الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشات والمسنجر والفيسبوك

نافذ الشاعر

2012 / 10 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا نميل إلى التشات والفيسبوك؟ أو لماذا نرى كل هذه الأعداد من البشر الذين يدخلون التشات والفيس بوك على مدار الساعة؟
إننا سنعرف إجابة هذا السؤال لو عرفنا الإجابة على السؤال التالي: لماذا كل هذا الحب الفطري في نفوس البشر للسياحة والتجوال من قديم الأزمان؟ أو لماذا اشتهر كثير من الرحالة والسياح على مدار التاريخ، الذين كانت تستهويهم السياحة في أرض الله؟
فاليوم نجد كثيرا من الناس الذين يتنقلون من بلد إلى آخر، ومن مكان إلى مكان، وليس هذا التنقل والترحال من أجل رؤية معالم أثرية أو مناظر طبيعية فحسب، ولو كان الأمر كذلك، لوجدنا الناس الذين يسكنون بجانب تلك المعالم الأثرية و المناظر الطبيعية، لا يرغبون في التنقل والترحال من بلدانهم، ولكنهم أيضا يتنقلون ويرغبون في السياحة والسفر مثلهم مثل سائر البشر!
فالتشات عبارة عن سياحة، ولكنها سياحة مجمدة أو معلبة، والفرق بينه وبين السياحة القديمة كالفرق بين الطعام الطازج والطعام المجمد.. إنك تجد في هذه السياحة المجمدة، الشخص ينتقل من بلد إلى بلد، ومن شخص إلى شخص، وتستحثه الرغبة في رؤية أشياء جديدة وغير مألوفة، وتجده يتحاور مع أشخاص من شتى الثقافات، كما يفعل السائحون في أرض الله!
ولقد شاع هذا النوع من السياحة في عصر السرعة، أو في عصر الوجبات السطحية السريعة، فنحن نكتفي بالسياحة الالكترونية عن السياحة الطبيعية، كما نكتفي بالوجبة السريعة المجمدة عن الوجبة الطازجة، ونكتفي بمشاهدة الرياضة في البيوت عن الذهاب إلى مشاهدتها في النوادي الرياضية، ونكتفي بمشاهدة مسرحيات التلفاز عن الذهاب لمشاهدة العروض المسرحية...

كما يمكننا اعتبار التشات عبارة عن رحلة صيد؛ حيث أن ممارسة الصيد هواية موغلة في القدم وموغلة في نفس الإنسان أيضا، وليس الهدف من الصيد توفير القوت أو جلب الطعام، وإلا لما وجدنا لدى الملوك الرغبة في القنص والاصطياد، وإنما هدف هذه الهواية وغايتها حبُ السيطرة والاقتناء والإخضاع؛ فليس المتعة في صيد الفريسة، أو قنص الطريدة.. إنما المتعة في مطاردة الفريسة، فإذا انتهى الصيد انتهت المتعة وتمت الرغبة.. وكذلك التشات ما هو إلا رحلة مطاردة وصيد، وكلما زاد عدد الفرائس زادت الرغبة، وتضاعفت المتعة!
إن المتنفس الطبيعي لسيطرة الذكر ورغبته في إظهار قوته هي الصيد والقتال، فإذا اضمحلت هذه المجالات من جراء الحضارة الحديثة، كان من الطبيعي أن يحل محلها الاهتمام بالجنس الآخر بالوسائل الالكترونية بدلا من الآلات التقليدية، فنجد ساكن المدينة يميل إلى أن يكون أكثر جنسية من ساكن القرية، لكن الحضارة والمدنية تتفنن في إخفاء شتى أنواع الجنس أكثر مما تتفنن الحياة البدائية.. وكلما تقدمت الحضارة كلما اختفت هذه الرغبة البدائية في الظاهر وجاءت في ثوب قشيب قلما يلحظها أحد إلا بعد تأمل طويل وتدبر ليس بالهين اليسير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح