الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متأخرون حتى في الاستهلاك!

محمد أغ محمد

2012 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعض الناس يمدحون حالتنا نحن المسلمين من حيث لا يدرون، حين يدعون أننا "متقدمون جدا في الاستهلاك"!! ولا نتقن غير "الاستهلاك"، إلخ...
يا ليتنا كذلك!
أقول لهؤلاء المادحين الشاتمين، الشامتين: كلا، وألف كلا، نحن أقرب إلى الإنتاج من الاستهلاك!، فكم أنتجنا من "رؤوس مفخخة"، و"عقول ملغمة"، و"قنابل لتفجير الذات"، و"أمراض مزمنة"، و"فتاوى بديعة"!
لقد كان مشايخنا يلفون ويدورون، ويمضون عاما أو عامين بحثا في تحليل أو تحريم استخدام "منتوج غربي"، أو "خدمة تقنية"، فحتى في حالات "الإباحة" ـ النادرة ـ يخرجون لنا بالنتجية بعدما شبع العالم الآخر، وقطع أشواطا كبيرة في استهلاك تلك الآلة!، ولن يخرجوا كذلك متفقين، فلا بد من وجود محلل، ومحرم، ويتلاعن الفريقان عبر وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمكتوبة.
ألم يحتدم النقاش المقرف حول "التلفاز" في الممكلة العربية السعودية في عهد الملك فيصل حتى أدى إلى الاقتتال، في مظاهرة هي الاولى من نوعها أمام مقر التلفاز؟َ وقتل فيها إحدى أبناء الأمراء من الأسرة المالكة؟
بعدما أجبر فيصل علماء المملكة على استخدام التلفزيون، وأراهم هو مصالحها، وفوائدها العديدة!، وقل القول نفسه في الحج على الطائرة!
وهل المقصود من الحج تجشم المصاعب في سبيل الله، بما في ذلك متاعب السفر، أم الأمر لا يعدو الطواف، ومناسك الحج الأخرى؟
وما ذا عن الغرر الكبير الذي يلحق "راكب الطائرة"!،
ألم يتأخر استخدام نعمة "الكاميرا"، ما بين تحليل الأزهرييين أو بعضهم لها، وتحريم هيئة كبار العلماء بالسعودية لها، "فالمصورون ملعونون"!
بل ما زال هناك الألاف من المحرمين والمحرومين من هذه النعمة العصرية الخارقة! "الكاميرا".
فما بالنا بالحرب المستعرة قبل سنوات حول حكم "الأنترنت"، ؟
وقد أخذت تقنية الإنترنت زمانا طويلا لم تصلنا لسبب حجز "المشايخ لها"، قبل الجمارك، وتويقفها حتى تمر بهيئة "الفتوى"، وتفتيشها أكبر مما يفتش الجمارك البضائع المتهمة بالتهريب، والكوكايين!
وما زالت التنقية هذه بعدما حللوها تحت إيقاع الحاجة، والتفكير في استغلالها لصالحهم، ما زالت تخضع لإرشاداتهم القمعية.
وخدمة التلفون نفسها ليست ببعيدة من جو التحريم، والتحليل، فعلى الأقل حديث الرجل للمرأة عبر الهاتف ممنوع، ومحظور، مع أنه يمكن أن يحلل بمنطوق الآية، ونصها "من وراء حجاب"!
وبالإجمال: كل الأدوات الغربية الحديثة، والساحرة الجميلة، محظورة مثل ما يحظر الفكر الغربي تماما على نفس الوتيرة، لم "يستهلكها " في البداية إلا الذين "استهلكوا" الفكر الحديث، فالأمور مترابطة، ليست منفكة كما يبدو!
والذي يقول: إننا نتميز بالاستهلاك لا يعي الوضع جيدا، وللأسف هذه المقولة انتشرت كثيرا، حتى أصبحت مبتزلة، ! وتحولت إلى "تهمة تلصق بالأمة العربية الإسلامية"، معا إنها "مدح كبير" لو تحققت، فيا ليتنا نستهلك كل ما ينتجه الغرب من أدوات، ووسائل حديثة، وأفكار بناءة فور "إنتاجها".
والسؤال المحرج: أمة بهذا التخلف من "الاستهلاك" نفسه، ما ذا ينتظر منها على مستوى "الإنتاج"، و"الإبداع"؟؟؟!!!
إن فقهاءنا يؤخرون عنا "الاستهلاك" نفسه فضلا عن "الإنتاج".
فلنشبع من الاستهلاك المحظور لننتج على رغم أنف الجمارك القمعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال