الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب بين الرجل والمراة تعبير عن قصة حضارة الانسان

سامي كاب
(Ss)

2012 / 10 / 9
المجتمع المدني


احب النساء من اجل الحب وليس من اجل النكاح

لانني انسان ولست حيوان انظر للمراة على انها انسانة وليست دابة وجدت من اجل النكاح
احب المراة الانسانية الراقية المتحضرة ذات الثقافة الطبيعية العلمية
احب المراة التي يرتقي فكرها فوق مستوى الغريزة
احب المراة من اجل التفاعل الحياتي والتكامل والتوافق والتلاؤم والانسجام في العمل والانتاج والفكر الخلاق والعلم والمعرفة وصنع الحياة التي تحقق الرفاه والسعادة والرخاء لي ولها ولبقية المجتمع الانساني
احب النساء حبا طبيعيا راقيا فكريا واخلاقيا وسلوكيا
اجد في النساء طاقة الحياة التي تلزمني كرجل للانطلاق بقوة في مضمار الحياة بكل تركيز ذهني وعصبي وقوة عضلية وجسدية ونفسية مقبلة على الحياة مهيأة لها بكل جوانبها بجرأة وشجاعة وتحد واقدام ولياقة ونشاط
احب النساء لجمالهم ورقتهن وذوقهن وحسن خلقهن وسلوكهن وفكرهن الراقي وقدرتهن على ادارة شؤون الحياة وتقديم الرعاية للاطفال والبيت وقيادة الاسرة واحبهن لقدرتهن على الادارة الناجحة في ميادين العمل والانتاج وعلى اتخاذ القرارات المصيرية والتحكم في المواقف الصعبة
انظر للمراة كجوهر كياني وليست مجرد جسد انثوي
جوهر المراة كانسان يجلب الاهتمام الى مستويات اعلى بكثير من مستوى الغريزة الحيوانية ( النكاح ) والتي تمثل سقف اهتمام العقلية الحيوانية البدائية المتخلفة
الانسان بتطوره وتقدمه ورقيه الفسيولوجي والسيكولوجي تجاوز مرحة العلاقة الغريزية وانتقل الى علاقات الانتاج والفكر والمعرفة والعلم الطبيعي والبحث والاستكشاف والتكنولوجيا والتطوير وغيرها
ومن هنا فان العقلية الدونية في التركيب والجاهلة بعلوم الحياة والمتخلفة عن ثقافة العصر والتقدم والتقنية يكون اهتمامها محصور بالعلاقة الغريزية اي علاقة الجنس كدرجة اولى وعلاقة الغذاء كدرجة ثانية ويكون تفسير الحياة بكل تفاعلاتها من منطلق غريزي حسب وجهة نظر هذه العقلية
وعندما تكون هذه العقلية متحكمة بالثقافة المجتمعية وماسكة لزمام الامور في قيادة المجتمع وهي التي تصدر القرارات والانظمة والقوانين وتشكل مرجعا قياديا وحيدا دون اي اعتبار للاهلية العلمية او التقنية او المنطقية او التجريبية المستندة لخبرة الحياة فان المجتمع بعمومه يكون متخلفا بفكره وثقافته وسلوكه وادارته لشؤون حياته وانتاجه الحضاري
ومن افرازات هذا المجتمع نوع العلاقة ما بين الرجل والمراة
وما نلاحظه بشكل عام في المجتمع العربي المسلم ان العلاقة ما بين الرجل والمراة هي علاقة نكاح اي علاقة غريزية لم ترتقي الى مستوى العلاقة الانسانية الواجب تحقيقها في الوقت الراهن
العلاقة الغريزية التي تحددها وتصنعها وتحكمها مظاهر الاعجاب بالشكل والهيأة والانجذاب الجسدي بفعل الهرمونات والكيماويات الجنسية وحالة الشبق والتوق لممارسة الجنس لغاية اطفاء جذوة الشهوة
علاقة قصيرة تحتوي متعة عالية تزهو وتزدهر في نفسية الشاب والفتاة كزهو النرجس في الربيع وتمثل تماما حياة النرجس القصيرة
تحتوي هذه العلاقة احلام الصبا والاحاسيس الجميلة والمتعة واللذة والهناء وكلها تتم بصناعة التاثيرات الهرمونية الجنسية والكيماويات الجسدية الناتجة عن لقاء الذكر بالانثى كاجراء طبيعي من اجل التناسل وحفظ النوع ( علاقة حيوانية موجودة لدى كافة انواع الحيوانات بنفس الاحاسيس والمشاعر )
هذه العلاقة هي الخطوة الاولى للانسان البدائي قبل عشرات آلاف السنين قام بها لتشكيل اسرة ثم مجتمع واخذ يتطور بعدها الى ان وصل لمستوى التطور الحالي
واثناء رحلة التطور تطور جسده ودماغه ونفسيته وتطورت اخلاقه وقيمه وتفكيره وتطورت حياته واسلوب حياته ومنهجه وبهذا تطورت علاقاته مع نفسه ومع الكون من حوله وبعد سلسلة من التطور ارتقى بدرجات مستواه الى الاعلى تاركا درجة العلاقة الغريزية وراءه على بعد آلاف السنين
في بداية تكوين المجتمع الانساني وانتقاله من مرحلة المشاعية الى مرحلة المجتمع كان اهتمامه منصبا على بقاء عنصره خوفا من الانقراض ولذا كانت العلاقة الاجتماعية علاقة غريزية لغاية التناسل
اما وبعد ان ضمن استمرارية نوعه اخذ يهتم بتطوير واقعه الحياتي فاخذ فكره يتسع مساحة ويرتفع عموديا ويتطور كيانيا كي يمتلك قدرات التغيير وصناعة حياة افضل ومن هنا تغير شكل العلاقة الاجتماعية الى اشكال اخرى ارقى واشمل واكثر حداثة
وكما اسلفنا من هذه الاشكال العلاقة الانتاجية ومن ثم الفكرية ثم العلمية ثم الاسكشافية الى ان وصل للعلاقة التقنية الحاصلة في الوقت الراهن
كل هذه العلاقات بداية من العلاقة الغريزية مرورا بعلاقة الانتاج ثم الفكر ثم العلم الى العلاقة التقنية الحالية تشكل قصة العيش المشترك في المنظومة الاجتماعية الانسانية المتشكلة من الذكر والانثى والتي يقودها الرجل والمراة
الحصيلة الثقافية من قصة العيش التاريخية هذه يتم التعبير عنها من خلال علاقة ثنائية بين الرجل والمراة اسمها الحب
يتضح لنا بعد استجلاء معنى العلاقة الاجتماعية القائمة ان الحب يبدأ بنزوة غريزية ليمتد الى مراحل تطور الانسان بكل مساحته وارتفاعه فكريا ونفسيا وثقافيا وعلميا وفلسفيا ومنطقيا وانتاجيا وعمليا وخلقيا وقيميا ومفهوما حياتيا شاملا وتكوينا فسيولوجيا
وعليه فان حبي للمراة ينطلق من هذا المفهوم وهو اكبر بكثير من الحب المختصر بجزئية صغيرة تافهة اسمها الغريزة ( النكاح )
اذن انا محب للمراة ولست ناكحا لها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط