الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوع والاختلاف ....

حسين الصالح

2012 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مصطلحان متقاربان جدا رغم ان لكل منهما معنى مغاير للاخر .. وفي الحقيقة انا تعمد اختيارهما لان البس الحاصل من التداخل في استخدامهما تنعكس اسقاطاته دوما على تفاعلاتنا البشرية مع نظيرنا الكوني .. اي انها تترجم الى سلوكيات بشرية تقبل الايجاب والسلب ..
فالتنوع .. يمثل اختلافات مظهرية لأجناس تشترك في اصل واحد .. لذلك نقول على سبيل المثال انواع السيارات , انواع التمور , انواع الطاقة .... الخ , وهذا ماينطبق علينا كبشر فنحن كلنا نمثل نوع واحد من اشكال الحياة في الكون باعتبارنا صنف من اصناف الكائنات الحية .. وبهذا فنحن والكائنات الحية نشترك باصل واحد لكننا انواع مختلفة في المظهر والسلوكيات وطريقة العيش .
ونحن كبشر بحد ذاتنا ايضا انواع .. فنحن ننحدر من اعراق واجناس وقوميات متنوعة قد تختلف في السلوك والمظهر لكنها تنحدر من نوع واحد وهو (( الانسان)) .. ولو حفرنا حفرا معرفيا في اصل كل نوع سنكتشف وجود عامل مشترك تجتمع عليه كل الانواع بطريقة تمكنها من ايجاد لغة مشتركة فيما بينها وتضمن التواصل والتفاعل الانساني بينهما, وفي حالتنا كبشر تعتبر الانسانية هي العامل المساعد المشترك الوحيد لضمان تنسيق تفاعلاتنا البشرية فيما بيننا بطريقة ايجابية وسلمية ..
لان التفاعل البشري يتراوح بين الدعة والسلام الى العنف والاقتتال لذلك كان لابد من وجود عامل مساعد ومشترك بين هذه التفاعلات يدفعها للايجاب ..وعليه وجد مصطلح الانسانية ...

بينما الاختلاف .. هو عبارة عن تضاد او اختلاف جوهري في اصل الجنس او النوع بحيث كل منهما لاينتمي الى نفس الاصل .. فالكائنات الحية والجماد على سبيل المثال مختلفان بسبب افتقار احدهما للمادة العضوية وامتلاك الاخر لها ..

وعندما نريد ان نصنف او نترجم سلوكياتنا في مابيننا سنراها تترواح بين هذين المصطلحين .. فكلما غلب التنوع علينا جائت المحصلة ايجابية .. فالتنوع كان دوما المحفز لاشكال وانماط اكثر رقي للحياة .. ومن هنا جائت الحضارات المتنوعة والثقافات والادبيات المختلفة ..
فهي تحفز الاخر على خلق افكار ونظريات حديثة تدفع بعجلة التطور البشري الى الامام من خلال تلاقح الافكار وتناسلها ...
اما الاختلاف قانه يقوم ببناء عوازل وشقوق ارضية عميقة تصل لاديم الارض بين اصناف البشر .. ونحن للاسف دائما ننظر للاخر على انه مختلف بل اننا نغذي افكارنا من هذا الاختلاف .. فكل اثنان يجتمعان على فكرة معينة نجدهم في واقع الامر لايتلذذان في تداول فكرتهما فيما بينهما بقدر مناقشة وتسفيه اصحاب الفكر الاخر , بل يتعدى هذا الى ان يقوم شخص ما بخلق فكرة ما فقط لابراز نفسه على انه مغاير للاخر ولولا وجود الاخر لما وجدت فكرته اساسا .. وبصراحة هذا مايحدث في بعض المجتمعات المتاخرة اليوم ومجتمعنا خير مثال .
فنحن نغذي افكارنا من خلال اختلافنا وتناحرنا مع الاخر وهذا مايدفع كل صنف الى الاقتتال من اجل الوصول للسلطة ... ومن هنا تنطلق المأساة ..
فبعضنا يرى السلطة غاية يلهث لها طرفي الصراع .. في حين ان السلطة ماهية الا وسيلة لفرض الوجود والغاء الاخر بطريقة اقل مايقال عنها انها سادية وكل هذا من اجل ***الحفاظ على النوع ***

في حين ان الامر بغاية البساطة .. فالحقيقة دوما امام اعيننا ولكننا نراها من زوايا مختلفة ..
ونحن كبشر حقيقة واقعة ولكن كل منا ينظر لهذه الحقيقة من زاوية معينة نتج عنها الاختلاف الذي كان العامل المساعد في عودتنا الى الوراء ..
فلو نظر كل منا الى الاخر على انه نوع من اصل واحد ينتمي اليه الطرفان عندها لن نحتاج الى التحارب من اجل الوصول للسلطة حتى نخافظ على النوع .. بل سنصل الى حالة اكثر رقي الا وهي التعايش ...
ومن هنا نستطيع ان نخرج بمعادلتين حياتيتين مهمتين :

التنوع + الانسانية = التعايش ...... يحافظ على النوع
الاختلاف + التسلط = الاقتتال ...... يستهلك النوع

فعليه ياشريكي الكوني .. كن من تريد , وامن بما تريد , وانتمي لمن تريد , وافعل ماتريد ..
لكن لاتنسى اننا ننتمي لنفس النوع واننا نسبيان وكل منا لايمتلك الحقيقة المطلقة ,
لان المطلق لاوجود له الا في عالم اخر او ماهية اخرى مبهمة لاتنطبق عليه قوانين طبيعتنا الفيزيائية ولا مفاهيمنا البشرية التي نتداولها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah