الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتي مالوم أبو رغيف. أو فلسفة التغيير

نعيم إيليا

2012 / 10 / 12
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


يرى ماركس أن وظيفة الفلسفة تتجاوز تفسير (العالم) إلى تغييره.
وعن هذه الرؤية المضغوطة، تنشأ جملة من الإشكالات الذهنية والاعتراضات، يمكن أن أجملها ضمن الصيغ الاستفهامية التالية:
1- ما مدلول التفسير؟
2- ما المقصود من التغيير؟
3- ما هو مفهوم (العالم) عند ماركس؟
4- وهل فكرة التفسير منفصلة عن فكرة التغيير، بحيث يصح أن نؤيد زعم ماركس أن الفلاسفة قبله شغلوا بتفسير العالم دون الاهتمام بتغييره؟
إن الجواب عن السؤال الأول، يحدد لنا مجموع القضايا المعقدة التي تتعلق بالوجود، وتلك التي تتعلق بالإنسان، وتلك التي هي مشتركة بين الوجود (الطبيعة، المادة) والإنسان.
فمن القضايا المتعلقة بالوجود: أصل العالم، هل هو قديم أم محدث، فإن يكن قديماً فهل هو من غير صانع أم له صانع؟ والصانع، هل له وجود أم ليس له وجود؟ أذات هو أم روح؟ عالم بالكليات فقط – إن كان موجوداً – أم عالم بالجزئيات أيضاً؟ أيهتم بالعالم أم لا يهتم؟ أخارج العالم هو أم بداخله؟.... الخ
ومن القضايا التي تتعلق بالإنسان: الأخلاق، الدين، اللغة، القوانين والسياسات، مشكلة المعرفة، المشكلات النفسية المتفجرة داخل الإنسان: كالشعور بالتوحد والاغتراب، والحنين، والعدوانية، والجنوح، والرغبة في الانتحار، ومعضلة الخير والشر، والأحلام، واللذة، والألم، والعشق والجنس..الخ
ومن القضايا المشتركة ما بين الطبيعة والإنسان: قضية التطور وقوانينه، وقضية تأثير الإنسان في البيئة وتأثير البيئة في الإنسان..الخ
ومهمة الفلسفة أن تستوضح جميع هذه القضايا والظواهر، وما شاكلها، مفسرة إياها تفسيراً عقلياً يعتمد على الإدراك الصحيح للعلاقات التي تربط بين عللها ومعلولاتها، ويعتمد كذلك على منجزات علوم العصر واكتشافاتها وتفسيراتها للظواهر الطبيعية والكونية والجينية.
فأما الجواب عن السؤال الثاني، فلن يكون بمثل هذا اليسر الذي تحقق للأول؛ وذلك لأن السيد الرفيق مالوم أبو رغيف أبى إلا أن ينازعني فيه، في إحدى غاراته الفكرية عليّ، إذ فسّر قصد ماركس هناك من فكرة التغيير تفسيراً غريباً، حتى إنه ليخالف فيه رأي جمهور الماركسيين، مدعياً أن ماركس إنما أراد تغيير ((العالم)) الواسع الشامل، ولم يرد إلى تغيير واقع الطبقة العاملة فحسب، قائلاً:
((وكما ترى ان ماركس لا يريد تغيير واقع الطبقة العاملة، بل يريد تغيير العالم، والعالم هنا هو اكبر من الواقع العمالي، فهو الناس بكل طبقاتهم و الطبيعة والبيئة وكل تجاذبتها. لكن ما هو دور الطبقة العالمة بهذا التغيير، هذا هو السؤال الذي يصعب على الفهم احيانا ويغفله بعض الماركسين احيانا كثيرة))
وهذا الادعاء، يبدو سليماً بريئاً من الخدوش، ولكن لغير المتأمل المدقق. فإن المتأمل المدقق لا بد من أن يكتشف فيه عللاً توجب نقضه وانهياره، منها: أن ماركس أراد في الحقيقة توظيف الفلسفة في خدمة مصالح الطبقة العاملة دون سائر الطبقات. هذه حقيقة تؤكدها سيرته الفلسفية التي امتزجت بنضاله الثوري.
عند ماركس، وكذلك عند شارحيه، أنَّ كل فلسفة تتعالى، أو تتجاهل مصالح الطبقة العاملة، ليست فلسفة حقيقية. وهذا موقف انحيازيّ متطرف، ولعل فيه ما يفسر لنا التقسيم القهري الجامد للفلسفة عند الماركسيين! فهي لا تخلو: إما أن تكون فلسفة مادية (ماركسية تحديداً) وإما أن تكون فلسفة مثالية رجعية. ولا ثالث بينهما، ولو كان الثالث أكثر إغراقاً في المادية من المادية الماركسية عينها.
ومن العلل الأخرى التي تضمنها ادعاؤها: أن التغيير بمفهوم ماركس، يستهدف تغيير الطبيعة. والحق أن تغيير الطبيعة ليس من وظائف ومهمات الفلسفة عامة، وإنما هو من وظائف ومهمات العلوم والتكنولوجيا.
ومنها أيضاً: أن التغيير الماركسي يستهدف الطبقات الأخرى، وهذا تحصيل حاصل؛ فإنّ تمكين الطبقة العاملة من السيطرة على المجتمع سيؤدي بالضرورة أو بصورة آلية إلى تغير بنية الطبقات الأخرى تغيراً جذرياً؛ سيفرض على هذه الطبقات الفناء، إما بالقتل، أو بالنفي، أو بإكراهها على التخلي عن طبيعتها (ملكيتها) والانخراط في صفوف البروليتاريا.
ومن هذه العلل: نفيه التكتيك الماركسي في لجوئه إلى الثورة المسلحة - وهذا جوهر اعتراضي على الفلسفة الماركسية – لبلوغ السلطة. إن الرفيق مالوم أبو رغيف، ينزّه فكرة التغيير الماركسية عن تورطها في العنف وإراقة الدماء، خلافاً لما هو معلوم من حقيقة الماركسية على الصعيد النظري، وكذلك على صعيد التطبيق.
ولا ريب في أنّ الدعوة إلى العنف، ليست من الفلسفة في شيء. فإن الفلسفة فكر نظيف مسالم نبيل غايته خير الإنسان كل إنسان، وليست غايته خير العامل وحده. وما الفلسفة التي لا تتحرج من قتل من يخالفها في سعيها لتحقيق غايتها، إلا فلسفة شريرة قوامها المبدأ الوحشي (الغاية تبرر الوسيلة) وما فيه من انتهاك لحق الحياة. ولا أظن أن ثمة ماركسياً واحداً، يتقبل قتل الآخرين له، فكيف يتقبل الماركسي أن يقتل الآخرين؟
ولعلي أكون عبر ما تقدم من سياق، أوضحت مفهوم ((العالم)) عند ماركس، بخلاف ما جاء لدى السيد مالوم أبو رغيف؛ فالعالم عند ماركس في نهاية المطاف هو عالم الطبقة الكادحة. وما غاية الفلسفة الماركسية إلا أن تغير هذا ((العالم)) تغييراً جذرياً، فتستنهض وعي الطبقة الكادحة، وتنقلها بفضل هذا الوعي الجديد من العبودية والاستغلال إلى عالم تضيئه قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. ومن هنا جاء اعتراضي التالي عليه:
((بيد أن تفسيرك الأخير ((ماركس لا يؤمن بحرق المراحل ولا القفز على الظروف الموضوعية، لانه لو قال باتباع العنف لتغير الواقع، عندها يعارض منهجه الفلسفي الذي يقول ان التطور مرتبط بقوانيه الديالكتية الداخلية الخاصة التي تقود الى التغير)) يجعلني أنكفئ على موقفي السابق من جديد، وأعاند لا حباً بالمعاندة، وإنما حباً بالحقيقة؛ فمفهوم التغيير في الماركسية، متعلق – عملياً – بالثورة الطبقية. ماركس في أدبياته وخطاباته لم يأل جهداً في التحريض على الثورة المسلحة. هذه حقيقة إن نحن أخفيناها تحت غطاء من التأويل، أوقعنا أنفسنا في ورطة مع النظرية الماركسية عامة)).
فأما قول ماركس – بالمعنى دون اللفظ – وهو يشدِّد على فكرة التغيير وخطورتها، ويتوخى إظهارها في المقام الأول: ((إن غاية الفلسفة ليست تفسير العالم فحسب، وإنما تغييره)) فإنه قول ساذج من جهة المنطق؛ وذلك لأنّ التغيير يتبع التفسير بالضرورة والحتمية والآلية؛ أي أنه بديهية. والبديهية لا تحتاج إلى تركيز وتشديد وإضراب.
فمن منا لا يذكر رواية مكسيم غوركي (الأم) وكيف تغيّر بطلها بصورة تلقائية حالما تلقَّى وعيُه مبادئ الفلسفة التي فسّرت له طبيعة النظام الاقتصادي الجائر الذي يغتصب حقَّه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2012 / 10 / 12 - 17:26 )
الكون هذا , له صانع خالق -سبحانه- , طبعاً , الكثير من الملحدين ؛ ينكرون وجود الله!... و يستدلون بالعقل , و لا يصدقون النقل .
أقول : الله موجود , و هو خالق الكون , و الدلائل العقليّه -كلها- تؤكد وجود الله , و لنرى -مثلاً- هذه النظريّه الثاقبه , التي تؤكد وجود الله , و العقل يدعمها , أنظر :
((أنظروا للموت من زاويّه مهمه , الموت هو بذاته حياه لكائن آخر , مثلاً :
لو الكل مخلّد و لا يموت , و مع هذا التكاثر موجود بوضعه الحالي , ماذا سيحصل؟ .
سيتحارب البشر على قطعة الأرض , و يصبح كل 10 أفراد يتنازعون على متراً واحد من الأرض , و ستتكاثر الطيور و الحشرات الطائره , حتى تحجب عنا ضوء الشمس , و ستتخطفنا الحيوانات , بل ستصبح العيش في الأرض مستحيله , و لكن الموت هو بذاته حياه لكائن آخر , فأنت بموتك تعطي حياه لآخر .
أليس هذا , يثبت أن هناك قوه عاقله مدبره واحده , لهذه الحياه و هذا الكون؟)) .


2 - ماركس والطبيعة
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 12 - 18:15 )
العزيز الاستاذ إيليا!

(ان التغيير بمفهوم ماركس، لا يستهدف اطلاقًا تغيير الطبيعة)، وهو يقول:

(اننا نعرف علما واحدا ألا وهو علم التاريخ، ويستطيع المرء أن ينظر إلى التاريخ من طرفين وأن يقسمه إلى تاريخ الطبيعة وتاريخ البشر. وعلى كل حال، فالطرفان غير منفصلين: فتاريخ الطبيعة وتاريخ البشر يشرطان بعضهما بعضا ما وجد البشر. وان تاريخ الطبيعة، المسمى العلوم الطبيعية، لا يعنينا هنا؛ لكنه لا بد أن ندرس تاريخ البشر، مادامت الايديولوجية بكاملها على وجه التقريب ترتد إلى تفسير خاطيء للتاريخ) (الايديولوجية الألمانية).

ان عمل علماء الاقتصاد يقتصر، كما هو معلوم، على تحديد القوانين الاقتصادية لا قوانين الطبيعة. ان البحث عن الطبيعة متروك في الأساس للعلوم الطبيعية.

تقبل خالص تحياتي


3 - الزميل نعيم ايليا: مدخل الى المناقشة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 12 - 19:57 )
الزميل العزيز نعيم ايليا
في البدأ اود ان اشير عدم وضوح قد ابتدأت به المقال، اذ تقول ان الجواب على مدلول التفسير
يحدد لنا مجموع القضايا المعقدة التي تتعلق بالوجود!ـ
العبارة غامضة، والغموض يتعلق بمعنى مدلول التفسير الا اذا كنت تعني بمدلول التفسير السؤالان المهمان التي يجب على كل فلسفة الاجابة عليهما وهما
1
من الاول او السابق المادة ام الفكرة؟
2
هل يمكن معرفة العالم ام لا؟
المادية تجيب باسبقية المادة وبنعم يمكن معرفة العالم
واعتقد ولأنك رجل مؤمن جعلت من احد مهمام الفلسفة البحث عن الخالق، مع ان على الخالق اثبات نفسه لا اتعاب الفلاسفة بالبحث عنه، واسمحلي القول ان الفيلسوف الذي يبحث عن وجود خالق هو فيلسوف غبي
ثم تسائلت هل العالم قديم ام محدث واذا كان قديم هل له خالق!! هذه العبارة بالطبع غير دقيقة اذ ان القول بالقديم يعني ازلية العالم وسرمديته ولا يفترض وجود خالق على عكس المحدث الذي يستلزم وجود الخالق..ـ
الفسلفة تطرح الاسئلة وتبحث عن الاجوبة لكن في اطار الاجابة على السؤالين التالييم من الاول المادة ام الفكرة وهل يمكن ادراك العالم
الماركسية بالطبع مادية، والمادية فلسفة الحادية،
يتبع


4 - الزميل نعيم ايليا: مدخل الى المناقشة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 12 - 20:44 )
قلت ان الماركسية هي فلسفة مادية الحادية، اذ ان كل الاديان تقع ضمن مجموعة الفلسفة المثالية التي تقول في البدأ كانت الكلمة
بينما الماركسية تعلن على رؤس الاشهاد ان العالم، ليس له بداية وليس له نهاية، انه الازل المطلق.ـ
وضمن هذا الاطار اود ان اتطرق الى ماجاء في المقال حيث جاء:ــ
{ومهمة الفلسفة أن تستوضح جميع هذه القضايا والظواهر، وما شاكلها، مفسرة إياها تفسيراً عقلياً يعتمد على الإدراك الصحيح للعلاقات التي تربط بين عللها ومعلولاتها، ويعتمد كذلك على منجزات علوم العصر واكتشافاتها وتفسيراتها للظواهر الطبيعية والكونية والجينية.}ـ
الا ترى ان هناك نوعين من العقل{ لا اقصد العقول} فالعقل الذي يؤمن بالاله يختلف عن الذي لا يؤمن به الا ترى بان الافضل الاستعانة بالعلم عوضا عن العقل فما العقل الا ثانويا بالنسبة الى العلم، بل ان العقل ليس الا محاكمة المتوفر من المعرفة في زمن ما للوصول الى نتائج، واذا كانت المعطيات مختلفة ستكون النتائج مختلفة ايضا؟
لذلك كان مصطلح الماركسية العلمية الذي لم يفهمه بعض الماركسين المتحذلقين، الذي يعني الاعتماد على القوانين العلمية في شرخ الظواهر وليس على الافتراضية


5 - الخالق
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 12 - 20:46 )
الأخ عبد الله خلف المحترم
قولك: ((الموت حياة)) يمثل فكرة جوهرية في الديانات الهندية والبودية وفي الفلسفات الثيوسوفية
وهذه لا تتعارض مع المادية والعلم، ولكن كيف يمكننا أن نثبت بها وجود الخالق؟
أإذا كانت الحياة متجددة، دلّ ذلك على وجود الخالق؟
بل هل وجود الحياة دليل على وجود الخالق؟ ماذا لو انقرضت الكائنات الحية وانتهت الحياة إلى غير رجعة؟ ألا يضيع بهذا الدليل على وجود الله؟ ثم، متى ظهرت الحياة؟ أليس للحياة بداية؟ بلى! فماذا عن الحقب السابقة على الحياة هل هي دليل على وجود الخالق؟ كيف؟
أما الظواهر الكونية والموجودات، فلا يصح أن نجعل منها دليلاً على جود الله، على مبدأ ((الأثر يدل على صاحبه)) فهذا منطق المتكلمين، وقد رفضه ابن سينا الذي يرى أن علينا أولاً أن نثبت وجود صاحب الأثر ونتعرفه؛ لأننا لو رأينا أثراً ما على الرمال، فكيف نعلم أن هذا أثر حيوان مثلاً ونحن لم نر حيواناً قط
ما دام الله لا يظهر نفسه للبشر، فسيظل في حكم اللاموجود.
ومتى أظهر نفسه للبشر، فهو حينئذ موجود.
هذه هي المسألة. وشكراً لك


6 - شكراً للأستاذ أنور نجم الدين
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 12 - 21:07 )
أستاذي العزيز أنور نجم الدين، أشكر لك حضورك لأنه أبهجني، وأشكر لك مؤازرتك العلمية لي.
لا أدري ما الذي يحمل الأستاذ مالوم على الاعتقاد بأن الفلسفة تغير الطبيعة؟
أنا مثلك لا أستطيع أن أتخيل الفلسفة تغوص في أعماق الذرة؟ وإن تساءلت ماذا بداخل الذرة؟
ولا أن تصنع كومبيوتر، ولا مسباراً، ولا معملاً لانتاج الصفائح أو السيارات، ولا سدوداً ولا قنبلة ذرية ولا ولا..
الفلسفة تفسر وجود الأشياء، تبتدع آليات منطقية فكرية تساعد العقل على استيعاب وفهم مغزى الأشياء، وكيفية التعامل معها
تساعد الإنسان على حل مشكلاته النفسية، تساعده على أن يحيا في وئام وسلام مع غيره من البشر أو في انسجام مع الطبيعة والبيئة، أما أن تغير وجه الأرض وجه الطبيعة، فلا! هذه مهمة العلوم
أكرر شكري لك


7 - موضوع التفسير
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 12 - 21:35 )
عزيزي الأستاذ مالوم أهلا بك وشكراً لك على مداخلاتك الاعتراضية
التفسير لا بد أن يكون له موضوع يتعلق به، فالمرء لا يفسر لا شيئاً، وإنما يفسر أشياء بعينها
وقد ذكرت هذه الأشياء التي هي موضوع التفسير الفلسفي، كوجود الخالق، وأصل الكون، وقضايا الإنسان الخ، فلماذا يا أخي وجدت العبارة الأولى غامضة؟
نعم إن القضية التي ذكرتَها: أيهما أسبق في الوجود، الوعي أم المادة، هي من القضايا التي يتناولها التفسير الفلسفي. ولي موقف من هذه المسألة عرضته سابقاً يرى أن ليس هناك أسبقية لأحدهما على الآخر. لأن الوعي وظيفة الدماغ، والدماغ مادة وهذه المادة لم تكن أولاً ثم كان بعدها الوعي. . هذا سيعود بنا إلى مسألة النفس عند أفلاطون والفارابي وابن سينا، حيث اعتقد هؤلاء أن النفس (الوعي) جوهر مستقل عن المادة
أما إذا كان المقصود أن الإنسان بدماغه ووعيه مستقل عن الطبيعة وأنه جاء متأخراً عنها
فإن هذا القصد يصطدم بالتساؤل التالي: أليس الإنسان نشأ من تفاعلات كيميائية تضم عناصر طبيعية؟ فإذا كان الإنسان مكوناً من عناصر طبيعية، أفلا يدلنا ذلك على أنه قديم قدم هذه العناصر الطبيعية؟ فأنى لأحدهما أن يسبق الآخر، وكلاهما قديم؟


8 - أزلية العالم
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 12 - 21:45 )
تقول:
((ثم تسائلت هل العالم قديم ام محدث واذا كان قديم هل له خالق!! هذه العبارة بالطبع غير دقيقة اذ ان القول بالقديم يعني ازلية العالم وسرمديته ولا يفترض وجود خالق على عكس المحدث الذي يستلزم وجود الخالق..))ن
وقولك صحيح. بيد أن الذي ذكرته هنا يمثل رأي أرسطو والفارابي وابن سينا، أردت من ذكر هذا الرأي أن أقول إن هذا من موضوعات التفسير الفلسفي، وهو على كل حال لا يمثل رأيي
هؤلاء الفلاسفة يرون أن العالم أزلي في الزمن، ولكنه محدث في الترتيب، وأنا - بكل تواضع - أرى العالم أزلياً في الزمن والترتيب كما تراه أنت


9 - العلم والدين
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 12 - 22:00 )
ثم تسألني:
((فالعقل الذي يؤمن بالاله يختلف عن الذي لا يؤمن به الا ترى بان الافضل الاستعانة بالعلم عوضا عن العقل)) ن
العقل الديني، إن جاز التعبير، لا يمكن الاستعانة به على فهم الطبيعة وعلى الاستفادة منها، العقل الديني لا ينشط إلا إلى الحياة الآخرة
فمن أحب الآخرة، استعان بالعقل الديني
ومن أحب الدنيا، استعان بالعقل العلمي
مع شكري الجزيل وتمنياتي الطيبة


10 - الزميل نعيم ايليا: مدخل الى المناقشة 3
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 12 - 22:13 )
قلت ان الفلسفة الماركسية وعندما نطلق عليها كلمة العلمية هي لتمييزها عن تلك التي تعتمد على العقل في التحليل، فالعقل كما اوجزت اعلاه، ليس الا ناتج لتطور المعرفة في زمن معين وهو مختلف بالضرورة، وما الوعي الا انعكاس للواقع المعاش، اذ ان الواقع البيئي والتطوري مختلف ايضا، فعقل اهل المدن ليس مثل عقل اهل الريف، وعقل المدن الدينية ليس مثل عقل المدن اللادينية، بينما قانون الجاذبية يخضع له الجميع، ارادوا ام ابوا
الماركسي الذي لا يعتمد على العلم ليس بماركسي اطلاقا، لذا الماركسي المؤمن هو ماركسي مزيف.ـ
الماركسية هي خمرة ان فهمتها تشعر بالنشوة، وان لم تفهمها فانك تصاب بــ
hungover
احدهم، وانا لا احفظ الاسماء، قال بان الماركسية ليس بفلسفة، انها نظرية اقتصادية فقط، القائل تجاهل المقولة الخالدة لماركس والتي هي محل النقاش الذي سندخله بعد هذا الرد، ان المهم ليس تفسير العالم انما تغييره
ترى ما هو العالم الذي يقول العظيم ماركس بتغييره، اليس هو في المحصلة الاخيرة للتفسير الذي طرحة الفلاسفة لتبرير الاستغلال؟
اليس هي أفكار تجسدت بقوالب دينية او اجتماعية او حقوقية او عنصرية لكسب الشرعية؟


11 - نعيم إيليا
عبد الله خلف ( 2012 / 10 / 12 - 22:33 )
جميل , أنت تسأل عن الأثر , سأجيبك بمنطق العقل , و اسأل الله أن يعينني .

لو رأينا أنا و أنت , ضوء في أعلى برج مراقبه , يؤشر بين الثانيّه و الثانيّه , و سألتك : من صنع تلك اللمبه و ذاك البرج؟... طبعاً , جوابك سيكون : صنعته الشركه الفلانيّه في الدوله الفلانيّه .
لذلك , أثر الصناعه موجوده بالذي أوجدها , و هو الإنسان .

بنفس الوقت , لو رأينا نجم في قلب الكون , هذا النجم يؤشر إشاره بين الثانيّه و الثانيّه , و سألتك : من صنع ذلك النجم؟... الفطره و العقل السليم يؤكد أن لهذا النجم صانع , كما للمبه و البرج صانع .

بنفس الوقت هذا ينطبق على الفانوس (السراج) إذا قارناه بالشمس .

أليس هذا بأثر يدل على وجود الخالق؟... أتمنى أنني وفقت بالشرح لك .


12 - الفلسفة العلمية
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 10:39 )
عزيزي الأستاذ المحترم مالوم
جميع الفلسفات تعتمد على العلوم الطبيعية ومنجزاتها، وليست الماركسية بدعاً بين هذه الفلسفات المتنوعة.
ألم يكن أرسطو أعلم أهل زمانه في الفلك والرياضيات والهندسة والطب؟
ألم يكن الفارابي عالماً
ألم يكن ابن سينا أقدر أهل زمانه على استيعاب العلوم؟
أليس ديكارت عالماً؟
غير أن الماركسية لا تعترف إلا لنفسها بالعلمية، وهذا من تعصبها وانحيازها الواضح إلى (أهل البيت)
مشكلة الماركسية أنها ليست فلسفة بالمعنى الحقيقي للفلسفة - أؤيد هنا آراء الأستاذ أنور نجم الدين وأخالفك في موقفك منه، فهو خبير بالماركسية عالم بها - كل فضلها تجلى في أنها استلهمت نظريات ومبادئ الفلسفات المادية ونسبتها إلى نفسها، ثم زجتها بعد ذلك في الصراع الطبقي والاقتصاد
ما يعنيني بالدرجة الأولى هو مسألة التغيير في قول ماركس، تلك التي يعتقد الماركسيون أنها فكرة إبداعية لا مثيل لها، وهي كما بينت من البداهة بحيث لا تحتاج إلى نظر
ثم الموقف الأخلاقي من مسألة التغيير. ماركس يحرض الطبقة العاملة على الثورة الدموية وقتل خصوم هذه الطبقة.
فهل تدعى فلسفة خيرة إنسانية، تلك التي تحرض على القتل من أجل فكرة؟
هذه هي المسألة


13 - الأخ عبد الله خلف المحترم
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 10:54 )
تسألني: من صنع ذلك النجم؟ وتضيف الجواب: الفطرة والعقل السليم يؤكد أن لهذا النجم صانعاً

حسن، ولكن من الصانع؟
العلم يؤكد أيضاً أن للنجم صانعاً وهو الهيدروجين وأشياء أخرى، لأنه رصده وقاسه ووزنه وعلم خواصه
وأنت تؤكد أنه الله، فما هو الله؟ ما هي خواصه؟ وهل رآه أحد ليعلم خواصه وصفاته؟
كيف تنسب الخلق إلى مجهول، لا تعلم عنه شيئاً؟
ولا ريب في أنك تؤمن بقدرات الله اللامتناهية. فإذا كان ذلك صحيحاً، فلم هو لا يملك القدرة على إظهار نفسه للبشر، وينهي المسألة؟
ثم، ألم يخطر لك أن تطرح على عقلك هذا السؤال: لماذا الإنسان وحده دون سائر الكائنات يؤمن بالله؟


14 - الزميل نعيم: الفلسفة الماركسية والطبقة العاملة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 11:53 )
الزميل نعيم ايليا
الفلسفة الماركسية ليست الا الفلسفة المادية والمتميز فيها هو منهجها الديالكتيكي في النظر الى الظواهر وفي فهمها، وكذلك في تحليل التاريخ على هذا الاساس،
فهي في هذا الاطار ليس لها علاقة بالطبقة العاملة، اذ ان الاسئلة التي على كل فلسفة الاجابة عليها، مثل اولية الوجود على الوعي ومعرفة الحقيقة، ليس لها علاقة بالطبقة العاملة او اي طبقة اخرى، فالطبقات موجودة بفعل علاقات الانتاج، في حين الاسئلة عن الطبيعة وعن الكون وعن الحياة والموت
راودت ذهن الانسان حتى في المشاعية البدائية
ان كل الاكتشافات العلمية التي وفرتها الثورة العلمية والتكنلوجية تؤكد صحية الفلسفة المادية وتدحر الفلسفة المثالية التي بدأ جمهورها ينحصر في العقل الديني الساذج الذي لا زال يحاول اقناع العالم بوجد اله
لكن ما علاقة الطبقة العاملة بالماركسية.؟
الاستغلال هو ميزة المجتمع الطبقي في كل المراحل التاريخية، وفي كل مرحلة تاريخية تثور فيها طبقة اجتماعية ضد طبقة اجتماعية استغلالية لكسر علاقات الانتاج، تضع هي بدورها علاقاتها الانتاجية الاستغلالية، ومن هذه الحقيقة كانت نظرة ماركس الى الطبقة العاملة،
يتبع


15 - الزميل نعيم ايليا: دور الطبقة العاملة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 12:47 )
الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة من بين الطبقات الاخرى التي لا تسعى الى امتلاك وسائل الانتاج وبالتالي لا تستبدل نظاما استغلاليا بنظام استغلالي اخر
الهدف الذي يسعى اليه الماركسيون هو القضاء على استغلال الانسان لاخيه الانسان وليس اسعاد طبقة اجتماعية على حساب الطبقات الاجتماعية الاخرى، الهدف القضاء على المجتمع الطبقي الظالم الي يقسم الناس الى ناس يملكون كل شيء وناس لا يملكون الا القدر الذي يبقيه على قيد الحياة وربما حتى هذا لا يملكونه
هنا هو دور الطبقة العاملة، انها الاداة التي تحفر قبر الاستغلال وليس الاداة التي تحفر قبور الناس كما تتصور او كما يحاول البعض الايحاء بذلك، ان هذا التصور هو تشويه متعمد للماركسية تبنته الولايات المتحدة الامريكية في ايام الحرب الباردة وكرسته في اجميع انواع الدعايات جرائد وافلام وبرامج، الماركسية هي من انبل الفلسفات التي عرفتها الانسانية
ومن هنا كان قولي ان الماركسية لا تريد تغيير واقع الطبقة العاملة فقط انما تغيير العالم، اذ ان الطبقة العاملة وعندما تحرر نفسها من قيود الاستغلال تحرر الطبقات الاجتماعية الاخرى معها


16 - نعيم إيليا 13
عبد الله خلف ( 2012 / 10 / 13 - 12:51 )
لو ظهر الله , إذاً , ما الفائده من خلق جهنم ؟ .
الله جعل لنا هذه الدنيا , و وفر لنا كل شيء , ثم طالبنا بعبادته , و هو يستحقها , لو ظهر الله لنا سيؤمن من في الأرض , و أولهم أنت , لذا , ما الفائده من الجحيم ؟ .

العلم أصبح يؤمن بهذا الجانب , و هو علم ما وراء الطبيعه , و أصبح العلماء يؤمنون بوجود عوالم أخرى بأبعاد أخرى , تسيطر على عالمنا ثلاثي الأبعاد .

أنظر هذا الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=4-oX6a7hmZ0&feature=related


17 - الزميل نعيم ايليا: الماركسية والطبيعة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 13:24 )
اما تعبير تغيير الطبيعة والذي ورد في السياق، صحيح ان الماركسية كفلسفة لا تهدف مباشرة الى تغيير الطبيعة، لكن بتحرر المجتمع والقضاء على الجتمع الطبقي والقضاء على الاستغلال، يكرس جهد الانسان على تغيير الطبيعة لصالح الانسان، او يتم مواجهة الكوارث الطبيعية باساليب اكثر اتقانا وكذلك القضاء على التصحر وعلى الجفاف وعلى نقص الاغذية ومواجهة ما يسمى بـ
Global warming
الماركسية هي لخدمة الانسان وليس ضد الانسان، لذلك تضطلع بكل جهد انساني، هي ليست مثل الفلسفة المثالية والدينية التي تقول هذا ما كتبه الله لنا، ان تلغي وجود هذا الطوطم المسمى اله وتفتح كل الافاق للاستفادة من الطبيعة ومواجهة ظواهرها الضارة مثل الفيضانات والهزات الارضية وغيرها
الاستاذ انور نجم الدين تتوقف عنده الماركسية حسب ماقال ماركس، وهذا يجعل من الماركسية فلسفة جامدة غير حيوية غير متطورة، فاذا قال ماركس في زمن معين او ظرف معين او حدث معين لا يعني ان الاحداث او الظروف القادمة لا تتطلب ما لم يكن في هدف ماركس سابقا.ـ
اقول هذا آخذا بالاعتبار التمسك بالمنهج الماركسي عند التحليل وعند التصدي للمهمات والمتطلبات والاحداث المستجدة
يتبع


18 - الماركسية فلسفة مادية
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 13:46 )
لا أختلف معك في أن الفلسفة الماركسية مادية، وماديتها موثقة علمياً
أنا أيضاً مادي بل أكثر مادية من لينين، مع أن الأستاذ حميد الخانجي يظنني مثالياً
ولكن أختلف معك وأنا أسمعك تقول
((فهي في هذا الاطار ليس لها علاقة بالطبقة العاملة))
لأن هذا القول ينقض الجانب العملي من الفلسفة الماركسية. وسأشرح الفكرة:
إن ماركس أخذ مبدأ صراع الأضداد ووحدتها من الفلاسفة الذين سبقوه، وطبّقه في المجال الاقتصادي والاجتماعي. فالتاريخ عنده صراع بين الطبقات، والنظام الاقتصادي صراع بين طبقتين
. نقل ماركس الصراع من الطبيعة إلى المجتمع الإنساني.. هذه مأثرته الفلسفية
قولك

ومن هنا كان قولي ان الماركسية لا تريد تغيير واقع الطبقة العاملة فقط انما تغيير العالم، اذ ان
((الطبقة العاملة وعندما تحرر نفسها من قيود الاستغلال تحرر الطبقات الاجتماعية الاخرى
يرد عليه ب:
ولكنّ الماركسية لم تستطع حتى الآن أن تثبت عملياً صحة نظريتك. كما أن مفهوم التحرر نسبي، فما هو تحرر بالنسبة للعمال، ليس كذلك بالنسبة للطبقة السائدة ولمن يسير في ركابها
كما أنها لكي تحقق هذه النظرية، مرغمة على اللجوء إلى العنف؛ فالناس لا يتخلون عن ملكيتهم طوعاً


19 - ما الفائدة من خلق الجحيم؟
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 14:01 )
هل أنت متأكد يا أخي خلف من وجود الجحيم؟ هاتِ علامة واحدة تدل على وجوده من فضلك
إن فكرة الجحيم تهدم التصور الديني عن الله؛ فإذا كان الله موجوداً فكيف يعقل أن يعذب مخلوقاته؟
إن كنت أنا الإنسان، لا أعاقب ابني مثل هذا العقاب، ولو جحدني ولو قتلني، فكيف يفعل ذلك إله يفترض أن يكون رحيماً؟
فكرة الجحيم هي سبب نفور كثير من الناس من إله الديانات السامية
أما علم ما وراء الطبيعة، فلا وجود له؛ لأن ما وراء الطبيعة لا وجود له
الوجود مطلق ولا وراء وراءه. وإذا كان بعض الفيزيائيين تخيلوا أكواناً موازية لكوننا، فهذا لا يعني أن الوجود محدود. هذا يعني أن الوجود يمكن أن يكون فيه أكوان متعددة، كما أن كوننا فيه مجرات لا تكاد تعد أو تحصى
مع تحياتي لك


20 - الزميل نعيم ايليا: الماركسية والتغيير
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 14:37 )
لا اعرف على اي مصدر استندت بقولك
{عند ماركس، وكذلك عند شارحيه، أنَّ كل فلسفة تتعالى، أو تتجاهل مصالح الطبقة العاملة، ليست فلسفة حقيقية}ـ
الفلسفة تصنف وفق اجابتها على الاسئلة التي تتصدى لها وليس وفق منظور موقفها من الطبقات، كما ان صفة حقيقية لا معنى لها، لكن يمكن القول بالفلسفة الخاطئة والفلسفة الصحيحة والمعيار في قياس الصح والخطأ هو الانسجام مع القوانين العلمية، لذلك نقول ان الماركسية فلسفة صحيحة لانها تستند على العلم في صياغة مقولاتها وليس على الكتب المقدسة، مثل الفلسفة المثالية التي تقول باولية الوعي على المادة اوكما يقول دي كارت انا افكر اذن انا موجود


لقد اوضحت بان التغيير الذي تحدثه الطبقة العاملة حسب وجهة نظر الماركسية، هو انهاء استغلال الانسان لاخيه الانسان، وهذا التغيير ان حدث ، فانه يصب في صالح الجميع، اذ ان مجتمع قائم على الاستغلال هو بالضرورة مجتمع غير حر، هو مجتمع معاق بقيود العبودية غير المنظورة، فالحرية هي فهم الضرورة والضرورة تقول كي تصبح حرا يجب ان تنهي الاستغلال، فكيف لك تدعي وتنسب الى الماركسية ما ليس فيها بقولك
سيفرض على هذه الطبقات الفناء، إما بالقتل، أو بالنفي


21 - الزميل نعيم ايليا: الماركسية والعنف
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 15:01 )
الزميل نعيم ايليا
انت تخلط بين الفلسفة الماركسية وبين تكتيك الاحزاب الشيوعية السياسي، الاحزاب السياسية وان تبنت اديلوجيا معينة لكن ليس بالضرورة انها تعتمد على هذه الايدلوجيا في نضالها السياسي، بل انها تفرض السياسية على الايدلوجيا حين تتطلب المواقف، وقد تتطلب المواقف حمل السلاح، وقد حملته انا ايضا في ايام النضال في كوردستان العراق، لكن لمواجهة العنف وليس لنشر العنف والفارق كبير بين الاثنين.ـ

ماركس قال بحتمية التغيير، اي ان الصراع الطبقي وفي ظل علاقات الانتاج الاستغلالية يقود الى تصادم قوى الانتاج مع علاقات الانتاج، اذ ان علاقات الانتاج ستكون معرقلة للتطور ولا تتلائم مع ظروف الانتاج الجديدة
لكن هذا المفهوم ليس دعوة الى العنف واراقة الدماء، فقانون الصراع الطبقي قانون داخلي لا شأن لماركس فيه، اذ انه موجود قبل وجود ماركس، فعندما يقول انجلز مثلا بان تاريخ المجتمعات هو تاريخ الصراع الطبقي، افلا يعني هذا ان هذا القانون موجود وان لماركس له فخر اكتشافه وليس صنعه؟
انك تحاول تصوير الماركسية وكانها تعاليم عصابة وليست نظرية فلسفية، فتقول بدمويتها وعنفها وقتلها وقضائها على الطبقات الاخرى.!ـ


22 - الزميل نعيم ايليا:الماركسية والعنف
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 15:33 )
العنف ليس جوهر الماركسية، وليس اسلوبها في التطبيق، اذ ان الماركسية تقول بالظروف الموضوعية والذاتية للظواهر، لا يمكن قسر احداث التغيير، فالقسر اسلوب فاشل، الظاهرة تتغير بفعل عواملها الداخلية وليس وفق العوامل الخارجية، العامل الخارجي قد يكون ناجحا في احداث التغيير في بعض الحالات، الا انه يبقى شكليا، كما ان هذا التغيير سرعان ما يتلاشى ويعود الى الاصل ليعبر عن جوهره القديم بشكل اخر: خذ التغيير الذي احدثته الولايات المتحدة الامريكية في العراق، هل تغير المجتمع العراقي او تغيرت السلطة بشكل جوهري وهل يتمتع الشعب الان بالديمقراطية الحقيقة؟
بالطبع لا، لان الشعب نفسه غير ناضج ذاتيا لاستقبال افكار الدرجة الاولى بينما هو لا زال يعيش عمليا وفكريا في سذاجة التراتيل الايمانية والادعية الى الله!!ـ
العنف نتيجة وليس اسلوب، فعند الاطاحة بطبقة اجتماعية معينة، ومثل ما قلت انت بان الرأسماليون لا يتخلون عن ما اسميته املاكهم باختيارهم، بالطبع انت هنا تخلط بين الملكية الشخصية والملكية الخاصة لوسائل الانتاج، فتدمج الثانية مع الاولى ويصبحان وفقك ملكية شخصية وهذا غير صحيح، لا احد يقول بمصادرة الملكيات الشخصية


23 - الزميل نعيم ايليا: الماركسية والعنف 2
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 15:47 )
موضوع الماركسية هو ان تكون وسائل الانتاج ملك الناس وليس ملك طبقة واحدة، اي انها ملكية عامة وليس ملكية خاصة، ولما لا تتخلى الطبقة المسيطرة بسهولة عن سيطرتها وامتلاكها لوسائل الانتاج، وعندما تحوال بكل الوسائل الابقاء على علاقات الاستغلال الرأسمالية،تلجأ هي الى العنف، ستقاوم بضراوة وتقاتل بضراوة وتبدو على حقيقتها الطبقة البشعة، همجية عنيفة لا تترد عن اهدام المعبد صائحة علي وعلى اعادئي يا رب ـ
فالعنف الذي تتهم به الماركسية هو طبيعة الطبقة البرجوازية وليس من طبيعة الطبقة العاملة وليس جوهر النظرية الماركسيةـ
غريب منك اي اخ نعيم ان تتهم الماركسة بالعنف وتغمض عيناك ثم تحجبهما بكلتا راحتيك كي لا ترى ولو خيطا رفيعا من العنف والهمجية التي تمارسها بها الطبقات المسيطرة ضد الشباب والطلاب والعمال عند التظاهر او عند الاضرابات!!؟
ترى هل مارس الماركسيون العنف ام ان العنف مورس ضدهم من الطبقات المسيطرة؟
من هو الذي ينشر فتاوى التكفير وتحليل هدر الدم هل الماركسيون ام المتدينون؟
الا ترى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كيف اشتعل العالم بالحروب بحيث اصبحت الكلمة الكريهة {القتل}تتردد على كل لسان بدلا من السلام


24 - الزميل نعيم ايليا: آخر الملاحظات!ـ
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 16:52 )
على ما اعلم ان ماركس عاش في المانيا ثم انجلترا ولم يعش يوما في امريكا اللاتينية لكي يحرض على الثورة المسلحة كما جاء في مقالك هذا كالتالي:ـ
{ماركس في أدبياته وخطاباته لم يأل جهداً في التحريض على الثورة المسلحة}
ماركس فيلسوف واقتصادي بارع ومناضل طبقي عنيد لكنه لم يحرض على سفك الدماء، انما يهدف الى القضاء على الاستغلال الرأسمالي البشع.ـ
وفي نهاية المقال تحاول الاستخفاف بقول ماركس الشهير الذي ينص على ان الفلاسفة قد فسروا العالم بطرق شتى بينما المهمة هي تغييره وتقول:ـ
{إنه قول ساذج من جهة المنطق؛ وذلك لأنّ التغيير يتبع التفسير بالضرورة والحتمية والآلية؛ أي أنه بديهية. والبديهية لا تحتاج إلى تركيز وتشديد وإضراب }
اذا كان ما تقوله صحيحا فلماذا لم يعقب التغيير تفسير الفلاسفة للعالم؟
وهل فهم الظاهرة يعني تغييرها ام ان التغيير يجب ان يتم وفق منهجية ووسائل علمية وعملية وهدف محدد؟
التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور، وهذا التغيير الذي يريده ماركس ان يحدثه ليس في العلاقات الاجتماعية والطبقية والقضاء على الاستغلال،انما حتى في عملية تفسير العالم وطريقة التفكير


25 - الزميل نعيم ايليا: الختام
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 17:10 )
في ايام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا، كان اتباع الطبقة المسيطرة ذو البشرة البضاء يبررون، التفرقة العنصرية، وهم لا يزالون يؤمنون بهذا التبرير، ان الله خلق اصحاب البشرة السوداء ليكونوا خداما لاصحاب البشرة السوداء ويعتمدون على الكتاب المقدس في تبرير هذا الامر، هؤلاء لهم تفسيرهم لهذ التعامل ولكن هذا التفسير يهدف الى تبرير هذه الهمجية والابقاء عليها
عندما قذف الطيار الامريكي قنبتله الذرية على هورشيما وقتل مئات الالاف من الاطفال والنساء والرجال واورث الجيل اللاحق امراض السرطان والاعاقات الدائمة، كان التفسير تبريرا يقول، لو لم يلقي قنبلته لبقيت الحرب على آوارها ولم تتوقف، ولا زال هذا الطيار يحتفل به في امريكا على انه بطل قومي
الاستعمار الذي استعبد سكان البلدان المختلفة بحيث لو ذهبت الى الهند ايام التبعية لبريطانيا لرأيت كيف ان الجندي الانجليزي يجلس على كرسيه مرتاحا يشرب قهوته الصباحية بينما ينكب الهندي منشغلا على تلميع جزمتة
هذا جزء من التفسيرات التي تتضمن التغيير الذي تقول به، اما التغيير الذي يطالب به ماركس والذي تتهمه بالسذاجة فانه يهدف الى وضع حد لهذه الهمجية
تحياتي


26 - فلسفة التغيير
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 19:03 )
أستاذي العزيز
أشكرك على جهدك الرائع في الدفاع عن الماركسية. وأعلمك يا عزيزي أنني لا أدافع عن الرأسمالية ولا عن الاستبداد الديني أو السياسي من أي لون كان، حين أنتقد نقاطاً محددة من الماركسية
نعود إلى الجوهر، إلى الفلسفة بعيداً عن السياسة.
الماركسية كما تقول لا تلجأ إلى العنف وقتل الخصوم الطبقيين والفكريين، إلا للقضاء على استغلال الإنسان للإنسان.
حسناً، فهل مسألة قتل إنسان ولو من أجل تحقيق فكرة تنتج العدالة الاجتماعية، مقبولة لديك؟
إذا كانت مقبولة لديك، فيجب أن تكون مسألة قتلك من خصمك، مقبولة أيضاً؛ لأنه أيضاً يمكن أن يدعي بأنه يقتلك من أجل غاية نبيلة أو دفاعاً عن النفس
والآن، كيف يمكن أن نستوثق من أن الشيوعية ستنهي استغلال الإنسان للإنسان؟
هذه الغاية النبيلة التي حتى الأديان تدعي أنها تسعى إليها؟
لقد حاولت وفشلت. فشلت الشيوعية لأنها فكرة نظرية خيالية، ولأنها لم تفعل غير أن استبدلت استغلالاً باستغلال، ولانها لم تستطع بدكتاتوريتها أن تنافس الديمقراطية التي أثبتت أنها أصلح الأنظمة لبناء مجتمع يحترم حقوق الإنسان
يتبع


27 - الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 13 - 19:37 )
لا أنكر وجود الصراع داخل المجتمعات البشرية، وهو حركة تقدم هذه المجتمعت
ولكن لماذا الصراع الدموي؟ ألا يمكن أن يتخذ الصراع مساراً حضارياً له بعيداً عن العنف والدماء؟
تسألني لماذا لم يعقب تفسير الفلاسفة الذين سبقوا، تغيرات اجتماعية
وكأنك تنفي تأثير الفلاسفة على التحولات الاجتماعية الخطيرة التي حدثت في أوروبا
كيف لنا أن نفهم ما جرى في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا في القرن السابع والثامن والتاسع عشر من تحولات، إذا استبعدنا جهود الفلاسفة والعلماء؟
((وتسألني: ((هل فهم الظاهرة يعني تغييرها؟
وهذا يتوقف على ماهية الظاهرة، فظاهرة مثل دوران الارض حول الشمس لا يمكن تغييرها. ولكن ظاهرة مثل الاستغلال يمكن تغييرها إذا فهمت
وتقول إن ماركس لم يحرض على سفك الدماء
طيب، أليس التحريض على الثورة المسلحة، ينتج سفك الدماء؟
وأليس في خطابات ماركس ومؤلفاته تحريضاً على الثورة؟ هل تريد أن آتيك بمقاطع من
خطاباته؟
وترى أنّ العنف ليس جوهر الماركسية.
وهذا حسن ليته كان كما ترى! ولكن، إذا لم يكن العنف جوهراً، فكيف ستستطيع أن تفرض برنامجها السياسي، كيف ستستطيع أن تنزع وسائل الإنتاج من أصحابها؟


28 - الزميل نعيم: حول القتل والعدالة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 13 - 19:41 )
الزميل نعيم
كلمة قتل لا وجود لها في الادبيات الماركسية اطلاقا، انها موجودة في الكراريس الدينية والكتب المقدسة، الماركسية لا تبني على الانقاض ولا تغني للخراب
تسألني ان كنت اوافق على قتل الانسان في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، هذا سؤال فيه بعد ديني فقط وليس بعدا سياسيا ولا فلسفيا، اذ ان تحقيق العدالة لا يتحقق بالتخلص من اشخاص، انما يتحقق بالتخلص من الاستغلال، والاستغلال هو نتاج نظام علاقات، فان استبدلنا هذه العلاقات بعلاقات اقل همجية واقل استغلالا للانسان وبقدر ما منسجمة مع التطور حققنا جزء من العدالة التي نصبوا لها..ـ
الا تلاحظ كثرة القتلى بما يسمى بالربيع العربي؟
هل تحققت العدالة الاجتماعية؟
لم تتحق بالطبع لان نفس العلاقات موجودة ونفس النظام موجود، الذي تغير هو وجوه المستغليين
وعندما نقول ان الماركسية نظرية ثورية لا نعني بالثورة سفك دماء الناس، الثورة هي استبدال القديم بالجديد، الثورة هي قطع نسيج الارتباط المزيف بين الانسان وبين المجهول، الثورة على الاستغلال وعلى استغفال الناس وعلى التسلط وعلى الاستعباد، الثورة هي في ان يكون الانسان حرا ومتحررا.ـ


29 - الاستاذ مالوم ابو رغيف مع التحيات
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 07:30 )
(عند الفلاسفة العلاقة = الفكرة. انهم لا يعرفون إلا علاقة (الإنسان) بنفسه، ولذا فان جميع العلاقات الفعلية تصبح افكارا بالنسبة اليهم) (ماركس، الايديولوجية الألمانية، ص 88).

هذا هو تناقض ماركس مع الفلسفة والفلاسفة، فلا يمكن اعتبار ماركس فيلسوفًا، انه باحث تجريبي. وحسب تعليقك 4، يعتمد ماركس على القوانين العلمية في شرح الظواهر وليس على الافتراضية. وهذا صحيح كل الصحة. لماذا؟ لأن العلماء يعتمدون على العلاقات الفعلية لا الأفكار.

أما في تعليق 14، فانك تقول: (الفلسفة الماركسية ليست الا الفلسفة المادية والمتميز فيها هو منهجها الديالكتيكي في النظر الى الظواهر وفي فهمها، وكذلك في تحليل التاريخ على هذا الاساس).

ليست الفكرة هذه سوى خليط بين المنهج التجريبي للعلم والمنهج التأملي للفلسفة. وقراءتكم لماركس لا تنطلق من ماركس نفسه، بل من الماركسية، يعني انكم تبدأون من ماركسية بليخانوف لا من ماركس نفسه.

والسؤال هو: لماذا نصدقك يا عزيزي؟ فهل ممكن تزويدنا بعبارة واحدة من ماركس نفسه حول اعتماده على الفلسفة (يعني التأمل) وأداته (يعني الديالكتيك) في تحديد القوانين الاقتصادية؟

سننتظر الجواب؟


30 - إلى الاستاذ مالوم ابو رغيف
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 08:29 )
لا يميز ماركس بين الفلسفيين والدينيين، وهو يقول:

(ان جميع المثاليين، الفلسفيين، والدينيين، والقدماء والمعاصرين، يؤمنون بالوحي، بالالهام، بالمخلصين، بصنعة العجائب؛ أما ما إذا كان ايمانهم يتخذ شكلا دينيا مبدئيا أم شكلا فلسفيا منقى، فهذا لا يتوقف إلا على مستواهم الثقافي) (نفس المرجع السابق، ص 587).

فلماذا إذن، يجب الاعتماد على تصوراتكم عن ماركس بدل أطروحات ماركس نفسه؟

تنتمي الماركسية إلى المذاهب، وان أسهل طريقة للتأويل هو أن نعود إلى الماركسية التي نحاول خلقها من تصورات الأقدمين عن ماركس أو من اجتهاداتنا الشخصية، فماركسية ماركس غير موجودة في الأساس.


31 - الاستاذ مالوم ابو رغيف: ما عظمة ماركس؟
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 08:34 )
ان مفهوم عظمة ماركس مفهوم ديني، فماركس يقول:

(عند المثالي ليس للحركات التي تغير وجه العالم وجود إلا في رأس مصطفى، ومصير العالم يتوقف على ما إذا كان هذا الرأس .. قد أصيب أو لم يصب بجرح قاتل بفعل بعض الاحجار الواقعية قبل أن يتوفر له الوقت من اجل انجاز وحيه .. ان جماع التطور التاريخي يرتد، في رأي المثالي، إلى تلك الأفكار المجردة عن التطور التاريخي كما تشكلت في (رؤوس) سائر الفلاسفة العصر ولاهوتييه، وبما انه من المحال (جمع هذه الرؤوس) جميعا وحملها على (التشاور والاقتراع)، فلا بد بالضرورة ان يكون ثمة رأس مقدس واحد يتزعم جميع هذه الرؤوس الفلسفية واللاهوتية، ورأس الحرية هذه تمثل على المستوى التأملي وحدة جميع هذه الرؤوس الحقاء – ذلك هو المخلص) (ص 587).

وهكذا فلو اعتمدنا على اطروحاتك عن ماركس، فلكان اعتمدنا على قاعدة العظماء لا مناهج البحث، أما ماركس فليس سوى باحث اقتصادي.


32 - تصحيح خطأ – تعليق 31
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 09:51 )
(... ورأس الحرية هذه تمثل على المستوى التأملي وحدة جميع هذه الرؤوس الحمقاء – ذلك هو المخلص) (ص 587).


33 - محاورة الأذكياء مجهدة
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 14 - 09:59 )
أشهد أنك يا رفيق عقل ذكي، وليس من السهولة واليسر أن يدحض المحاور حجج العاقل الذكي
ومع ذلك سأحاول أن أرجح الكفة لصالح فكرتي من خلال بعض الثغرات في منطقك
ترفض في إباء وثقة أن يكون لكلمة القتل وجود في الماركسية.
((كلمة قتل لا وجود لها في الادبيات الماركسية اطلاقا))
فهل أنت على خطأ في موقفك هذا؟ الحق أنك لست على خطأ؛ إذ ليس في الماركسية فعلاً كلمة قتل.
ولكن، إذا كانت الكلمة بلفظها ليست موجودة، فهل مضمون هذه الكلمة غير موجود أيضاً؟
هذا من جهة، ومن جهة ثانية: ما الذي يتغير إذا استبدلت لفظ السيف بالعضب، هل تتغير حقيقة السيف؟
وترى أنّ:
((تحقيق العدالة لا يتحقق بالتخلص من اشخاص، انما يتحقق بالتخلص من الاستغلال))
فلو كنت سوفسطائياً، لحاججتك في صحة العبارة، فزعمت أن: إذا كان صولجان الاستغلال بيد شخص، فإن التخلص منه مدخل إلى العدالة. ولكنني لست سوفسطائيا؛ ولهذا سأعالج العبارة معالجة واقعية فأقول سائلاً: وكيف يتحقق التخلص من الاستغلال بحسب الماركسية؟ أبالسلم أم بالعنف؟
ما هي وسيلة دحر الاستغلال؟ أهي صناديق الانتخاب؟
وأخص هنا بالشكر الأستاذ أنور نجم الدين لأنه ذكرني ببليخانوف
يتبع


34 - بليخانوف
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 14 - 10:27 )
بليخانوف الذي أراك أنا أيضاً تقتدي بتفسيره للماركسية، تفسيره الذي اصطدم بتفسير لينين وفجر قضية سياسية تكتيكية يومذاك عنوانها: الثورة أو الانتظار حتى تنضح عوامل التغيير

الماركسية تقول بالظروف الموضوعية والذاتية للظواهر، لا يمكن قسر احداث التغيير، فالقسر اسلوب فاشل))

فإذا كان القسر أسلوباً فاشلاً، وكان قادة الأحزاب الشيوعية من لينين إلى غيفارا أخذوا به، فهل
لنا أن نحكم عليهم بأنهم جميعاً فاشلون ما أدركوا حقيقة الماركسية؟
ومن حقي كمحاور أن أسألك تفسير (( تقول بالظروف الموضوعية والذاتية)) هل معنى هذا أن ننتظر حتى تنضج الظروف الموضوعية؟
فإذا نضجت، فهل سيتحقق التغيير سلمياً من تلقاء ذاته، أم سيحتاج إلى ثورة دموية؟
والأخطر من ذلك، من الذي سيتخذ القرار بأنّ الظروف الموضوعية قد نضجت.
لدينا ثورة اكتوبر مثالاً: لينين يقول إن الظروف قد نضجت وعلينا أن نقطف ثمارها
وبليخانوف وغيره يعارضونه. وفي النهاية لم ينتصر الرأي ولا الظروف وإنما انتصرت القوة المسلحة المدعومة من ألمانيا القيصرية وتركيا
ثم، إذا كان للظروف الموضوعية كل هذه الأهمية، فهل من ظروف أنضج للتغيير من الظرف الاقتصادي الحالي الذي يعصف


35 - بليخانوف
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 14 - 10:49 )
بأزماته الحادة بالعالم.
لماذا لا نجد للأحزاب الشيوعية في أوروبا، في أمريكا، في العالم الثالث، فاعلية ونشاطاً وقوة وحضوراً، ما دام الأمر موكل بالظروف الموضوعية والذاتية؟
ثم تعاتبني: ((وفي نهاية المقال تحاول الاستخفاف بقول ماركس الشهير)) والحق أنني أجل كارل ماركس وأحب شخصيته وأنا فضلاً عن ذلك مقيم على ناصية شارع يحمل اسمه، فمن نكران الجميل أن أستخف به
ولكن قول ماركس، مع الأسف، أكثر من ساذج ولكنني احترمته ورأفت به ولم أذكر له غير هذه الصفة
ففيه كما ذكرت استهانة بجهود الفلاسفة من قبله، وكأنهم لم يقدموا شيئاً، ناسياً تأثير هيغل وفويرباخ عليه
وفيه ما ينقض مبدأ من مبادئ الديالكتيك وهو العلاقة بين الفكر والواقع حين يجحد دور الفكر التأملي في إحداث التغيير في الواقع الاجتماعي
هذا فضلاً عما ذكرت أيضاً من أن مسألة التغيير هي نتيجة، والنتيجة كما تعلم متصلة بأسبابها
وهذا يعني أنها تحصل فور وقوع السبب. فالماء إذا توفرت له شروط الغليان، تبخر في الحال
مع تحياتي


36 - الزميل انور نجم الدين : حول الفلسفة الماركسية 1
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 14 - 12:34 )
الزميل انور نجم الدين
بالطبع نحن هنا لا نتجادل من اجل تصنيف ماركس، فيما اذا كان اقتصاديا او فيلسوفا، لان ذلك يجلعنا مثل الذين يصنفون الانبياء الى انبياء من ذوي العزم وانبياء بلا عزم ــ
الماركسية اكانت اقتصادا او كانت فلسفة، المختلف فيها هو تعاملها مع الواقع على الارض وليس مع ذلك الموحى به من السماء، وهي لا تكتفي بالتفسير والشرح بل تضع حلولا التغيير للخروج من الازمة وتشير الى القوى التي تقع عليها مهمة التغيير، ولانها كفلسفة واقعية تختلف عن تلك التي تغوص في عوالم المعرفة والافكار لتصل الى نتائج عمومية والتي اسميتها حضرتك بفلسفة التامل
والتأمل في حد ذاته منهج للوصول الى المعرفة، هو الاسلوب وليس ماهية المعرفة، اساس اسلوب الدين للوصول الى الرب، لكن هذا الاسلوب لم يعد معمولا به، الا في مجال الاديان، اما الفلسفة فلم تعد تتبع اسلوب التامل، بل الاساليب المهجية العلمية في البحث عن الحقائق، ولها اساليب متعددة، والذي يميز الماركسية هو اسلوبها الديالكتيكي ونظريتها في المعرفة التي تعتبر ان ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم


37 - الزميل مالوم ابو رغيف
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 13:29 )
للأسف، لم أجد جواب أسئلتي. ولكن المسألة تتلخص في الآتي:

1) ماركس والفلسفة:

(ان احدى المهمات الأصعب بالنسبة إلى الفلاسفة هي النزول من عالم الفكر إلى العالم الواقعي) (ماركس، الايديولوجية الالمانية، ص 486)، (ان الارتفاع بالافكار فوق العالم يشكل التعبير الايديولوجي عن عجز الفلاسفة في مواجهة العالم. ان الحياة العملية تكذب كل يوم تبجحهم الايديولوجي) (نفس المرجع).

وهكذا، فعلى عكس الفلاسفة، يبدأ ماركس من الواقع لتفسير التاريخ لا من الفلسفة، وهو يحسب ضمن علماء الاقتصاد لا الفلاسفة مثلما يحسب داروين ضمن علماء الطبيعة لا الفلاسفة.

2) ماركس والديالكتيك:

(... انَّ طریقتي في البحث ھي طریقة واقعیة بصورة دقیقة، ولكنَّ طریقة عرضي لسوء الحظ، متمشیة مع الأسلوب الدیالكتیكي الألماني)، (... إنَّني عمدت في بعض أجزاء الفصل المخصص لنظرية القيمة إلى تبني طريقة هيغل الخاصة في التَّعبير) (ماركس، رأس المال).

وهذا كل شيء: تبني طريقة هيغل في التعبير! فلا يمكن إذن التصريح باسم ماركس بوصفه فيلسوف ألماني، وهو لا يفكر ألمانيًا بأي شكل كان، بل يبدأ من الصناعة الانجليزية والثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية.


38 - الزميل انور نجم الدين: الخلط بين المنهج والفلسفة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 14 - 14:10 )
الزميل انور نجم الدين
ان خلطك بين بين الفلسفة ومنهجها جعلك لا ترى منها الى المنهج { التامل} وبالتالي كل منهج اخر لا يتبع منهج التأمل في النظر الى الظواهر وفههما، تصنفه خارج الفلسفة، لا انازعك في تعريفك الخاص للفلسفة، فالصحيح يفرض نفسه دائما من خلال صلاحيته وليس من خلال تصنيفه ادبيا او سياسيا او اقتصاديا او فلسفيا، المهم عندنا صحة المنطلقات وصحة النتائج وليس التصنيف
انا كنت على حق عندما قلت ان الماركسية عند الزميل انور نجم الدين تتوقف عند قال ماركس، بينما الماركسية هي اوسع من ماركس ، فتطوير النظرية الماركسية واغنائها بتحليلات واقعية لمستجدات العصر الحديث وتطور اساليب الانتاج والتغيير على مستوى الاخلاق والسياسة والعلاقات الاجتماعية، هي مهمة الجميع
لذلك تسأل
فلماذا إذن، يجب الاعتماد على تصوراتكم عن ماركس بدل أطروحات ماركس نفسه؟
انا لا اكتب تصورات عن ماركس، بل اتحدث عن الماركسية، والماركسية هي ليست كتابات ماركس فقط، انها جميع المساهمات النظرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية للماركسين
ان موقفك يشبه موقف الاصولين الاسلامين الذين لا يرون في الاسلام الا ما فعل وما قال محمد


39 - الزميل مالوم ابو رغيف: الفلسفة والمادية التاريخية
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 14:41 )
لحد الآن لا تحاول الاقتراب من جوهر الموضوع، فالماركسية بالنسبة لي فكرة رجعية في الأساس، وانها مذهب من المذاهب، واني اتحدث عن كل ما تحاولون انتم تأويله باسم ماركسيتكم، فكل ما لا يقوله ماركس، يحاولون الماركسيين تنسيبه إلى ماركس باسم بليخانوف، ولينين، وتروتسكي، وستالين، وماوتسي تونغ.
انك تقرأ ماركس مغمض العينين، وإلا سيكون سهلا فهم ما يقوله ماركس عن علاقته بالفلسفة بوصفها اللاهوت. فهرباً من جواب أسئلتنا، تحاول تشويه الموضوع.
بالنسبة لي ليس ماركس سوى باحث اقتصادي، فالماركسيين هم الذين يحولون ماركس إلى شخص عظيم، والعظيم لدى المثاليين الديالكتيكيين هو الله، أما لدى الماديين الديالكتيكيين، فهو ماركس. لذلك فالتغيير يجري، حسب الماديين الديالكتيكيين، من خلال أفكار ماركس، إذن لا نستغرب حين يقول ماركسي مثلك:

(التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور، وهذا التغيير الذي يريده ماركس ان يحدثه ليس في العلاقات الاجتماعية والطبقية والقضاء على الاستغلال،انما حتى في عملية تفسير العالم وطريقة التفكير).

فالماركسية إذن ليست سوى فكرة مناقضة بالمادية التاريخية.


40 - الزميل انور نجم الدين: سؤالك الوحيد
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 14 - 14:49 )
الزميل انور نجم الدين
في المشاركة37 تستهلها بقول
-للأسف، لم أجد جواب أسئلتي-
انت لم تسأل، انت تعتقد انك الصحيح، وان ماركس لم يكن سوى باحثا اقتصاديا تجريبيا حسب وهجة نظرك ، وهذه الـ ـ لم يكن سوى ـ تفيد التصغير
هذ هو سؤالك الوحيد لذي اردت ان تؤكده من خلال الاستشهاد بانتقاد ماركس للفلاسفة المثاليين او المادين غير الديالكتكيين واسمح لي بالقول بان اطروحتك هذه، التي تقول ان ماركس ليس بفيلسوف، لا تفيد ولا تضيف شيئا الى الماركسية لا على الصعيد السياسي ولا على النظري.ـ
قد قلت في ردي اعلاه، ليس المهم تصنيف ماركس كفيلسوف او كاقتصادي، المهم هي صحة المنطلقات والنتائج التي يتوصل لها التحليل الماركسي
انظر الى خلطك بين الفلسفة والمنهج في قولك هذ

{وهكذا، فعلى عكس الفلاسفة، يبدأ ماركس من الواقع لتفسير التاريخ لا من الفلسفة}

فانت تستخدم كلمة الفلسفة بدل عن التامل، فطريقة الدراسة هي منهجها وليس موضوعها والتعارض بين ماركس وبين الفلاسفة المثاليين ليس في حقل المعرفة، او موضوع المعرفة، بل في المنهج للوصول الى المعرفة، اي بين المنهج الديالكتيكي والمنهج التأملي
تحياتي


41 - الزميل انور نجم الدين: هل كان ماركس المانيا؟
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 14 - 15:06 )
الزميل انور نجم الدين
تقول:ـ
{فلا يمكن إذن التصريح باسم ماركس بوصفه فيلسوف ألماني، وهو لا يفكر ألمانيًا بأي شكل كان، بل يبدأ من الصناعة الانجليزية والثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسي}.
اسمحلي بالقول ان فهمك هذا ليس فهما ماركسيا، فهل تحليل الظواهر العلمية او الاجتماعية او دراسة حقول المعرفة المختلفة يمنحها الهوية القومية او الوطنية، ام ان اللغة هي التي تصنف هذا الادب وتدرجه في خانة الادب الفرنسي او العربي او الامريكي او الكوردي؟
كتابات بن سينا مثلا التي كتبها باللغة العربية لا يمكن نسبها الى الادب الفارسي وكذلك اطروحة الدكتور المصري احمد زويل لا يمكن اعتبارها انجازا مصريا، كذلك ابداعات المغاربة والجزائرين في اللغة الفرنسية تحسب الى الادب الفرنسي، كذلك كل كتابات سلمان رشدي لا تصنف انها باكستانية مع ان موضوع الاحداث في الهند وباكستان، انها تقع ضمن الادب الانجليزي
كذلك ماركس، كل كتبه كتبها باللغة الالمانية وليس باللغة الانجليزية ولا باللغة الفرنسية، لذلك تحسب على الادب الالماني. اللغة لا تنقل لنا الاحداث ولا تحمل لنا المعنى فقط، انتها تنقل لنا ايضا طريقة التفكير والتعبير القومي


42 - الزميل انور نجم الدين: لنلق بالماركسة الى المتحف
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 14 - 16:18 )
اذا كانت الماركسية تقتصر على ما قال ماركس، اذن لنلق بماركس والماركسية في متحف الاثار القديمة اذ لم يعدا صالحان ومواكبان لتطورات العصر!ـ
هذه هي الخلاصة والنتيجة التي يقود لها تصنفيك للماركسية
الظروف والعلاقات الاجتماعية ونوع الانتاج واسلوبه والتسويق، ودور الدين والكنيسة وشكل الحكم وحجم الاستغلال والاغتراب والاستلاب في المجتمع وعوامل اخرى كلها كانت تختلف كليا في عهد ماركس عن هذا اليوم
فهل تعتقد ان الماركسسين يجب ان لا يتصدوا لهذه الظواهر الجديدة ويكتفوا بما قال ماركس؟
المهم في الماركسية هو منهجها الديالكتيكي وزواياها النظرية المادية وفهمها المادي للتاريخ
الماركسية هي فلسفة بحد ذاتها تختلف عن المثالية وعن المادية، هي نظرة جديدة الى الكون والحياة والعمل والاستغلال، فان كانت المثالية والمادية لها فلاسفتها ولها كتابها وشارحوها، فان الماركسية التي تتميز عن المادية بمنهجها الديالكتكي ودرستها للواقع الاقتصادي والاجتماعي، لها ايضا مفكروها وشراحها ومطوروها
الماركسية مذهب فلسفي بحد ذاتها، وليس فرع من فلسفة او علم اقتصادي تابع او نظرة اجتماعية منعزلة
ومن هنا كانت الماركسية هي الاشهر قاطبة


43 - تحيةً وتقديراً
حميد خنجي ( 2012 / 10 / 14 - 17:57 )
أتفق معك يا زميل أبو رغيف
وكما قلتَ في جملتك النهائية من أن؛ الماركسية هي الأشهر
ولكنها أيضا هي الاقوى والأكثر جذريةً وعمليةً وخطورة
ولايمكن بالطبع قبر- تقبير- الرأسمالية إلا بفهم الماركسية بشكلٍ خلاق، أي بنهجٍ لينينيّ
تحياتي لك وللزميل أنور


44 - الزميل مالوم ابو رغيف
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 18:36 )
انك تقول: (قد قلت في ردي اعلاه، ليس المهم تصنيف ماركس كفيلسوف او كاقتصادي، المهم هي صحة المنطلقات) .

مهم جدًا تصنيف داروين أو ماركس كفيلسوف أو كعالم، فلا يمكن ان تكون المنطلقات صحيحة، ما لم يتمسك العلماء بالمنهج التجريبي للبحث. وان رجعية الفلسفة الماركسية، هي انها تعتمد على اسلوب قديم، تأملي في البحث.

ان الماركسية فلسفة تأملية، أما المادية التاريخية، فهي علمية، تجريبية. أما الماركسيين فلا يقرأون من ماركس، وحين يقرأون منه فلا يرونه إلا رأسًا على عقب، لأن ماركس، حسب الماركسيين، ألماني التفكير.

عزيزي! عندما نقول ان ماركس ليس فيلسوفًا ألمانيًا، فنعني بذلك، انه ليس ألماني التفكير، يعني عكس بليخانوف ولينين، نه لا ينطلق من هيغل وفيورباخ. ان شجرة نسب الفلسفة الماركسية هي الفلسفة الألمانية (هيغل وفيورباخ)، أما شجرة نسب المادية التاريخية، فتعود إلى الانجليز والفرنسيين.
يبدأ ماركس مما بعد الاقتصاد السياسي، أما الفلسفة الماركسية، فتبدأ من ديالكتيك هيغل وحسية فيورباخ. فعالم الاقتصاد السياسي، هو عالم تطور الصناعة ودخولها مرحلة الأزمات الدورية، والصراعات الاجتماعية بين طبقات المجتمع الحديث.


