الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدان العربية... ودعاء اليوم

علاء كنه
(ِAlaa Kana)

2012 / 10 / 9
كتابات ساخرة


مثلما عودتنا الفضائيات وأبطالها، كذلك بقية وسائل الإتصال السمعية والبصرية والإلكترونية! هاهي اليوم بعض المواقع الإلكترونية تصدح بنفس الأفكار الهدامة لهؤلاء، فقد أطلقت بعض المواقع وبعض كُتابها صرخة جديدة من نوعها، بل صرخة بوجه العلم والعلماء. إذ أكدت تلك المواقع حسب زعمها بإن "جائزة نوبل" تمنح "لمن يناضل لتكون كلمة الكفر هي العليا!" ولا أدري على ماذا إستندت تلك المواقع على "فتواها". ربما لأن من بين الحاصلين على تلك الجائزة هم من العلماء والمخترعين اليهود؟ أو ربما لأن المانحين لتلك الجائزة لم ينصفوا أولئك الكتاب والشيوخ ويمنحونهم الجائزة ولو لمرة واحدة! ربما؟. لقد فات تلك المواقع وكتابها إن من بين الحاصلين على تلك الجائزة بعض الشخصيات والعلماء المسلمين، وأحدهم عالم الكيمياء المشهور المصري أحمد زويل. لا أدري هل إن أصحاب تلك المواقع وكتابها هم من المحششين أم يريدون طمس الحقيقة. ومن هذا المنطلق تقدمت بطلب رسمي الى الجهة المانحة لجائزة نوبل للعلوم لغرض إستحداث جائزة خاصة تسمى بــ(جائزة نوبل للتحشيش)، أسوة ببقية العلوم والمعارف الأخرى، ولتكون هذه الجائزة مكملة لعلم أخر يتقنه بعض المتخلفين يسمى بعلم "التحشيش"، ولكن للأسف الشديد قوبل طلبي بالرفض من الجهة المانحة، ولا أعلم لماذا. كذلك لم تبدي الجهة المانحة للجائزة أية ملاحظات أو أسباب أخرى تحول دون الموافقة عليه، علماً بأن غايتي من إستحداث تلك الجائزة هي أن تمنح لأمثال أصحاب تلك المواقع ومنافقيها، ومن الذين لديهم صيت وباع طويل في أصول التحشيش وفنونه، كما فاتني أن أبين في طلبي مزايا وفوائد التحشيش خاصة بعد إنتشار ظاهرة شرب الأركيلة (الشيشة) مع معسل أبو التفاحتين (بأنواعه) في بلداننا العربية في الأونة الأخيرة.
تذكرت في نفس الوقت أولئك العلماء والمبدعين من الحاصلين على تلك الجائزة وغيرهم من الذين خدموا البشرية على مر عقود من الزمن، هؤلاء العلماء والمفكرين والذين أصل أغلبهم من بلاد "الكفار" وما قدموه من خدمات جليلة يستفاد منها لليوم كل أبناء المعمورة ومنها أمتنا "أمة المسلمين"، ومثال بسيط على ذلك هي تقنية الكومبيوتر ومخترعه الكافر، والذي لولاه لما أستطعنا أن نرى تلك المواقع ونستمتع بقراءة تلك الأفكار الشاذة. إن هؤلاء الكتاب الذين نسوا أو تناسوا إنهم أمة مستهلكة تستهلك ما ينتجه الغرب نتيجة فشلهم، لقد نسوا كيف كانت البلدان العربية تحارب وتهجر الكفاءات من أبناء البلد ليحتضنهم الغرب "الكافر"، بالرغم من توفر كل الموارد المطلوبة في بلداننا والتي يلهث لها الغرب، وللأسف اليوم وبعد زوال الحكام الطغاة تروج وبقوة ثقافة محاربة المثقفين والمفكرين والمبدعين والعلماء، لا بل قتلهم أو على أقل تقدير تهجيرهم من البلد، كما يحدث في بلدي العزيز العراق، دون الإلتفاف اليهم ورعايتهم وإحتضانهم، والحجة في ذلك بالطبع معروفة للجميع وهي أما بسبب نقص الموارد المالية أو لتعارض أفكارهم مع الشرع وليس مع القانون! وكأننا نعيش في فترة العصور المظلمة، وما ولادة الأرهاب اليوم بفنونه وأشكاله المتعددة إلا نتيجة الجهل والتخلف الذي تعيشه الأمة من جراء متابعة تلك الأفكار والمواقع المشبوهة.
على جميع الأحرار من المثقفين والمفكرين والعلماء أن يطلقوا حملة لمواجهة تلك المواقع التي تعود لبعض الجماعات المتطرفة دينياً وسياسياً والتي تنادي بتلك الأفكار، والسعي الى حث الحكومات في البلدان العربية الى إعادة رسم دور التعليم وإدخال التحسينات على المناهج الدراسية وتبني خطط جديدة للرقي به وبمختلف مراحله، لإهميته في بناء المجتمع وتنميته، بدلاً من نشر تلك الأفكار المريضة التي تدعو الى العنف والقتل والى تفجير مراكز العلم كالمدارس والجامعات.
للأسف لقد وصل الإنسان العربي الى مرحلة اليأس والوهم وأصبح عقله جامداً متحجراً نتيجة الذل والحرمان، وأصبح اليوم مرهقاً بالنفاق والدجل الديني والإجتماعي والسياسي نتيجة خلط الأوراق، ولا يفرق بين من يريد له الخير من الشر، وأضحى النفاق لدينا نحن العرب ميزة نفتخر بها، بل أصبحنا مناراً للفتن ومحط أنظار الجميع في التخلف الذي نعيشه، ونعجز حتى عن توحيد الصفوف، وأعتقد إنه لا سبيل لنا لنصلح حالنا سوى أن نطلب وندعي كلنا بصوت واحد:
"اللَّهُمَّ كَبر كُروشنا، وصَغر عُقولنا، اللَّهُمَّ طَول لحانا وقصر دشاديشنا، اللَّهُمَّ كَبر عمايمنا وإحفظ جَهلنا، اللَّهُمَّ نجنا من النور الى الظُلمات، اللَّهُمَّ ألطف بنا في تَعسير كل تيسير، فنحن أجهل أمَّةٍ أخُرِجَتْ لِلنَّاس، نَحن مخترعي سباق الهجن، وأصحاب أكبر صَحن بابا غَنوج وحُمص بطحينة في العالم، اللَّهُمَّ أحفظ لنا مُخترع الشيشة ومَعسل أبو التفاحتين، اللَّهُمَّ إلعن الغرب الذي غَزانا، حيثُ الصين تَصنع سَجادة الصَلاة، واليابانيين يُغنون أغاني أم كَلثوم، اللَّهُمَّ سَلمنا من شرور خَلقك العُلماء الزَناديق من أمثال أينشتاين، وبيل غيتس، ومخترع الأنترنيت وغيرهم وإحشرهم في نار جَهنم مع أهل النار، اللَّهُمَّ صَل بنا صَلاة تصرف بها عنا السوء وسوء الفَحشاء والمُنكر... وتب علينا أنت التواب الرحيم.....أمين"
د.علاء كنه
سان دياكو/كاليفورنيا
www.alaakana.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة