة الماضي بصدق للأنطلاق نحو المستقبل ورؤية اجترار الماضي كأوهام بديلا عن فشل الحاضر ..
في النهاية لكل من يتهم المخالف في الراي أنه لاديني .. اقول له انت لا تعرف من هو الديني الحق .. ولذلك تتهم كل من هو مخالف في الراي أنه لا ديني .
وأكبر مثال للاديني الحقيقي هم ما حدث في الحلة من جريمة نكراء .. هي النهاية الطبيعية للمفهوم العنصري المتطرف للدين الذي يكفر كل مخالف له في المذهب ويستحل دمه والذي يهلل لكل الجرائم التي ارتكبت طوال تاريخنا علي يد مستبدين طغاة سفكوا دماء المسلمين أنهارا وذبحوا ونحروا كل معارض لهم وهم للأسف مسلمين .. اللاديني هو من يبرر جرائم من قبيل استباحة مدينة الرسول واغتصاب نساء صحابة رسول الله ... ثم يدعي أنه يدافع عن الصحابة .. هذا هو اللاديني .. من ارتكب جريمة الحلة ومن خطط لها ومن يبررها .. وهو لا ينتمي الي جنس البشر . ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