45 - زميلي العزيز مالوم: من أين تبدأ المادية التاريخية؟
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 14 - 20:23 )
يبدأ ماركس من البحث عن قانون حركة المجتمع الحديث. ولا يمكن البدأ بهذا العمل دون العودة إلى المقدمات المادية في التاريخ. فلا يمكن حل هذه المعضلة فلسفيًا، أي تأمليًا.
ان الفلسفة الألمانية (هيغل وفيورباخ)، ليست لها أية مقدمات في التاريخ، فالفلسفة ليست سوى الهروب من التاريخ. أما الانجليز والفرنسيين، قد قاموا بالمحاولات الأولى لكتابة التاريخ ماديًا. هذه هي نقطة انطلاق مادية ماركس التاريخية، فماركس يبدأ مما بعد ريكاردو، لا بعد هيغل وفيورباخ، وهو يبدأ من التاريخ لا فلسفة التاريخ أو فلسفة الطبيعة. وان انطلاق الفلسفة الماركسية من الألمان، يعني انطلاقها من سماء الذهن الفلسفي الألماني الرجعي لا من التاريخ، لأن الفلسفة الألمانية ذاتها، افتقرت كليًا إلى المادة للبحث عن التاريخ. وان هذا الفقر التاريخي، هو منشأ فقر الفلسفة على العموم. وهذه الفلسفة الفقيرة، هي التي تؤكد لنا كما انت تقول: (التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور ..)، وهي الفكرة التي تناقض المادية التاريخية، فحسب هذه الفلسفة، يمكن لماركس توجيه التاريخ حسب ما يريده. وهذه هي مثالية الماركسيين.


46 - الماركسيين يحلون ماركس محل الله
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 15 - 07:12 )
حسب الماركسيين، وعلى رأسهم لينين وتروتسكي وستالين، يمكن تغيير المجتمع والعلاقات الاجتماعية حسب وصفة فلسفية من ماركس. وليس هذا سوى كذب فلسفي كبير. فأعمال ماركس التجريبية تستهدف دراسة التاريخ لا تغييره، فالتغيير فعل التاريخ والثورات لا أفكار الفلاسفة، ولا يملك ماركس أية فكرة أو فلسفة أو وصفة أو خطة أو تصميم أو سياسة جديدة مثل سياسة نيب للينين يمكن وفقًا له تغيير العالم.

الماركسيين، أي المثاليين الذين يحلون ماركس محل الله، يتصورون بأن ماركس هو الذي يغيير العالم بفعل فلسفة لا يملكها ماركس. ويعودون الماركسيين إلى اللاهوت حين يعلنون بأن الفكر هو القوة المحركة للتاريخ. وان أول عمل ماركس المادي، هو اعلان حرب لا هوادة فيها ضد هذه الفكرة الفلسفية الرجعية، وليست الفكرة هذه سوى خدع العمال. فهم يخاطبون العمال ويقولون لهم: ان الله غير موجود، ولكن لا داعي للقلق، فماركس يغيير العالم بفعل فلسفته! وما نموذج هذا التغيير؟ بالطبع، اسطورة الاشتراكية السوفيتية. يا له من تغيير!

(ان هذه النظرة إلى التاريخ الحديث لا تفعل سوى ان تكرر باسهاب الوهم القديم للفلسفة التأملية بشأن سيطرة الروح في التاريخ، ماركس).


47 - الزميل نعيم ايليا: الملك والصولجان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 15 - 07:58 )
الزميل نعيم ايليا
هل تعرف ما هي المشكلة في مثال الملك والصولجان
هي انك اعتقدت ان الشخص هو المشكلة بينما المشكلة هي الصولجان نفسه
فان انت تخلصت من الشخص ستعطي الصولجان لرجل اخر، وبذلك ابقيت على نفس الحكم واستبدلت الوجوه
الحل هو، وكما تقول الماركسية هو في ان تكسر الصولجان نفسه
والصولجان هو الملكية الخاصة لوسائل الانتاج
السؤال
ماذا الو لم يوافق الشخص على كسر الصولجان وحاول كسر يداك لمنعك من ذلك؟
اعتقد انك تعرف الجواب
اذ لا احد يوافق على كسر يديه او على عدم بلوغ غايته
فكلا الموقفين الخنوع والعزوف هو فشل مبطن بالنيات الطيبة
لكن هل العنف هو جوهر الماركسية
بالطبع لا، العنف ليس جوهرا لها ولا جوهرا للاحزاب الشيوعية اطلاقا، هذه الفكرة نشرتها الدول الغربية لمحاربة المد الشيوعي واعتمدت على وقائع الحرب الاهلية الروسية ثم على قساوة ستالين في دعم الفكرة، وها هو فؤاد النمري يخدم الدوائر الغربية ويجعل من نفسه قطعة من قطع ماكنتها الاعلامية الضخمة


48 - الزميل نعيم ايليا: التفحة الحامضة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 15 - 08:23 )
عندما اتحدث عن الظروف الموضوعية والذاتية فانا اتحدث عنها من خلال منطلق ديالكتيكي مترابط يشخص النتيجة او الحاصل الاخير من العملية، فالتفاحة غير الناضجة، ان كان جوعك او اشتهائك يدفعك لقطفها أوانها سقطت بفعل عامل خارجي، الرياح مثلا، ستكون في كلا الحالتين حامضة غير صالحة للاكل، العمل، وهو قطف التفاحة، قد انجز والتفاحة بين يديك، ربما ستوهم نفسك بانها بعد حين ستصبح حلوة المذاق، او انها ستنضج بعد مدة، لكن الغالب ستلحقها عوامل الفساد والعطب والخراب، لان ظروفها المناخية الجديدة غير مؤاتية اطلاقا لها,!ـ
الا ترى الثورات والتغييرات غير الناضجة كيف تفشل وتفسد وتاكل ابنائها؟
الا ترى كيف هذه التثورات والتجارب تنقلب على مبادئها وعلى شعاراتها فتلعن الناس الثورة او التجربة او التغيير وربما تحن الى العهد القديم؟
السؤال
ماذا لو حدث التغيير، هل نقف متفرجين عليه رافعين شعار الظروف الذاتية والموضوعية ذريعة للاحجام عن الاقدام على العمل؟
بالطبع لا، يجب العمل من اجل التغيير، اذا ان الحالة الطارئة الجديدة، ليس من اصل الظاهرة، انما مفروضة عليها مسببة لها قسرا داخليا يقتضي تغييره


49 - تصحيح للمشاركة رقم 48
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 15 - 12:32 )
وردت الجملة في الرد اعلاه بصورة خاطئة كالتي
{ان كان جوعك او اشتهائك يدفعك لقطفها أوانها سقطت بفعل عامل خارجي}
والصحيح هو

ان كان جوعك او اشتهائك يدفعك لقطفها قبل الآوان او انها سقطت بفعل عامل خارجي

لذ لزم التنوية
وشكرا للجميع


50 - الى الزميل حميد خنجي،: حول الفهم الخلاق للماركسية
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 15 - 12:52 )
الزميل حميد خنجي
شكرا لك على كلماتك اللطيفة وعلى متابعتك النقاش وعلى اضافتك التي تقول بان الماركسية:ـ
{هي الاقوى والأكثر جذريةً وعمليةً وخطورة
ولايمكن بالطبع قبر- تقبير- الرأسمالية إلا بفهم الماركسية بشكلٍ خلاق}


بالفعل ايها الزميل العزيز الفهم الخلاق هو ما نحتاجه وليس حفظ النصوص، الفهم الخلاق وليس التطبيق الميكانيكي للمقولات الفلسفية والاقتصادية والحزبية
اكرر شكرى وتقديري وتحيتي


51 - إذن فنحن متفقان
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 15 - 18:34 )
في البداية اعتذر عن التأخير! رجعت من العمل مكدوداً مقروراً، أحس كأنني مريض. سأتحامل على نفسي، سأكتب رداً لا مفر من كتابته. وقبل أن أكتب أحيي الأستاذ حميد خنجي وأعتذر له عن الخطأ الذي وقع مني أثناء كتابة اسمه؟ كأني لحظتها مرَّ ببالي اسم جاري في حلب الحاج عبد القادر الخانجي، وأشكره على المشاركة. كما أكرر شكري لأستاذنا نجم الدين على إثرائه الحوار بأفكاره العميقة المفيدة
عزيزي أستاذ مالوم، سبق لي أن شكرتك على دفاعك الحار عن الماركسية. ولو سألتني كيف تشكرني على دفاعي عن قضية تكيل لها النقد؟ لأجبتك: لأنني أتمنى ان تكون هذه القضية كما تصورها لنا بأسلوبك الشاعري الحالم الأخاذ
مقولة ماركس تشتمل على عيوب، أظهرتها أنا، وأنكرتها أنت، ولا بأس في هذا، فإن هذا هو الديالكتيك (الشيء وضده) وليس لنا أن نجافي الديالكتيك
ولا أن نجافي النتيجة التي بلغتها بقولك: ((والصولجان هو الملكية الخاصة لوسائل الانتاج
السؤال : ماذا لو لم يوافق الشخص على كسر الصولجان وحاول كسر يدك لمنعك من ذلك؟))
وفيها تؤكد صحة رأيي في أن العنف مبدأ لا غنى للماركسية عن ممارسته
فالشخص لن يوافق وسيحاول أن يكسر يدي، وعندها سأضطر إلى كسر ي


52 - إذن فنحن متفقان 2
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 15 - 18:59 )
يده وانتزاع الصولجان منه
هذا اعتراف منك، وأنا أرحب بهذا الاعتراف وأبصم عليه بأصابعي العشر
ولا يفيد قولك الإنكاري بعد ذلك بأن (( العنف ليس جوهراً من جواهر الماركسية وأحزابها )) شيئاً
لأنك ما دمت تعلم أن محاولة انتزاع الصولجان أو كسره، سيلقى مقاومة، فتقدم مع ذلك على كسره، فأنت تقدم إذن وقد بيَّتَّ النية مع سبق الإصرار على أن تكسر الصولجان
فكأنك هنا جهادي يرى نفسه مالكاً للحقيقة؛ ولأنه يملكها، فمن حقّه أن يرغم الآخرين على الخضوع لها، وإلا فلا نجاء من الموت
فهل هذا الأسلوب مقبول في عصرنا؟
أن تنتزع الصولجان بالقوة فتكسره، إذا رفض صاحبه أن يتخلى لك عنه؟




53 - اذن ليس هناك عقلب جزائي
فادي يوسف الجبلي ( 2012 / 10 / 15 - 19:51 )
العلامة عبدالله خلف ت16
تقولون
الله جعل لنا هذه الدنيا , و وفر لنا كل شيء , ثم طالبنا بعبادته , و هو يستحقها , لو ظهر الله لنا سيؤمن من في الأرض , و أولهم أنت , لذا , ما الفائده من الجحيم ؟ .
......
اذن فهو قد صنع الجحيم من اجل الايقاع بمن لم يحالفهم الحظ في قراءة البخاري ومسلم وليس من اجل عقاب جزائي
...
كلام مفيد
عندما تقفل عقلك بمفتاح الايمان يمكنك ان تتخيل ما تشاء من الاوهام


54 - الاستاذ ابو رغيف: فهم الخلاق للماركسية؟
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 06:29 )
آه! كم سيكون سهلا اخفاء تناقض ماركس مع أطروحاتكم المثالية بحجة عدم حفظ النصوص والفهم الخلاق للماركسية!

ما التناقض بين ماركس وغريزتك الماركسية؟

حسب أطروحاتك يا استاذ: ان رأس مصطفى هو الذي يغير العالم، وهذا الرأس هو رأس ماركس. وانك تقول بصورة واضحة جدا:

(التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور، وهذا التغيير الذي يريده ماركس ان يحدثه ليس في العلاقات الاجتماعية والطبقية والقضاء على الاستغلال، انما حتى في عملية تفسير العالم وطريقة التفكير).

هذا هو فهمكم الخلاق لماركس، هذا هو الفصل بين الأفكار وأسسها التاريخية، فغريزتك الماركسية تناقض كل أطروحات ماركس بخصوص التغيير. فحسب ماركس:

(عند المثالي ليس للحركات التي تغير وجه العالم إلا في رأس مصطفى).

والآن، من منكم مثالي يا استاذ؛ انت أم ماركس؟ وبالطبع من حقك ان تقول ان المثالي هو ماركس، ولكن ليس من حقك الحديث باسم ماركس واخفاء التناقض بين أطروحات ماركس وبين غريزتك الماركسية بحجة (عدم حفظ النصوص).
في الواقع ان السبب هو عدم فهم النصوص. فلا نجد هنا فهم خلاق لاطروحات ماركس، بل نجد فقط غريزة ماركسية.
تحياتي لكم جميعا


55 - تصحيح خطأ
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 06:38 )

يقول ماركس:

(عند المثالي ليس للحركات التي تغير وجه العالم وجود إلا في رأس مصطفى) (ماركس).


56 - الزميل انور نجم الدين:غياب الديالتكيك
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 16 - 08:13 )
ان مشكلتك ايها الزميل انك تاتي بالنص، دون ان تشرحه وعدم شرحك له يدل على عدم استيعابك له، دون ان توضح سياقه ومدلولاته، لان التوضيح يضعك في ورطة اختلاف الزمن والظروف، المهم عندك هو فهمك الخاص لهذا النص لتأكيد تهمة ما، وفهمك دائما ما يكون مغلوطاّـ
الفكر العلمي لا يعتمد على التهم، الفكر العلمي او العلم بحد ذاته يعتمد على الشك،
مشلكتك انك لا تحاول فهم ماركس، انك تحاول اتهام الاخرين بعدم فهمهم لماركس، وهذا الاتهام لا يعني شيئا ان لم يوضح او ياتي بغير المطعون بصحته
النصوص لا تعني شيئا ان لم ترتبط بوقتها، بأزمانها وبظروفها، بينما انت الذي يدعي العلمية، تستند على نصوص لا تشير الى زمنها الفعلي، تتجهال الزمن وكانه لا يشكل بعدا اساسيا في تكوين الظاهرة وفي تشكيل الفهم العام لها
قد تبدو الظواهر الاجتماعية متشابهه من حيث الشكل، لكنها مختلفة تماما من حيث المضمون، وهذا ما لا تدركه
المياه الجارية تتشابه لكنك لا يمكن ان تستحم بنفس المياه مرتين، كذلك الظروف والاحداث والمضامين تتغير، حسب تغير الواقع، ولا يمكن للتاريخ اعادة نفسه دون تغيير
انظر الى ثورات الربيع العربي، متشابه شكلا، مختلفة هدفا ومضمونا


57 - تحيةً ، تقديراً وسؤالاً
حميد خنجي ( 2012 / 10 / 16 - 08:58 )
أيها الزميل الكريم؛ مالوم أبو رغيف
أتفق معك في محوى نقدك المنهجيّ للزميل الكريم أنور نجم الدين
ولكن، وبما انك ملم بالأساس الفلسفي للماركسية، في ذهني تساؤلٌ حول جانبٍ من وُجهة نظرك في مقال آخر لاأتذكره الآن! قلتَ هناك في معرض إجابتك على أحد الاخوة- المثاليين- ان الحياة او الوجود ليس له بداية أو نهاية!! فهل تعتقد أن هذه هي رؤية الماركسية فيما يتعلق بـ-سرمدية- الوجود، وهل هناك بالفعل سرمدية، إلى أبد الآبدين؟!؟
آمل منك يا أخي الكريم الشرح


58 - الديالكتيك: ماء النهر وتغيير العالم!
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 11:48 )

انك مثالي التفكير، وهذا ليس اتهام. انك تقول صراحة بأن تغيير العالم يجري من خلال فكر ماركس. وهذا وهم مثالي كبير.

أما النظرة الديالكتيكية للفيلسفوف اليوناني هيراكليتس والذي يقول انك لا تستطيع ان تسبح في نفس ماء النهر مرتين، لا تثبت شيئا بخصوص العالم وتغيره، والنظرة هذه ليست سوى تصور فلسفي معقول. أما المعقول واللامعقول لا يعطينا شيئا بخصوص دراسة العالم وكيفية تغيره. وإذا نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر المعقول واللامعقول، فيكون معقولا أيضًا أن نقول: العالم يتغير بفعل أفكار ماركس. ولكن العكس هو الصحيح في الواقع التاريخي.
ولكن ماذا نستنتج لو أردنا التحقق من تغيير العالم بفعل الأفكار من خلال جدل هيراكليتس؟ هل ممكن شرح ذلك لنا لطفًا؟ يعني ما الخطوات التجريبية للبحث عن كيفية تغيير العالم من خلال الفكرة الديالكتيكية المذكورة من قبلكم؟ وهذا السؤال موجه في نفس الوقت إلى السيد حميد خنجي الذي يشاركنا في الجدل حول الجدل، أي سفسطة الفلاسفة. بالطبع سيكون من غير المعقول أن نصدقكم دون أية حجة علمية، فما علاقة ماء النهر بـ (تغيير العالم من خلال فكر ماركس) تحديدًا؟


59 - الجدل -السفسطة
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 12:35 )
حسب لينين: لا يمكننا فهم (رأس المال) ماركس، دون فهم مسبق للمنطق الجدلي الهيغلي. وما جدل هيغل؟

يقول هيغل: (ان الجدل قانون مكون للفكر .. فهذه احدى النقاط الجوهرية في المنطق) (هيغل، مختارات 1، ص 69).

مادام الجدل قانون للفكر، فلا يمكن أن يساعدنا في كشف القوانين الاقتصادية للمجتمع الرأسمالي، لذلك، فعكس لينين، لا نحتاج منطق الجدلي الهيغلي لفهم (رأس المال)، ولانجاز هذا العمل، يجب ان يقف وعينا على قدميه، كما يقول ماركس.

لا نجد في جدل (انك لا تستطيع ان تسبح في نفس ماء النهر مرتين) سوى مفهوم فلسفي، أي قانون للفكر، فهذا التصور الفلسفي، ليس نتاج أي جهد علمي، فهو مجرد تصور فلسفي معقول، لا قوانين مادية يحتاج كشفها جهد العلماء.


60 - سفسطة الجدل
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 13:17 )
(انك لا تستطيع ان تسبح في نفس ماء النهر مرتين).

وما هذه السفسطة؟ وهل ممكن أن يعتمد عالم طبيعي مثل نيوتن -أو عالم اقتصادي مثل ماركس- على هذه السفسطة لاستخراج قوانين علمية في الطبيعة أو التاريخ؟
كلا، وألف كلا، فلا يمكن الوصول إلى القوانين العلمية من خلال جدل عقيم، أو سفسطة فلسفية، أو ما تسمى نظرية المعرفة (الجدل)، فالجدل هو مجرد جدل، ويبحث قوانين الفكر لا القوانين الاقتصادية أو الطبيعية. لذلك فعالم الفلاسفة يختلف كل الاختلاف عن عالم العلماء. ان الفيلسوف يستخدم التصورات المنطقية للبحث عن الخطأ والصواب ويحدد من خلالها قوانين فكرية، أما عالم اقتصادي أو طبيعي، فيستخدم كل جهوده لاستخراج قوانين مادية بصورة تجريبية بمساعدة الوسائط المادية مثل التلسكوب والمايكروسكوب لا من خلال الأفكار المجردة. وهذا هو الاختلاف بين عالم التأمليين وعالم الاختباريين.
تحياتي


61 - الزميل المحترم حميد خنجي: ازلية الوجود
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 16 - 13:30 )

رغم ان الوجود المادي هو واحد، فالانسان هو جزء من هذا الوجود، لكن ولغرض تصنيف السؤال، سنتحدث عن وجودين، الوجود المادي والوجود الانساني.ـ
الوجود المادي ازلي لا نهاية له، لسبب بسيط جدا هو ان المادة لا يمكن فنائها او خلقها من العدم، المادة تتحول من شكل الى اخرى، وحتى لو تحولت الى طاقة، فان الطاقة شكل من اشكال وجود المادة، العالم المادي سرمدي ازلي لا نهاية له ولا بداية، لكنه عالم متغير، اي ان شكل تحققه وصيرورته مختلفة
اما الوجود الانساني والحيواني، فلهما بداية وقد تكون لهما نهاية ايضا، لكن هل نهاية الانسان تكمن في جوهره هو، اي عدم قدرة جوهره على التكييف والانسجام مع التغييرات الحاصلة في الطبيعة، انا مع الرأي الذي يقول ان الانسان يمكنه التكيف مع نوع الحياة التي تفرضها القوانين الطبيعية المتغيرة، لان الطبيعة نفسها تفرض الشكل المتلائم معها،
فانا لا اعتقد ان ان الوجود الانساني محكوم بالفناء بسبب جوهر الجسم او ماهيته، لكن اذا كان السؤال يوعز الفناء لاسباب خارجة مثل
natural calamity
او حروب نووية، اذ ان المخزون من اسلحتها كافي لتدمير الارض لـ 4 مرات
فهذا يقع في حقل التوقعات والتنبئات


62 - الزميل انور نجم الدين: انك تخلط الحابل بالنابل
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 16 - 14:21 )
الزميل انور نجم الدين
انا قلت ان التغيير هو عملية ارادية، هو فعل مع سبق الاصرار والترصد، اي ليس غير مقصود، واقصد هنا بالتغيير، هو فعل الانسان على موضوع او علاقة محددتنان، انت تخلط الحابل بالنابل فتتكلم عن التغيير بشكل عام، تخلط التغيير مع التغير، ولا تميز بين الكلمتين، التغيير هو بفعل خارجي، والتغير هو بفعل داخلي، علاقات الانتاج، لا تتغير وحدها، اذ يجب تغييرها بفعل ثوري {وهذا كان محل النقاش مع الزميل نعيم، اذ يعيب على الماركسية فعلها الثوري}ـ
لم اقل ان تغيير العالم يجري من خلال فكر ماركس، بل قلت ان التغيير عملية ارادية، مع الاخذ بالاعتبار الظروف والعوامل الموضوعية والذاتية وليس القفز عليها..ولا اعرف كيف فهمت ايها الزميل وفسرت قصدي بشكل مخالف جدا؟
التغيرات الحاصلة في الطبيعة تتم بفعل القواين الداخلية وتجاذبات القواين الخارجية في اطار الوحدة والصراع، وهذا قانون ديالكتيكي ان تتجاهله، فانك تؤكد ان عقلك عقلا شرقيا يركز على النتائح ويفرح لها ويزهو، ويترك تعب البحث عن الاسباب التي قادت الى النتيجة
اما عن مقولة انك لا تستطيع ان تسبح في مياه النهري الجارية مرتين، فقد كان سياقها
يتبع


63 - رائع يا صديقي ابو رغيف -1
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 15:47 )
عظيم يا صديقي العزيز ابو رغيف، المهم هو نتيجة ايجابية. ولكن انك في تعليقاتك السابقة تقول:

(.. وهذا التغيير الذي يريده ماركس ان يحدثه ..) .. وماذا يعني ذلك يا عزيزي؟

وماذا يعني (التغيير عملية تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور)؟ يعني بكل بساطة، يمكن أن يحدث التغيير حسب التفسير أو التصورات.

وبعد:
انك تقول: (الماركسية هي من انبل الفلسفات التي عرفتها الانسانية ومن هنا كان قولي ان الماركسية لا تريد تغيير واقع الطبقة العاملة فقط انما تغيير العالم) (تعليق 15). وماذا يعني ذلك يا عزيزي؟ ألا تقصد ان التغيير يجري حسب وصفة الماركسية؟

انك تقول: (اما تعبير تغيير الطبيعة والذي ورد في السياق، صحيح ان الماركسية كفلسفة لا تهدف مباشرة الى تغيير الطبيعة، لكن بتحرر المجتمع والقضاء على الجتمع الطبقي والقضاء على الاستغلال) (تعليق 17). وماذا يعني ذلك يا عزيزي؟ انك تقول بلغة صريحة ان الماركسية هي التي تدفعنا نحو عالم جديد.


64 - رائع يا صديقي ابو رغيف -2
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 15:49 )
انك تقول: (لقد اوضحت بان التغيير الذي تحدثه الطبقة العاملة حسب وجهة نظر الماركسية..) (تعليق 20). لا يمكن ان يحدث التغيرات في العالم حسب هذه الفكرة الفلسفية أو تلك، أو الماركسية بالتحديد. وهذا وهم شائع يجب محاربته بشدة.

انك تقول: (خذ التغيير الذي احدثته الولايات المتحدة الامريكية في العراق، هل تغير المجتمع العراقي او تغيرت السلطة بشكل جوهري وهل يتمتع الشعب الان بالديمقراطية الحقيقة؟ (تعليق 22).

ان التغيير الذي يتحدث عنه ماركس لا يتعلق اطلاقًا بالتغيرات اليومية في العالم الرأسمالي، بل بالتحول من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى، بالتحول من الرأسمالية إلى الشيوعية.

أما اتفق معك كليًا حول الآتي:
(الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة من بين الطبقات الاخرى التي لا تسعى الى امتلاك وسائل الانتاج وبالتالي لا تستبدل نظاما استغلاليا بنظام استغلالي اخر).
أجمل وأروع فكرة للتعبير عن كل ما تحدثنا عنه هنا. ولكن للأسف، ان الربط بين هذه الفكرة المادية والاتحاد السوفيتي السابق، لا يعني سوى تخريب الأساس المادي لفكرتك الرائعة هذه.
تقبل تحياتي الخالصة


65 - داناتٌ من السجالات المأمولة
حميد خنجي ( 2012 / 10 / 16 - 16:33 )
كم جميلٌ هذا السجال الفلسفي والمعرفي، الذي يجري بكل احترام وجدية بين القطبين الماديين في مجموعة الحوار المتمدن؛ الزميلين العزيزين: مالوم وأنور! والأجمل أوالاكثر ِإثارة أن كل طرف يعتبر نفسه ماديا/ماركسيا حسب مفهوم كل منهما لماديته وماكسيته! وكم كنتُ أتمنى أن تناقش المجموعات الاخرى، عبر السجالات الجارية بهكذا جدية واحترام متبادل وهكذا منهجية، ولو أن لكل طرفٍ منهاجه الخاص ومنهجيته أوفهمه الخاص للمنهجية العلمية/ الماركسية، إنطلاقا من مَجسّ الدياليكتيك ولكن- بالطبع- حسب الفهم المحدود للذوات الإنسانية لعلم الدياليكتيك المعقد! لكن المؤسف أن جُلّ النقاشات في الحوار-عدى القليل القليل- تجري في أجواء من العاطفة والذاتيات والتصيد والتسفيه بالآخر، بل والتشهير بهذا الآخر، في جو من البغضاء والحقد الدفين! وبالكثيرمن اليقينية والعجرفة والإدعاء والغرورالإستعراضي! والأدهى أنها كلها بعيدة كل البعد عن المنهجية العلمية والتحليل الماركسي للأمورالخلافية
على كلٍ مادام الأخ أنور قد دعاني لمشاركتهما في هذا المناظرة المتميزه وغيرها الشبيهات، يسرني المشاركة - الجزئية- وحسب مستواي المعرفي والثقافي المتواضع

يتبع


66 - الشيوعية واسطورة الماركسية -1
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 17:16 )
يقول لينين:

(ان ماركس وانجلس قد علما البروليتاريا في غضون اربعين سنة ..) (الدولة والثورة).

حبذا لو كان الأمر يتعلق بتعليم وتربية طبقة من الطبقات، فلا البروليتاريا ولا البرجوازية لا يمكن تعليمها حسب فكرة نموذجية في التاريخ، فمصيبة هذه الماركسية هي انها تقوم بهدم كل أساس للمادية التاريخية، وهذه هي مهمتها لا أكثر. ففي الماركسية نجد ان القوة المحركة للتاريخ هو الفكر. أما في الواقع فالثورات -المستقلة عن أفكار المناضلين والمفكرين- هي القوة المحركة للتاريخ، وهذه الثورات لا تحدث حسب وصفة فلسفية من ماركس أو لينين، فماركس لم يكن موجودا في باريس أثناء انطلاق ثورة الكومونة. وعلى عكس لينين وماركسيته، فماركس يتعلم من البروليتاريا لا العكس، وبعد ثورة الكومونة، فيعيد النظر في البيان الشيوعي وفي مقدمته الألمانية عام 1872، يقول ماركس:

(وقد شاخ هذا البرنامج اليوم في بعض نقاطه، نظرا للرقي العظيم في الصناعة الكبرى وما رافق هذا الرقي من تقدم الطبقة العاملة ونظرا للتجارب الواقعية التي تركتها ثورة شباط اولا، ثم على الخصوص كومونة باريس).


67 - الشيوعية واسطورة الماركسية -2
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 16 - 17:27 )
يقول لينين:

(حيال هذا الوضع، حيال انتشار تشويه الماركسية انتشارا منقطع النظير، يتلخص واجبنا قبل كل شيء في بعث تعاليم ماركس الحقيقية) (نفس المرجع).

وما الماركسية اللاحقيقية؟ ما مقياس حقيقية ولا حقيقية الماركسية؟

والحال، ان الماركسية هي التي تحرك العالم، فحسب لينين ليست الماركسية سوى فلسفة يمكن وفقًا له تكييف العالم، فالتغيرات تجري حسب وصفة ماركسية يقدمها خلفائنا السياسيين لينين، تروتسكي، ستالين، ماو.
ولكن لا يوجد أية تعاليم لماركس يمكن وفقًا له تحويل العالم من الرأسمالية إلى الشيوعية. ويقول ماركس:

(ان الشيوعية حركة عملية تمامًا، تلاحق أهدافًا عملية بوسائط عملية) (الايديولوجية الألمانية، ص 222).

(ليست الشيوعية بالنسبة الينا أوضاعًا ينبغي إقامتها، مثلا أعلى ينبغي للواقع أن يتطابق معه. اننا ندعو الشيوعية الحركة الواقعية التي تلغي الأوضاع القائمة حاليًا) (ص 44).

وهكذا، فالماركسية والشيوعية متناقضان جذريًا، فالأول فكرة التعاليم المدرسية، أما الثاني فحركة واقعية ليست لها العلاقة بأفكار العظماء.
يجب الانطلاق من الشيوعية وتحويل الاسلوب الإنتاجي لا تغير الاخلاق حسب الماركسية.


68 - الزميل انور نجم الدين:كن اكثر دقة بالاقتباس رجاء
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 16 - 19:44 )
مشاركتك رقم 63 استدعتني ان اقطع سلسلة افكاري بانك اقتطعت العبارة التاليةمن سياقها وابعدتها عن مما قبلها من كلام وهو ضروري لكي يمكل معناها، مع انك قد اوردت هذه العبارة عدة مرات دون اقتطاع
العبارة الممقتطعة كما وردت في مشاركتك 63
(التغيير عملية تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور)
:والعبارة الصحيحة كما وردت في مشاركتي رقم 24

{وهل فهم الظاهرة يعني تغييرها ام ان التغيير يجب ان يتم وفق منهجية ووسائل علمية وعملية وهدف محدد؟
التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور}
وكما تلاحظ ان انفي ان يكون مجرد التفسير يمكن له التغيير:
فلماذا اعطيت لنفسك الحق بالتلاعب بالعبارة وتشويها بعد ان فاتك ادراك معناها في الردود السابقة
اي ورد في اي مشاركة من مشاركاتي ينص على ان التغيير عملية تاتي مصاحبة للتفسير؟
ثم انظر الى مشاركتك رقم 45 كيف تحمل علي لاني قلت ان التغيير عملية ارادية وليست بعملية عفوية:ــ

( التغيير عملية ارادية وليس عفوية او انها تأتي مصاحبة للتفسير كما تتصور )--
وهي الفكرة التي تناقض المادية التاريخية، فحسب هذه الفلسفة، يمكن لماركس توجيه التاريخ حسب ما يريده--ـ
يتبع.


69 - الزميل انور نجم الدين: هل انت ماركسي
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 16 - 20:45 )

وهكذا فانت تعتقد ان التغيير اذا كان اراديا فهو يناقض المادية التاريخية، لانه حسب هذه الفلسفة، يمكن لماركس نوجيه التاريخ حسب ما يريده.ـ

ثم تنزع الماركسية من تاريخك وتظهر بزي اخر، قد يكون لبراليا او مثاليا فتسأل
مقتبسا فقرة من احد مشاركاتي
انك تقول (اي انا) (الماركسية هي من انبل الفلسفات التي عرفتها الانسانية ومن هنا كان قولي ان الماركسية لا تريد تغيير واقع الطبقة العاملة فقط انما تغيير العالم) (تعليق 15) وماذا يعني ذلك يا عزيزي؟ ألا تقصد ان التغيير يجري حسب وصفة الماركسية؟

فاي وصفة تريدها يا زميل انور نجم الدين لكي تغير العالم او الواقع المزري للناس؟
هل تملك وصفة اخرى، دينية مثلا، او لبرالية، او راسمالية، او وجودية؟
نحن نرى ان افضل النظريات وانبلها هي النظرية الماركسية فلماذا اعتبرت هذه النظرية الاشهر في العالم مجرد وصفة؟
الا ترى بانك تطعن بالماركسية، فمرة تحيل ماركس الى مجرد اقتصادي
ومرة اخرى تقول ان فلسفة ماركس هي فلسفة تألية
وثالثة تطعن بالمنهج الديالكتيكي وتحاول نسفه وتسبدله بالمنهج التجريبي الذي لا يمكن تطبيقه في المجال الاجتماعي او الصراع الطبقي، وربما انك تنكر الصراع الطبقي


70 - التغيير الجذري الثوري للمجتمع هو انتصار للانسان
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 16 - 21:25 )
اجمل التحية استاذ ايليا
استطاعت البرجوازية الثورية اجتثاث الاقطاعية المدعومة من الكنيسة, و تحقيق تغيير ثوري في حينه, و حلت طبقة اكثر وعي و ثقافة, بعدان زقت الاقطاعية قرون البشر السم القاتل جوع ساعات عمل رهيبة و امراض و خرافة, بأختصار مجتمع متخلف. الم يكن حدث الثورة الدموي لازما وضروري من اجل ايقاف ذلك التخلف وتحقيق التطور. لِمَ كان ذلك حلالا اقصد أزاحت طبقة الاقطاع وسلطتها؟ الا ان الثورة البرجوازية جمدت على تاريخها الثوري تحولت متاجرة بأنجازاتها واخيراً تحولت قوة مضظهدة و مُستغِلة للطبقة العاملة, ولجأت كسابقتها الطبقة الاقطاعية لأضفاء القدسية على حق الملكية والاٍستغلال وبهذا تحولت الى طبقة ضئيلة تقود وتحكم الشعب من خلال السيطرة على ادوات الانتاج, وهذا ما راى فيه ماركس تناقض لابد حله لتغيير شكل الانتاج الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية الاجتماعية. ثم امر العلم و التكنلوجيا يدخل ضمن امر طريقة استغلاله بشكل انساني, فمن هنا هو تغيير لحياة البشرية اجمع! إذ الشركات الرأسمالية تؤكد يوميا بإستهتارها بحياة البشر والطبيعة, الاسلحة الذرية والحروب والمواد الكيمياوية والنفايات تدمر الطبيعة يتبع لطفا


71 - التغيير الجذري الثوري للمجتمع هو انتصار للانسان
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 16 - 21:50 )
تحية ثانية
مما تقدم نرى ان الطبقة البرجوازية او الرأسمالية عاجزة عن تحقيق دولة خالية من استغلال الانسان للانسان,فراى ماركس ان ذلك مهمة الطبقة المُضطهَدة الجديدة البروليتاريا إذ هي الاوسع في المجتمع و هي من ينتج الثروة المادية, وادوات الانتاج ينبغي هي تملكها فيصير امرالربح الذي يتأتى من فائض القيمة موزعا على البشر بدون سرقة الرأسمالي,اي ان الجميع في المجتمع سيكون بالنهاية مساهم في العمل الانتاجي وبقدر استطاعته ويأخذ ما يحتاجه بدون غبن ولا صراع بل ببناء انساني, لينتج انسان حضاري جديد. ماركس راى ان النضال لساعات عمل اقل هو من اجل تحقيق ساعات فراغ اكثر جدية لتطوير البشر لبذل المسرح و السينما وتمتع بالآداب و المسيقى اي مشاعية الثقافة! فكما كانت الثقافة و الموسيقى محصورة على النبلاء فشاعت بصفوف الطبقة البرجوازية ينبغي تنبعث في صفوف كل الشعب من اجل تكوين حضارة انسانية في دولة كونية بلا استغلال. من هنا ماركس كان يعمل على امر اتحاد البروليتاريا في العالم من اجل تغيير شكل الحياة على الكوكب الارضي كله و انتاج حضارة أو امبروطورية كونية بلا تناحر بل ببناء! نجحت دول بتحقيق الرفاه,فهل تنجح البشرية!ع


72 - ما الإرادة في التحولات التاريخية؟
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 17 - 05:07 )
ما لا اتفق معه هو عبارة (عملية ارادية)، ونعم (ان التغيير اذا كان اراديا فهو يناقض المادية التاريخية). وهذه الفكرة تستحق اهتمام خاص.

انك تقول: (فاي وصفة تريدها يا زميل انور نجم الدين لكي تغير العالم او الواقع المزري للناس؟ هل تملك وصفة اخرى، دينية مثلا، او لبرالية، او راسمالية، او وجودية؟) (تعليق 69).

وهذا دليل آخر لتمسكك بمنهج تغيير العالم من خلال الأفكار، أو حسب وصفة ايديولوجية.

في تعليق 21، انك تقول: (ان الصراع الطبقي وفي ظل علاقات الانتاج الاستغلالية يقود الى تصادم قوى الانتاج مع علاقات الانتاج، اذ ان علاقات الانتاج ستكون معرقلة للتطور ولا تتلائم مع ظروف الانتاج الجديدة).

هنا نجد بذر الفكرة المادية للتاريخ. ولكن يجب تعديل هذه العبارة قليلا، فلا يقود الصراع الطبقي إلى تصادم قوى الإنتاج والعلاقات الإنتاجية، بل العكس هو الصحيح، ان الاصطدام بين القوى الإنتاجية والعلاقات الإنتاجية المطابقة لها، وهو عملية لا إرادية، يؤدي إلى التصادم الطبقي، فحسب هذا الفهم لا يمكن أن يكون التحول من الرأسمالية إلى الشيوعية عملية إرادية.
محبتي واحترامي


73 - إلى الأستاذ المحترم علاء الصفار
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 18 - 20:37 )
آسف جداً لأني تأخرت بسبب ظروفي الصحية عن الرد على مداخلتك الواعية والضرورية والمتوقعة
أخي العزيز، من مبادئ الماركسية أنّ الواقع الاجتماعي يحدد طبيعة الوعي الإنساني، كما أن الوعي يؤثر في الواقع الاجتماعي. العلاقة بين وعي الإنسان والمجتمع علاقة ديالكتيكية، أو هكذا ينبغي أن تفسر
وعلى هذا فإنّ وعي الناس إبان الثورة الفرنسية وإلى نهاية الحرب العالمية الثانية، كان خاضعاً متأثراً بشروط الحياة المادية السائدة آنذاك
أما وقد تغيرت هذه الشروط، وانتصرت العلمانية والديمقراطية؛ فبات في وسع جميع الأحزاب ومنها الأحزاب الشيوعية أن تتقلد السلطة سلمياً بالانتخاب من دون إراقة دماء، فإنه ليس من الديالكتيك في شيء ولا من الحق ولا من المنطق أن ندعو إلى الثورة والعنف. هذه دعوة رجعية لا تنسجم ولا تتساوق مع الواقع الجديد
أما قضية أن البورجوازية الثورية بعد انتصارها، تحولت إلى طبقة مستعبدة ظالمة رجعية
ففيها نظر
ويكفي هنا أن أذكر أن الطبقة العاملة بعد تسلمها السلطة وقيادة المجتمع، أمست أكثر ظلماً وديكتاتورية وقمعاً للحريات وانتهاكاً لإنسانية الإنسان من البورجوازية
مع أجمل التحيات


74 - الصراع و قانون التضاد و النقيض من صلب الفكر
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 19 - 12:16 )
اجمل التحية الغالي استاذ ايليا
نعم ما طرحته قد المح اليه ماركس, فالرجل درس كل الظروف والاحتمالات و حتى شخص امر العولمة الحالية وحدد ان الصراع الطبقي يبقى مستمر وبهذا اكد ان مسألة الراسمالية اوجدت الطبقة النقيض و كحتمية ان امر الصراع سيجري بنفس الشاكلة لوجود قهر ووجد طبقة امامها مهمة ليس تحرير ذاتها فقط, اقصد البروليتاريا شخص ماركس امر وسع هذه الطبقة فثوتها يعني تغيير جبار في المجتمع إذ ان حتى في صفوف البرجوازية الصغيرة دائما يتواجد شيوعيين, ما يقال عنه انسلاخ طبقي اقصد ان هناك بشر من يريد ازالت استغلال الانسان رغم انه مهيأ طبقيا للسرقة لكن الحس الانسان و المباديء تطهر الانسان من الانانية, فالعمل من اجل اقامت مجتمع انساني هو ليس لصالح البروليتاريا فقط بل, للطبيب شي جيفاراههه!ان امر الدعوة للصراع والعنف يحدده حجم انتهاك الحق الطبقي! جمد امر الثورة عقود لرفاه راسمالية لكن الان نرى احداث اليونان مثلا, فانا لم ادعو الى الدماء انما الظلم يقود الى الثورة. ان ماركس شخص ان الثورة هي اختزال زمن المعاناة. وحذر ان لم يحقق الانسان الاشتراكية فهناك شبح الحروب البربرية, حروب السرقة في زمن العولمة!ع


75 - ماركس والثورة
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 19 - 17:29 )
عزيزي أستاذ علاء
قولك (( ماركس شخص أن الثورة هي اختزال زمن المعاناة)) يمثل فكرة قوية مقبولة
ولكن في زمنها، وليس في زمننا
فكرة ماركس هذه مثل كثير من الأفكار الدينية، إذا ردت إلى عصرها، فإنها لن تلقى الاستهجان والرفض، ولكن ستلقى الاستهجان والرفض إذا حاولنا تطبيقها على زماننا
في اليونان وفي اسبانيا احتجاجات وحشود غاضبة، وصعود لليسار، فهل رأيت أو سمعت هناك من يهتف للثورة المسلحة؟
لماذا لا تتسلح الجماهير فتخوض حرباً ضد حكوماتها؟
الجواب في غاية البساطة: فإن التناقضات الاجتماعية التي كانت تحل في الأمس بالثورة والاحتراب، باتت اليوم تحل بأساليب جديدة أبدعتها الديمقراطية
فالطبقة العاملة، إن تكن هناك طبقة عاملة بالصورة التي كانت موجودة في زمن ماركس، قادرة على الوصول إلى السلطة عبر ممثليها من الأحزاب اليسارية، فما حاجتها إلى ثورة حمراء مضرجة بالدم؟
أشكرك يا رفيق على المساهمة في الحوار شكراً جزيلاً


76 - أصدقاء الأعزاء
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 20 - 10:52 )
لتكميل النقاش، قد قمت بنشر موضوع خاص في الحوار المتمدن تحت عنوان: ماركس بين إرادة التغيير والمادية التاريخية في الرابط الآتي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=328982

مع جزيل الشكر والاحترام لكم جميعًا.

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د